المحرر موضوع: غياب القدوة – القائد – المثال  (زيارة 2822 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3448
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
غياب القدوة – القائد – المثال
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com

المسرح السياسي

جميعنا يعرف النكتة السياسية القديمة التي تبنتها كل الشعوب المبتلية بالحكم الدكتاتوري، وهي ان الرئيس اراد ان يختبر محبة شعبه له، فذهب متنكراً إلى السينما، وأثناء المقدمات قبل الفلم من دعايات وسرد اخبار الزعيم المفدى، صفق الجميع حال ظهوره على الشاشة الكبيرة عدا القائد الضرورة، فمال له من بجانبه قائلاً له:
صفق احسن ميدغدغون عرضك!! (تغيير تكتيكي بتبديل الأصل الجميل الى يدغدغون).
هذا النكتة ولا يغفل ذلك على العبقري والبهلول، يتبين من خلالها خوف مع تملق الشعب، بالإضاف الي ان المسؤول الواحد احد كان مقتنعاُ بأن رعيته تحبه، خصوصاً وانه حيثما ذهب يخرج امامه (المتشنترين) ينطنطون أمامه (ويهوسون) له ويتغنون بطلته، مع اهازيج يصاحبها الرقص بالغطرة والعقال او ربطة العنق، وعند الضرورة القصوى بما يستر من اوراق التوت متشبهين بالسيد آدم وعقيلته التي كسحته من الجنة، عدا رقص النساء الذي يصعب علينا فرز المربية الفاضلة من ربة البيت وراقصة الملاهي خوفا من اغتصاب جماعي قد يلاحقهن من اجهزة الأمن بمرأى من عوائلهن، ففي الوقت التي تعتبر فيه النسوة عورة وتجلب العار في اي طلّة، يرقصن امام التلفاز بمرأى الملايين احتفاءً بزيارة الطاغور وما اكثر (الطواغير) وتنوعهم!!
هذا كان وما زال حال العراق والدول الشرق اوسطية والقادم اسوء
فمن يحب القائد، ومن يكرهه؟ اقصد قائد سياسي كان ام روحي، هذا إن لم يكن قد افرغ هذا المصطلح العظيم من المعاني الأخلاقية!
نكتة السينما الآنفة الذكر مع التأمل بالدغدغة وتبعاتها تشرح لنا الكثير.

المسرح الديني

بأحدى تعاريف رجل الدين والتي افضل ان اعبرعنه بالمجازي:
رَجُلٌ دَيِّنٌ : مُتَمَسِّكٌ بِأَهْدابِ الدِّينِ، وتفسير ذلك من خلال التعريف التالي: تَمَسَّكَ بِأهْدابِ الدِّينِ : ثَبَتَ عَلَيْهِ وَأخْلَصَ لِقَوَاعِدِهِ وَمَبَادِئِهِ.
وبتعبير آخر، رجل دين، اي الشخص الذي يجب ان يكون انعكاساً عملياً لتعاليم ربه إن كان خالقاً ام طوطم او شيطانـ او إلهاً من نسيج الخيال.
ورجل الدين بحسب معلوماتي (اللي طاح حظها) وعقل عنها الزمن، هو من يقود شعب او مجموعة إلى نفس الطريق الذي هو اختار بمحض إرادته ان ينعم فيه.
وبذلك اصبحنا لا نحتاج الى اي تفسير للكتب الدينية، بل كل ما علينا ان نعتبره قدوتنا ونتمثل به، أن احب نحب مثله، ان كان حمامة سلام نصبح معه زاجل مرسال الحب، وإن ابتسم نتعلم منه الأبتسامة حتى لو (انشكت حلوكنة).
في المقابل، ان تكبر او سرق وتسلط باسلوب متعالي، او استغل ربه والبشر وخان معبده وووو(عيب أكول)، نتعلم منه كل ما يفعل وصولاً إلى ما بعد الـ  ووو، (ونبقى إحنا وضميرنا! وبذلك نضمن الدنيا والآخرى مثله تماماً، حيث لن نجد امتع من دنياهم!!

