المحرر موضوع: ما الجدوى والمغزى من وثيقة التاخي بين البابا والازهر !  (زيارة 1498 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
ما الجدوى والمغزى من وثيقة التاخي بين البابا والازهر !   
    كًنتُ مبتلياً ومهموماً اثناء توقيع تلك الوثيقة بين البابا وشيخ الازهر( يمكن كان رفضت ) واليوم سأتطرق الى تلك الوثيقة وبطريقتنا البسيطة .....
الموضوع اكبر مما يعتقده البعض او  يتصوره ، فالموضوع يحتاج الى فيلسوف في علم البلاغة واللغة وعالم في الآيدلوجيات وتشعباتها في السياسة ( مثل ثعلب الصحراء او احد دكاترة الموسم الجيوسيوسولوجين ) ، يحتاج الى عالم كبير كي يضع نقط تلك الاتفاقية على الحروف وسننتظر  من احدهم لوضع تلك النقطة ولكن الى حين ذلك سنقوم بالشغبطة وبطريقتنا الحرفية ...
شخصياً لا ادرك المغزى والحكمة من تلك الوثيقة ( إذا آني ما اعرف يعني ما احد راح يعرف ) ! ولا ادرك لماذا الآن وماهو الهدف منها ( معقولة دعاية آيدولوجية ) ولا أعلم مَن المستفيد منها ( لا هاي أعرفها ) !!! .
في البدأ سنسأل هل التآخي والإنسانية هي ناتج المذاهب والاديان وتوقيع الإتفاقيات أم نتيجة العلم والتقدم الحضاري ! ألم تكتوي البشرية بحروقات الاديان وعبر العصور !
هذا نص منقول من تلك الإتفاقية وهو بالنسبة لي هو الاغرب :
باسم تلك الأخوة التي أرهقتها سياسات التعصب والتفرقة، التي تعبث بمصائر الشعوب ومقدراتهم، وأنظمة التربح الأعمى، والتوجهات الأيدلوجية البغيضة ..... انتهى الإقتباس ..
 ألم تنتفض كل الاديان والرأسمالية التي انتم فيها في وجه الفلسفة الماركسية التي طالبت بالعدالة الإجتماعية والإنسانية ! ألم ينتج ذلك عشرات المنظمات الارهابية التي فتكت بالكثيرين ! أين كان التآخي المزمع مع تلك الفلسفة الإنسانية ! والاهم من هذا وذاك كيف سيأتي التآخي بين الفصائل المتنافرة إذا كان العداء بين الفصائل المتشابه هو سيد الموقف ! إذا كان السرياني يتمنى نفي الكلداني عن بكرة ابيه والآشوري يطالب بحرق السرياني والقبطي ( لا هذا مصري ) وهكذا بين الشيعي والسني والوهابي والاخواني والسلفي وهلما جر ! كيف سيأتي التآخي في ضل كل هذا التناقض والتناحر ! أليس من التآخي أن يبدأ من البيت الواحد في الاول أم الشغلة سياسية بحتة لا علاقة لها بالإنسان ! والاهم من كل هذا وذاك أين كان ذلك التآخي كل هذه القرون وماهو ذنب الذي فطسوا تحت الاقدام ( يُمكن كان الجميع مخدوعين ) !!!! الاسئلة لا تنتهي ولكن لا اعتقد سنجد الإجابة .....
كل التجارب التاريخية ومعها تجارب الأديان علمتنا بأن المذهب او الدين لا يصنع التآخي بل القيم الإنسانية والعدالة الإجتماعية هي التي تصنع ذلك الحدث المهم . ونفس التاريخ علمنا بأن المناطق التي تواجدت وتتواجد فيها الإنسانية في وقتنا الحاضر ناتجة عن العدالة الإجتماعية وليست وليدة الدين او المذهب ( يعني شنو راح نلغيها ) ! .
الشق البابوي .
بالنسبة للشق المسيحي الذي وافق على تلك الإنسانية نتج عن طريق العلم والعدالة الإجتماعية ( وإن لم تكتمل او ناقصة نوعا ما ) وهذا جلي وواضح من تعامل الغرب المسيحي مع مختلف الوافدين اليه من أتباع الديانات الاخرى وحتى فلسفة دينهم او معتقدهم لا يتعارض مع تلك القيم وبالتالي فهو لا يناقض نفسه ولا يناقض كُتبهِ ولا فلسفته الدنوية ولكن ماذا عن الطرف الآخر ( خليها مستورة يا ساتر ) ! ....
