انني مشتاق للعودة الى بلدتي لان رائحة امي وابي في كل ركن من اركان البيت القديم الذي ترعرعت فيه وفي كل ازقتها لي ذكريات منقوشة في ذاكرتي فكيف ينسى الانسان رائحة ترابها حينما يهطل المطر ويبتل الثراء كم اعشق قريتي الصغيرة الجميلة بكل معاني الجمال اهلها ولا اروع جوها ولا اصفى ارضها ولا اطيب و مزارعها ولا ابدع في الذاكرة مواقف واحداث خالدة كم اتمنى ان تعود اعشقك و ساكنيك يا قريتي. في الصباح كان الدخان يتصاعد من البيوت وتسمع دقات الناقوس قبل شروق الشمس ارض تولد بها وارض ترزق بها وارض تموت بها وهذا لا يعلمه الا الله كلامي يلامس شعور كل انسان واجبرته ظروف الحياة للانتقال الى بلد اخر وقديما قالوا اذا اردت ان تقيس وفاء الرجل فانظر الى حنينه لوطنه
ولدنا فيها وعشنا فيها وانا احن اليها وبالفعل ايام حلوة لاتنسى ذبلت ملامحي واشعر كأنني طير سقط ريشه وانكسر جناحه كطائرحزين.بلدتي انسج الامنيات فيها وابعث في القلب بوح من الذكريات ساعود اليها على ضوء تلك الشموع وبالحنين والدموع وتلك الحكايات الليلية حين المح تلك الملامح وبتلك النسائم تداهمني اللهفات فلست على الشوق اقوى فحبها اقوى حنين وشوق مسقط الراس التي كان الجميع يد واحدة جميع اهل القرية لهم اشتياق لزمان مزارعنا وبيوتنا القديمة وكنيسة مريم وكنيسة القديسة بربارة ومارادي وكرمة دكتور وتليّها الرائعين الكل كان يهتم بكل شي بالمزارع والغنم كم انا مشتاق ويداعبني الحنين - داري ديرة الأب والجد ديرة المجد والحنان احن لديرة اجدادي احن الى مرابع الصبا البلدة شى مقدس لا يستطيع الانسان ان ينفصل عنها انه مثل التصاق الطفل بامه والنبتة بالتربة فمن المحال ان تعيش نبتة بغير تربة ولا جذور مسقط راسي بلدتي المحبوبة حنين الشوق يقتلني لها
لكن الزمن والحكام الفاسدين اجبروني على الهجرة
