مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية (دولة الفاتيكان) في أزمة شديدة بعد ان وصل لهيب الفساد والفضائح قمة هرمها
أريد أن أسترعي انتباه القراء الكرم الى أن ما سأكتبه يتعلق بمؤسسة الكنيسة الكاثوليكية أي دولة الفاتيكان وليس الكنيسة كمسرة إنجيلية وبشارة ومحبة وعطاء وتسامح وغفران ورحمة وقبول الأخر.
وكذلك بودي أيضا التنبيه الى أن أغلب المعلومات التي في هذا المقال استقيتها من الصحافة أولا الكاثوليكية، أي التي تنشرها او تدعمها مؤسسات كاثوليكية او تصدر في بلدان فيها للكثلكة شأن كبير، وثانيا من الصحافة العالمية الرصينة، أي الصحافة التي تتأنى كثيرا وتحاول جهدها التحقق من مصداقية المعلومة قبل نشرها.
محاور المقالوسأناقش في هذا المقال عدة محاور تتركز على خطورة الأحداث التي تمر فيها المؤسسة الكنسية هذه ومن ثم لماذا وكيف وصلت الأمور الى الوضع الخطير الذي نحن فيه. وكذلك سأناقش السياق الجديد الذي وجدت نفسها فيه المؤسسة هذه وتأخرها في فهمه وتفكيكه. وأخيرا علاقة ما أكتبه بتاريخ شعبنا وكنيستنا المشرقية المجيدة.
وشخصيا أرى أن الكثير من مثقفي وكتاب شعبنا بدأ يميز بين الكنيسة كرسالة سماء والكنيسة كمؤسسة مثل مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية التي ما هي الا دولة شأنها شأن أي دولة أخرى. ولهذا عندما انتفت الحاجة إليها، سياسيا وماليا ودبلوماسيا وعلى رأسها الحاجة الى ما تملكه من أذرع مخابرات وتجسس طويلة، أخذت الدول الغربية تتركها تواجه مصيرها لوحدها وهي تصارع الرياح العاتية التي تعصف بها من كل حدب وصوب.
وهذا المقال سيلقي الضوء على سياق الأحداث وربطها بما حدث لشعبنا لا سيما أبناء وبنات كنيسة المشرق المجيدة، وهنا أخص الكلدان بالتحديد، من مأسي وما وقع عليهم من ظلم واضطهاد وما اقترف بحقهم من فضائح تفوق كثيرا ما تتحدث عنه الصحافة العالمية وتعترف بها المؤسسة ذاتها اليوم.
شواهد كثيرةلا يمر يوم تقريبا إلا والصحافة العالمية تنقل أخبارا غير سارة ومحبطة ومأساوية عن مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية (دولة الفاتيكان). فما أن تنتهي تبعات الأزمات والفضائح التي تكشفها لجان تحقيق مستقلة ومهنية ونزيهة في أستراليا مثلا حتى تتبعها فضيحة أخرى في شيلي وتلحقها فضائح أخرى متتالية في إيرلندا وأخرى متعاقبة في الولايات المتحدة وغيرها من الدول والمناطق.
ويبدو أن الحبل على الجرار بعد النتائج الكارثية التي توصلت إليها لجنة تحقيقية مؤخرا في ولاية بنسلفانيا في أمريكا ومعها اكتشاف جرائم مرعبة اقترفها اكليروس هذه المؤسسة من الرجال او النساء في بيوت للأيتام وملاجئ أخرى للنساء في إيرلندا وأمريكا. (أنظر أدناه)
وهذه بعض العناوين التي ظهرت على صفحات أكثر الجرائد والقنوات الإعلامية تأثيرا في العالم أغلبها في الأيام القليلة الماضية:
لا يجوز ان تقف المساءلة عن التحرش (الجنسي) عند اعتاب الفاتيكان (رابط 1)
بينما الفاتيكان في هيجان حول ادعاءات التحرش (الجنسي)، أسئلة تحوم حول مدى معرفة البابا بها (رابط 2)
سفير فاتيكاني سابق يتهم البابا فرنسيس في عدم اتخاذ اجراء حول التحرش الذي قام به (الكاردينال) ماكاريك (رابط 3)
فضيحة التحرش الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية تتفاقم في خضم اتهامات بالتستر (رابط 4)
الكنيسة الكاثوليكية مصابة بمرض الجنس (رابط 5)
الاتهام الذي وجهه رئيس الأساقفة للبابا يؤشر الى انقسامات في الكنيسة (رابط 6)
كل مدعي عام في أمريكا عليه إجبار الكنيسة الكاثوليكية على قول الحق (رابط 7)
عصيان متزايد في الكنيسة الكاثوليكية يهدد كردينالا كبيرا في واشنطن (رابط
الحرب الأهلية في الكنيسة الكاثوليكية صارت على المكشوف (رابط 9)
لاهوتي: الكنيسة الكاثوليكية "ستندثر" في غياب الإصلاح (رابط 10)
الكرادلة والأساقفة الكاثوليك يستغلون الراهبات ويعاملوهن مثل الخدم (رابط 10)
الراهبات تتحدثن عن التحرش الجنسي من قبل الكهنة والأساقفة (رابط 10)
ما مدى خطورة الوضع؟الوضع أخطر مما يتصور البعض لأسباب عديدة.
