المحرر موضوع: ضبابية الكلمات في إعلام البطريركية الكلدانية  (زيارة 1917 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ضبابية الكلمات في إعلام البطريركية الكلدانية
د. صباح قيّا
منذ دخولي الموقع كمساهم في كتابة المقالات أوالمداخلات , وأنا ألاحظ نقداً سلبياً يطال موقع البطريركية الكلدانية وبالذات  في شخص إعلامه  , من قبل البعض من الإخوة رواد الموقع الكرام . لست إعلامياً كي أنصب من نفسي حكماً بين المنتقِد  والمنتَقد , أو أن أرجّح كفة الواحد على الآخر . لكن , كمتابع للأحداث عموماً وما يجري في الساحة الكنسية خصوصاً , أستطيع أن أعبر عن رأيي بتجرد من خلال الإتكاء على النظرة المنطقية للأمور , من وجهة نظري الخاصة , والتي قد يتفق معها البعض , ويتقاطع معها البعض الآخر , وتظل هنالك مجموعة تفضل البقاء على مسافة واحدة من البعضيْن .
لا يمكن إنكار الدور الذي يضطلع به الإعلام في مسار الشؤون الحياتية المتنوعة في هذا العصر المتطور الذي جعل العالم الفسيح بقعة صغيرة يصلها أي كان بمجرد  تصفح الشبكات العنكبوتية حيثما كان في أرض المعمورة . كما لا يمكن إغفال أثر الإعلام في تضخيم أو تهميش الحدث , أو في إعلاء شأن من يشاء , والإنتقاص ممن يشاء أيضاً . وباختصار , أن الإعلام يتمتع بقابلية المناورة لتحويل ما لا يتجاوز حجم النملة إلى حجم الفيل وأكبر , وبالعكس . كما ان الإعلام السائد حالياً , حسب رأيي المتواضع , هو الإعلام الموجّه بشتى دوافعه وأبعاده , ونادراً ما يظهر للعلن إعلام محايد ومتوازن , والذي قد يختنق صوته نتيجة حصار صيحات الإعلام الموجّه والمتنفذ .
ألسؤال الآن : أين يقف إعلام موقع البطريركية الكلدانية مما ذُكر أعلاه ؟؟؟
 قد أكون صائباً أو متوهماً  إذا أجبت بأنه ضمن المستوى المطلوب , وربما أكون قاسياً نوعاً ما إذا كتبت أنه دون  المستوى المتوقع من موقع ديني يمثل طائفة لها ثقلها المميز على  الساحة العراقية , وقد أبدو مرائياً إذا أعلنت أنه بمستوى عالٍ ولا شائبة عليه إطلاقاً ....
إذن ما هو الجواب الذي يستحقه الموقع من خلال ما ينشر إعلامه بين آونة وأخرى ؟؟؟  . لا بد أن أذكّر بأن الكمال لرب الكون وحده , وأضيف بأن الإنسان , عموماً , لا يرى ما هو عليه , بل يرى ما على غيره , وهذه الحقيقة الحياتية لا يمكن إنكارها , وهي نواة كل المشاكل والازمات الحياتية التي تعصف بالبشر هنا وهناك , وبالأخص عندما يفتقد الرأي إلى الشفافية والموضوعية .
من خلال المدخل آنف الذكر , أسمح لنفسي أن أكون صريحاً وأقول بأن ما يأتي به إعلام موقع البطريركية من إعلان أو توضيح يحوي في آحايين متعددة على كلمات أقل ما يقال عنها أنها ضبابية , وتحتاج إلى حزمة من نور الشمس كي تنقشع الغمامة عنها ...
سأحاول أن أعزز هذا الرأي بالمرور على بعض التعابير التي وردت في أكثر من إعلام لموقع البطريركية .
