المحرر موضوع: في اليوبيل الذهبي لمسيرته الفنية المعطاء .. أشور بت سركيس ... أيقونة الأغنية الاشورية الحديثة  (زيارة 3001 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Edison Haidow

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 651
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
خمسون عاماَ من الـتألق والأبداع والألتزام القومي الخلاق

كتابة / اديسون هيدو
 
التميز والعطاء والتألق والأبداع كلمات تعني اشور بت سركيس , رائد من روُاد الغناء والموسيقى في الوسط الفني الاشوري بأسره , ومن الاصوات التي تشربت الفن والأبداع من أنقى ينابيعه الأصيلة , من الصعب جدا أن نختزل تأريخه الفني الطويل ببضعة كلمات وأسطر , فنحن أمام عملاق من عمالقة الفن والموسيقى والغناء الاشوري , وواحد من الفنانين القلائل الذين اعطوا للفن والاغنية الاشورية وزنها وقيمتها وخصوصيتها , من خلال الأرث الفني الغنائي الكبير الذي خلفه , ومن خلال صوته المميز وادائه الرائع وجمالية الاغاني التي قدمها , والتي امتازت بالاصالة والرقي والتنوع , بكلماتها الرصينة الملتزمة والحانها الجميلة وتوزيعها الموسيقي الرائع  .

فنان يمتلك من ألثقافة والحس الفني ألكثير , انعكسا وعيًّا فنيًّا واسعًا في تجربته الطويلة . وشاعر نظم معظم نتاجاته الشعرية وقصائده المغناة , يتميز بالقدرة على استبطان النص الشعري وجدانيًّا بأبعاده المختلفة فرحًا وحزنًا . فمعظم اغانيه التي تحمل الطابع القومي والرومانسي أشتهرت بالحكمه والموعظه , أغانِ غنية بالشجن والهموم التي يعاني منها المغترب الاشوري ( في وطنه ) والمشتت في أصقاع الدنيا . نجح في ان يكون مغنيا وشاعرا وملحنا وموزعا موسيقيا في آن واحد , ويعتبر بذلك فناناَ شاملاَ في صناعة الاغنيه من اركانها الثلاث الكلمة واللحن والأداء . يتميز بأمتلاكه حنجرة ذهبية وصوتا عذبا ، وبتعدد طبقات صوته بين القرار والجواب , وقدرته العجيبة على تغيير درجات صوته بشكل جميل وكانه آله موسيقية  . فنان بكل ما تحمل هذه الكلمة من مقاييس الفن البديع , يغني بجمالية الواثق من إمكانياته الفنية الهائلة وبإحساسه المرهف بما يقدمه للناس من فن رفيع . وفي كل أغنية يؤديها يمنحنا إحساساً بأنه يدخل في لعبة تحدٍ لا تنتهي. هذا التألق الغنائي في تجربته التي امتدت لخمسة عقود جعلته يتربع على عرش الغناء الاشوري بدون منازع , والتأريخ لن يغفل أسمه أبداَ بعد أن سطره بحروف من ذهب في سجل عمالقة الفن الأصيل .

 تجربته الفنية الثرية , وقدرته المميزة في صنع الأغنية , جعلته ينفرد من بين فناني جيله من ألآشوريين ويتربع على عرش مملكة الغناء في زمن أمتدت مساحاته ما بين ألوطن والمهجر . قدرته ( كشاعر ) في صناعة القصيدة المغناة تكمن بمفرداته الرائعة ألتي يفتقدها الشعراء ألآخرين , يختارها , يطوعها ويصقلها وينعمها مثل معماري ماهر يبحث أحجارا من فوضى ألحجر , تحس بأنها ليست مجرد مفردات ولا حتى صيغ أو تعابير وأنما صوراَ للرؤيا والتفكير وألتأمل , منتقاة بعناية فائقة ذي خصوصية مميزة , متجددة ومتجرأة في مضامينها الشعرية ألموقظة للوعي , يجسدها الحاناَ سماوية تبهر السامع . هي منظومة متكاملة جاءت حصيلة تراكم معرفي من ألأطلاع ألدائم والقراءة والثقافة وألأستزادة المستمرة من مناهل ألمعرفة , مكونة رصيدا وأرثا معرفيا هائلا أدت في النهاية الى بلورة تجربته الممتدة لأكثر من خمسة عقود جعلته فيها مميزا في توليد صوره ألشعرية واللحنية والغنائية الساحرة . يمكن وصفه بألمِرآة ألصادقة لواقع مجتمعنا وأحوال شعبنا الاشوري , فهو يستخدم لغة بسيطة سهلة الفهم لتقديم أفكار عميقة ومعقدة , يحمل في اشعاره وموسيقاه روح الانسان الاشوري ، وقضاياه المعاصرة , تنعكس فيها معاناة شعبه مع ذاته , ويختزن في قلبه حبا وشوقا ألى غد مشرق , يسكبهما خواطرا وألحاناَ ورسوما شعرية رائعة في حس مرهف وخيال واسع وألهام كبير تنشد جميعها ألحرية وألأنعتاق .