أولا، نطاق مثلا جرائم التحرش الجنسي كبير ولا يتعلق بأفراد محدودين هنا وهناك. حسب الفاتيكان والبابا نفسه فإن التحرش بالأطفال والتستر على "الجريمة" قد تحول الى "مرض مستوطن" و"ثقافة" في مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية ويجب استئصاله، ولكنه لم يقل كيف ومتى؟ (رابط 11)
ثانيا، التقرير الأخير للجنة التحقيق في بنسلفانيا التي كانت برئاسة المدعي العام. وتقرير بنسلفانيا يقع في 1400 صفحة وفيه تفاصيل توقف شعر الرأس وهو مفصلي لأن بعده لن يكون كما قبله. اللجنة التحقيقية هذه ومن خلال الوثائق التي في حوزة ست ابرشيات كاثوليكية في هذه الولاية فقط، كشفت أن عدد رجال الدين الكاثوليك الذين تحرشوا او اغتصبوا الأطفال بلغ 301 وعدد الأطفال الذي تم التحرش بهم أو اغتصابهم تجاوز ال 1000، هذا حسب سجلات هذه الابرشيات. وكل هذا لم يتم التبليغ عن أي جريمة للشرطة او حتى معاقبة أي كاهن او أسقف. بيد ان تقرير المدعي العام يشير الى أن الحالات قد تكون بالآلاف.
ثالثا، إذا كان العدد الموثق من قبل مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية لرجال الدين المتحرشين بالأطفال يبلغ 301 وعدد الأطفال الذين جرى التحرش بهم أو اغتصابهم أكثر من 1000 في ست أبرشيات في أمريكا فقط، فكم سيكون العدد لو تم اجراء تحقيق مماثل – وهذا سيحدث لا محالة - في كل الأبرشيات الكاثوليكية في أمريكا والتي تبلغ حوالي 60 أبرشية؟ وماذا ستكون النتيجة لو فتح الفاتيكان سجله السري عن هذه القضية وهو سيجبر على فتحه والسماح للمحققين النبش فيه رغم ضخامة حجمه؟
رابعا، أغلب قضايا التحرش ينطبق عليها في ولاية بنسلفانيا قانون التقادم، الذي بموجبه لا يمكن رفع دعوى قانونية او الطلب بتعويض من خلال المحاكم بعد مرور مدة زمنية محددة. في السويد مثلا هذه المدة تبلغ عشر سنوات. ولكن أغلب الولايات الأمريكية ليس لها قانون التقادم ومن ثم هناك محاولات حثيثة لإلغائه في بنسلفانيا. فماذا سيحدث؟
خامسا، شرع عدد من القضاة تشكيل لجان تحقيقية خاصة في ولايات أخرى، وهناك طلب لإجراء تحقيق فدرالي على مستوى الولايات المتحدة. بمعنى أخر، لن يمر وقت طويل حتى نكون أمام فضائح أخرى قد يستغرق كشفها عقودا في زمن يحتله الإعلام الخوارزمي أي الرقمي.
