المحرر موضوع: التجديد والتقييم والمحاسبة ضرورات لا بد منها للحركة الديمقراطية الأشورية  (زيارة 2041 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل دانيال سليفو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 117
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
من حيث المبدأ ينبغي ان ندرك حقيقة ان الحركات والتنظيمات السياسية وحتى الإجتماعية الفعالة لا بد ان تمر في مسارات و دروب عديدة بسبب تباين التحديات ومنشأها وقيمها وقوتها وتأثيرها , منها المسارات المستقيمة الطبيعية ومنها المتعرج يميناً وشمالاً وصعوداً ونزولاً , ومنها من يُراد منها الرجوع الى المربع الصفر الأول وهكذا .. وقد نكذب عندما نقول ان الحركة الديمقراطية الآشورية لم تمر بمصاعب ومطبات أدت الى الى تغيرات في الوجوه والمواقع والمسؤليات , وظهور كفاءات متباينة فعدا الكفوءة المضحية , فيها الركيك والوصولي والإنتهازي , الا أن عربات القاطرة القومية للزوعا إتسعت للجميع وكانت تكفي وتلم الأصيل والطارئ والمثقف المتنورالمنتج والمتخشب في فكره وإنتماءه الطائفي , والمنتمي للأصل الحضاري العريق والآخر المنتمي للسبط والفخذ والبيتوتات !. كل هذا يحدث ونحن نعيش وضعاً قومياً ووطنياً ودينياً بائساً , وكنا نحاول مع البعض من الخيرين ان نديم عمل محرك ماكنة العمل ليستمر المسار رغم العقبات والمطبات والمعرقلات والتي جاء البعض منها من الداخل من قبل بعض المنتمين اليها والذين أرادوا سحبها ووضع العصى والأحجار أمامها , ونجحوا أحياناً عن دراية أو من غير دراية والنتيجة واحدة كما هو معلوم , وكانت الضرورة تستدعي أحياناً التجديد والبدأ من جديد وتحقق ذلك حيناً وأُثُبط هذا المسعى أحياناً عديدة .
كانت لذة العمل القومي في السبعينات والثمانينات والتسعينات والى 2003 بعد سقوط النظام السابق , لدى أصحاب المبادئ تكمن في الألم والقلق والمعاناة , وجمال الكفاح حينذاك يكمن في سريته وصعوبة إجتماعات التنظيمات بعيداً عن الأعين المتربصة من الأمن والمخابرات ووكلائهم في كل زاوية وزقاق . رغم ذلك لم تستكن الطاقات المؤسسة لتنظيمات الحركة من الظهور في التجمعات والمناسبات , والقيام بجمع التبرعات وبعض الأسلحة وكسب المناصرين والمؤيدين ودعم رفاقها في القرى والجبال , ولم يكن احداً يجرأ حتى بالتفكير بالمناصب والمواقع لانها كانت تكليفية وليست تشريفية , لان المسؤولية تليق بمن كان الأكثر إستعداداً للتضحية وتحمل العواقب أمام سلطة لا تعرف الرحمة ولا تفهم القانون .
واليوم أصبح الوضع التنظيمي معكوساً لارتباطه عضوياً بالواقع المُر الذي يعيشه شعبنا إسوة بالشعب العراقي عموماً ودول الجوار , وبات أكثر تعقيداً , وأحكمت الفوضى طوقها في العديد من المفاصل , وظهرت الطحالب في المياه الراكدة والآخذة بالجمود والجفاف . فالمسؤول في الوضع الراهن هو الأقل عملاً وموقعه أضحى تشريفاً وليس تكليفاً , وهو أول من يستفيد ويبحث عن الشهرة والوجاهة ليصبح مادة للتداول وحديث الناس , ويكفيه ان يلبس البدلة وربطة العنق ( لوازم العمل ) لينشر صوره ونشاطاته في المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي مبتسماً مع شخصيات إجتماعية أو سياسية أو دينية أو في مآدب تذكارات القديسين !., وليس مجبراً عن القول عن ماذا توصل وماذا إتفق وعن الفائدة المرجوه من تحركاته ( الميمونة ) , ولكن وحينما تأتي ساعة المصارحة والتقييم ترى النعاس في عينيه الغائرتين و ( المحدقة نحو المجهول )!!. ولن تلقي منه لا خير ولا شر ولا حق ولا باطل فهو يكفيه ما سطر له سجل الخالدين من بطولات .
