تغطية نشاط الصالون الثقافي الكلداني في وندزر – كندا
ليوم الخميس 17 مايس 2018 والموسوم :
ألإثنيات عبر التاريخ
استمتع رواد الصالون الثقافي الكلداني للمرة الثانية بلقاء الأب سرمد باليوس راعي كنيسة العائلة المقدسة الكلدانية الكاثوليكية في وندزر كندا , بمحاضرته الموسومة " ألإثنيات عبر التاريخ " والتي قدمها في الساعة السابعة من مساء الخميس 17 مايس 2018 على قاعة نفس الكنيسة . وسبق للأب الجليل أن قدم محاضرته الأولى بعنوان " ألمتصوفة والمعتزلة " مساء الخميس الثاني من شهر شباط 2018 في نفس المكان أيضاً .
تجاوز عدد الحضور الخمسين شخصاً من الجنسين ومن مختلف الأعمار , ومن بينهم المونسنيور المتقاعد لويس الديراني من الكنيسة الكلدانية , مع لفيف من الاخوات والإخوان من مشيكن أمريكا .
رحب الاخ الدكتور صباح قيّا بالحضور الكريم , وخص بالذكر المونسنيور لويس مع النخبة الثقافية التي تجشمت عناء الحضور من مشيكن أمريكا إلى وندزر كندا . كما شكر المساهمين برفد الامسية الثقافية بالقهوة والشاي وما لذ وطاب من المعجنات البيتية والمخزنية . ثم دعا المحاضر الأب سرمد باليوس والأخ المهندس صفاء حراق لإدارة المحاضرة .
أجاد الاخ صفاء بإدارة المحاضرة حيث استهل حديثه بكلمات التقدير والإمتنان للصالون الثقافي الذي أفلح ولا يزال في جمع العقل النير من أبناء الرعية خصوصاً والمسيحيين عموماً كل شهر للإستماع ومناقشة أحد المواضيع الثقافية الشيقة . كما أشاد بالدعم الذي يلقاه الصالون من لدن الحضور الكريم ومن الراعي الجليل شخصياً . ثم أورد مقتضباً للسيرة الذاتية للمحاضر كما دونها الأب سرمد :
ألوالد مؤمن ومثقف علّمني التحدث بلغة الحب والعلم
الوالدة مؤمنة حولت قلبي إلى جزيرة إطمئنان لكل من يحتاج إلى هذا السكون الأبدي
أنهيت الإبتدائية في مدينة بابل
أنهيت الدراسة الثانوية في مدينة بغداد
أكملت دراسة الفلسفة واللاهوت في كلية بابل الحبرية التابعة لروما
دبلوم في الفلسفة وماجستير في اللاهوت
خدمت ككاهن لمدة 18 عام بين بغداد , سوريا , فانكوفر الكندية , وصولاً إلى وندزر بلدتي الحبيبة
أحب القراءة والتبحر في الفكر والطبيعة
بعدها إسترسل الأب سرمد باليوس في محاضرته بشرح النقاط التالية :ان الانسان منذ القدم ينزع الى تصنيف كل ما حوله الى رتب ودرجات بمقاييس مختلفة وأن مسألة اصل الجنس البشري واحدة من اكثر المسائل العلمية اثارة للجدل في الدراسات الانثروبولوجية .
ألجدل الدائر في الاوساط العلمية حول اصل الانسان له اتجاهان مختلفان :
الاول يرى ان الانسان الحالي نشأ منفصلاً في عدة اماكن من العالم ، بينما يرى الاخر ان اصل الجنس البشري هو اصل واحد , وهذا الإتجاه الأخير يتفق مع نظرية الخلق حسب الإيمان المسيحي بالإستناد إلى ما جاء في سفر التكوين من العهد القديم , والذي يشير إلى أن الرب خق البشر من أصل واحد .