سادسا، مبالغ التعويض فلكية. حتى الأن بلغت في أمريكا، ومعظمها تعويضات لضحايا منطقة واحدة فقط وهي بوسطن، أكثر من 3.8 بليون دولار (أي 3800 مليون دولار). ماذا عن باقي الولايات وماذا لو جرى عدم التقيد بقانون التقادم في بنسلفانيا؟ (رابط 12)
سابعا، هناك تعويضات تدفعها المؤسسة في أمكان أخرى. فمثلا في أستراليا بعد لجنة تحقيق مشابهة تبين ان أكثر حالات التحرش الجنسي بالأطفال (حوالي النصف) قام بها رجال الدين الكاثوليك، رغم أن نسبة الكاثوليك في أستراليا هي حوالي 25% من السكان. واليوم على مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية دفع خارج المحكمة، إن قبل الضحايا ذلك ولم يلجئوا الى المحاكم، مبلغا يصل الى حوالي 150,000 دولار لكل ضحية من ضحاياها. إن علمنا أن عدد الضحايا الذين سيستحقون التعويض في أستراليا قد يصل في نهاية المطاف الى أكثر من 60,000 ألف شخص (ستون ألف)، لعرفنا وبحساب بسيط ضخامة التعويضات التي على المؤسسة دفعها. (رابط 12)
ثامنا، كل التقارير التي استندت الى لجان تحقيق مستقلة اشرت الى أن المسألة ليست شخص هنا او هناك بل قضية مؤسساتية لا يتم محاربتها بل رعايتها من الأعلى او التستر عليها بدلا من وأدها في مهدها وأن أقل نسبة من رجال الدين الكاثوليك المتهمين فيها تبلغ من 7-10 في المائة وفي أمكان أخرى أكثر من ذلك بكثير. (رابط 12)
ونكتفي بهذا القدر ولن نذكر أماكن أخرى كثيرة حيث ما يجري لا يصدق.
وكأن هذا لم يكن كافيا!وفي خضم كل هذا وقبل وقت قصير جرى كشف فضائح أكثر هولا، حيث تم كشف مقبرة جماعية في بالوعة رميت فيها جثث حوالي 800 طفل "غير شرعي" من قبل راهبات كن مشرفات على ميتم في إيرلندا. وظهر أن الراهبات كن يخطفن الأطفال من أمهات بدون أزواج ولم يسمحن لهن مشاهدة أطفالهن ابدا بعد أن يتم وضعهن في أديرة او مساكن رعاية تشبه السجن ويتم استخدامهن للعمل وغيره بشكل بشع. (رابط 13). وهذا ما حدا الحكومة الطلب بتفكيك الرهبنة ومصادرة كل أديرتها وأملاكها وأموالها لتعويض الضحايا وأقاربهم وأمهاتهم وإعادة دفن الأطفال بكرامة في مقابر خاصة ومن ثم تشكيل لجان مستقلة لتقصي الحقائق في كل المؤسسات الخيرية التي تديرها مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية في إيرلندا، البلد الذي كان الى وقت قصير يعد عصب الكثلكة في أوروبا. (رابط 14)
وقبل أيام أيضا نقلت الصحافة العالمية عن نتائج لجنة تحقيق أخرى في ميتم تديره الراهبات في فيرمونت في الولايات المتحدة فضائح أخرى منها اتهامات قتل وتحرش جنسي وتعذيب وإجبار الأطفال على تقبيل الجثث. وهذا التقرير ربما سيفتح باب جهنم على دولة الفاتيكان في أمريكا التي تحكمها اليوم إدارة إنجيلية محافظة جدا لا تكن أي ود لإدارة الفاتيكان الليبرالية والمنفتحة والقريبة من اليسار ولاهوت التحرير. (رابط 15).
حالة حربمؤسسة الكنيسة الكاثوليكية في حالة حرب مع العالم كما وضحنا أعلاه باختصار شديد، ومن ثم مع نفسها حيث تتصارع التيارات ومجاميع الضغط وتتعارك وكل طرف مصمم على تصفية الأخر مهما كلف الأمر حتى من خلال نشر غسيل وسخ جدا للإيقاع بالأخر.
وهذه الحرب الشعواء، كما أبين أدناه، لا علاقة لها بالمسرة والإنجيل ورسالته السمحاء في الرحمة والعطاء والمحبة والتسامح والغفران وقبول الأخر. لقد رموا كل هذا على الرف هم يحاربون بعضهم بعضا حالهم حال العراك الحالي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومناصروه من المحافظين والإنجيليين وإعلامهم من جهة ومعارضيه من الليبراليين وإعلامهم من جهة أخرى.
