المحرر موضوع: الفنان اللبناني وجدي جابر: الغناء القديم يعتمد على المقدرة الصوتية والثقافة الموسيقية للفنان  (زيارة 1640 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم السيد علي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 737
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الفنان اللبناني وجدي جابر:
الغناء القديم يعتمد على المقدرة الصوتية والثقافة الموسيقية للفنان

حاوره / كاظم السيد علي
( صوت متميز بشفافيته فعندما يغنى يطرب ويلامس المشاعر والاحاسيس مطربا متكاملا من حيث الوعي الفني والثقافة الموسيقية ، دائما زاخرا بالأبداع عبر مشواره الغنائي ) هكذا وصفه الشاعر الغنائي محمد الحاج .. انه الفنان وجدي جابر المولود عام  1976حائز على اجازة في اللغة العربية من الجامعة اللبنانية. لكن هواياته المفضلة الموسيقى والغناء ، يعزف على الة العود عنده اطلاع جيد على المقامات الموسيقية اضافة لكونه كاتب للأغاني وملحنا حتى اصبح له بصمة واضحة في فضاء الاغنية اللبنانية  لنتعرف على مشواره كان لنا معه هذا الحوار :
*كيف اخترت اسلوب الغناء منذ خطواتك الاولى ؟
-بدأت خطواتي بالغناء منذ عمر العاشرة وقد كان لي اطلالات متواضعة في تلك الفترة لكنني اكتشفت انني احب هذه الهواية بشدة وقد شجعني الاهل والاقارب على ذلك حيث علموا بانني امتلك صوت واحساس جيد.
* هل تلقيت دروسا في تدريب الصوت وتعلم العزف ومبادئ الموسيقى والغناء  ؟
 -الصوت الذي كنت امتلكه  دفعني لتثقيف نفسي موسيقيا فأصبحت استمع لكبار الفنانين امثال فيروز ووديع الصافي وام كلثوم وحليم وفريد وغيرهم من العمالقة وتثقفت موسيقيا من خلال الاستماع لهم وايضا باجتهاد شخصي مني وبلقاء متواصل مع عدة موسيقيين اصبحت على دراية بالمقامات الموسيقية والايقاعات وانا في نشاط فني دائم حيث اشارك في عدة حفلات ومهرجانات والتقي بأصحاب الاختصاص الفني بشكل دائم لاكتسب منهم الخبرات فالموسيقى بحر واسع وكل يوم نتعلم اكثر .
*المعروف عنك تكتب الشعر واللحن اضافة للغناء متى ولدت هتان الوسيلتين وهل استطعت النجاح فيهما ؟
-بالنسبة لكتابة الاغاني والتلحين فقد برزت هذه الموهبة عندي منذ سنتين تقريبا واصبح عندي نشاط دائم في هذا المجال وعندي مجموعة كبيرة من الاغاني اتمنى ان تبصر النور وان تصل الى فنانين يستحقونها ويقدرونها وهي اغاني في مواضيع متعددة والوان فنية منوعة فهناك اغاني رومانسية واغاني شعبية وطربية واغاني عن الوطن والحب والفراق والغيرة والعمر والقدر وكل الاحاسيس التي يعيشها الانسان .
*ما هو جديدك وماذا عن مشاريعك المقبلة ؟
- جديدي الان اكثر من خمسين أغنية جاهزة للتسجيل واتمنى ان أعمل مع مطربين من كل العالم العربي فانا لدي أغاني لبنانية ومصرية وعراقية وخليجية.   
* ما الفارق بين  غناء الامس وغناء اليوم  بعد معايشتك لها ، وماهي نظرتك للأغنية العراقية يا وجدي ؟
-تعاني الموسيقى العربية في الوطن العربي الكثير من المشكلات التي أثرت على شكل ومضمون الأغنية العربية الحديثة .إن قضية التأثير والتأثر بين الغرب والشرق لا تعني بالضرورة الاتباع وفقدان الهوية والتقليد الأعمى، وإنما هي علاقة أخذ وعطاء، لكنها أصبحت الآن علاقة أخذ فقط، وهنا يكمن الخطر .وإذا تأملنا تطور الموسيقى والغناء من العصر القديم حتى اليوم نجد فارقا كبيرا بين الإثنين حيث كان الغناء القديم يعتمد على المقدرة الصوتية والثقافة الموسيقية للفنان فلا يستطيع أي شخص أن يكون مطربا مميزا الا إذا امتلك الموهبة والدراسة والثقافة الموسيقية وهذا ما كان يتميز به كبار الفنانين العمالقة أمثال السيدة أم كلثوم والسيدة فيروز والرحابنة ووديع الصافي وعبد الحليم حافظ وناظم الغزالي ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وغيرهم كثر ممن أغنوا الساحة الفنية العربية بأعمال خالدة لا تنسى وقد كان للموسيقيين أيضا فضل كبير في إنجاح أي عمل فني وكانت الفرقة الموسيقية تتألف من أساتذة كبار في الفن وهذا ما نفتقده اليوم في الغناء والموسيقى الحديثة حيث يستطيع أي مطرب أن يغني أو يقوم بأي نشاط فني بمرافقة آلة موسيقية واحدة أو ثلاثة على الأكثر وهذا بسبب تطور الآلات الموسيقية والتطور الالكتروني ولا ننكر أن الموسيقى العربية استفادت من هذا التقدم العلمي لكن في بعض الأحيان فقدنا احساس الغناء والعزف المميز حيث أن الغناء والموسيقى فن يعتمد بالدرجة الأولى على الإحساس والدليل على ذلك أن أكثر الأغاني استماعا في هذه الأوقات هي أغاني أم كلثوم وفيروز وحليم وهذا يدل قطعا أن المستمعين في اشتياق دائم الى تلك الأعمال التي تنطق بالكلمة الرائعة والاحساس العالي .