كنيسة المسيح
عندما اقول كنيسة المسيح فحتماً اقصد إحدى الكنائس الرسولية وهي:
الكاثوليكية – الأرثذوكسية – الآشورية
وسميت بالرسولية كونها تأسست على يد الرسل بأرادة المسيح رأس الكنيسة، والجدير بالذكر بأن الكنيسة لم تتأسس بكلمات فارغة او بتمويل مخابراتي، بل على كلمة واحدة وهي قول المسيح (اتبعني)، اي عش حياتك كما انا عشتها، ومن ثم اختبروا تلك الحياة واختبرها من بعدهم تلاميذهم والكثيرين، لذلك كان يدخل إلى المسيحية افواج، واليوم يخرج منها بسبب كهنة واساقفة افواج!!
كان الرسل قادةً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يقودون بتواضع وحب، لذلك كان هناك من يتأثر بحياتهم لأنهم رأوا بهم قادة حقيقين يمكنهم ان يثقوا بهم ويسلمون لهم امرهم.
اليوم ومع اغلب قادتنا (وليس الكل) الروحيين:
لدينا اشباه قادة يحتكمون على الملايين، وجيوبهم ما زالت مفتوحة لأبتزاز المزيد من المؤمنين
لدينا اشباه قادة متعجرفين، يكذبون، غير لطيفين، وغير ودودين، ولا يحسنون التعامل.
لدينا اشباه قادة لا يستحقون ان يقودوا بشراً بل دجاجاً او خرفان، وهكذا هم يتعاملون مع المؤنون في كنائسهم!
لدينا اشباه قادة وضعوا انفسهم بمرتبة اعلى من الثالوث والقديسين، مستغلين جهل وغباء شعب بسبب جهله عاش القائد حياة ترف وتكبر وفساد أداري!
لدينا اشباه قادة لا يمكنهم ان يثبتوا على كلمة، يتعاملون بمزاجية مقرفة وفوقية كريهة!
لدينا اشباه قادة عبارة عن لحم ودم وعظام لا روح فيهم، مع عقل لا يعرف غير الأخذ واختفى العطاء من قاموسه!
لدينا اشباه قادة، الجهلاء يقبلون أياديهم ويشتمونهم في قفاهم!
لدينا اشباه قادة فعلاً يرسلوننا إلى الكناس الأخرى او الألجاد!
لدينا اشباه قادة ونريد ان نرى قادة حقيقيين
 فمن له صفاة القائد المسيحي؟؟
 شخصيا" عدمت الثقة وبحاجة إلى من يعيدها لي.

مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ زيد ميشو المحترم
ان ما اسمعه منك يبدو مشوّشا لي لأني نادر ما اذهب الى الكنيسة الآن ..، وفي الوقت الذي كنتُ اذهب فيه الى الكنيسة بانتظام ، لم احاول أبدا ان اتقرّب الى الكهنة ، ليس لانني لا احبّهم ، بل لعوامل تخصّني أنا ، منها :
لا توجد إهتمامات مشتركة بيني وبين رجل الدين ، فأنا ، حالي حال معظم العراقيين ، نتحدّث في السياسة وعن الرياضة وعن امور عاطفية وعن الجنس ، نتحدّث عن الادب والروايات والاغاني والافلام ونحن نحتسي البيرة او العرق  ... نتحدّث عن كل ما هو علماني ... انا علماني مؤمن حتى النخاع ... ومن يقول ان كل علماني لا يؤمن لا يعرف شيئا عن العلمانية ...
فما الذي يربطني برجل الدين غير وقت القداس والموعظة ؟ ... الحقيقة اني لا افهم ... حتما هناك من يرى الامر مغايرا ، ربما هو على حق .
اكون شاكرا لو تكرّمت بأيضاح الذي عجزتُ عن فهمه :
هل الرفيق القائد المؤمن الذي يغيّب الانسان من الوجود ، ربما بسبب شكوك او وشاية كيدية ، او يرسلنا الى حروبه او " يجبرنا على التطوّع " في الجيش الشعبي ، او يجوّعنا بأزماته التي لا تنتهي .. هل كل هذا يشبه " القائد في الكنيسة " ؟ ( كلمة القائد مجازية ) .