الإدارة الفاتيكانية الحالية ذاهبة في انفتاحها وليبراليتها صوب مثليي الجنس والاصطفاف مع اليسار السياسي ضد اليمين المتطرف إن في أوروبا او شمال أمريكا وكذلك في العلاقة مع المذاهب الأخرى مثل البروتستانت والأديان الأخرى لاسيما الإسلام رغم المعارضة الشديدة التي تتلقاها إن في أروقة الفاتيكان او خارجه.
ويبدو أن السيل وصل الزبى بالنسبة للمحافظين في دولة الفاتيكان فشرعوا سيوفهم غير مبالين للعقيدة التي تقول إن طاعة البابا مثل طاعة المسيح وان عصمته من عصمة المسيح. وأظن هذه العناوين الكبيرة التي ظهرت مؤخرا دليل دامغ على ما أقول:
البابا فرنسيس يقول: يطلقون علي لقب الهرطوقي (في إشارة الى معارضيه من داخل دولة الفاتيكان) (رابط 16)
كاردينال كبير يوبخ البابا فرنسيس ... (رابط 17)
رئيس أساقفة يقول على البابا فرنسيس تقديم استقالته لأنه كان على علم منذ زمن طويل بالتحرش الجنسي ولم يفعل شيء (رابط 18)
"الكاثوليك" يتظاهرون ضد البابا في تشيلي (رابط 19)
سلسلة من المظاهرات ضد الكنيسة الكاثوليكية في إيرلندا اثناء زيارة البابا (رابط 20)
كاردينال يقول هناك أوقات يجب على الكاثوليك الخروج عن طاعة البابا (رابط 21)
هذا أيضا غيض من فيض ولكن ماذا يحدث بحق السماء في دهاليز مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية التي عقيدتها تقول إن البابا هو وكيل المسيح على الأرض؟ وإلى أين سيأخذنا هذا الصراع المرير بين الطرفين والمؤسسة تقاذفها لكمات الفضائح واللجان التحقيقية من كل حدب صوب والنار تلتهب داخل أروقتها؟
لقد وصلت الأمور ربما الى خط لا أظن ممكن التراجع عنه من أي طرف بعد أن ضرب المعارضون ضربتهم شبه القاضية باتهام البابا فرنسيس بالتغاضي وعدم الاكتراث للمتهمين بقضايا التحرش الجنسي. الاتهام لم يأت من شخص عادي. أتى من سياسي فاتيكاني محنك ورئيس أساقفة، كارلو ماريا فيغانو، الذي كان سفيرا للفاتيكان في واشنطن لحوالي خمس سنوات في عهد البابا فرنسيس.
مستقبل حالكإن استمر الوضع على ما هو عليه الأن سيضطر البابا فرنسيس على تقديم الاستقالة، كما فعل سلفه، اللهم الا إن سحب فيغانو اتهاماته وهذا أظن لن يقع لأنه كسفير سابق للفاتيكان في الولايات المتحدة والقضية تخص الولايات المتحدة فإنه في موقف قوي لما قد يملكه من أدلة. لا رحمة في الغرب للتحرش الجنسي بالأطفال او اغتصابهم او التستر على مثل هذه الجرائم. مقترفوها يحاكمون فورا في وجود الأدلة ويودعون السجن ولا فرق بين هذا وذاك.
وإن ثبتت التهمة سيكون بابا الفاتيكان في موقف لا يحسد عليه. ويبدو أن الطرف المعارض متمثلا بفيغانو له مناصرون كثر في أمريكا وخارجها. وقد تكون في ذلك الغلبة لليمين في الفاتيكان على حساب اليسار. وفي غياب البابا فرنسيس الذي هو اليوم نموذجا للأخلاق الإنسانية الإنجيلية ليس لدى معظم الكاثوليك بل لدى أغلب أتباع المذاهب المسيحية الأخرى لا بل اغلب البشر، ستكون خسارة عظيمة لا أظن في الإمكان تعويضها وقد تؤدي الى خلافات وانشقاقات وتأليب الرأي العام الغربي ضد المؤسسة الكنسية (دولة الفاتيكان) وكشفا لمزيد ومزيد من الفضائح.