ما جاء في المقال الموسوم " موضوع مثلث الرحمات المطران مار بولس فرج رحو "
والمنشور على موقع البطريركية الكلدانية في :
5 .  ونقل جثته كل من الاخت عطور والشماس طالب الى الطب العدلي ، الذي بين سبب وفاته بجلطة قلبية لفقدان الدواء
لا يمكن الأخذ بمثل هذا التقرير العدلي من الناحية الطبية , كان الأفضل  أن لا يقتصر نشر سبب الوفاة هذا في المقال المنوه عنه . بل , موضوعياً ,  أن يكون المقال معززاً بما ذكره الدكتور غازي ابراهيم رحو في 5
5 . كان جثمان الشهيد مشوه وجسده ممتليء بالكدمات وهنالك ضربة كبيرة في خاصرته اليسرى ووجهه ويداه تبينان بانه اجبر على شرب المادة السمية ) (الاسيتون )كما يعرف الجميع ؟؟والذي ظهر بمعدته وامور كثيرة لا ارغب بذكرها
 من مقاله الموسوم " مغالطات جديدة يقع بها اعلام البطرياركية  الكلدانية في موقعه الالكتروني " والمرفق رابطه في نهاية هذا المقال , حول آثار التعذيب الجسدي الذي تعرض الشهيد ربما لأسوأ منه .
لا يمكن القبول علمياً بأن يكون سبب الوفاة بجلطة قلبية لفقدان الدواء , حيث أن ذلك مجرد استنتاج الطبيب العدلي الذي ربما اطلع على المعلومات حول مرض الشهيد والأدوية التي كان يتعاطاها وقطعت عنه , وليس بالضرورة أن يكون استنتاجاً صحيحاً أو هو العامل الوحيد الذي يعول عليه في تحديد سبب الوفاة وغض النظر عن العوامل الأخرى سواء التشريحية منها أو التي لها علاقة بما كان يعانيه الشهيد من أمراض . . أتمنى الإطلاع على التقرير العدلي كاملاً  للوقوف على حالة الوصف التشريحي للشرايين الإكليلية , وهل هنالك خثرة أو علامات مرضية بداخلها تؤدي إلى الجلطة , أم كانت سليمة . من السذاجة القبول بهذا التفسير وإهمال عامل التعذيب الجسدي الذي قد يكون له دوراً أساسياً في المساعدة على حصول الجلطة القلبية . ولا بد من  معرفة العقاقير التي كان يتناولها الشهيد  للتأكد إن كان هنالك عقار محدد يؤدي إيقافه الفجائي إلى الإصابة بالجلطة القلبية .
 أما عن وجود مادة الأسيتون في معدته , فقد يكون قد أجبر الشهيد على شربها بكميات كبيرة , أو أن يكون الشهيد مصاباً بداء السكري الذي يؤدي إلى تراكم هذه المادة في الجسم إذا تُرك بدون علاج , وداء السكري بحد ذاته من العوامل الكبرى للإصابة بالجلطة . وعليه من الضروري أيضاً معرفة الأمراض الملازمة للشهيد خلال الحياة . 
ومهما كان الأمر ’ فإن مجرد التركيز على " سبب الوفاة بالجلطة القلبية نتيجة فقدان الدواء " يقلل إلى حد كبير من جريمة التعذيب الجسدي الذي تعرض لها الشهيد , وكأن الموت قد حدث عن طريق الموت الرحيم بتعريف آخر , أي حلول  الجاني محل الطبيب . 
يمكن الإستدلال مما قيل أعلاه , بأن تعبير مقال البطريركية حول الموضوع تعبير ضبابي تستّر بقصد أو بدون قصد على مظاهر الإضطهاد والعوامل الأخرى التي أدت أو ساعدت على حصول الوفاة , وتم التركيز فقط على خلاصة ما جاء بالتقرير العدلي دون الأخذ برأي طبيّ مماثل آخر حول مصداقية التقرير من الناحية الطبية . 
أما النقطة الأخرى , فهي التي جاءت في 9 أدناه :
9 . البطريركية تؤمن ان المطران فرج مات شهيداً مهما كانت طريقة وفاته، فهو اختُطِف وقُتِل سائقه وحراسه، وعلى هذا الأساس قدمت البطريركية دعوى لإعلان تطويبه مع الشهداء الاخرين وتحملت كل النفقات .