ولد آشور بيت سرگيس في الثاني من يوليو عام 1949 في بغداد وعاش فيها حتى عام 1969 , بدأت قصته مع الفن في سن مبكّرة. حيث تعلّم العزف على البيانو وهو في السادسة من العمر . بدأ بعد ذلك في تأليف الأغاني القومية متأثراَ بفناني عصره  أنذاك  إيفان أغاسي وأدور يوسب ( بيبا ) وأوشانا ميرزا ، بالإضافة إلى الفنانين الغربيين ونجومه المشهورين أنذاك أمثال إلفيس بريسلي وبول أنكا وأنكلبرت همبردينك والفرق الشهيرة وقتها كالبيتلز والرولينك ستونز وغيرها . في عام  1960 كانت اولى بداياته الحقيقية مع الموسيقى والغناء , فأنضم الى مجموعة الشباب الاشوريين التي كانت تسمى ( Challish ) ومن ثم في جوقة الكنيسة تحت اشراق القس خيدو وكان يعزف على اله الأورك وينشد التراتيل الكنسية , ومن بعدها تم أختياره كعازف لآلة الكَيتار في فرقة ( أنكيدو ) الموسيقية .
عام 1968 وبعد الأنقلاب البعثي ترك الوطن مرغماَ الى لبنان , وبعد الأقامة فيها لمدة عام هاجر الى الولايات المتحدة الأميركية وأستقر به المطاف في مدينة شيكاغو , وفيها ألتقى بالشاعر الاشوري الأسطورة وليام دانييل الذي تأثر به بشدة , وهناك أسس فرقته الموسيقية طير الشرق ( طيرا دمدنخا ) ( East Bird Band ) ومعها أطلق أول البوماته الذي ضم اغانيه الخالدة  ( بت نهرين ) و ( تانيلي لايلاي ) و ( روش جونقا ) التي تصنف اليوم أحدى أروع أعماله الكلاسيكية . وبعدها بزغ نجمه كفنان كبير من خلال احيائه للعديد من الحفلات في المناسبات القومية كالأول من نيسان ( خا بنيسان ) راس السنة الاشورية , ويوم الشهيد الاشوري , ومشاركاته في المهرجانات الغنائية الكبيرة , ليصبح من بعدها واحدا من عمالقة الغناء الاشوري بعد اصداره عددا من الالبومات الغنائية الرائعة والتي ضمت العشرات من الاغاني القومية والعاطفية الشهيرة التي مازال يرددها محبيه وعشاق فنه الراقي لحد الان .
 