الدول الغربية ومؤسساتها تتفرجماذا تفعل الدول الغربية ومؤسساتها لا سيما الاستخبارية منها؟ إنها تتفرج وتضحك ولا تكترث البتة بعد أن حصلت على مبتغاها من دولة الفاتيكان في محاربة المعسكر الشيوعي وكسر شوكة الاتحاد السوفيتي السابق. لقد كان الفاتيكان الذي له 115 سفارة في العالم (السويد بعظمتها لها حوالي 85 سفارة في دول العالم) العين الساهرة التي تعتمدها المخابرات الغربية لا سيما السي أي ايه في جمع المعلومات عن أماكن لم يكن في مقدور مخبريهم الوصول إليها. ومساهمة الفاتيكان في محاربة الشيوعية والوقوف بجانب الحلف الأطلسي استخباريا موثق في مصادر رصينة كثيرة. (رابط 22).
اليوم، التكنولوجيا الذكية او الذكاء الاصطناعي، الذي تسخره هذه الدول لخدمتها من خلال أجهزة ذكية بإمكانها التحسس ربما حتى في ما يدور في مخ الإنسان وعن بعد، أنهت الحاجة الى جمع المعلومة بالطريقة التقليدية ولا حاجة هناك اليوم الى السفارات الفاتيكانية كي تجمع المعلومات لهم. اما عن مستقبل دولة الفاتيكان، فليكن ما يكن لأنهم ليسوا بحاجة الى هذه الدولة التي أصبحت، بعد أن أنتفت مصالحهم، عبئا ثقيلا.
اين نحن من هذاهذه المؤسسة وبهذه العقلية وهذه الدولة (الفاتيكان) ومن خلال هذا الفساد وهذه الفضائح قدمت مع عساكر الاستعمار البرتغالي في المناطق ومع الاستعمار الفرنسي في الشرق الأوسط وتحالفت مع الدولة العثمانية وأقول ومن خلال التوثيق في أرشيفها الخاص بها وفي أرشيف كنيستنا المشرقية المجيدة، لا سيما الشق الكلداني، أرسلت الى ديارنا افواجا وأفواجا من المبشرين ليس لنشر المسرة بين غير المسيحيين بل لاضطهاد المسيحيين المشرقيين الذين كانت تراهم هراطقة وكفرة وحدث ما حدث. وما حدث يفوق أضعاف المرات ما تنقله الصحافة العالمية من فضائح اليوم لأنهم في حينها طبقوا محاكم التفتيش علينا بنسخة أعنف من أي نسخة طبقوها في أي مكان أخر من العالم. وبعض هذا الأحداث المؤلمة التي كان الكلدان أغلب ضحاياها وقعت بعد منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. (رابط 23)
================================================
رابط 1
http://www.chicagotribune.com/news/opinion/editorials/ct-edit-catholic-pope-francis-scandal-20180829-story.htmlرابط 2
https://www.npr.org/2018/08/29/642680906/with-vatican-in-turmoil-over-abuse-allegations-questions-remain-about-what-popeرابط 3
http://www.ncregister.com/daily-news/ex-nuncio-accuses-pope-francis-of-failing-to-act-on-mccarricks-abuseرابط 4
https://www.youtube.com/watch?v=5Yb7c7AhR6Aرابط 5
https://www.nytimes.com/2018/08/31/opinion/egan-catholic-church-pope-francis.htmlرابط 6
https://www.youtube.com/watch?v=5Yb7c7AhR6Aرابط 7
https://www.bostonglobe.com/opinion/2018/08/30/every-attorney-general-country-must-force-catholic-church-tell-truth/ORQxS0SRGPKwJ5bFNXK6uI/story.htmlرابط 8
https://edition.cnn.com/2018/08/29/us/cardinal-wuerl-catholic-insurgency/index.htmlرابط 9
https://www.irishtimes.com/opinion/the-civil-war-in-the-catholic-church-breaks-into-the-open-1.3611563رابط 10
https://www.cbc.ca/news/canada/nova-scotia/catholic-church-reform-amid-multiple-sexual-abuse-allegations-1.4805260https://www.nytimes.com/2018/03/01/world/europe/vatican-catholic-church-nuns-work.htmlhttps://www.independent.ie/world-news/vatican-magazine-denounces-treatment-of-nuns-as-domestic-servants-for-bishops-36658598.htmlhttps://www.theguardian.com/world/2001/mar/21/philipwillanرابط 11
http://www.latimes.com/world/europe/la-fg-vatican-clergy-abuse-20180601-story.htmlرابط 12
