المحرر موضوع: انها كنيسة الله و كنيسة الشعب؟  (زيارة 3503 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
انها كنيسة الله و كنيسة الشعب؟
بقلم يوحنا بيداويد
1 أيلول 2018
كانت السنوات الأخيرة من اسوء السنوات في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية بسبب الاتهامات الكثيرة والخطيرة  التي وجهت لها، بالأخص في قضية التحرش الجنسي بالأطفال، وقبل بعض سنوات قضية غسل الأموال  ومن قبلها عملية سرقة وتسريب مذكرات الطوباوي يوحنا بولص الثاني من قبل مساعديه وغيرها من الملفات والمشاكل الداخلية غير المعلنة.

 لقد كُتبَت العديد من المقالات والبيانات والتقارير الصحفية حول هذا الامر كما أجريت الكثير من المقابلات مع ذوي العلاقة و المتهمين. يجب ان  نعترف بالحقيقة ونقولها في العلن ان بعض هذه الاتهامات مع الاسف صحيحة وتم الاعتراف بها من قبل المعتدين (ألقائمين) بها شخصيا، لكن الحصة الأكبر هي ملفقة وموجهة من قبل جهات سياسة معادية ضد الكنيسة، هدفها الأول اسقاط الكنيسة لا سامح الله او اضعافها وفي النهاية زوال قوتها وزعزعة مكانتها بين المجتمع كي يفقد المؤمنين الثقة بها، ومن ثم تبتعد الناس من الايمان المسيحي بسبب الشك في مصدقيه العاملين فيها.

نعم هناك أخطاء حصلت وتحصل في المؤسسة الكنسية (اقصد الجزء الإنساني منها) كغيرها من المؤسسات الإنسانية العالمية اليوم على  سبيل المثال مثل رؤساء الحكومات والمحافظين و ومدراء البنوك ورؤساء الجامعات ورؤساء المحاكم وقادة الأحزاب السياسية الى مستوى الموظفين العاديين، الى  مستوى المدرس الذي يبيع أسئلة الامتحانات.

 لا يمكن لاحد أيضا ان ينكر مثل هذه الخيانات  حصلت عبر التاريخ على مستوى الامبراطوريات والسلاطين والملوك بحيث لا يمكن ان نستثنى منها واحدة، كذلك حصلت في الكنيسة في الماضي وتحصل في الحاضر وستحصل في المستقبل، لكن بسبب حجم الكنيسة وقدسيتها وقوتها ونظامها الصارم ونقاوة رسالتها اصبح للبعض كراهية ضدها!!، فأصبح لديهم الرغبة في تكبير وتضخيم الأمور ضدها،  أيضا هناك من له النية الصافية هدفه إيقاف أصحاب هذه الممارسات الخاطئة في الكنيسة وتقديمهم للمحاكم كي ينالون حقهم،  والبعض الاخر وهم الأكثرية يرغبون في تشويه سمعة الكنيسة بصورة متعمدة واللبيب يفهم الإشارة.

لهذا طلب الطوباوي مار يوحنا بولص الثاني طلب الغفران عن كل اساءات حصلت في تاريخ الكنيسة ككل، من محاكم التفتيش وقبلها وبعدها الى تبرئة اليهود من دم المسيح.

 الان أدعوكم الى قراءة مختصرة عن تاريخ اقوى دولة مدنية حديثة، التي تأسست على مبادئ حقوق الانسان الا وهي الولايات المتحدة، فترى لحد يوم امس، نلاحظ ان الاتهامات موجه الى الرئيس ترامب وفريقه في تزوير النتائج وتسريب ملفات شخصية مس كلينتون لتشويه سمعتها والتلاعب بنتائج التصويت مثلا، بالإضافة الى مقتل ثلاثة أعظم رؤساء لها في التاريخ ابراهم لينكولن (1865) والرئيس وليم مكينلي (1901) وجون كندي (1963) ومحاولات فاشلة لقتل الرئيس روزفلت وريغن(1981) واكثر من عشرة محاولة أخرى ضد رؤساء الاخرين، من يتحدث عن هذا التاريخ الأسود وغيرها من الجرائم ليس فقط أمريكا، بل في العراق او في البلدان العربية؟!.