بعد سقوط النظام وتدافع وتزاحم العدد الغير قليل ممن فقدوا بوصلة العمل القومي وإنتظموا في صفوف الحركة منساقين بالعواطف والمشاعر القومية ( الرقيقة ), وطفا على السطح البعض ممن لم يألوا جهداً من طرح إجتهاداتهم وأفكارهم ( النيّرة ) , وكثيراً ما عانينا من تلك الترهات والتصرفات العقيمة التي لا تمثل منهاج ولا منطلقات ولا تاريخ الحركة بأي شكل من الإشكال , وبالنتيجة أخذنا ندفع ثمنها وأصبحنا في موقع المتهم أمام المتصيدين والمترهلين امام أجهزة الكمبيوتر , والحركة لا ناقة لها ولا جمل . ومثال على ذلك :  قبل سنوات وأبان ازمة الأسقف المعزول من الكنيسة الآشورية , إنبرت إحدى الرفيقات من شيكاغو وبتصرف شخصي بحت للدفاع عنه بغباء أهوج وسذاجة , بعيداً عن منهاج الزوعا الداعي عدم التدخل في شؤون الكنيسة . وبالنتيجة جعل العديد يعتقد بأن الحركة تلتزم بطرف ضد طرف آخر , والعكس هو الصحيح ,فأنه ليس من مصلحة الكنيسة ولا الحركة حدوث إنشقاق كنسي مضاف الى الأجزاء الموجودة , فالوحدة الكنسية تدعم وحدتنا القومية , لأن الحركة تدعو مخلصةً الى الوحدة ونبذ الفرقة في كنائسنا التي لا تختلف في شيئ في طقوسها . ولن نستطيع نسيان المندفعين والخارجين عن عقالهم في غرف المحادثة والفيس بوك والمواقع الالكترونية ممن لم يتخمر النضال والكفاح في عقولهم ومخيلتهم ولم يسمعوا بشيء إسمه المنهاج ولا بالدورات الحزبية والثقافية والتنظيمية !.
بعد عقد أو من عقود من العمل القيادي في الزوعا , وبعد المشاركة الفاعلة في صياغة قرراته , شعر البعض بانه لا يمكنه الإستمرار .. وهنا لا بد أن نتوقف ونسأل : هل كانت مشكلتهم قديمة ولم يستطيعوا حلها , اذا لماذا لم يغادروا حينذاك ؟ أليسوا مسؤلين عن تلك الأخطاء والترسبات التي عايشوها ساكتين عنها ؟. أما إذا كانت المشكلة حديثة , وبحسن نية نفترض بأن لا علاقة لها بالمناصب والكراسي , فعليهم التحلي بالصبر والالتجاء الى الأساليب التنظيمية ( التي ساهموا في ترسيخها )!. وشخصياً ولكوني خبرت العمل مع رئيس الجمعية الخيرية الآشورية والنائب السابق للسكرتير العام ورأيت اعمالهم على الأقل في كندا , فاني احملهم مسؤولية الوضع البائس للقاطع وما قاموا به وأدى الى ذوبان وإضحملال القاطع واللجنة الخيرية  وتحولها الى أطلال تسكنها الأشباح .. حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا القيادة .

ملاحظة المُضطر :- لا أحد كامل وكل إنسان معرض للأخطاء . ومن مصلحتنا التجديد وإصلاح الخلل , ولا مصلحة شخصية لي في الموضوع ولا احسن التزلف والتسلق , ولا أنتظر من القيادة مساعدتها في الحصول على حقوقي باعتباري سجين سابق !.