عزيزي خوشابا سولاقا
تحية طيبة
ليس منصفاً أن تصف القيادة الأشورية إنها تعاملت مع الكابتن كريسي «وفق منطق وفلسفة العشيرة». أو أن تشبِّه الكابتن كريسي بآرثر بلفور. فالكابتن كريسي كان يترأس البعثة العسكرية البريطانية لدى الجيش الروسي في القوقاز. ولم يكن بمقدوره أن يعطي تعهداً خطياً للأشوريين بوطن قومي، وإن كان قد طلب منه ذلك. أما آرثر جيمس بلفور فقد كان وزير خارجيّة المملكة المتحدة. والرسالة التي بعثها إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد الإبن الأكبر لناثنيل ماير روتشيلد يعده بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي كانت تحمل صفة رسمية من حكومة صاحبة الجلالة.
وقد جاء في وعد أو تصريح بلفور: « إن حكومة صاحبة الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ، و ستبذل كل ما في وسعها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر».
وعند إصدار وعد بلفور، كان ليونيل روتشيلد رئيساً شرفياً للاتحاد الصهيوني لبريطانيا وأيرلندا. كما كان أثناء الحرب العالمية الأولى من مؤيدي إنشاء الفيلق اليهودي الذي دخل فلسطين مع الجيش البريطاني. وكان ليونيل روتشيلد يرى أن الوجود الصهيوني في فلسطين لابد أن يأخذ شكل دولة وليس شكل وطن قومي وحسب، وأن هذا سيخدم مصالح الإمبراطورية البريطانية، ومن ثم مصالح عائلة روتشيلد.
يوسف شيخالي