المحرر موضوع: رد على مقال الاب لوسيان جميل تحت عنوان" الكنيسة الكلدانية كانت ولا زالت الكنيسة الأم في العراق وفي المهجر"  (زيارة 4288 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد على مقال الاب لوسيان جميل تحت عنوان"  الكنيسة الكلدانية كانت ولا زالت الكنيسة الأم في العراق وفي المهجر"

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن - استراليا
21 شباط 2019


كتب الاب المخضرم لوسيان جميل مقال تحت عنوان: " الكنيسة الكلدانية كانت ولا زالت الكنيسة الأم في العراق وفي المهجر"
ونشره في موقع البطريركية على الرابط التالي:
https://saint-adday.com/?p=28574&fbclid=IwAR0gJKscfVoNmd4EAwYFD7eEPfqQ0jQ4vgtrgEquB8j4RIXtCWX2tFyBnUU

في الوقت الذي نحن نشد على يد الاب لوسيان على عنوان مقاله الإيجابي والمفرح، والذي نتمنى ان يبقى هدفا دائما لكل الكلدان وابناء الكنيسة الكلدانية، الا انني سوف أسجل بعض الملاحظات التي اراها مهمة مدام فتح النقاش حول علاقة الكنيسة الكلدانية بالهوية الكلدانية وبدا بنقد ونبذ أي تأييد للهوية الكلدانية او القومية الكلدانية، بل يراها من المصائب الكبيرة التي ستقع فيها الكنيسة، لان القوميين سوف يسيطرون على الكنيسة ويحرفونها، او يستميلونها من تحمل رسالتها الاصلية التي تبشير العالم بالخلاص والعماذ. انا شخصيا أرى العكس تماما، ان تحاول الكنيسة حماية هوية هذا الشعب وتساعدهم على احياء تراثيه وحماية لغته فإنها في النهاية سوف تجني منها ثمارا عظيما، بعكس ذلك سوف يلومون انفسهم  بعد جيلين.

من هذه الملاحظات المهمة التي اود طرحها هنا هي:
أولا
 مع احترام للاب لوسيان، وانا اسف ان أقول له، لا يعرف ما الذي يحرك عقول الاجيال الجديدة وما هي أولوياتها، خاصة لا يعرف مشاكل المهاجريين في الدول الغربية. فقط اقول له يجب ان يدرك اننا نعيش عصر الفلسفة المادية تماما، وكل شيء يقاس في حضارتنا اليوم ( في بيئتنا بمقياس علمي- مادي)، اننا نعيش في عصر لا يوجد خوف من الغيبيات (الله)، عصر لا يوجد اخلاق او خجل(سقطت القيم)، عصر غرقت الانا في انا(الفردانية) ، تاهت الذات في الملذات( الغرائز الحيوانية)  وتاهت بسبب الطوفان المعرفي ( دور السلبي للوسائل التواصل الاجتماعي) ، كأنما فقد الانسان معرفته بالاتجاهات الأربعة، لم يعد يعرف الخير من الشر، ولا يميز بين الوقاحة والعيب، ولا بين القناعة و الجشع.......ولا بين الأسود والابيض.

ثانيا
لا اعرف هل يوافقني الاب لوسيان بان الاكليروس أنفسهم لم يعدوا مستعدين بان يشهدوا للحقيقة كما اوصاها السيد المسيح نفسه وذلك نلمسه من مواقفهم في الحياة اليومية، بل الكثير منهم وقعوا في التجربة وهربوا من المسؤولية او تخاذلوا من حمل الصليب، ان وعض واقوال هؤلاء (الاكليروس) لن يجعل من المؤمنين أكثر التصاقا وتعمقا بأيمانهم.

ثالثا
ان النميمة المنتشرة بين المؤمنين بسبب شحة الاخلاق والعفة والزهد والايمان المطلوبة من الاكليروس، تركت الكثير من المؤمنين يفقدوا ايمانهم، او يلجؤون الى الكنائس الأخرى.

رايعا
عدم قدرة الكنيسة على مواكبة الحضارة والعلوم من خلال إقامة أبحاث ودراسات التي تجلب اليقين للمؤمنين، واقناعهم بان طريقهم صحيحا وان اتكالهم على الله هو امرا مثمرا، جعلت وعظهم ضعيفة، فهم(الاكليروس) يلجؤون الى طريقة العقاب او التخويف و الاقناع بالمصلحة الذاتية لإبقائهم في المسيحية، وهذه طريقة فقيرة بعيدة عن التفسيرات اللاهوتية الحديث. هذه الطرق لا تجعل من المؤمن ان يكونوا مرتبطبين روحيا بتعليم المسيحي، لهذا يحس المسيحي المؤمن أصبح عالمنا متصحرا روحيا وثقافيا.

