المحرر موضوع: اليوم العالمي للُغَة العربية  (زيارة 739 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اليوم العالمي للُغَة العربية
يعتبر الثامن عشر من الشهر الجاري هو اليوم العالمي للغة العربية، لغة الضاد، فقد خصصت الأمم المتحدة ومن عام ١٩٧٣، اليوم المذكور من كل سنة يوماً عالمياً لهذه اللغة التي باتَْ المتحدثين بها قرابة ٤٦٧ مليون متحدث، وهي في المركز الرابع من معاير سلم اللغات العالمية، حيث يجري الحديث بها في 60 دولة من بينها 22 فقط أعضاء في الجامعة العربية. فيما تتوزع بقية الدول على قارتي آسيا وإفريقيا، حيث هناك قبائل وجماعات تتحدث العربية في تشاد ومالي والكاميرون مثلا، وغيرها.
لغتنا العربية تضل لغة جميلة وتحمل منظوراً بيانياً نحو فضاءات أوسع لإستحضار المفردة ورديفتها معاً، معاني ومفردات لا تحملها آي لغة ثانية من ناحية الرتمّ والأستعارة والكناية والموضوع والنصّ والبيان. فمثلاً يوجد ١٤ درجة للحب في العربية منها، الهوى، الشغف، الوجد، الكلف، العشق، النجوى، الشوق، الوصبُ، الاستكانة، الودّ، الخُلةّ، الغرامُ، الهُيام، (إذا ريح الصَّبا هبت أصيلاَ  شَفَت بهبوبها قلْباً عليلا وجاءَتني تخبر أنَّ قومي  بمن أهواه قد جَدّوا الرّحيلا)، عنترة بن شداد. بينما لا تحمل كلمة الحب Love في اللغة الإنكليزية سوى دلالة لفظية واحدة فقط.
وبعيداً عن لغة التعصب التي يستهلكها البعض اليوم ويربط العربية أو المتكلمين بها بالإرهاب من ناحية المضمون المجازي للمفردة في محمولاتها لأسقاط البناء اللغوي للنصوص وإيحائآتها اللفظية،  على إيقاع خطبة ابو بكر البغدادي في جامع الموصل الكبير، وأسامة بن لادن الذي أفتى بها، والقرضاوي الذي ينشر سمومه عن طريقها،  وسيد قطب الذي كتب كُتبه التكفيرية بحروفها،  أبو العلاء المودودي الذي ترجمة مؤلفاته عن طريقها، وغيرهم الكُثر الذين استعملوا العربية لنشر الفوضى واللاأنسانية والفتنة والحقد وتغيب العقل والمنطق. ولكن تبقى الأحرف الأبجدية  العربية الثمانية والعشرين حرفًا محط أنظار الكُتاب والشعراء والقصاصين والمثقفين بشكل عام. هل نحتفل نحن المتكلمين بالعربية بهذا اليوم العالمي، أمْ يذهب سداً حاله حال باقية الأيام دون أكتراث وينساب مع مجريات الحياة العادية؟.
ننهي مع رائعة الشاعر العربي النسطوري  طرفه بن العابد حيث يقول....
إذا القومُ قالوا مَن فَتًى ؟ خِلتُ أنّني عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ
ولستُ بحلاّل التلاع مخافة ً ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد
فان تبغني في حلقة القوم تلقَني وإن تلتمِسْني في الحوانيت تصطد
وانْ يلتقِ الحيُّ الجميع تلاقيني إلى ذِروة ِ البَيتِ الرّفيع المُصَمَّدِ
وما زال تشرابي الخمور ولذَّتي وبَيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي
أنا الرّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعرِفونَهُ خَشاشٌ كرأس الحيّة المتوقّدِ.