بالنسبة لبابا الفاتيكان فلا فرق معه ولا يرهقه كثيراً هذا المطلب ( بالعكس التأويل والاسلمة هو المطلوب والجماعة ماشين عليه بكل رحابة الصدر ) وليس عليه بذل اي مجهود في تطبيق أفكار وقيم تلك الإتفاقية لأن إنسانه وتابعيه يتعامل مع تلك الصيحة ومنذ عقود طويلة ولكن ماذا وكيف سيكون الوضع مع الطرف الثاني ! . الطرف الآخر وافق على الإتفاقية ( السياسية ) ورقياً ولكن عملياً فليس بيده حيلة او حُجة واحدة لفرض شروط تلك الإتفاقية ( لازم نزور باكستان وإفغانستان وبعدها ..... بعدها ماكو رجعها فبلا هاي الرحلة ) !
شيخ الازهر ومعه بعض السياسيين قد يوافقون على بعض المباديء التي نصت عليها شروط تلك الوقيعة ولكن هل بإمكان الازهر وشيخه في تفعيل تلك البنود مع أقرب جار له او حتى شخص جالس بجانبه ( لازم واحد منهم يُفجّر نفسه فيبقى واحد بَس ) ! . ملايين من شيوخ الازهر سوف يرفعون يدهم وصوتهم وحناجرهم بوجه شيخ الازهر ( المتورط في التوقيع على تلك الورقة ) وسيأقرون له المخالفات التي وقع فيها وكيف تناقض نص الكتاب فهل حيلة بيد الازهر لمخالفة نص وروح تلك الكُتب وما جاء بها ( خاصة إنها مُنزلة ) ! .. هنا سنعود الى نقطة الصفر ( لا هاي مو مالتي ) واعني نقطة قبل توقيع تلك الورقة ....
هذه الوثيقة ستطالب الجانب الواحد اكثر واكثر في تفعيل بنودها وبالتآخي والتعاون والدعم والإسناد بالرغم من إنه مبتلي بها أصلاً ولكن مَن سيُطالب الطرف الآخر او إرغامه على تطبيق روح تلك الإتفاقية التي تتعارض مع روح ونص الكتاب وخاصة إذا ماعلمنا بأن الكلام هو من عند الرب ( لا هاي صعبة ) ! ... هل بإمكان أي شيخ لوحده حتى إذا كان متعاوناً ( لا هذا ليس متعاون تركي ) أن يقترب من روح ونص الكُتب ! إذا ستصطدم تلك الوثيقة بروح ونص هذا الكتاب والجميع يعلم ذلك ( والله الشغلة إتحيّر ! لعد ليش وقعوا عليها وهم يعلمون ذلك ) ! ..
المنفعة من تلك الوثيقة :
لا اعتقد بأن الفاتيكان سيستفيد من تلك الإتفاقية غير بعض الدعاية الإعلامية ( يمكن راح يبني كنيسة في الخليج بس ... خلي يحمي الموجودة بعدين يقوم ببناء كنيسة في صحراء )  ! بل ستكون الفائدة والمنفعة الكبيرة للطرف الذي لا يمكن أن يتزحزح من مكانه ( على الاقل في الحاضر والعقود القادمة والى أن يصل الجميع الى نقطة الصفر ) والى ذلك الوقت فسيتأثر الجانب الاول اكثر واكثر من نتائج تلك المعاهدة الأحادية وستزداد الهجرة (  هاي جانت ناقصة ) وسيستغل بالطبع الطرف الآخر ذلك بشكل اكبر ( ليش هاي أول مرة ) واعتقد بأن البابا يعي ذلك وشيخ الازهر كذلك ( لعد ليش ....... ! ) ولكن السياسة تتغلب حتى على المذهاب والاديان والقيم الإنسانية وعلى كل شيء .....
الحل :
هناك سبيلين من وجه نظري الشخصية في تفعيل ولو جزء من روح تلك البنود وأولهما هو الوصول الى نقطة الصفر وبالتالي سنتآخى إنسانياً دون حتى تأثير أو تواجد او تدخل الاديان وبهذه الحالة سوف لا نحتاج اليه . وأما أن يتم فصل وحصر المذهب قليلاً وإزاحته في إشراكه الحياة الانسانية بالشكل الموجود حالياً وحصر ماهو موجود في كتبه بين الامكان الدينية وبين المعبد وقلب المؤمن . يعني في كلتا الحاتين لا نحتاج الى الاديان ( اشلون مصيبة هاي ) ! ...