لأ أرى أي مبرر لقبول تعبير " قدمت البطريركية دعوى لإعلان تطويبه مع الشهداء الاخرين وتحملت كل النفقات "  . ما معنى تحملت كل النفقات ؟؟؟ هل الدعوى لتطويب الشهيد  استحقاق أم منة ؟؟ . هل تحملت البطريركية النفقات من جيوب الرعاة أم من واردات الرعية والمصادر الأخرى , ألمنظورة وغير المنظورة  ؟؟؟ هل ينسجم هذا التعبير مع ما قاله الرب حول العطاءات ؟؟ أليس الفقيد إبن الكنيسة وشهيدها ؟؟؟ هل دعت الكنيسة رعيتها للمساهمة في تحمل نفقات الترشيح للتطويب وخاب أملها ؟؟؟؟ هنالك تساؤلات وتساؤلات ؟؟؟ وأكتفي أن أقول مع الاسف ,,, لبنان له أربعة قديسين ومنهم من ينتظر , والكلدان يبخلون القداسة حتى على شهيدهم .. هل هنالك ضبابية تفوق تلك الكلمات ؟؟؟؟؟
أما الشأن الآخر الخاص بضبابية بعض تعابير إعلام البطريركية فهو ما ذكر في العنوان المنشور على الموقع وحسب الرابط المرفق في نهاية هذا المقال , وفحواه :
" البطريرك ساكو يطرح فكرة إنشاء مركز للشبيبة المسيحية والمسلمة في بغداد ويفتح الأبواب لمن عاش خبرات صعبة جراء الاضطهاد والتهجير "
راجعت الخبر عدة مرات , ولا أزال أشكك بصري . لم أجد فيه أي ذكر عن إنشاء مركز للشبيبة المسيحية والمسلمة . وقد جاء فيه :
 وقد طرح غبطته في سياقها فكرة إنشاء " مركز للشبيبة " في بغداد يكون مكوناً من ملعب رياضي ومكتبة وجانب مخصص للقاءات والنشاطات الثقافية
“إني سأعود للعراق محملاً بالعديد من الأفكار والتطلعات لشبابنا. لنا رجاءٌ بأن تُبعَث في شبيبتنا روح جديدة. إن العديد منهم مروا بخبرات صعبة جداً، حيث تمّ اضطهادهم وتهجيرهم، وعاشوا كنازحين. سأفتح لهم كل الأبواب. إن مواهبهم لهي ثمينة ولها دور حاسم

لا أرغب أن أبين رأيي في الوقت الحاضر بهذه الدعوة لإنشاء شبيبة مشتركة مع المسلمين لأن ذلك لا علاقة له بهدف المقال . ولكن , أتساءل : لماذا لا يوجد في  متن الإعلام ما يشير إليه عنوانه ؟؟؟  هل سقطت الكلمات سهواً أم هنالك غاية ما لذكرها في العنوان ؟؟؟ . أليست هذه ضبابية في التعبير ؟؟؟؟؟
ليس الهدف مما أوردت آنفاً التقليل مما يرد وينشر في موقع البطريركية الموقر . بل التركيز على بعض الهفوات البسيطة في مظهرها ولكن أبعاد انعكاساتها عميقة وبعيدة التأثير , ومن الممكن تلافيها بعد التجرد من المؤثر الإنفعالي في صياغتها , وقبول الرأي الآخر بشفافية وصدر رحب , وايضاً محاولة الإبتعاد عن النظرة الفوقية وكأن كل ما يرد عن الراعي هو الصح , وما تقوله الرعية فإلى حيث . كما أنه , من الأسلم مراجعة الإيضاحات والإعلانات التي تصدر عن البطريركية  من قبل أكثر من شخص واحد , فحتماُ تحكّم عقلين أفضل من حكم عقل واحد . ولا بد من توخي الدقة في اختيار الكلمات والجمل وتجنب كل ما من شأنه إثارة حفيظة الطرف أو الأطراف الأخرى .
وبالرغم من رأيي أعلاه , يظل الموقع عزيزاً على شخصي بالذات , وأثمن ما ينشره لي من المقالات التي تتلاءم مع سياسته في النشر . ولكن لا بد أن تسود الكلمة الصريحة بغض النظر عن مرارة أحرفها .   

موضوع مثلث الرحمات المطران مار بولس فرج رحو 
http://saint-adday.com/?p=26338

مغالطات جديدة يقع بها اعلام البطرياركية  الكلدانية في موقعه الالكتروني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,909409.0.html

البطريرك ساكو يطرح فكرة إنشاء مركز للشبيبة المسيحية والمسلمة في بغداد ويفتح الأبواب لمن عاش خبرات صعبة جراء الاضطهاد والتهجير
http://saint-adday.com/?p=26371