هل ستنهار الحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) ؟
آشور قرياقوس ديشوتورونتو – كندا
مهلاً أيها القراء الاحبة !
فأننا لسنا هنا بصدد الانتقاص أوالتهجم على زوعا أو شخصيات معينة في هذا الحزب بل المساهمة الاخوية في أبداء الرأي والرؤيا حول مستقبل هذا الحزب القومي الذي يهمنا جميعاً .
نحن لا نتمنى أن ينهار زوعا أو أي حزب آخر من أحزابنا القومية الاشورية ... ولكننا أردنا ان نرسل أشارة الحذر واليقظة من خلال هذا الحوار الاخوي.
نعم .. قد يكون عنوان المقالة مؤلماً أو محبطاً على البعض السادة من القادة والاخوة والاصدقاء المنتمين والمؤازرين للحركة الديمقراطية الاشورية – زوعا - لكننا نريد أن نرسل هذه الأشارة لنجلب أهتمام قيادة زوعا الموقرة حتى تاخذ الاحداث ومصير وأمر هذا الحزب العريق بالتحليل الجدي والمنطقي أتجاه الاحداث الاخيرة التي مرت على زوعا والتي تهم شعبنا وظروف مستقبله وخاصة نحن جميعاً يهمنا مصير شعبنا والاليات والجهود التي تعمل من اجل مصلحته ونعلم جميعاً ان زوعا يعتبر احد هذه الاليات المهمة ويعتبر أحد الاعمدة الرئيسية التي أستندت عليها االعملية النضالية والسياسية القومية لشعبنا في الوطن وكان لها باع طويل في النضال القومي وقدمت شهداء وابطال من اجل قضية شعبنا ...
أن الظروف والاحوال والنتائج التي مرت بها الحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) ومنذ سنوات عديدة لا تفسر ألا أمراً واحداً وهو أن قيادات زوعا نفسها تعيش مع بعضها في حالة من الاختلاف والتشابك في الرؤيا بشكل كبير وما حصل من خلافات وأنشقاقات وأستقالات وعزل وكذلك نتائج ألانتخابات الاخيرة دليل لا يحتاج الى الاثبات. ومهما حاول البعض من تغطية وتطميم ما يحصل اليوم في زوعا من سباق أو صراع فانه يحاول أن يخدع نفسه ولا يمكنه ان يخدع المتابعين من أبناء شعبنا . فأن وضع زوعا اليوم مقارنةً بمكانته قبل عقدين أو أكثر يعتبر فشل سياسي وجماهيري لم يحصل في تاريخه السياسي القومي ويمثل فقدان في توازن هذا الحزب القومي العريق . وان الذي يحدث اليوم يحتاج الى مراجعة ودراسة واسعة في كل الجوانب السياسية والتنظيمية والادارية ومن ثم خلق أستراتيجيات جديدة تعتمد على التواصل الجدي مع كل من ترك زوعا وأصبح اليوم خارج السرب من أجل خلق قاعدة صلبة مرة آخرى ليعود زوعا معافياً من جديد وخلق علاقة جيدة مع مؤسسات شعبنا الاخرى ونقطة البداية يجب ان تتم في تحديث النظام الداخلي والمنهاج السياسي لها لتعود في حماية وبناء أجزائها المنهارة داخل نفس حدود الحركة الديمقراطية الاشورية السابقة لتبقى كما كانت في السابق مؤسسة سياسية راقية ومتكاملة...
أن التهديد الاكبر الذي تواجهه الحركة الديمقراطية الاشورية – زوعا – هو من الداخل .. فكل المشاكل التي حدثت هي داخلية بحتة . واليوم تحتاج قيادتها القيام بدراسة شاملة ومستفيضة لكل التجارب التي مرت بها وأن تتخلص من حالة التكلس التي ظلت تعيشها أتجاه كل هذه الاحداث التي مرت بها وان يكون صدى أو ردود فعلها جدية حول هذه الاحداث التي مرت بها ومن غير توجيه اللوم والعتب والتخوين للطرف المستقيل أو المعزول وأظهار اللامبالاة أتجاه ما يحدث من شرخ واسع وكبير في جسد هذا الحزب القومي الكبير..