ها قد ثبت لنا علمياً بأن التآخي وكما جاء في بداية السخرية لا يأتي بالاديان بل بالعلم والإنسانية الإجتماعية والتقدم والتطور الحضاري الإنساني ( لا هاي شوية صعبة ) ...
لعد ليش كل هاي الهوسة ؟ عادي سبق صحفي وإعلامي لا اكثر ولا اقل .
لا يمكن للشعوب المتأخره أن يتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو الهوزي 17/02/2019
 



غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ نيسان المحترم
تحيه طيبه
مقتبس
""كل التجارب التاريخية ومعها تجارب الأديان علمتنا بأن المذهب او الدين لا يصنع التآخي بل القيم الإنسانية والعدالة الإجتماعية هي التي تصنع ذلك الحدث المهم . ونفس التاريخ علمنا بأن المناطق التي تواجدت وتتواجد فيها الإنسانية في وقتنا الحاضر ناتجة عن العدالة الإجتماعية وليست وليدة اليدين او المذهب ( يعني شنو راح نلغيها ) ""!  انتهى الاقتباس .
اخترت  من مقالتك (الجاده والجميله)هذا المقتبس  لاني من مرددي معانيه  والمؤمنين به قلبا وقالبا, لذا  تضامنا معك ,يطيب  لي أن ابلغك بأن الذي ينوي العثور على نقطة الصفر كي ينطلق للأمام الصحيح  والمعافى ,عليه النبش في هذه الفقره  المقتبسه  والبحث عن المافيات والعصابات التي إرتدت  مختلف الوان الجبب الجذابه وأثقلت كاهل مساكين الشعوب بزعم توكيلها وامتلاكها لكل الحقيقه  , فلو كانت نقطة الصفر ضائعه  عن اعين وعقول  المريدين  معرفتها , فهي  مــُختطفه ومغطاة عن اعين الكثير من المساكين , نعم مازال خاطفوها يصرّون على امكانية  أستعباد الشعوب ظنا منهم بان الجهل ما زال يعشعش في عقول المؤمنين .
تقبلوا خالص تحياتي

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيدي الكريم الاستاذ شوكت : أشكرك على التوافق وهو كذلك فكما ذكرت من يرغب في الوصول الى نقطة الصفر عليه النبش حول الأديان وتاثيرها على عقول البشر ! اننا ابتلينا بالكثير والكثير من الاوهام ولكن وللاسف الانسان لازال متخلفا ولا يعي الحق من الحقيقة . تحية طيبة

غير متصل صباح دمّان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

برأي المتواضع أخي الكاتب والناقد الساخر المتميز نيسان سمو الهوزي المحترم ، وبإختصار شديد، كانت الزيارة وما تمخض عنها محاولة لتغليف بعض الشر بشيء من العسل ... إضافة إلى الإعتراف الضمني بالمبادئ المسيحية من قبل من شارك في الصلاة والقداس من غير المسيحيين ...وإستقبال قداسة البابا كان كالملوك العظام وهو أكبر دليل على إحترامهم له وإجلالهم لمكانته الدينية والدولية ، الأمر الذي أجبر شيخ الأزهر الذي إمتنع سابقاً عن إدانة داعش، بتغير موقفه ومعانقة البابا الذي كان يكفره سابقاً ، وتوقيع الوثيقة التي وضعت شيوخ التيار الإسلامي السلفي المتشدد في الأزهر في مأزق كبير ، وخاصة فتاويهم الإرهابية المتطرفة ، وبعض الأحاديث والكتب التي تكفِر المسيحيين ، فكانت خطوة متقدمة ربما لإيقاف أو تهدئة حملات الفتنة وجرائم القتل في مصر وبعض الدول التي ينتشر فيها التطرف الإسلامي وقوى إخوان المسلمين .. وقد تُعمق الهوة بينهم وبين الشيوخ المعتدلين الذين سيتضاعف رصيدهم الشعبي والإعلامي بين الشعوب الإسلامية.
 وبذات الوقت أتساءل : ما هي الاضرار التي نتجت عن تلك الزيارة ؟؟ وماذا خسرنا أكثر مما خسرناه طيلة العقود والقرون الماضية قبل الزيارة... ؟؟ رؤيتي الخاصة ستكون لتلك الزيارة التاريخية على المدى المتوسط والبعيد نتائج إيجابية على وضع المسيحيين في الشرق ، لو تُرجمت بحسن النوايا من الطرف المقابل، تلك الوثيقة التي تم التوقيع عليها إلى مفردات عمل وتوجيهات وإلتزامات ..
