لو كنت حاضراً
حين أختصر الندي قامة السنديان
كنت ستركب متن الدجي حاسراً
وتأتي
تدخل المدينة سراً
تسأل عن الطرق
التي يجتازها الشاعر مثل نهر
ويعود وقد أغدق عطاياه
أمواج من فضة الروح
هبات الآلهة
الي قاطني مملكة الفقر
لكن ذلك اليوم
لم يشهد الاحتفال البهي
بمقدم الموجه
ولاهشت اعشاب الشاطيء
لملاقاة الندي وهو ينهمر
من قلبه
انه يحتضن المدينة الغافية
ويصوغ لها قلائد
من مأساته الكثر
التي صاغها حدسه
ليضعها علي عنقها في المساء
كنت ستستقل أول سيارة
وتهرع حيث جثمان الشاعر تحمله حشد احبة
اختنق بهم الجسر
وهم يهرعون
أهذا الذي يطوفون به هو الشاعر
ام هو ذاك المتنحي قليلاً
الضاحك في سره
اتصدقون هذا يا ناس
انا معكم مازلت اسير خطوة خطوة
اعبر المدينة واجتاز الجسر
وفي المساء ادخل غابة السنديان
واقتطف من قرنقل الروح
وقد تفتح فجأة
اشير الي السحاب فيقترب
والي الحمائم فترقد
وبعد
فقد تأخرت كثيراً
ولو كنت حاضراً
كنت ستأخذه من يديه
حيث يروي لك اخبار الطغاة
المدونة علي حافة السرير
في مرقدك
وهم يتسافطون
انك الان تطوف به فردوسك الكبير
وتصحبه سراً الي كرنفالات
حافلة بالعبير والقصائد
امسك يديه كي لايهرب
فهو يضجر من القصائد الطويلة
لكنك كنت حاضراً