الرابط التالي هو عنوان الخبر الذي تصدر الصفحه الرئيسيه لموقع عنكاوه كوم
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=895747.0افتقر المترجم او المحرر الى نقل الرابط الاساسي لكاتب المقال في جريدة الواشنطن بوست والتي لها مكانة مميزه لدى الحكومه الامريكيه بدليل انه من البروتوكول الرئاسي ان تكون النسخه اليوميه لهذه الجريده على مكتب رئيس الولايات المتحده الامريكيه يوميا صباحا, وكذلك عند تقييم سياسي امريكي يتم اعتماد ما قد كتبت عنه الواشنطن بوست مسبقا (مصدر هذه المعلومات هو ارشيف وزارة الخارجيه الامريكيه) وما يهمنا القول هنا وضع مترجم او محرر الخبر عنوان له يبدأه بكلمة (واخيرا, المساعدة.....) فلو كان هذا هو عنوان المقال في الواشنطن بوست فماذا سيكون رد فعل الرئيس الامريكي او اي من مستشاريه من حيث ان الموضوع يشمل بضع مئات من ملايين الدولارات والتي هي لا شيء قياسا بأجمالي الدخل السنوي الامريكي البالغ اكثر من ثلاثة ترليون دولار؟
تلك كانت فقط مقدمة اتمنى ان يلتفت اليها صحفيينا مستقبلا لكي نرتقي بمستوى الاداء خدمة لشعبنا ومستقبل اجيالنا القادمة. لكن مقالي هولتوضيح البيروقراطيه في السياسه الماليه الامريكيه متخذين من المساعدات موضوع الخبر المشار اليه مثالا - خطوة بخطوة - وتأثر المنتفعين من هكذا مساعدات في جميع المراحل لكي يكون ابناء شعبنا عامة وسياسيينا خاصة على اطلاع والاستفادة من هذه التجربه مستقبلا:
بأعتبار ان الاموال التي تملكها الحكومه الامريكيه هي اموال الشعب الامريكي (دافعي الضرائب) اذا, اي مبلغ تقرر الحكومه صرفه يجب ان يحصل على موافقة ممثلي دافعي الضرائب والذين هم اعضاء الكونكرس
الخطوه الاولى: عندما تقرر الحكومه الامريكيه ان تصرف مبلغا ما ولتكن مساعدة الشعوب المضطهدة من الايزيديين والمسيحيين لاسباب لا يسعنا الدخول بها كأن تكون بكاء ناديه مراد او لتشجيع المنتوجات الامريكيه او لغاية في نفس يعقوب أو اي تكون الاسباب (وما خفي كان....) –داخليا يكون هنالك حديث بين المسؤولين الامريكيين وبعض المتنفذين في الكونكرس- تكون الخطوة التاليه كيف يكون التنفيذ ( بسبب الفساد المالي الذي رافق تاريخ الحكومه الامريكيه فقد توصلو على احدث واحكم الممارسات التي تتابع مسار الدولار لكي يضمن الكونكرس ان المبالغ التي وافق على صرفها اعطت الغاية المصروفه لأجلها)
لا يوجد في القانون المالي الامريكي (the appropriation law) شيء اسمه منحه كأن يعطى المبلغ الى جهة غير امريكيه اطلاقا, لذلك يجب الاعتماد على المؤسسات العامله في الارض والتي في اغلب الاحيان تكون المؤسسه الامريكيه للتطويرالعالمي USAID. اعلاميا ((يخرج مسؤول امريكي رفيع المستوى يقول ان المسؤوليه الاخلاقيه للولايات المتحده تفرض عليه ان تساعد الاقليات ال.....))
الخطوه الثانيه: يتم استدعاء مسؤلي المنظمه الامريكيه USAID ليتم ابلاغهم في النيه وحجم المبلغ الممنوح
الخطوه الثالثه يقوم مسؤولي المنظمه بالاتصال بالشخصيات السياسيه والدينيه والوجهاء وعادة كل من تستطيع المنظمه من الاتصال به وتعتبره مصدر موثوق (وهذه عادة تتدخل بها الامور اللوجستيه) لمعرفة الاولويات – اي التي يحتاجها اكثر الايزيديين والمسيحيين, بالمناسبه عادة تعتمد المنظمه على الموظفين المحليين الذين يعملون لديهاّ!