وربما سيعقبها زيارات أخرى لدول إسلامية معتدلة ، لو منحه الرب سنوات أخرى ليعيش ويقوم بها ، ستضع تلك الدول على مفترق الطريق لتصحيح مسارها وتحديث مفاهيمها الثقافية والإجتماعية والدينية للحياة ، وتعيد قراءة التاريخ بموضوعية وتجرد بعيداً عن الإملاءات الخارجية والتأثيرات الفكرية والعقائدية ، وتقوم بدراسة متوازنة عميقة للمسيحية وتقييم عادل بعيداً عن الحقد والتطرف وعن كثير من الأيات المدنية في القرأن  .. مع فائق مودتي وتقديري

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيدي الكريم صباح دمان : في البدأ أشكرك على قراءة الكلمة وإبداء الرأي والذي اتفق معك بصورة عامة ( قد نختلف قليلا ولكن هذا لا يعني غير اختلاف مفيد ) ....
سيدي الكريم وكما تعي لسنا أكاديميين او حاصلين على شهادات دكاترة فخرية خليجية ( آسف اقصد اجنبية ) ولسنا بدكاترة سيكولوجيين بل هواة نتنفس بين الحين والآخر في بعض المواضيع وبطريقة سخرية وحتى في هذه السخرية لا نستطيع ان نقول غير ربع الحقيقة والباقي يبقى مكبوتا في صدورنا الى ان نرحل .....
سيدي الكريم الزيارة وبشكل مختصر لها وجهين او شقين داخلي وخارجي .
بالنسبة للشق الخارجي فاعتقد المستفيد بشكل عام منه هي دول الخليج وذلك لتحسين صورتها امام العالم بعد ان انحدرت في الآونة الاخيرة وفِي نفس الوقت لها مردود اقتصادي ومعنوي وحتى على مستوى السياحة فهذه دعاية كبيرة لهم . وفِي نفس الوقت سيستغلون هذا الحدث للمطالبة اكثر وأكثر من حيث الهجرة كانت او المساعدات او حتى على مستوى المطالبات والتدخلات التي تقوم بها الجاليات المسلمة في العالم الغربي . بالنسبة للغرب فلا تأثير او منفعة واضحة من تلك الزيارة لان هنا الدين مفصول عن السياسة والسياسة تتعامل بالتآخي مع العالم الاسلامي والمهاجرين ولا فرق بينهم ومنذ عقود طويلة حتى أضحت بعض الدول الغربية تقترب من الأسلمة بشكل كبير مثل بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وغيرها لان المبدأ هو المال ولا غير ذلك فلا تغير كبير سيحصل غير انعكاسي ومطالبات اكثر وأكثر من هذه الدول .
اما بالنسبة للشق الداخلي الاسلامي فكما تعي فالسياسة الاسلامية لكل دولة هي التي تصنع دين ومنهج تلك الدولة ! فمثلا اذا كانت علاقات باكستان متينة مع مصر يكون لشيخ الأزهر بعض التأثير على اسلام تلك الدولة واذا كانت العلاقة متوترة او مقطوعة فهناك الف شيخ أزهر اخر في باكستان وهكذا مع ايران والهند وافغانستان وليبيا وسوريا وووووالخ وانت تعي علاقات الدول الاسلامية مع بعضها ! فهل هناك اي صوت مسموع بين الاسلام السعودي والايراني ! وقس على ذلك كل العالم الاسلامي الآخر .
اذا هنا ستكون هذه الاتفاقية صورية لذلك العالم دون اي تأثير على الاسلام بصورة عامة ناهيك عن المنهج والكتاب الذي يقول عكس ذلك وفِي نفس الوقت يعتبر ما جاء في الكتاب من عند الله اذا لا اقتراب منه او تعديله او حتى تبسيطه .
اذا ستبقى المسألة الداخلية الاسلامية بشأن هذه الاتفاقية حبر على ورق لا اكثر !
نحتاج الى معجزة في العقود القادمة كي يتم النظر بتلك التعاليم وبعدها قد يكون اي تأثير إيجابي لهذه الزيارة ! نعم انها ليست مضرة لا بل مفيدة ولكن في الوقت الحالي المستفيد هو الجانب الاسلامي لا غيره .
الموضوع معقد وفيه تشعبات كثيرة لا يمكننا الدخول في تفاصيلها الان .
تحية وتقدير