 يجب ان لا ننسى أيضا عشرات بل  مئات الانقلابات والبطش ومذابح دموية بين افراد العائلة الواحدة بسبب المال والسلطة او الكرسي أشهرها انقلابات أولاد على ابائهم واخوتهم مثل سلاطين الدولة العثمانية وبالأخص محمد الفاتح ، وفي الزمن الحاضر ما حصل خلال عشرين سنة الأخيرة في امارة القطر من ثلاث انقلابات متتالية قام بها الابناء ضد آبائهم!! وكذلك السعودية ومصر وغيرها. اما العراق لا حاجة لنا بذكر الرؤساء الذين تم قلتهم بالانقلابات من مجزرة في قصر الرحاب بعائلة الملك، الى صدام حسين ومهندس التغير النظام السابق احمد الجلبي. هذه الجرائم لا  يتحدث عنها الاعلام بسخرية مثلما يسخرون من الكنيسة، حيث يتم ذكرها في الاعلام بصور خفيفة بدون اكتراث وبصورة هامشية بينما يحاول أعداء الكنيسة تكبير صورة الخلاف بين قداسة البابا واحد سفرائه حول قضية أحد كرادلة واخطائه.
 
 اذن الكنيسة مؤسسة إنسانية كغيرها من المؤسسات يمكن ان تصرف أحد أعضائها خارج نظامها او اخلاقيات العمل فيها فلا يعني ان كل المؤسسة فاشلة او مجرمة، لننظر مئات الإنجازات والمواقف الإنسانية التي كان للكنيسة في التاريخ لصالح الفقراء والإنسانية، قصدي لننظر الى عطاءات الكنيسة  في التاريخ من حيث حماية الإرث التاريخي للأمم وتأسيس الجامعات والرهبانات والمستشفيات وحملات تقديم الادوية وتلقيح الأطفال في بدالية القرن الماضي وغيرها من الثمار والاعمال الإنسانية. كما يجب ان نعترف بحقيقة ساطعة منذ فجر التأرجح، ان الخيانة كانت من شيمة الانسان الأول الى اليوم (ادم وحواء وقصة التفاحة، هابيل وقابيل، واسحق وعيسو، ويوسف واخوته، يهوذا وزوجة ابيه، داود .......الى هيردوس ومقتل أطفال بيت لحم، الى حصار أمريكا ضد أطفال العراق وغيرها الى جرائم الدواعش ضد الأقليات وسبي نسائهم، الى حملة التي تقوم الميلشيات الكردية في قامشلي ضد المسيحيين. إذا العمل المشين ضد القانون الوضعي او الأخلاقي او الضمير الانسانية غير مقبول لكنه يحصل مع الأسف رغم تنديد الجميع به.

في الختام نقول ان الكنيسة هي الشعب المؤمن بتعاليم المسيحي، هناك من نذر نفسه لخدمة المذبح والاعتناء بتعليم الروحي والإنساني للمجتمع وهم قلة قليلة الان يدعون بالاكليروس او الكهنة لهم مؤهلاتهم ، وهناك من هو مؤمن وملتزم بهذه القواعد الايمانية.

يمكن ان يحصل الخطأ من قبل أي انسان مسيحي او غير مسيحي، مؤمن او غير مؤمن، مسؤول او غير مسؤول، لأنه انسان وفيه الغرائز كما هي عند بقية الحيوانات. من المهم جدا ان نساعد الخاطئ الواقع تحت نفوذ الغزيزة ان يتخلص منها ونشجعه على انه لا يقع  مرة أخرى ونساعده  ليتشفى. ولنتذكر مقولة المسيح  لليهود عن المرأة الخاطئة:"
 من منكم بلا خطيئة ليرجمها يو 8/7).
لكن  يجب ايضا من يخطأ ان ينال جزاءه حسب القانون الوضعي والاخلاقي.


غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز يوحنا بيداويد المحترم
تحية طيبة
كلام أكثر من رائع وكل ما سطره قلمكم الأنيق واقعي وموضوعي ولا يحتاج إلى تعليق لمن له غيرة على كنيسته.
الكنيسة اقوى من أن تهزها تصرفات نفر شاذ فيها اغواه الشيطان ، وسيستمر هذا الوضع إلى نهاية العالم مادام هناك صراع بين الخير والشر ، ولكن الكنيسة باقية وستبقى قوية لان أبواب الجحيم لن تقوى عليها، هذا الكلام قاله سيدنا يسوع المسيح، ولكن الويل لمن يصب الزيت على النار لزيادة تعقيد الأزمة  والتأثير على البسطاء  لغاية في نفسه ويدعي حرصه على الكنيسة.
لا أرغب أن يفهم من كلامي بأنني ادافع عن المذنبين، فهؤلاء سينالون جزاءهم العادل وسيكونون عبرة لغيرهم، فقط أن تطعن الكنيسة بسكاكين من الداخل من قبل من يدعون بأنهم ابناءها بحجة حرصهم عليها أمر مؤلم ومؤسف لأنه كلام باطل، أو كما يقال حق يراد به باطل.     