الاحزاب قد تخيب أحياناً وتنجح أحياناً آخرى .. وهناك أحزاب تمر بأزمات ولكنها تعمل بجد وبدون كلل حتى تنهض من جديد . وبرأينا أن التغيير المطلوب والاول يجب أن يبدأ في تركيب النظام الداخلي والذي يحتوي على نقطتين نجدها مهمة ويمكن أن تخلق بداية و فرصة جديدة لينهي زوعا مشيته المتعثرة هذه ويطرح عن كاهله المتعب كل هذه المشاكل لتستطيع التعامل مع التيارات والتحديات والازمات التي يمر بها شعبنا منذ 2003 ولتستطيع زوعا صياغة حلول حزبية و سياسية واجتماعية جديدة لشعبنا في الوطن. لذا ندعوا الاخوة في زوعا لدراسة هاتين النقطتين المهمتين :
- النقطة الاولى : تدخل في النطاق التنظيمي والاداري .. وحيث نرى أن هذا الشأن الداخلي هو قلب المشاكل وتنحصر فيه معظم الاختلافات .لذا نرى في وجوب قراءته والعمل على تحديثه . فعند مراجعتنا للمنهاج السياسي للحزب \ المؤتمر الثامن – نوهدرا أذار 2017 - المادة 16 - السكرتير العام للحزب والذي يتم أنتخابه من قبل المؤتمر العام . لم يتم تحديد فترة رئاسته ألحزب في هذه المادة . وعليه نقترح أن يتم تحديد فترة رئاسة اللجنة المركزية لخمسة سنوات فقط غير قابلة للتجديد لنفس العضو . وذلك من اجل التحديث والتجديد ومنح الفرصة للقيادات الشابة ولخلق أفكار جديدة تتلائم مع روح العصر والمرحلة..
- النقطة الثانية : قد تبعث هذه النقطة التي سنتطرق اليها هنا الى الاستغراب والاستهجان من بعض الاخوة القراء .. ولكنها حقيقة واقعة ..وربما ليست محصورة بين ابناء شعبنا فقط وهي موجودة على النطاق السياسي العام في الوطن وبلدان آخرى . ونعني ( ظاهرة المحسوبية والعشائرية والقرابة ) بعد أن أصبحت هذه ألآفات القاتلة تغرس انيابها ليس فقط في المؤسسات الاجتماعية والثقافية لشعبنا بل بدأت تزحف الى المؤسسات السياسية لتقتل ألتألف والوحدة في صفوف مجتمعنا وأحزابنا. وحتى نحارب هذه الأفة وأستئصالها يجب على زوعا ان يركز عليها بدقة ويجعلها من الاولويات التي يجب محاربتها والتخلص منها في أحزاب شعبنا حتى لا تكون لها تأثير في مسألة الانتخابات الحزبية الداخلية . ويمكن ذلك من خلال مراقبة وتحديد حضور الاقرباء وابناء العشيرة الواحدة للأشخاص الذين يرشحون انفسهم للأنتخابات الرئاسية من خلال وضع ضوابط مكتوبة في النظام الداخلي للحزب . كأن تحدد نسب محددة لكل عشيرة أو عائلة أو أقرباء للأشخاص المرشحين لمركز السكرتير العام وذلك بأن تلجأ قيادة الحركة الديمقراطية ألأشورية الى تغيير نظام أنتخاب رئيس اللجنة المركزية بأي وسيلة تبعد عنها آفة المحسوبية والعشائرية والقرابة .. أما أذا أعتبرت قيادة زوعا أن التكوين العشائري ظاهرة أعتيادية من الظواهر الاساسية لتكوين شعبنا وأمتنا الاشورية وله أنحدار تأريخي لا يمكن تلافيه .. فعليها أن تجد الوسائل للسيطرة وتحديد تأثيرهذا المد على مسيرة الحزب ووضع قواعد معينة توقف هذه الافة . وذلك من خلال تحديد نسبة العشائرية والقرابة في اللجنة المركزية أو حضور المؤتمر العام الذي يتم فية انتخاب السكرتير العام ... واذا فشلت في ايجاد السبل فليتم أنتخاب السكرتير العام للحزب من خلال أستفتاء عام او أنتخاب شعبي من خلال وسائل التواصل وحتى يشمل جميع أعضاء زوعا أو جميع ابناء شعبنا في المعمورة كما ترغب به قيادة زوعا.
مع المحبة والتقدير
الله وشعبنا الاشوري من وراء القصد!