خامسا
الصراع الموجود والكبرياء وعدم احترام رجال الاكليروس لرسالتهم ولأنفسهم وبعضهم للبعض الاخر او لأبناء رعيتهم خلق نوع من الشك. هذا الوضع يجعل من المؤمن يشك بدعوة الروحية لبعضهم.

 بكل تواضع وانا ممتلأ من الحسرة والحزن والالم أرى عنوان مقال ابونا الفاضل لوسيان لا يمت للواقع باي شيء، لان بكل صراحة كنيستنا لا زالت متأخرة فكريا عن العصر الذي تعيش فيه، ولا تعرف أصلا ما هي مشاكل الانسان العصر الحديث؟ وكيف يمكن خلق اليقين كي يؤمن الانسان التائه في حضارة اليوم التي أصبح فيها رقما فقط، رقما فقط لا غير.

فأفضل شيء تعمله الكنيسة هو ان تجمع العلماء والمختصين بكلا الجانبين الروحي والعلمي وبالأخص علم النفس والفلسفة لا يجاد مخارج لاهوتية جديدة على غرار ما حصل في زمن القديس اوغسطينوس وتوما الاكويني وانسليم .

اما قضية القومية الكلدانية التي يحاول الاب لوسيان تخويف الكنيسة والمؤمنين منها، هي مع احترامي له ، هو لغط اخر ناتج عن الجهل، فالكلدان القوميون الجدد لا يبحثون عن دولة، ولا عن علم، ولا عن حدود، ولا يبحثون عن مواقع سياسة ومناصب، او اسم فارغ. حسب قناعتي انهم يبحثون عن حقوقهم، عن جهة تدافع عن حقوقهم كبشر ويتم اعتراف بهم، وهذا امر طبيعي في هذا العصر، وان معظمهم يؤمن لا يكفي ان يكون مسيحي بدون حقوق في هذا العالم اليوم، وهذا منطق كل الشعوب والأمم المسيحية وغير المسيحية، فلماذا يحرم اكليروس الكلدان على الكلدان حماية هويتهم والتمسك باسمهم، الامر الاخر المهم الذي أرى معظم رجال الاكليروس يجهلونه، ان الكلدان القوميون يؤدون خدمة عظيمة للكنيسة الكلدانية  بصورة غير مباشرة، حينما يحاول حشد الكلدان في مؤسسات وتجمعات قومية، لأنها في النهاية تجعلهم ان لا يذوب بين الأمم في المهجر بل قريبين من الكنيسة الكلدانية!

 للذين يؤمنون لا محال، اننا سوف نذوب بين الأمم الغربية في المهجر، أقول انكم تنكرون قدرة الله وتعاليمه، فقط اذكركم الم يتم طرد اليهود من اورشليم قبل 2000 سنة، لكن بسبب وحدتهم واملهم وايمانهم بقضيتهم وارادتهم حققوا المستحيل، فلم يذوب بين الأمم بل أينما ذهبوا تسلطوا على اقتصاد تلك الأمم.

في الختام أقول لا يوجد انسان ليس له جذوره، سواء كانت عائلة او قرية او محلة او دولة او عرق او قومية، الكلدان هم أصحاب أعظم إنجازات حضارية في تاريخ البشرية حسب كل انساكلوبيدات العالم  ليس من المعقول تطلب الكنيسة الكلدانية منهم ان يزدروا هويتهم بسبب ايمانهم؟!

كذلك اؤكد ان اهمية حماية الهوية او اسم القومي للكلدانيين في الوضع العصر الحديث وبسبب انتشارهم بين الدول هو لصالح الكنيسة، بل من المفروض الكنيسة تدعمهم كي يبقى الكلدان متحدين معا في الكنيسة وبسبب حبهم للغتهم وتاريخهم وثقافتهم وحبهم لعرقهم لان في النهاية يبقون أبناء لها (للكنيسة الكلدانية) كما تعمل بعض الكنائس الشقيقة!
اتمنى ان يقبل صراحتي جميع اساتذتي وأصدقائي من الاكليروس الكلداني ويكون للاب لوسان صدر واسع حينما يقرا هذه الآراء.


