المحرر موضوع: مذكرات بيشمركة / ٦٩ اثار على الثلوج !  (زيارة 729 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد الياس شابو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 253
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مذكرات بيشمركة / ٦٩
اثار على الثلوج !
سعيد اليأس شابو/كامران
٢٣/١٢/١٩٨١

اثار على الثلوج في الجبال .. ليست كآثار على الرمال في منتجعات الدول السياحية الشرقية والغربية والشرق الاوسطية والآسيوية وما وراءهما من الدول والأقاليم والجزر الجميلة والتي تعمل جاهدة لكسب السواح ومن مختلف دول العالم .
فإما آثارنا على الثلوج تختلف كليا وتحاكي البشرية على واقع مزري في الجمهورية العراقية. سابقا وجمهورية العراق لاحقا !!
وأنت في بلدك والشريط الحدودي وفيه آلاف القرى مهدمة ومهجرة وأهاليها محصورة في مجمعات قسرية وغير منتجة نسبة إلى ماكانت تنتجه في السابق من المنتوجات الزراعية والحيوانية بكل مشتقاتها ومسمياتها وعلى سبيل المثال .. الحبوب بأنواعها والفواكه اللذيذة المتنوعة والعسل المتنوع وتربية المواشي ولحومها ومشتقات الاجبان والألبان والدسم الزبدة الخالصة وغيرها من الأمور ذات الأهمية الاقتصادية والبيئية ، ناهيكم عن الاستقرار لعشرات لا بل لمئات الآلاف من الناس الذين رحلوا وتركوا قراهم عنوة ومرغمين على قبول الإملاءات من قبل ازلام السلطة ومرغمين إلى الانتماء إلى حزب السلطة ومنظماته القمعية وتعين القسم من اولاءك المرحلين في وضاءف غير موجودة أصلا وخلق بطالة مقنعة غير مجدية .
ولتعود إلى صلب موضوعنا .. الا وهو اثار على الثلوج. .. في يوم ٢٣/١٢/١٩٨١ ، مفرزتنا القادمة من ناوزنك إلى بشت اشان انتهى مفعولها والكل ذهب إلى مهمته .. الا ان كانت مفرزة قادمة من مقرات روست  إلى بشت اشان بمهمة أخرى والرفاق الشجعان وبعد انتهاء مهمتهم يرومون العودة دون ان نعلم من هم! وفي ذلك الصباح الأنصاري البشتءاشاني الجامد والحيوي وإذ بحوالي الثانية عشرة ظهرا ونحن متهيئين لمواصلة الدرب وإذ بالرفاق أبو داود وأكثر من عشرة رفاق اخرين في وضعية التهيئة ومتحزمين وعلاءجهم على ظهورهم وفيها الذخيرة من الخبز والمعلبات والمنشورات والبعض من الأدوية وكل حمل حصته من المقسوم !!!وبدءنا المسير والكون من حوالينا ناصع البياض الا الأشجار الشامخة وخاصة أشجار الجوز والبلوط وو……..إلخ .وبمجرد السير وفتح الطريق لمواصلة السير وتشكيل الرتل الأنصاري وبعد حوالي نصف ساع وأكثر وإذ الثلوج تغطي كروم المنطقة والظاهر فقط البعض من رؤوس تلك شجيررات العنب الواقفة على أوتاد ساندة وراسخة في الأرض الطيبة وهي مكسوة بالثلوج التي سقطت خلال الأيام القليلة الماضية ، وبعد التفكير بما تحمله هذه الكروم من خفايا الأيام والترحيل وفي هكذا طقس مثلج وبارد والفضولية مني وأصرت على الخروج من الرتل لأبحث عن عنقود عنب لربما يحلي حلوقنا ونحن بحاجة ألى السكريات الطبيعية ! وفعلا ما اردته تحقق بمجرد ازاحة الثلج عن شجيرة صغيرة يقدر ارتفاعها اقل من متر واحد وميلانها بعض الشيء إلى الأسفل لكون كثافة الثلج شكل عبء على كل الكروم !! وقطفت اكثر من عنقود وكأنه العنب في حافظة وخزان دون ان يحدث له أي تغير أو عفونة ، عنب اسود وفيه روح المقاومة والتحدي لكل ما هو موءثر سواء من من رحل القرى أو من كثافة ثلوج الساقطة في موسم الشتاء .
وبعد مسير حوالي اكثر من ساعة أخرى وصلنا إلى الشارع الموءدي من المنطقة والى قرب قرية (ره زوكه ريان ) ومن ثم  الصعود الإجباري إلى جبل ( مأمه روت ) الشهير. ! استمرت المفرزة ورفاقها الأبطال بفتح الطريق وبالتناوب وحتى تسلقنا في أعالي. الجبل وبالرغم من الظلام الدامس وفي هذا الشهر …. الا ان بياض وبريق الثلج هما أفضل وسيلة تساعد المفرزة من روءية الطريق والسير فيه ، وأحيانا أخرى يمكن من ان يكون الثلج عدوا يموه الطريق والاتجاه ويخلط الحابل بالنابل وتدور المفرزة في حلقة مفرغة ومتاعب كثيرة وقاتلة فيما لو تعكس الوضعية على الدليل والمفرزة! وهذا ما حدث مع البعض من مفارزنا في أوقات سابقة ولاحقة!! وبعد بلوغ القمة ومن ثم الشروع في النزلة وهي في الكثير من الأحيان تكون اصعب بكثير لكون الجبل الحاد يكون الانزلاق فيه اكثر خطورة ! عبرنا الروبار / الرافد القادم من حاجي عمران وكلالة نازلا إلى مناطق سكران وما أسفلها من قرى وبلدات ، وكان العبور اختياري ههههههههه يعني أنت تختار وأنت ترتدي حذاء السمسون المطاطي أو حافي القدمين !! وكلا الخيارين موءذيان دون التفكير والعودة إلى العقل وعليك التفكير الفوري ان يكون خيارك! وعبرنا الرافد ومياهه الجامدة ولكن لم تكن تشكل قوة كالربيع وخاصة بعد سقوط الأمطار وميعان وانصهار الثلوج الموسمية مشكلة عواءق جمة أمام المفارز العابرة.
واستمر المسير إلى الصباح بعد ان تجاوزنا كل الربايا العسكرية المطلة على المنطقة والى ان بلغنا قرية شيركاوا واهلها الطيبين والذين قدموا الكثير لكل الأحزاب ومفارزها بدون استثناء ، ومن هنا تحية خالصة إلى أهالي شيركاوا وقرى المنطقة والتي اوتنا وقدمت لنا الكثير ، كما نحن قدمنا لهم الكثير في الخدمات الطبية والبناء وامور عديدة أخرى.وبعد تناول الفطور في قرية شيركاوا واحماء أنفسنا بعض الشيء .. واصلنا المسير إلى مقر روست وكان الحلم قد تحقق ببلوغنا في. وقت الضهيرة ولقاء الرفاق الذين اشتقنا اليهم بعد هذا الغياب!
المجد والخلود لكل الشهداء وتحية للبيشمركة الانصار الذين وهبوا سنين أعمارهم للقضية