المحرر موضوع: أحزاب عراقية تقاوم تعطيل طريق ايران نحو المتوسط  (زيارة 2475 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31448
    • مشاهدة الملف الشخصي

أحزاب عراقية تقاوم تعطيل طريق ايران نحو المتوسط
الكتل السياسية الموالية لايران تطالب بانسحاب القوات الأميركية مع 'إعادة انتشارها' في المناطق الشمالية والغربية للعراق.
ميدل ايست أونلاين/ عنكاوا كوم

خمسة آلاف و 200 جندي أميركي في العراق
بغداد - تحاول كتل سياسية عراقية مقربة من إيران استثمار إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب المفاجئ حول سحب قواته من سوريا واستخدام العراق "كقاعدة" لاستهداف الجهاديين، لتجديد المطالبة بجدولة انسحاب القوات الاجنبية وفي مقدمتها الاميركية من البلاد.
وتتداول مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع منذ عدة أيام اخباراً تستنكر اعادة انتشار القوات الأميركية مجدداً في العراق، الامر الذي قوبل بنفي رسمي لهذه الشائعات التي تعد حساسة جداً بالنسبة لاوضاع هذا البلد العالق بين حليفيه، وبنفس الوقت يمثل كلاهما عدوا للآخر، وهما الولايات المتحدة وإيران .
وأكد محمود الربيعي المتحدث باسم حركة "صادقون" إحدى الكتل السياسية المنضوية في ائتلاف "الفتح " البرلماني، الذي يمثل غالبية قادته مقاتلين ضد تنظيم الدولة الإسلامية، أنه يجب التصويت على جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق خلال الفترة المقبلة.
كما هو حال جميع الفصائل الشيعية المقربة من إيران تصر هذه الحركة على "رفض قاطع لوجود أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية" ، وفقا للربيعي.
وطلب نائب أخر من الائتلاف ذاته قبل مدة قصيرة، من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تفسيراً لتحركات عسكرية تقوم بها قوات اجنبية، فيما بثت وسائل اعلام محلية صوراً لقوافل عسكرية على أنها تعزيزات أميركية .
من جانبه، أكد المتحدث باسم التحالف الدولي الذي يقاتل ضد تنظيم الدولة الإسلامية، شون رايان بإن "هناك تحركات متعددة تجري حاليا في إطار العمليات" من دون الإشارة لتفاصيل أكثر .

واشنطن لا تعلن رسميا ان لديها قاعدة في العراق
ويؤكد الأميركيون رسميا بأنه ليس لديهم قاعدة في العراق، لكن الرئيس الاميركي التقى جنوده في زيارة مفاجأة قام بها نهاية كانون الأول/ديسمبر للعراق في قاعدة عين الأسد غرب بغداد، بدون ان يلتقي خلال تلك الزيارة أي مسؤول عراقي.
وبلغ عدد القوات الأميركية خلال الفترة التي تلت الاجتياح الأميركي للعراق، في 2003، 170 ألف جندي في عموم العراق قبل أن تنسحب نهاية عام 2011، وفقا لقرار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
لكنها عادت مجدداً الى العراق عام 2014، في إطار التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يفرض سيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
وقال ترامب خلال تفقد جنوده، إنه لا ينوي "إطلاقا" سحب القوات الأميركية من العراق، بل يرى "على العكس" إمكانية لاستخدام هذا البلد "قاعدة في حال اضطررنا للتدخل في سوريا".
وأكد رئيس الوزراء العراقي منتصف الشهر الحالي أنه "في كانون الثاني/يناير 2018، كان هناك حوالي 11 ألف جندي أجنبي، 70 بالمئة منهم أميركيون" في العراق، وتابع "العدد الكلي انخفض الى ثمانية آلاف، بينهم ستة الآف أميركي" حاليا .
بدوره، أكد رايان أنه بين هؤلاء "خمسة آلاف و 200 جندي أميركي".
لكن بغض النظر عن عددهم، يبقى "رحيل الأميركيين يمثل الأولوية" بالنسبة للكتل السياسية الموالية لإيران، حسبما يرى ريناد منصور من مؤسسة تشاتام هاوس للأبحاث والخبير في السياسة العراقية.

إذا تمكنت الحكومة من توفير الخدمات، فلن يتحدث أحد عن تواجد الأميركيين في العراق

ونبه هشام الهاشمي المحلل الأمني والخبير في الجماعات المسلحة في العراق، الى منع الولايات المتحدة الأميركية قوات الحشد الشعبي- التي تمثل غالبيتها فصائل شيعية موالية لايران- من "الاقتراب من القواعد التي يتواجد فيها جنودها".
وأشار في الوقت نفسه الى أن قوات "الحشد الشعبي تطالب بالمعاملة بالمثل"، في وقت تنتشر فيه كلا القوتين في مناطق حدودية مع الجارة سوريا.
ويرى محللون أن انتشار القوات الاميركية في المنطقة يعرقل كثيراً سيناريو إيران التي تطمح لبسط نفوذها حتى البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان.
ويؤكد الهاشمي أنه "هناك إعادة انتشار للقوات الأميركية في العراق، خصوصا في المناطق الشمالية والغربية".
بنفس الوقت، يرى منصور أن "الاحزاب الشيعية المتشددة، تركز بشكل أساسي على التخلص من الولايات المتحدة"، بمختلف الوسائل.
وأوضح أنهم "يستخدمون زيارة ترامب "بدون لقاء مسؤولين عراقيين"، بالاضافة الى "إظهار الولايات المتحدة على انها قوة مدمرة لا تحترم سيادة المسؤولين العراقيين" في الحكومة التي لم يكتمل نصابها رغم اعلان تشكيلها منذ ثلاثة أشهر.
يعتقد منصور بان "عدم وجود كتلة سياسية خلف رئيس الوزراء يمكن أن يؤدي الى عدم الاستقرار" في هذه الظروف التي يعيشها العراق.
ويعمل عبد المهدي في ظل غياب دعم حزبي، فيما يطل الصيف بعد أشهر قليلة والذي يشهد عادة احتجاجات شعبية متكررة خاصة "اذا فشل عبد المهدي في تأمين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل، فإنه سيواجه مشاكل كثيرة"، وفقا لمنصور.
لكنه يرى كذلك أنه إذا تمكن عبد المهدي من تجاوز هذه الصعوبات، عندها "لن يتحدث أحد عن (تواجد) الأميركيين" في البلاد.
بدوره، لفت المحلل الأمني العراقي جاسم حنون الى انه حتى الان كانت "ردود الفعل خجولة واقتصرت على حملات على مواقع التواصل الاجتماعي".
وما يثبت كلام حنون ضعف المشاركة خلال تظاهرة دعت اليها فصائل من الحشد الشعبي وسط بغداد للمطالبة بمغادرة القوات الاميركية والتي اقتصرت على مشاركة عدد قليل من الاشخاص.