قد تكون الطبيعة والظروف المناخية هي التي جبلت كل منهم بشكل معين ومع ذلك فهناك صفات متشابهة لكل منطقة أو عنصر أو شعب والتي يطلق عليها بالأجناس
يمكن تعريف الجنس بأنه مجموعة من البشر تجمعهم صفات متوارثة بما يميزهم عن اعراق أخرى ، ومن الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة قد أعلنت في عام 1950 عن أسقاط كلمة الجنس من مفرداتها واستعاضت عوضاً عنها بمصطلح المجموعات الأثنية الذي يعتمد على الخصائص الإجتماعية والتقاليد وليس على الصفات التشريحية والوارثية . وقد يصل عدد هذه المجموعات الى خمسة آلاف مجموعة على وفق دراسة نشرت عام 1998
جميع سلالات البشر الذين يعيشون اليوم على سطح الأرض منحدرون من جنس واحد برغم الاختلافات الكبيرة في تفسير أين وكيف حدثت التزاوجات أو الأنعزالات التي أدت الى تكون سلالات جديدة
أن الأختلافات الشكلية التي نلاحظها اليوم على السلالات البشرية هو أنعكاس للتغيرات الوراثية المتزامنة مع التأثيرات البيئية والأجتماعية ، المصحوبة بالعادات الغذائية وطبيعة النشاط اليومي، وقد أصبح العديد من هذه الإختلافات متوارثاً،
وبذلك يمكن الجزم بعدم وجود سلالة نقية تماماً بين بني البشر اليوم أن عوامل ثلاثة قد تدخلت في إنتاج ما يسمى السلالة أو الجنس أو العرق.
العامل الأول : الخلق الذي كوَّن السلالة أو الجنس.
العامل الثاني : الهجرة التي سبّبت الاختلاط البسيط.
العامل الثالث : الوراثة التي سبّبت اختلاطاً معقداً بالتناسل
يتخذ الباحثون عدداً من الصفات مقياساً لتصنيف الناس إلى سلالات أو أجناس، وأغلبها صفات ظاهرة، يمكن مشاهدتها، وإدراكها بنظر الإنسان إليها، ومنها، لون البشرة والعيون وطول القامة وشكل الشعر وملامح الوجه وغيرها
يمكن تقسيم العالم إلى ثلاث مجموعات جنسية كبرى ، هي :
مجموعة القوقازيين
مجموعة الزنوج
مجموعة المغول
وينضوي تحت هذه المجموعات الثلاث نحو 99% من سكان العالم، أما النسبة الباقية وهي 1%، فيحوم الشك حول نسبتها إلى أي من هذه المجموعات، ولذلك يفضل الباحثون وضعها في مجموعة خاصة تسمى «مجموعة المذبذبين» الذين لا ينتمون إلى أي مجموعة كالأستراليين الأصليين , ويبدو أنهم نتيجة اختلاط بين سلالات من المجموعات السابقة
إن التاريخ البشري المدون والذي يعود لخمسة آلاف سنة فهو دليل واضح على ان الانسان بدأ بممارسة القدرة الروحية والمادية التي وفرتها له يقظة الوعي الانساني والاخلاقي .
بعد أن أنهى الاب محاضرته القيمة التي نالت على تثمين الجميع , وإعجابهم بالطريقة التي تناول فيها هذا الموضوع الشائك وأفلح في إيصال جوهر فكرته خلال المدة المقررة للمحاضرة , ّ فتح مدير الجلسة باب النقاش , فكانت هنالك مداخلات حسب التسلسل من كل من المونسنيور لويس الديراني , الفنان الباحث وردا اسحق , ألفيزيائي نجيب جلّو , الدكتور صباح قيّا . والدكتورة مها جميل الريس ,أجاب عليها المحاضر مشكوراً بوضوح .
- موعدكم مع النشاط الثقافي لمساء الخميس 8 تشرين الثاني 2018 والموسوم " ألمثلية الجنسية " يقدمه الدكتور يوسف حنا طليا .
- فأهلاً وسهلاً بالفكر النيّر والعقل الواعي الملتزم 