اشور بت سركيس اضافة الى كونه شاعراَ وملحناَ ومطرباَ كبيراَ فهو ناشط سياسي واجتماعي متميز, وعضو فعال في الحركة الديمقراطية الاشورية , زار الوطن الام العراق مرات عدة منذ سقوط الطاغية , وساهم مع فنانين اخرين في احياء العديد من الحفلات في المناسبات القومية التي اقيمت في مدن نوهدرا وكركوك وبغداد دعماَ لأبناء شعبنا فيها , ورفع من مستوى وعيهم القومي ومعنوياتهم .
عند الجلوس معه ( تقرأ في نظراته تاريخ وطن جريح ، و تلمس في تجاعيد وجهه آثار اللوعة والحزن لأمّته الساكنة في مواطن ذاته الحيّة ويجعلك تتأمل ) , يقدم لنا خلال أحاديثنا الودية معه سرداَ جميلاَ عن حياته ألفنية , وأهم ألمحطات ألتي صادفها في حياته ألشخصية  ألغنية بألمواقف وألعبر ألأنسانية ألجميلة , مستذكراَ ألعديد منها من خلال آلاف ألصور ألتي يختزنها في ذاكرته ,  وجهازه ألصغير , ألتي  وثقها بأناقة وترتيب بالغين , ليروي لنا وبأسلوبه ألمرح وألسلس , وشخصيته ألكاريزمية  ألجذابة وألمتواضعة , بعضاَ من قصص جولاته ألعديدة  وهو يجوب ألبحار وألفضاءات لينتقل من محطة ألى أخرى , ناثراَ أبداعاته وسيمفونياته ألملائكية وأغانيه ألخالدة على أبناء شعبنا في أي مكان يلتقي بهم , وخاصة في ألوطن ألحبيب ألعراق , وألتي يحتفظ بها  ككنز ثمين , تعادل قيمتها أموال ألدنيا .
في الوطن وفي حفلاته التي يحييها بمناسبة رأس السنة الاشورية في الأول من نيسان وعندما يعتلي اشور منصة ألغناء حاملاَ قيثاره ( ألسيف ) كما يحلو له أن يسميه , صادحاَ بصوته ألرائع وبحنجرته ألذهبية , يشاركه الألاف من أبناء شعبنا مرددين معه بصوت واحد وبحماس منقطع النظير كلمات رائعته ألقومية ألملتزمة دشتا دنينوي ( آهيلي أتري أهيلي .. بت نهرين أتري آهيلي ) , فيرسم ألجميع لوحة فنية رائعة تؤجج بها المشاعر ألقومية وألوطنية ألجياشة , وتلهب فيهم الحماس . ينطلق بعدها في عالمه ألسحري , عالم ألفن ألأنيق  , محلقاَ في سماء ألأبداع كعادته , مشنفاَ آذان جمهوره ومحبي فنه ألأصيل وألملتزم بأعذب ألقصائد وألألحان وألأغاني القومية وألعاطفية وألرومانسية ألتي يختزنها ألعقل , وتختزنها ألذاكرة ألاشورية ألذواقة لكل ما هو أصيل وجميل , فيعيد بالجميع ألى سبعينيات وثمانييات  ألقرن ألماضي , حيث ألذكريات وقصص ألعشق وألغرام .
 
