المحرر موضوع: صدور كتاب أنسنة الخطاب الديني  (زيارة 579 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زهير الخويلدي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 5
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
صدور كتاب أنسنة الخطاب الديني
د زهير الخويلدي
" مشكلة الخطاب الديني أنه يسلم بإمكانية الحديث عن الله بلغة الإنسان دون تنسيب وأنه يفتي في قضايا الناس بالاستناد إلى مصادر التشريع دون تحري"
تمحور كتاب "أنسنة الخطاب الديني" الذي أصدرته دار أكتب بلندن حول منزلة حقوق الإنسان والقيم المدنية في المعتقد الديني، ولقد شمل هذا الإصدار الجديد اثنا عشر فصلا تناول فيها قضايا الفرد والحرية والمساواة والثقافة والأمة والتقدم والوحدة والعدالة والمواطنة والتعددية والأنسنة والكرامة والحق والغيرية والسؤال والعقل واحتوت صفحاته الكثير من الأقوال والحكم التراثية والشواهد الفلسفية والأمثلة الواقعية .
لقد صادر الكاتب الفلسفي بأهمية التأويل في النص الديني ومعطى الثراء الدلالي والأبعاد الرمزية والسردية التي يتكون منها وأقر بضرورة ربط النصوص بالواقع التاريخي من خلال العقل النقدي والاتجاه صوب ضمان المصلحة البشرية عند كل حركة اجتهادية عقلية تنظر في أمر المجموعة البشرية.
والحق أن الإصلاح الديني مرتبط بالثورة الثقافية وبتغيير جذري لآليات إنتاج الخطاب ضمن الفضاء العام وتقتضي تشريحا للأسس وتقويضا للمسلمات وتفكيكا لطبقات الميراث لإدخال ومضات النور في العتمة.
يطرح الكتاب جملة من الأسئلة التي تتعلق بالحالة المتردية التي تعاني منها الثقافة والمدينة ويثير جملة من الإشكاليات حول الطرق الخاطئة التي يعتمدها العقل لمعالجة هذه الصعوبات والرد على التحديات ويقترح عدد من المبادرات تخص التأويل وتهتم بالمتروك من النص وتصوب النظر نحو المعنى والقيمة.
إثراء جديد للمكتبة العربية أنجز بصدور هذا الكتاب الذي يتناول فيه بالبحث قضايا اجتهادية راهنة وإشكاليات حضارية خلافية ويتضمن مقدمة نقدية للوضع الحالي للخطاب الديني وخاتمة استشرافية عن مشروعية الاجتهاد وجدوى الإصلاح، أما عن المتن فقد تكون من اثني عشر فصل ضمت بشكل تعاقبي محاور حول الإيمان وعدمه في الدين بين الفرد والمجموعة وقضية الحرية ضمن صلة الذات بالغير وفي صلب مشكلة الفوارق بين حرية المعتقد وحرية الضمير وبعد ذلك ينتقل إلى رصد الدور الذي يضطلع به السؤال في تحريك منطق البحث العلمي في الشأن الديني والى تأكيد حاجة المتدين إلى التثقيف واستحالة استغناء الدين عن الثقافة من أجل تفادي الوقوع في الجهل المقدس وفي الثقافة العدمية التي تفصل الناس عن منابتهم الروحية وتلقيهم في غربة وجودية. علاوة على ذلك تم التطرق في الفصل الخامس إلى الوحدة الفكرية وارتباطها العضوية بالأخوة الإنسانية التقدمية والقيم الكونية في التعاون والتوحيد على المستوى العملي للمجهودات المعرفية على صعيد الخطاب الديني المستنير والمعتصم بالعقل والواقع والإنسان. كما تضمن الفصل الخامس إشارة إلى حالة الملة والمخاطر التي تواجهها الأمة والصعوبات التي تعاني منها والدور السلبي الذي يلعبه الخطاب الديني المنغلق في تكريس هذا التراجع وإمكانية الاسترجاع وتحقيق الاستفاقة بتغيير بنية هذا الخطاب وامتلاك الأمن الثقافي والمواجهة الفكرية.
لقد احتوى الفصل السادس مطالبة باحترام مبدأ المساواة ضمن العدالة المنصفة بين الأفراد والأجناس والمجموعات من جهة القانون والمعاملة والمشاركة والاعتراف بالحقوق الأساسية دون استثناء وتمييز. ثم تطرق الفصل السابع إلى قضية الاستقلالية الحضارية والمقاومة الثقافية ودور الدين في الدفاع على قيمة السيادة وحب الأوطان وإيجاد أرضية للتفاهم ومناخ من السلم والتعايش والتسامح بين الشعوب والدول.
يثير في الفصل التاسع الحاجة إلى استخدام تقنية التأويل من أجل فهم التجربة النبوية والأحاديث خارج دائرة التضخيم والاختزال وضمن منطق بحثي يلتقط المعنى من الأسلوب السردي والغرض الإيتيقي. أما في الفصل العاشر فتطرح مسألة التباين في التأويلات وإستراتجية المؤول في توظيف النصوص من السياق التاريخي والمصلحة الواقعية التي يقصدها، وينزل ذلك ضمن إشكالية الاختلاف ويتطرق قضية التعددية في الأديان والمذاهب ويثبت حق الوجود للمعتقدات المتنوعة ضمن الفضاء المجتمعي المشترك.
في الفصل قبل الأخيرة حاول إزالة سوء التفاهم التاريخي بين الأحكام الشرعية القطعية ومنظومة القيم الكونية التي جاءت بها ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة واشتغل على قراءة البيان العالمي بشكل نقدي ، وفي نهاية المطاف ركز التحليل المفهومي حول الفوارق بين مسار الأنسنة ونزعة الانسانوية والإنسية.
والحق أن كتاب أنسنة الخطاب الديني يتنزل ضمن سلسلة من المؤلفات ضمت :حالة الفكر في حضارة إقرأ زمن العولمة، الهوية السردية والتحدي العولمي، كونية القول الفلسفي عند العرب، وتشريح العقل العربي الإسلامي، وأشكال من الخطاب الفلسفي العربي، ومدنية الإسلام  في مواجهة عولمة الإرهاب. فمتى تستيقظ الحكمة المشرقية من سباتها وتقدر على تقديم آليات تحليل للخطاب الحضاري العربي؟
الرابط:
https://drive.google.com/file/d/1-DPZ1jdzzPGxNNJYFpcQ197uLHaZZFMj/view?usp=sharing
كاتب فلسفي