اعلاميا ((تهلل الصحف المحليه بأن الامريكان زارو واطلعوأ واتصلو واجتمعو و.....))
الخطوة الرابعه: تقوم المنظمه بوضع الدراسات للمشاريع التي من المفترض تنفيذها والتي تتفق مع الميزانيه الممنوحه والتي ايضا سوف تقنع المسؤلين الامريكيين السياسيين اصحاب المبادره الاساسيه
الخطوه الخامسه: ولكون المنظمات الامريكيه عامة لا تثق بالشركات والمقاولين المحليين, لذلك تعرض المناقصات على الشركات والمقاولين الامريكيين الذي لديهم ضمان داخلي في الولايات المتحده من حيث انه اذا حدث اهمال او تقصير او عدم اكمال المشروع تتمكن المنظمه من استعادة المبالغ الممنوحه من الكونكرس لأنه بسبب الهدر التاريخي للاموال العامه لم تعد الحكومه الامريكيه تتحمل اي نوع من المجازفات الماليه ولذلك يقوم بهذ الدور الشركات والمقاولين الامريكيين
الخطوة السادسه: يقوم هؤلاء المقاولين والشركات بالاعتماد على مقاولين صغار محليين واعطاءهم ادوار صغير من حيث اذا فشل احدهم تكون الخساره ضئيلة – علينا ان نوضح هذه بصوره اكثر تفصيلا – فلنقل تأهيل توربينات محطة الموصل الغازيه لكي تغذي سهل نينوى (البؤساء المسيحيين) بالطاقه الكهربائيه, تقوم المنظمه الامريكيه USAID بالاتفاق مع شركه امريكيه للقيام بهذا المشروع بكلفة 2 مليون دولار في حين تستطيع شركه عراقيه من القيام بها بنصف مليون دولار. لذلك تقوم الشركه الامريكيه الرئيسيه بالتعاقد مع شركة عراقيه لبناء جدران وسياجات توفر حماية كامله بكلفة مائة الف دولار وشركة اخرى لرفع المواد المتضرره واخرى لتقييم الاجزاء المتضره والبدائل وقد تقوم بشراء الاجزاء المطلوبه من داخل الولايات المتحدة وشحنها الى الموصل..... كتحصيل حاصل سوف تحصل الشركه الامريكيه على مليوني دولار وسوف تشتري مواد بربع مليون وتمنح مقاولين محليين نصف مليون وتهدر ربع مليون وتضع في حساباتها بقدر كل هؤلاء دون ان تعمل شيئا
(( اعلاميا: لا شيء.... ولكن بين المقاولين العراقيين والشركات هنالك واسطات ورشاوي واتصالات ويصبح كل شيء مسموح بما فيه دور السياسيين واقرباءهم وحتى رجال الد.....))
هذا مثال بسيط من البيروقراطيه في العمل المالي للحكومه الامريكيه اضعه بأسلوب مختصر في متناول القاريء الكريم ولا اود الدخول في التفاصيل لكي لا تتعقد الصوره.
تبقى معلومه بسيطه اود ذكرها ربما انتبه اليها القاريء وهي ان هذه المليونين دولار الممنوحه كمساعدة للشعوب المضطهده فان الجزء الاكبر منها لم يخرج من الولايات المتحده وبقى في الداخل – اي مازال ضمن الدخل القومي الامريكي! وعلى مثال اوضح في عام 2008 كان مجموع ما صرفته الولايات المتحده في (عمليات تحرير العراق) اكثر من 800 بليون دولار ولكن اكثر من 90% منها لم يخرج من الولايات المتحده لأن رواتب العساكر وكلفة الاسلحه والمعدات كلها في الداخل ولم تشتري شيء من العراق او الدول الاخرى سوى الفتات الذي اعطي لهذا وذاك
نذار عناي
NatharAnayee@