كيفية المحافظة على المتبقي من مسيحي العراق ؟
----------
اصبح احوال شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي بشكل خاص وبقية المكونات غير المسلمة اليوم في وطنهم العراق صعبة ومعقدة ومهدد بالزوال والانقراض والاختفاء خلال ثلاثة عقود القادمة لا سامح الله لان اعدادهم في تناقص مستمر بسبب استمرار نزيف الهجرة والتهجير خارج وطنهم لاسباب امنية واقتصادية وسياسية ودينية واجتماعية لسنا بصددها الان حيث تتحمل هذه المسوؤلية التاريخية في هذه القضية الحكومات العراقية المتعاقبة على بغداد بعد 2003 والاحزاب السياسية المتنفذة ورجال الدين الاسلامي السني والشيعي والمجتمع الدولي
لان قضية المسيحيين في العراق اصبحت قضية موت او حياة ولا يمكن اغماض عيوننا عنها وترك ديار الاباء والاجداد لاننا خلقنا في هذه الارض ويجب ان نعيش فيها بكرمة وسلام وامان كما كنا ويجب ان نعمل كل شيء بطرق دستورية وديمقراطية وسلمية من اجل حقوقنا المشروعة كاملة في وطننا وحسب راي الشخصي بهدف تبديد مخاوف المتبقي من شعبنا على مستقبله في العراق على الحكومة العراقية والبرلمان والقضاء والمراجع الدينية الاسلامية السنية والشيعية اتخاذ الاجراءات والتدابير الاتية وبعكسه فأن شعبنا سيصبح اثر بعد عين خلال الثلاثون سنة القادمة :
1 - تضمين بنود دستور العراق الاتحادي مواد صريحة وواضحة تضمن حقوق وحريات المسيحيين وكذلك المكونات غير المسلمة وتشريع القوانين التي تحمي هذه الحقوق واتخاذ تدابير واجراءات عملية وفعلية لتفعيلها على الارض بشكل ملموس بعيدا عن التسويف والمماطلة
2 - تخصيص كوتا خاصة في كل الانتخابات للمسيحين بعيدا عن نظام المحاصصة القومية والدينية والسياسية للكتل الكبيرة لضمان تمثيلها بشكل عادل ومنصف في البرلمان ومجالس المحافظات والاقضية والنواحي بما يتناسب وعددهم الفعلي في الوطن والمهاجر حتى لا يشعر المواطن من ابناء شعبنا بالتهميش والاقصاء والاجحاف والغبن
3 - اشراك وتوظيف ابناء شعبنا في قوات الشرطة والجيش والامن والمخابرات وفي المواقع الحساسة والقيادية دون تميز وبشكل فعال وخاصة في مناطق تواجد شعبنا وبشكل خاص سهل نينوى
4 - اصلاح وتعديل المناهج الدراسية في كافة المراحل بما يعكس الدور الوطني والتاريخي الحقيقي لشعبنا في تاريخ وبناء وطنهم وتثبيت مفاهيم المحبة والتسامح والعيش المشترك وقبول الاخر فيها ونبذ ورفض التميز والكراهية والحقد وتكفير الاخر في مجتمعنا المنوع دينيا وقوميا واصدار قوانين رادعة لمعاقبة كل من يكفر المسيحين وغير المسلمين
5 - عدم استغلال الدين لغيرغاياته الدينية وتوجيه الاعلام للتوعية لبناء مشروع وطني ديمقراطي والتعريف بهوية ودور المسيحين وفق مفهوم المواطنة وقبول الاخر والعيش المشترك وتعزيز المشاريع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية المشتركة التي تبعث على الشعور بالمساواة والانصاف في الحقوق والواجبات بين كل اطياف الشعب العراقي بصرف النظر عن الدين او القومية او الحجوم والاوزان
6 - تفعيل الاجواء والمناخات الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية الايجابية بين كل مكونات الشعب العراقي لتساهم في تقريب وجهات النظر في مختلف القضايا التي تهم وطننا والعيش المشترك والوئام
7 - على المراجع الدينية الاسلامية السنية والشيعية ان تصدر فتاوي دينية صريحة وواضحة تحرم استباحة دماء واموال واملاك واعراض المسيحين وغير المسلمين لقطع دابر بعض المتطرفين والحاقدين امثال الصميدعي والموسوي اللذان حرما تهنئة المسيحين في عيد الميلاد المجيد وراس السنة الميلادية لاهداف غير نبيلة لكن الرد جاء قويا من الشعب العراقي الذي احتفى بهذه المناسبتين بشكل ملفت للانتباه وهذا موضع احترامنا وتقديرنا
8 - تنفيذ نصوص الاتفاقات والعهود واللوائح والصكوك الدولية الصادرة عن الامم المتحدة التي تحمي حقوق المكونات القومية والدينية الصغيرة ومنهم المسيحين اصحاب الارض والدار بشكل فعلي وحقيقي دون تسويف او مماطلة
انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com