هل ان الكاهن ، بكل المواصفات الذميمة التي نعتّ بعضهم بها ، يستطيع ان يؤثر على ايماني ؟ ... ما هذا الايمان الذي يرتبط بـ " شخص الكاهن " وليس بشخص المسيح ؟
إن كان فعلا هناك من يترك المسيحية ...  ألا تعتقد إن ذلك يحدث أكثر بسبب " كتاباتنا " وليس بسبب الكهنة ؟
الجميع يعلم ان أفواجا تدخل في المسيحية الآن .. ألا تري معي إننا نشوّش عليهم ونكون عثرة لهم بفعل ما نكتبه ؟
هل الكاهن يجبرك على اعطاءه نقودا ؟
ماذا يهمني لو كان الكاهن إنسانا بارا او متكبرا جشعا ؟  .. هذا ماتعلمناه من الشرق العربي ... نريد قائدا !!! .. لماذا أبخس حق نفسي وأبحث عن كاهنا قائدا مثاليا ؟؟ ... كفانا البحث عن قادة ... ان قائدنا ومنير دربنا وحياتنا هو يسوع المسيح ولا غيره ... ما لي وللكاهن ؟
عندما كان يسوع يكرّز على الارض ( لم يكن هناك كهنة مسيحيين بعد ) قال لليهود بخصوص الكهنة والفريسيين : “ فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وأفعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون " ... اني لا اقول ان كهنتنا كذلك ... لكني انقل مغزى كلام الرب .
مع خالص تحياتي .

من الانصـــــاف ان نكون منصفيـــــــن







غير متصل hanaalsawa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 132
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزي انت
اكيد كل شخص حر في  ما يكتبه وانت احدهم ولك الحق في ما تكتب ولكن ..... ما علينا نرجع الى مقالك اعلاه بصراحة لا المسرح السياسي ولا الديني كنت موفقا بهم اما عن كنيسة المسيح فالحق يقال عجبني رد الاخ متي ارحمونا شوي وارحموا الافواج التي تذهب الى الكنيسة
كافي ثرثرة ونقد ونقص من المقابل وخاصة رجال الدين(( ياجماعه ترى هم بشر مثلنا ما جايين من المريخ))
احتراماتي عزيزي واتمنى ان لا اكون تجاوزت على مقالك

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3448
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأخ متي أسو
تحية واحترام
قد يكون الحق معك بأن مقالي يبدو مشوشاً، كون ما فيه من افكار تختلف مع قناعاتك، لكنها بالنسبة لي ثوابت، ولا ضير بأختلاف قناعاتنا.
المسيحية ليست تلقين، ولا مادة يمكننا فهمها لمجرد قراءتنا للكتاب المقدس، كونها مسيرة إيمانية  أخلاقية ببعدين يعبران عنهما بالأفقي أي علاقة الأنسان بالأنسان، وعمودي بالأنسان مع الله.
ولكي نفهم البعدين تماماًـ فنحن بحاجة إلى قراءات معمقة ليس للكتاب المقدس فقط، بل لكتاب اللاهوتيين قضوا حياتهم بالدراسات وروحانيين اختبروا الحياة مع الله.
واهم من اي تفسير هناك التعلم من خلال حياة من اختارهم الرب يسوع لقيادة الكنيسة، وهذا واضح من قوله: أحبوا بعضكم بعضاً بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذي، أي من مدرستي التي بدأها بحياته، لذلك قال ما اعتبره أهم كلمة وهي التي تبين اهمية التشبه بحياة المسيح والكلمة هي: اتبعني
أي كما انا احببتك أحب غير
كما انا قدمت حباتي لك قدم حياتك لغيرك
كما انا كنت غيور على بيت ابي كن انت كذلك
لذلك فأن الكنيسة بالنسبة للمؤمنين هي مدرسة حياة، وعلى الكاهن ان يكون معلماً حقيقياً من خلال اسلوب حياته، كونه لا يعطينا علماً بل حياة بالروح.
نعم اخي وأصر على كلامي، الكاهن السيء سبب بابتعاد المؤمنين، كون بسلوكه الشاذ يشوش عقول المؤمنين، وغالبيتهم مقتنعين بأنه محصن وهو ممثل المسيح امامهم، لذلك عندما يكون اسلوبه مقرف وجشع ولا يهمه سوى المال، يتشكك المؤمنين ويفقدوا شيئاً فشيئاً تعلقهم بالكنيسة.
وارجوا ان لا تزعل من صراحتي، انت ايضاً هربت من الكنيسة وانت لا تدري
لأنك قلت في ردك بأنك عندما كنت تذهب، اي الآن لا تشعر بضرورة ذهابك لها، وايضاً قلت لم تكن تحتك بالكاهن لأسباب، وهذا يعني بأنك فاقد الثقة بهم بالأساس، وتحليلي لذلك هو انطباع منذ الصغر لسلوك سيء من واحد او أكثر.
والحقيقة بأن كل انسان يترك كنيسته او يذهب لها لمجرد روتين، فهو بذلك يهملها ولا يشعر بأنه منتمي لها، لأن لكل معمذ واجبات تجاهها.
سؤال صغير:
او اردت ان تجلب لأولادك مدرسين فهل ستختارهم ملمين باختصاصهم ولهم القدرة على اعطاء المواد، ام مدرسين لا يبالون سوى بالأجر وآخر ما يفكروا به هو الأنسان الذي يفترض ان يتلقى منهم العلوم؟
الكنيسة اهم من بيتنا عزيزي، والكاهن الذي لا يحاول ان يكون مثالاً، فهو بلاء علىيها وعلينا وعلى كل المسيحية
تحياتي
[/size]
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3448
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد hanaalsawa
لم افهم تعبير (عزيزي انت) في بداية ردك كونه اسلوب جديد غير مألوف عندي.
جملة ردك بأنك لم تقتنع بأي شيء من مقالي، وهذه ليست معضلة، المعضلة الحقيقية بأنك حكمت عليه سلباً بناء على مواقف سابقة، بذلك تكون قد الغيت خاصية الأستقبال بيني وبينك وهذا حقك، لكن بهذه الحالة لن اعتبر رأيك مهماً كونه يفتقر الى اهم معيار في قراءة المقالات بشكل عام وهو الفهم.
بينما رد الأخ متي أسو رغم تقاطعه معي إلا انه مهم جداً كونه كتب على مبدء الحوار، والحوار يفتقده الكثيرين عزيزي انت.

مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20752
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
الأخ ألعزيز ألكاتب ألمبدع زيد ميشو
تحية ومحبة
مثلما عودتنا على متابعة كتاباتك الشيقة التي نتظرها بفارق الصبر لأنها جميعاً تصب في صلب الحقيقة والواقع احيك على ما جئت به من شرح لواقع مرير في بعض الكنائس لكن ياعزيزي ساجيبك باختصار الكهنوت الان اصبح وظيفة وليس رسالة وفكر سماوي عندما كنا صغار السن كنا نقف امام باب الكنيسة ونتظر قدوم الكاهن وعندما كنا نشاهد العربة التي يسحبها الخيل والتي فيها الكاهن كنا نركض مسرعين خلفها الى ان يصل الكاهن عند باب الكنيسة وعندها كنا نتدافع مع البعض من اجل نيل البركة في تقبيل يد الكاهن هذا كان ايماننا بكهنتا الوقورين اللذين كنا نلاحظ في وجوههم ايمان وبركة ووقار بتلك اللحية البيضاوية وذلك الشعر الطويل ولكن ياعزيزي زيد هل بقينا محافظين على تلك الروح الايمانية مع كهنتا في الوقت الحاضر بالطبع لا لان السبب الرئيسي في فقدان تلك الثقة وذلك الايمان بهم المال غيير نفوس الكثير منهم والرب يقول اين يكون كنزك يكون هناك قلبك فالمال اصبح كل شيئ في حياة اغلب الكهنة وحتى في بعض نفوس الأساقفة هذا واقع حالنا فلماذا لا نقول الصدق والحقيقة التي تالمنا جميعا وعليه لماذا السكوت والتستر على بعض اعمال الكهنة التي البعض منها مخزية ومخجلة انا اقولها لك ياعزيزي زيد الكاهن الذي يحلق شواربه ولحيته ويقص شعره على اخر الموديلات اغسل يديك منه هذه هي وظيفة الكاهن الان التباهي في وظيفته لانه امن حياته براتب شهري وامتيازات ما كان يحلم بها والرب يقول مجاناً اخدتم مجاناً اعطوا وحضرتك كلك مفهومية بمثل هذه الامور ..
تقبل وافر احتـــــــرامـــــي
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ زيد ميشو المحترم
شكرا لعناء شرحك كيف نؤمن .
قولك لي : " انت ايضاً هربت من الكنيسة وانت لا تدري " كان في غير محله ... اني لا اتصرّف في اللاوعي اولا ، ثم ان كلمة " الهروب " قاسية... الهروب من شيء يعني إما الخوف منه  او اشمئزازا منه ... وحاشا ان تكون كنيستي كذلك ...
لا بأس ان ترى المشكلة برمّتها تخص الكاهن ... لكني لا اراها كذلك ... انظر ما يقوله الرسول بولص في رسالته الاولى الى اهل كورنثوس :
 " لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ، أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟
4 لأَنَّهُ مَتَى قَالَ وَاحِدٌ: «أَنَا لِبُولُسَ» وَآخَرُ: «أَنَا لأَبُلُّوسَ» أَفَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ؟
5 فَمَنْ هُوَ بُولُسُ؟ وَمَنْ هُوَ أَبُلُّوسُ؟ بَلْ خَادِمَانِ آمَنْتُمْ بِوَاسِطَتِهِمَا، وَكَمَا أَعْطَى الرَّبُّ لِكُلِّ وَاحِدٍ "