احيا فناننا الكبير اشور العديد من الحفلات الغنائية في مختلف دول العالم من الشرق والغرب , وشارك في العديد من الكونسيرتات الموسيقية مع العديد من فناني شعبنا الاشوري , وقدم العشرات من الأغاني والألحان الجميلة لعدد كبير منهم كجارلس توما وليندا جورج وجنان ساوا  , عمانوئيل بت يونان ، اوكَين بت شموئيل , رمسن شينو ، طلال كَريش وغيرهم . وصدر له في مسيرته الفنية الحافلة بالتألق والتميز والأبداع عشرة البومات غنائية ضمت العشرات من الأغاني القومية والرومانسية والعاطفية الجميلة أغلبها من كلماته وألحانه , أبدعتها أنامله السحرية وصوته ألجميل وأدائه ألرائع ليثبت للجميع وبكل جدارة وأقتدار بأنه حقاَ فنان الشعبِ الاشوري بدون منازع .
1 ـــــ كان ألبومه الأول آشور القديمة ( Ancient Assyria ) الذي اصدره عام 1975 , والذي اصبح رمزا فنياَ وموسيقياَ خالداَ في ذاكرة الشعب الاشوري لحد اليوم بما ضمه من أغانِ وسمفونيات ملائكية مثل ( بيت نهرين ) ( براتا شميرام ) ( جوانقان سوكَول أتورايي ) ( كما قايرا بوخا ) ( لين بخشاوا ) ( بليطلي لخدارا ) ( لاها دانا ) ( و نجولون سموقي عم زردي ) .
2 ـــــ ألألبوم الثاني صدر عام 1979 بعنوان ( تانيلي لايلاي ) وضم الأغاني ( أهيلا يوني ) ( دور كسلي ) ( من خوبي قامايا ) ( كَيبتا دأنوي أو رومتا دخشا كليلي ) ( لا خشوات بأتي يوما ) ( ريشا دخكَا كنبلالي ) ( سوكَولتي يمي ) و ( تانيلي لايلاي ) .
3 ـــــــ الألبوم الثالث كان بعنوان رقدا دغاليبوتا والذي صدر عام 1984 وضم سبعة أغاني جميلة هي ( بياوناخ خي ) ( برقاديلا وبشوارا ) ( براتا دخولماني ) ( كَنتا دوردي ) ( قصرا دخولما ) ( رقدا دغاليبوتا ) ( فازوي فاز ) .
4 ـــــــ الألبوم الرابع صدر عام 1990 وكان بعنوان ( خا بوخا دستوا ) وضم ثمان أغاني وهي ( خزي أتن داخي قم شوقتلي ) ( داناتي سريخي ) ( هلا ليت ) ( خيي وموتا ) (  لا وي شوطانايا ) ( شارا .. لوش أن جوللي سوداني ) ( بوخا دستوا ) و ( صارا دماتان ) .
5 ــــــــ ألأصدار الخامس كان عام 1992  وضم ستة أغاني وهي ( دوما وأوباليت ) ( دويخ نوشا دزوعا ) ( نيسان أيدان قومايا ) ( بروخ راما يا نشرا ) ( قم ملبتلي ) بالأضافة الى اربعة أغان قديمة له  وبتوزيع موسيقي جديد وهي روش جونقا .. سوكَلتي يمي .. بت نهرين وتانيلي لايلاي .
6 ـــــــ السادس صدر عام 1995 وحمل عوان رائعته الخالدة ( نورا ألديانا  ) وضم أروع الأغاني وهي ( براتا دبيت نهرين ) ( مالكتي طليتا ) ( خابور نهرا دكَزرتا ) ( قاموديوات بليامي ) ( ترعا دخولماني ) بالأضافة الى ( نورا ألديانا ) .
7 ـــــــ ألألبوم السابع كان في عام 1996 وكان بعنوان ( أنا ليون من داها دونيي ) وضم ستة أغاني وهي ( كَامي دموتا ) ( خوبا دييما ) ( شووتي ) ( زهريرا لوجانا ) ( تدوا ) و ( انا ليون من داها دونيي ) .
8 ـــــــــ الألبوم الثامن صدر عام 1998 وكان بعنوان ( زمارياتا دخوبا متومايي ) وضم عشرة أغاني قديمة وشهيرة وبتوزيع موسيقي جديد .
9 ــــــــ التاسع صدر عام 2009 بعنوان ( دشتا دنينوي ) ضم ستة أغاني وهي ( سيبا ) ( تنة بار تنة ) ( نشوا ) ( قابس ) و ( سهدا ) بألأضافة الى أغنيته القومية الرائعة ( دشتا دنينوي ) .
10 ــــــ أما البومه الأخير فقد أصدره في العام الماضي 2017 حمل عنوان ( نشمي ) وضم مجموعة رائعة من الأغاني وهي  ( موديوا نيشا ) ( سيهبوتا ) ( خوبا شابيرا ) ( أكميلي ) (  مالكتا دمرا ) ( كخوا راما ) ( صارا خاتا ) ( هلا ليتن ) و ( نشمي ) .
تحية من القلب لأسطورة الغناء وأيقونة الفن الاشوري الفنان الكبير أشور بت سركيس في يوبيله الذهبي وشكرا لك بما قدمته لنا وللأجيال الاشورية وبما أبدعت فيه من هذا الخزين الهائل وهذا ألأرث ألفني والموسيقي والغنائي الرائع الذي سوف تفتخر به الأجيال ألقادمة كما نفختر به نحن .. شكرا لك والى أبداعات قادمة .

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 760
    • مشاهدة الملف الشخصي
آشور بيث سركيس فنان لا يمكن وصفه بالكلمات فالأسطورة ليس ثمة تعريف لها. آشور ليس اسطورة الفن فقط، بل ايضاً شخصية قومية فذة يضحي بالنفيس ليسعد بها أبناء جلدته . ومهما قلنا بحقه فهو قليل ومن يعرفه يدرك ما أقوله.
شكراً اخي اديسون هيدو على هذا التقرير الرائع ، وكلما ما أطلبه الآن هو العمر المديد لحبيب الشعب الآشوري آشور بيث سركيس. أما السعادة فهي مكفولة له لأنه يشعر بها عبر خدماته الدائمة لأبناء قوميته.
      حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل albert masho

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2017
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
شكرا اشور بت سركيس على امتاعنا طوال هذا السنين وعلى جعلنا قريبين من ارض الوطن اشور مهما ابتعدنا وتذكيرنا عندما ننسى اننا لانننتمي الى هذا العالم , مهما نكتب لن نوفيك حقك لكن حقك مضمون وهو اسعاد ابناء شعبنا , تحية حب واحترام وتقدير الى شخصك العزيز والشكر موصول لكاتب هذا الموضوع العزيز اديسون هيدو .

غير متصل الياس متي منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 564
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الفنان الكبير اشور بت سركيس
سيبقى صوتك وبتلك الكلمات المليئة  بألامل والارادة والحب والاحلام  محفور في ألقلب والذاكرة ...
مع حبنا
الياس منصور