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الصديق العزيز الكاتب جاك الهوزي المحترم
تحية
شكرا لمرورك الجميل ولكلماتك المشجعة.
نعم اخي ابواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة، ولكن في نفس الوقت نتمنى من ابائنا الروحانيين يجدون حلولا عملية كي يتم تفادي مثل هذه المشاكل.
ما يتركني شخصيا ان اكون مسيحيا، هو المبادئ الانسانية السامية المتعالية في المسيحية التي تعطي تفاؤل وامل لا فقط للانسان وانما لكل المخلوقات، قد نجد صعوبات في تفسير كثير من الامور الان، لكن يكفي قانون المحبة الذي وضعه يسوع المسيح هو الامل الوحيد للانسانية.
اتفق معاك يجب كل مسيء ينال جزاءه مهما تكون مرتبته او موقعه
اشكر مرور مرة اخرى
اخوكم يوحنا بيداويد

غير متصل متي الهرمز

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 50
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مقالة واقعية بعيدة عن التجميل وباستثناء الغيورين على كنيستهم كما وصفتهم حضرتك فالبقية غايتهم التسقيط لاجل التسقيط فقط وهم من كفة الذي راى القذى في عين اخيه ولايرى الخشبة التي في عينه وبرغم كل مساوئ ربما تنتج عن ضعف بشري لاي كاهن او اسقف كاثوليكي لكن على الاقل فالكنيسة الكاثوليكية تنشر وتكتب ولاتتهرب من تلك المشاكل عكس البقية..

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الصديق العزيز الكاتب جاك الهوزي المحترم الاعلامي مارتن الهرمزي
تحية
شكرا لمرورك ولموقفك المؤيد حماية الكنيسة، في نفس الوقت الدفاع عن الكنيسة لا يعني الدفاع عن الاكليروس الضعيف او المسيء لسر الكهنوت.
نعم نحن مع تنقية الكنيسة من هذه الشوائب التي تقوم بها من ذاتها بين حين واخر، ومن يريد التدقيق ليراجع مواقف البابوات السابقة ومواقف وأحاديث قداسة البابا فرنسيس امير الفقراء الان
.
لكن عجبي هو من الذين يتمنون زوال الكنيسة بسبب هذه الاخطاء التي اعترفت وتعترف الكنيسة بحصولها وتشجبها كل ما حصلت، ولكنها تحصل لان الكاهن ايضا انسان لا يستطيع التجرد من نزعاته الداخلية مثل غيره، ولكن الكنيسة دائما وابدا لا تؤيده
بارك الله فيكم
يوحنا بيداويد
تحية

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ العزيز يوحنا بيداويذ
تحية طيبة
ان الكنيسة الكاثوليكية كانت صريحة في معالجة اخطائها ومنها التحرش الجنسي لرجال الدين.وذلك بالمقارنة مع السكوت المطبق الذي يحوم حول فضائح الكنائس الاخرى والاديان الاخرى بهذا الصدد..فتلك هي المصيبة الاكبر والذين يخفون الماسي لرجال الدين وما ارتكبوه من شنائع وفضائح وباشكال مختلفة..انه المشوار الصحيح للكنيسة الكاثوليكية التي تزداد قوة كلما عالجت اخطائها التي تعتبر كناتج عرضي لبعض مرتكبي تلك الفضائع من رجال الدين، ولكن يبقى ان نسمع اقوالهم ولانعمل افعالهم الخاطئة..
 فالهدف الاساسي هو الحفاظ على ايمان مؤمنيها في شتى انحاء العالم من خلال رجال الدين الاتقياء التي تتميز بها الكنيسة الكاثوليكية. فمهما كثرت العناوين الضخمة التي تستغل هذه الهفوات لتقليل من شأنها فذلك مجرد فقاعات تتلاشى تدريجيا بفضل التصحيحات التي يتولاها قداسة الباوبوات كلما تقدم الزمن..تحيتي للجميع


غير متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4732
    • مشاهدة الملف الشخصي

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الصديق العزيز عبد الاحد قلو المحترم
تحبة
شكرا لمرورك ولتعليقك الجميل الذي اغنى المقال بما قلته حيث اكدت ماذهب اليه معظم المعلقين الموضوعيين.
اخوكم يوحنا بيداويد