لا يذكر الانجيل شيئا دون ان يكون له معناه العميق في حياتنا الايمانية .... لا الرسول بولس ولا ابولّوس ارادا " أتباع "  لهما . لكن المشكلة كانت في المؤمنين انفسهم الذين اختلفوا فيما بينهم  واراد كل من الفريقين أختراع " القائد القدوة " حتى لو ادى ذلك الى شق الكنيسة ...
أليس هذا ديدنا ، حتى في السياسة أيضا ؟
تركت الذهاب الى الكنيسة لأني تعبت وأنا اعاين تكرار " القداس " في كل مرة ، تعبت وانا اراه يأخذ معظم وقت الصلاة ( معظمه بالسرياني ) على حساب حصة شرح الانجيل بمعناه اللاهوتي . تعبت من الوقوف " متفرجين " على الكاهن والشمامسة والمرتلين دون ان نشارك ... تعبت من منظرنا نحن المؤمنين وقد جعلنا من ذهابنا الى الكنيسة أشبه بالممارسات الاجتماعية لا غير .. المشكلة ليست في الكاهن نفسه ...
في السنوات الاخيرة بدأت اذهب الى احدى الكنائس الانجيلية ( الغير العربية ) .. هناك لا اقف متفرجا .. بل ارتّل بأعلى صوتي مع جموع المؤمنين ... هناك بدأت افهم المعنى اللاهوتي في الانجيل ..
اتمنى لو ان في الكنيسة الانجيلية شيء من " الطقس الكنسي " ( انه تطرّف مقابل تطرّف ) .. لكني احصل على ما تحتاجه نفسي من الايمان ..
اتمنى لو ان كنائسنا " الطقسية " تقلّص الطقس وتعطي مساحة اكبر لكلمة الانجيل ... اني على ثقة من ان كهنتنا لا يقلّون مقدرة في شرح الانجيل ... اتمنى ان يكون الترتيل لجميع المؤمنين وليس للشمامسة وجوقة المرتلين فقط .
اتمنى لو تتوحد الكنائس جميع دون محاولات " الاحتواء " ..
لذا فاني لا احبّذ تغيير المذهب ... كلنا مسيحيون جيدون ، وتغيير المذهب هو اعتراف ضمني بوجود خلل في عقيدة الطائفة السابقة !!! وهذا اعتراف خطير وخاطيء ... تغيير المذهب معناه قبولك وتشجيعك لمبدأ الطوائف .. الطوائف التي جعلت من كنائسها اشبه بالاحزاب !!! .. يا للمصيبة ...
كنا مسيحيون قبل ان نصبح طوائفا ... في المناسبات العظيمة اذهب الى كنيستي السريانية ( ارثوذوكسية او كاثوليكية ) ... في الآحاد الاعتيادية اذهب الى الكنيسة الانجيلية ( غير العربية )...
اذهب الى الكنيسة الانجيلية وادافع عن الكنيسة الكاثولوكية بكل قواي عند محاولات استهدافها ( رغم اني ارثوذوكسي ) ... وادافع عن الكهنة في أية كنيسة كانوا بعد ان وضعناهم " تحت المجهر " لنيات غير صافية في قلوبنا .... بولس او ابولّوس ؟؟؟ ...
افعل هذا لاني مسيحي في المقام الاول ... افعل هذا لأن الكنيسة مستهدفة ... اي ان المسيحية مستهدفة ...
الوجود المسيحي مستهدف في العراق وكافة المشرق العربي ... والمسيحية  مستهدفة حتى من قبل بعض الحركات الليبرالية في الغرب ...
" إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ " .
الوقت ليس وقت الخلافات ... انه وقت احتضان كنيسة الرب .


تحياتي .