جملة (لم تكن طيبة) في بيان كنيسة المشرق الاشورية
ان كنا نريد من ابناء شعبنا ان يكونوا الارض الصالحة لكي تتقبل كلمة الله الطيبة التي تثمر, فعلى رجال الدين أن ينقوا الكلام من الزؤان قبل نشر بيان او تصريح وخاصة في وسائل الإعلام.
بتاريخ 16/01/2019 أي قبل ثلاثة أيام من كتابة هذه الكلمات, صدر بيان من اثنان من اساقفة كنيسة المشرق الاشورية (الرابط التالي ) توضيحاً لموقف كنيسة المشرق الآشورية من القناة الوطنية الآشورية (ANB Sat).
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,921192.0.htmlوحيث ان هذا الامر هو شأن داخلي لهذه الكنيسة المقدسة, لذلك فأن موضوع البيان ومحتواه لا يهمنا سوى فقرة: حملت مفهوم عام شمل كافة كنائس شعبنا, وارتباط وثيق بمفهوم سياسي في زمن ارتفعت الأصوات لإبعاد رجال الاكليروس عن السياسة.
ورد ضمن ديباجة البيان الفقرة التالية ( كنيسة المشرق الاشورية, وهي الكنيسة الوحيدة التي لا تزال تحافظ على هويتنا المسيحية المشرقية وقوميتنا الآشورية ولقرون عديدة )
دون التعمق والتبحر كثيرا في المدلولات والاستنتاجات التي قد تلقي عليها هذه العبارة ظلالها, كان لا بد ان نذكر شيئا منها للتأكيد على اهمية الدقة والتأني في انتقاء الكلمات المناسبة في التصريحات والبيانات الرسميه والشخصيه وخاصة من قبل اكليروس الكنيسة. ففي الوقت الذي يستطيع السياسي الالتفاف والتملص من مكائد التصريحات أو ربما الانسحاب والاعتذار, فليس أمام الاكليروس وخاصة في المراتب العليا أية فسحة للاستفادة منها عند الوقوع في فخاخ الكلمات.
ففي القول: هي الكنيسة الوحيدة (وإن كان المقصود بهذا التمييز -التباهي- وليس الانتقاص من الكنائس الاخرى) فلا يحتاج رجال الدين من كافة الكنائس بتذكيرهم برسالة الكنيسة الأساسية من بذل الذات من اجل ايصال نعمة الخلاص ضمن البناء الذي يمثل جسد المسيح وليست لأجل المباهاة والتي قد لا تستند الى حقائق دامغة. وحاشاها من أن تتشبه كنائسنا ب-الفريسي والعشار- كما في (لوقا 18: 9—14)
https://www.enjeel.com/bible.php?bk=42&ch=18أما النقطة الاخرى فهي (أنها لا تزال تحافظ على القومية الآشورية ولقرون عديدة) فهنالك تمييز بين كنيسة المشرق الاشورية والقديمة من حيث ان الآشورية هي ( جزء - ربما كلمة جزء افضل من ان نقول منقسمة ) من الكنيسة القديمة حديثا وليس منذ (قرون عديدة) وهذه الكلمة ايضا قابلة لان تدخل في اتون الفحص لأن مفهوم القومية مبني على مصطلح سياسي حديث لم يكن موجود من (قرون عديدة)
بل ما يهمنا أكثر هو (العودة الى المربع الاول - الكنيسة والسياسة), فعادة ما تقوم الدنيا وتستل السيوف وترفع الرماح من قبل محللين سياسيين وصحفيين ودكاتره وفقهاء إذا تطرق اكليروس من كنائس اخرى على مصطلح القومية (البطريركيه الكلدانيه مثالا, مرات ومرات ومرات). بل ومن هؤلاء من يتربص لاية كلمة تصدر من البطريركيه الكلدانيه واية مفردة ليتم لي عنقها بطريقة لتفعيل النقد وربما التجريح, ولكنهم هنا قد اغمضوا اعينهم ولربما اصابتها (التراخوما) فلم ترى هذا التصريح ومن اساقفة كبار رعاة (ربما) لاكبر رعية تتبع كنيستهم المقدسة, بل وأن عنوان البيان هو (بيان صادر عن رعاة كنيسة المشرق الاشورية)
يجب أن تقاس الأمور بميزان الذهب احتراما لمكانة حاملي النعمة لخدمة الأسرار المقدسة التي تمنح حياتنا إيمانا ويقينا وقوة روحية لمقاومة الصعاب في الاستمرار على نهج اباءنا واجدادنا الاولين: نهجا مسيحيا خالصا نقيا لا تخنقه أشواك الحياة والمفاهيم السياسية والطائفية وغيرها…. وبخلافه فقد يصبح رموزنا الدينية الغالية أهدافا سهلة لسهام السياسيين بكل أصنافهم وألوانهم وفي لأية أسباب أو مناسبات مهما كانت صغيرة وهنالك مؤشرات كثيرة في هذا المنحى (انظروا تصريحات -ممثل من ممثلي شعبنا المسيحي- النائب السابق ينادي بطريرك مبجل باسمه الشخصي في وسائل الإعلام!
واخيرا, فربما يعتقد المقر البطريركي لهذه الكنيسة المقدسة أن هذا البيان يمثل وجهة نظر الأساقفة المبجلين الشخصية خلافا لعنوان البيان. أو أن المقصود بالهوية المسيحية المشرقية هو تعبير مجازي ترسم حدوده طقوس الكنيسة الخاصة. ولكن هذا قد يفتح مجال للنقاش اكثراذا اصرينا في البحث عن الفوارق بين هذه الكنيسة وتلك….. لذا علينا الانتباه إلى أهمية انتقاء الكلمات المناسبة مستقبلا.
نذار عناي