المحرر موضوع: النزعة الإستبدادبة لمتبني نهج المحاصصة  (زيارة 577 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الدكتور علي الخالدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 486
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
النزعة الإستبدادبة لمتبني نهج المحاصصة 
ادكتور/ علي الخالدي
في هذه الأيام وإمتدادا لتظاهرات 25 شباط عام 2011 ، تصاعد زخم الحراك الشعبي الجماهيري  في مدن جنوب ووسط العراق ، حيث منذ ذلك الوقت والجماهير الشعبية وخصوصا فئة الشباب منهم تطالب بخدمات وفرص عمل (وبأمور من المعيب وصفها بالمطاليب وإنما هي حقوق كرسها الدستور تمنح للمواطنين) . مستخدمين التظاهر وما تراكم من وسائل الحراك الشعبي العراقي كوسيلة وحيدة يستطيعوا أن يوصلوا صوتهم إلى من صم أذاته تجاه نداءات الجماهير، منذ تأسيس الدولة العراقية حتى 2003 ، حيث إتصف سابقا بطابع سياسي إقتصادي ( صالح جبر يديوس كرصة خبز عشر فلوس ) ولهذا التحم الشعب مع الجيش عند تفجير ثورة الفقراء تموز المجيدة ، ومن ثم انخرطت قواه الوطنية بالثورة الكردية تحت شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ، وبذلك تكونت لشعبنا تجربة رائدة في التصدي لآلاعيب الحكومات ، دافعا ثمنا باهضا لقاء إنتصار حراكه ، فلا غرابة من أن يبتهل شعبنا العراقي لإسقاط الصنم معتقدا ، والفرحة مرتسمه عليه بالوضع الجديد ، معتقدا أن ذلك سيحقق له الديمقراطية والعدالة الإجتماعية وسيوفر له حياة حرة كريمة . لم يدر بخلده أن البعض من الأحزاب الإسلامية التي وضعت لقيادة العملية السياسية ، سرعان ما تتنكر لأهدافها الوطنية وتتمسك بمذهبها ، على حساب إنعاش الروح الوطنية التي غيبتها قومية الدكتاتورية ، خاصتا بعد تبنيها نهج المحاصصة الطائفية والإثنية المقيت ، سيما وإنها فتحت ابواب أحزابها أمام مزدوجي الجنسية الذين جيء بهم من الخارج . آخذين وإياهم عملية توجيه بوصلة  العملية السياسية ، فأبعد الوطنيني العراقيين حاملي هموم الشعب والوطن عن مواقع القرار ، وهم الذين عانوا من النظام الدكتاتوري والحصار ، فحصل  ما حصل من مآسي وويلات أجبرت الجماهير الشعبية النهوض من جديد ومواصلة ما قام به الآباء والأجداد من اساليب إحتجاج ، متخذين الشكل السلمي للتظاهر للمطالبة بتحقيق ما ألزموا أنفسهم للشعب من وعود بالتغيير والإصلاح ، وإجتثاث ما تراكم من سلبيات الأنظمة الرجعية والدكتاتورية . لكنها سرعان ما تناست إجتثاث موروثات تلك الأنظمة وخصوصا ما ورث من قوانين دكتاتورية لازلت تُطبق   
  إن تموضع معادي التغيير والإصلاح وعدم مس مصالحهم ومراكزهم ، وكيل الوعود واللامبالاة و إخفاء ما يرمون فعله عن الجماهير ، ومقابلة إحتجاجاتهم السلمية بالقوة غيرالمبررة بما في ذلك إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ، فمنذ الوهلة الاولى لإندلاع الحراك الوطني السلمي في 25 شباط عام 2011ُ خُلقت حالة إزدواجية في مواقف القائمين على مواقع القرار مما جعل الناس لا تصدق تصريحاتهم ووعودهم. سيما وانهم قد نعتوا المحتجين بالمخربين وبعرقلة مسيرة الإصلاح ، مجبرين من ألقي القبض عليه وبطريقة بشعة توقيع تعهدات و نصوص من تراث الحكومات الرجعية
 
لقد كانت ردود أفعالهم المسيئة للمتظاهرين ، تتناقض مع ما يتحدثوا عنه من ورع مذهبي (يعبروا عنه بتشمير سواعدهم في إحياء مراسيمه الطائفية )، ويفسدوا  في الوقت نفسه كل شيء حتى سياستهم التي فشلت في إستنفار العقل للخروج من الازمات والمآسي التي لازمت الشعب والوطن ، والتي تحولت سياساتهم بعيدا عن وطنيتهم ، وهم  يواصلوا إخماد الضوء الذي كان يؤمل ان ينتشر في آخر النفق، لقد فقدوا مصداقيتهم مؤكدين على حقيقة ، أنه من الصعب أن يصبح الطائفي وطنيا ، ومن الاصعب أن يحافظ على وطنيته من سيطرة المصالح الذاتية ، طالما لازمت  تًَسيدها على المصالح الوطنية العليا ، فالرجل الوطني هو من يخلص للوطن وليس لطائفته او قوميته او عقيدته او قبيلته او عروبته، ويفيد الوطن . فحذار الوقوع في مستنقع المصالح الذاتية والإنسياق لشعارات طائفية قومية     
من الغرابة أن حراك الجماهير سلميا يحدث بعد مرور 233 سنة على إنتفاضة الشعب الفرنسي  ضد ملك فرنسا وحاشيته واتباعه ، رافعين شعارهم الشمولي المشهور( العدالة والمساواة والاخاء)، معلنين مطالبتهم بالحياةالحرة الكريمة .و60 عاما على ثورة الفقراء تموز المجيدة ، جاء (حراك الجماهير الشعبية) بعد أن إمتلئت مدن العراق بالجياع والفقراء والمرضى والايتام وغياب فرص العمل والماء الصالح للشرب والكهرباء( إذا وجدت الكهرباء وجدت مقومات التنمية ).ومحاربة الفساد دون أن يحرك المسؤولون ساكنا .
وكما هجم المحتجون على سجن الباستيل في فرنسا ، هاجم المحتجون العراقيون مقار مختلف الأحزاب المتحاصصة في أغلب المدن في الوسط والجنوب ، حيث أحرقوا بعضها أو أنزلوا صورا علقها السياسيون أنفسهم
إن متبني النهج الطائفي لم يعدو إدراك حقيقة ، أن من يحرك العالم اليوم هو المصلحة الاقتصادية، وإن وحدتنا وإستمرارها في تعضيد شعارات التظاهر المتماهية مع ما جاءت به الثورة الفرنسية  العدالة والمساواة والإخاء ، هي السبيل الوحيد الذي به تتحقق عبره العدالة الإجتماعية، والحياة    الحرة الكريمة  ومن يعادي ذلك هو من ضُربت مصالحه الذاتية . فالحياة الواقعية التي تعيشها الجماهير الشعبية ، والأفكار الخرافية التي يروجها  وكلاء نهج المحاصصة القائمة على صيغة وأطيعوا أولي الأمر لا يمكن أن تتماهى مع موضوعية الواقع الحالي ، فهم يتحدثون عن صيانة أمن الجماهير المحتجة وينشروا بين صفوفهم مسلحون بملابس مدنية ليغيروا على المتظاهرين أمام أنظار الجيش والشرطة ومن عناصر الميليشيات المرتبطة بإيران لتشويه شعارات المتظاهرين ومآربهم الوطنية