غير متصل فارس ســاكو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1036
  • الجنس: ذكر
  • اذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد يوحنا المحترم
تحية طيبة
قد أتفق معك بالمبدأ واختلف معك بالتفاصيل .
كما اعتقد ان الكلدان ليست لهم حقوق مسلوبة من خارجهم حتى يطالبوا باسترجاعها فما يدعونه من حقوق مسلوبة هم تقاعسوا عن أخذها فهم يعملون جمعيات ثقافية لكنها لا تقوم بغير الحفلات ونوادي ومطاعم  الأكل والشرب او سفرات يختلفون فيما بينهم على رفع العلم من عدمه . عندما ينشيء كلداني مدرسة  أهلية مثلا هل يدرس فيها اللغة الكلدانية كلغة أولى او ثانية ؟ أم انه يهتم ان بلغات عالمية حتى يستقطب الى مدرسته أهالي الطلبة ؟ وبالمقابل أهالي الطلبة من الكلدان ، الديهم الشعور القومي الكلداني حتى يهتموا بموضوع لغتهم فيعلموا اولادهم إياها ؟ دائما نجدنا اتكاليين وتعودنا على إلقاء الحمل كله على الكنيسة ، نعم الناس تغيرت وكذلك رجالات الكنيسة . صحيح ان الكنيسة الكلدانية هي أم ولكن اولادها وبناتها بعد ان تفطمهم لا ينبغي ان يظلوا ملتصقين بها بل كل واحد منهم يصير ابا وأما فيكون مجتمعه وثقافته و (مسؤوليته) ومن بين مسؤولياته هو ان يرعى أمه حتى تبقى ترفده بالحب وتحتويه وتبقى حية  بعمله .
تحياتي

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد فارس ساكو المحترم
هذا رائيك وانا احترم كل شخص يكون هدفه موضوعي
لا انكر ان القوميين الكلدان لحد الان لم ينجزوا الكثير، ولم يصطفوا معا، ولم يستقروا على راي واحد، بل هم منقسمين لنفس الامراض التي ذكرناها في متن المقال.
لكن حقيقة هناك تغير واقعي ملموس على مستوى القاعدة الشعبية، هناك الكثير يشعرون بخطر الزوال،  هناك الكثير بدا نسيم القومية يهب على مشاعرهم وانغرس في دمهم، وهم يبحثون عن تاريخ اجدادهم، ويعملون لوحدهم، ويدافعون عن الهوية الكلدانية بمفردهم ومن ذاتهم بدون ان ينتموا لاي مؤسسة كلدانية، هذا ما وجدته بكل صراحة هنا في مدينة ملبورن وفي سدني لا سيما بين الشبيبة وطلاب الجامعات.
شكرا
يوحنا بيداويد

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ يوحنا المحترم
أحييك على صراحتك المعهودة ونقدك الواضح من أجل التغيير في موقف الكنيسة الكلدانية، وهو حق مضمون لك ولجميع المؤمنين الملتفين حول كنيستهم الكلدانية، اللغة الكلدانية مهمة جداً للأهتمام بها، في الكنيسة وخارجها، وأعتقد الكنيسة تعمل في هذا الأتجاه ولكنه ضعيف الى حد ما. وعلى الكنيسة(رجالها) أن تنزل من برجها العالي، لتكون مع شعبها في كل شيء وخصوصاً شعبها الكلداني، أذا خسرته لا سامح الله ستنتهي في الخارج لا محالة، وعليه تعاونها مع شعبها من القوميين الكلدان هو في صالحها وليس العكس.
وطالما الكنيسة لا زالت مهتمة باللغة الكلدانية في أداء القداس، ودراستها من قبل الأكليروس، وقسم قليل من شعبها المسيحي، وخاصة الشمامسة والراغبين بتعلمها، فهذا بحد ذاته هو أيجابي.
أما موضوع التطور الفكري القومي الكلداني هو في وعي ملحوظ، خصوصاً من قبل الشبيبة لكلا الجنسين، هي حالة قائمة وفي تطور كبير قياساً بالعقود السابقة، وخاصة في عالم الأنترنيت بثورته المعلوماتية، الذي أصبح العالم قرية صغيرة وهذه حالة أيجابية كذلك
نحن متفائلون جداً بغض النظر، هناك هفوات تحصل هنا وهناك، ولربما سلبيات وعدم الأتفاق بين ابناء القوم الواحد..لكننا متفائلون والمستقبل يقرأ نفسه بتطور قومي كلداني عالمي.
تقبل والقاريء الكريم اجمل تحية مع التقدير
منصور عجمايا
23\2\2019