https://edition.cnn.com/2018/08/24/us/catholic-church-abuse-payments/index.htmlhttps://www.bbc.com/news/world-australia-45364556رابط 13
https://www.irishtimes.com/opinion/diarmaid-ferriter-truth-of-what-lies-beneath-tuam-home-must-be-uncovered-1.3578387?mode=sample&auth-failed=1&pw-origin=https%3A%2F%2Fwww.irishtimes.com%2Fopinion%2Fdiarmaid-ferriter-truth-of-what-lies-beneath-tuam-home-must-be-uncovered-1.3578387رابط (14)
https://www.irishmirror.ie/news/irish-news/order-nuns-dumped-up-800-9979348رابط 15
https://www.thesun.co.uk/news/7114777/nuns-vermont-catholic-orphanage-sexually-abused-children/https://www.npr.org/2018/08/29/643062117/buzzfeed-investigation-details-decades-of-systemic-child-abuse-at-vermont-orphanرابط 16
https://www.politico.eu/article/pope-francis-heretic-vatican-liberal-conservative-war/https://blog.spiritdaily.com/news/pope-they-call-me-a-hereticرابط 17
https://www.reuters.com/article/us-pope-latam-abuse/key-cardinal-rebukes-pope-over-abuse-comment-in-rare-move-idUSKBN1F90ZHرابط 18
https://www.nytimes.com/2018/08/26/world/europe/pope-ireland-sexual-abuse-letter-vigano.htmlرابط 19
https://www.bbc.com/news/world-latin-america-42701261رابط 20
https://www.dublinlive.ie/news/dublin-news/pope-visit-ireland-dublin-15074486رابط 21
https://www.thetablet.co.uk/news/8869/cardinal-burke-there-are-times-when-a-pope-must-be-disobeyedرابط 22
https://www.nytimes.com/1996/09/30/business/a-book-war-the-pope-reagan-and-the-cia.htmlhttps://www.nytimes.com/1996/09/29/books/the-vatican-sanction.htmlhttps://books.google.com.qa/books?id=ILJ_CgAAQBAJ&pg=PA247&lpg=PA247&dq=cia+and+the+vatican+nytimes&source=bl&ots=ygafJdZCRb&sig=aF7FkF_aP-HS5jTQTVi-lgn2sQg&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwiL6N-rlJjdAhVTWX0KHfP6DOAQ6AEwBnoECAEQAQ#v=onepage&q=cia%20and%20the%20vatican%20nytimes&f=falsehttps://books.google.com.qa/books?id=o0prBgAAQBAJ&pg=PA602&lpg=PA602&dq=cia+and+the+vatican+nytimes&source=bl&ots=Ib8-TOstK5&sig=E50cMrQQofXsWuclIuk8hOd-pPw&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwiL6N-rlJjdAhVTWX0KHfP6DOAQ6AEwCHoECAIQAQ#v=onepage&q=cia%20and%20the%20vatican%20nytimes&f=falseرابط 23
للمزيد من التفاصيل الموثقة راجع رسائل البطريرك يوسف اودو ورسائل الأحبار الكلدان وراجع وثائق المجمع المسكوني (الفاتيكاني الأول). الكثير من هذه الوثائق متوافر للباحثين. كذلك هناك الكثير من الوثائق كانت في حينه في مكتبة دير السيدة ومار كوركيس ودير الابتداء في الدورة في بغداد واطلعت على بعضها شخصيا.
لقد تم ترجمة بعض الرسائل التي كتبها البطريرك يوسف اودو واحبار كلدان اخرون من السريانية الى العربية ضمن كتاب: رسائل مار يوسف السادس أودو بطريرك الكلدان، تعريب وتحقيق المطران ابراهيم ابراهيم والشماس خيري فومية ،مشيكن 2010.
وكذلك انظر مؤلفات الأنبا شموئيل جميل حول علاقة الكنائس الشرقية بمجمع (وزارة) البروبغندا (الشرقي حاليا). وكان الأنبا جميل رئس عام الرهبنة الهرمزدية الكلدانية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الكلدان، فترة انتفاضتهم المباركة ضد مؤسسة الفاتيكان ممثلة بمجمع البروبغندا. وبالمناسبة فإن البطريرك يوسف اودو كان راهبا في صفوف رهبنتنا الكلدانية. والجدير بالذكر ان بذور الانتفاضة الكلدانية ضد الاضطهاد المؤسساتي من قبل الفاتيكان ومجمع البروبغندا تعود الى الرهبنة الكلدانية.
وأيضا انظر حوليات الرهبنة الهرمزدية الكلدانية، المجلد الأول 1808 - 1874