أما بالنسبة للأغنية العراقية فنجد أن المتغيرات التي حصلت في العراق أجبرت الكثير من المطربين إما على التراجع والتحول إلى مهن أخرى، قد لا تبتعد كثيرا عن المجال الصوتي كتحوّلهم إلى منشدي الأغاني الدينية، وإما على اللجوء إلى الاعتزال والصمت، وإما على اختيار الهرب من البلد إلى بلدان أخرى لإقامة الحفلات في الفنادق والمطاعم واليوم لم نعد نسمع المقام العراقي إلاّ لماما، ربما عبر حامل لواء المقام العراقي حسين الأعظمي وناظم الغزالي، كما لم يعد الجيل الجديد يعرف الجالغي البغدادي أو المنولوجست، وكأن 400 عام من عمر المقام العراقي قد ضاعت .لكن استطاع بعض الفنانين أن يعيدوا بعض الرونق للأغاني العراقية ومثلوا بلدهم في الخارج خير تمثيل أمثال كاظم الساهر وحاتم العراقي وماجد المهندس وغيرهم وهذه صحوة جيدة يجب أن يعملوا عليها أكثر للابتعاد بالأغنية العراقية عن الانحدار والخطر الذي يهددها من دخول بعض الأنواع الغنائية الجديدة اليها من خلال بعض المغنين الجدد الذين لا يحافظون على التراث العراقي كما يجب.
 * من تجد من المطربين من يمثل امتدادا لمن سبقوهم من رواد الاغنية اللبنانية ؟
-بالنسبة للمطربين الذين يمثلون امتدادا لمن سبقوهم من رواد الأغنية اللبنانية فأنا برأيي المتواضع أن هناك بعض الفنانين الجدد ترفع لهم القبعة على أعمالهم المميزة والتي يمكن أن تشكل امتدادا لمن سبقهم من العمالقة ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر : جورج وسوف , وائل كفوري , معين شريف , ملحم زين , رامي عياش , نجوى كرم , ماجدة الرومي , جوليا بطرس , وائل جسار , عاصي الحلاني  , راغب علامة , وليد توفيق , أحمد دوغان , ملحم بركات , وهناك غيرهم الكثير أمثال نانسي عجرم واليسا وسعد رمضان .
  *هل وصلت ما تطمح اليه الان ؟
-كل انسان في هذه الحياة لديه طموح في الوصول الى هدف يرسمه طوال حياته ويسعى الى تحقيقه . إن ما أطمح اليه هو أن أستطيع ايصال صورة جيدة عني في مجال الغناء وأيضا في الكتابة والتلحين فإنني أجتهد كثيرا في الحصول على معلومات موسيقية وفنية وأثقف نفسي دائما وأطمح الى أن ألتقي بمعظم الفنانين من كل العالم العربي لأسمعهم الأغاني التي أقوم بصياغتها كتابة وتلحينا على أمل أن تعجبهم ويغنونها بصوتهم واحساسهم وأن تتردد على كل لسان حيث أنني أصيغ هذه الأغاني بكل احساسي ومشاعري وأضع لها ألحانا مرافقة للكلام بشكل احترافي وأتمنى أن تعجب الجميع .الحمد لله قطعت شوطا لا بأس به في سبيل ايصال هذه الصورة ولكنني أطمع بالمزيد وأريد أن أوصل هذه الأغاني الى كل الفنانين والموسيقيين وأتمنى أن أجد الطريقة المناسبة لذلك
* واخيرا ماهي امنيات ..وجدي جابر الانسان والفنان ؟ 
-إن أمنياتي كإنسان أن ننعم بالسلام وراحة البال فنحن من صدرنا الحرف والثقافة الى العالم فلا يجب أن ندخل في حروب ومشاكل فنحن بلاد الفن والطرب والموسيقى والثقافة والحضارة فلا يجب أن ننسى ذلك .. أما بالنسبة لأمنياتي فنيا فأرجو من الفنانين والموسيقيين أن يتذكروا أننا نحن العرب منبع الموسيقى والفن ويجب أن نبقى نثابر ونكافح للحفاظ على تراثنا الفني وعدم الانجرار جزافا مع الموجات الغربية في اللحن والتوزيع الموسيقي بل أن نعود الى أصالتنا الفنية وأن نستفيد من الموسيقى الغربية ولكن بشكل منظم ومدروس .