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

شكرا لمرورك
ان ما حاولت توضيحه في هذا المقال اننا نعيش في عصر مختلف عن الذي كان الانسان يبحث عن المعلومة ومستعد للتضحية من اجل نشرها، ويتزين بالمبادئ، والكنيسة باعتبارها جماعة المؤمنين يجب على قادتها الروحانيين تدبير امورهم بطروق واقعية أفضل.

لا اريد تعاليم شبه داعشية، متطرفة، لا تنظر الى الواقع الاجتماعي الذي نعيشه، او تنكره، وانما اريد رحمة وتواضع وتسامح ورغبة وارادة في جعل الاخرين اكثر سعداء في هذه الحياة من خلال محبتهم لبعضهم والتزامهم بقيم وتعاليم المسيحية. وهذا لا يحصل عن طريق اتباع الطرق القديمة في التعليم وتفسير الاناجيل وانما في كشف اسبابا جديدة تجعل من المسيحي اكثر تعلقا بالمحبة المسيحية، وينمو في انسانيته عوضا عن يكون عبدا للوصايا، او اكثر قبولا للشهادة في العطاء طوعيا لا اجباريا .

القضية القومية  بالنسبة للكلدان هم اخر من رجع اليها في تاريخ المسيحية، ولم يفكروا فيها يوما ما ( هذا لا يعني ان تاريخهم اندثر) لان مسيحتيهم كانت هي الهوية الاهم والاكبر بنظرهم، لكن الظروف السياسية الدولية والإقليمية والوطنية اجبرتهم للخضوع الى الواقع، هذا الواقع الذي مر الكلدان فيه كان جديدا ، فما كان عليهم الا ان يتأقلموا والا  سيموتون او يندثرون.
 فمن واجب الكنيسة ان تدرك ذلك وتراعي ذلك ولا تعترض على ذلك.

 وهنا نسأل هل فعلا ان الله خلقنا لنتعذب في هذه الحياة؟ بالنسبة لي إذا كان الجواب بالإيجاب، فهذه ليست المسيحية التي أؤمن بها.

 مسيحيتي هي الرغبة للمشارك الايجابية في الوجود المحيط بي عن طريق اتباع الفضائل المسيحية مثل المحبة والتواضع والمساعدة والاصلاح .......الخ.
اتمنى ان اكون وضحت بما كافية هدف مقالتي.
شكرا لكم ولجميع الذين تفاعلوا مع المقال

يوحنا بيداويد


غير متصل lucian

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3345
    • مشاهدة الملف الشخصي
اقتباس
في الختام أقول لا يوجد انسان ليس له جذوره، سواء كانت عائلة او قرية او محلة او دولة او عرق او قومية، الكلدان هم أصحاب أعظم إنجازات حضارية في تاريخ البشرية حسب كل انساكلوبيدات العالم  ليس من المعقول تطلب الكنيسة الكلدانية منهم ان يزدروا هويتهم بسبب ايمانهم؟!

السيد يوحنا بيداويد تحية

انا ارغب بتوضيح بعض النقاط حول ماذا يقصد هذا الشخص بالقومية وماذا يقصد بالهوية الوطنية.

القومية:
هذا الشخص الذي يكتب في موقع ذي قار للحزب البعثي العربي  لم يقصد بانه ضد القومية كما كتب في موقع البطريركية. وانما هو يقصد هو ضد كل القوميات ما عدا القومية العربية. فهو في مكان اخر يعتبر المسيحين عرب وهو يفتخر بانه عربي وبان لغته وثقافته عربية...وهذا الحق يمنحه فقط لنفسه. اي شخص اخر لا يحق له ان يفتخر با ي شئ.

وهنا سانقل اقتباس منه (الرابط رقم 1 في الاسفل):

اقتباس
المسيحيون عرب في اغلبهم: فالمسيحيون اذن، ومنهم القس لوسيان جميل، عرب وليسوا مستعربين، كما ان القس لوسيان عربي ابن عربي..........
........
غير انني عربي المولد وعربي الثقافة وعربي اللغة وعربي الفكر...

وحول اذا كان العرب والاسلام قد قاموا بغزونا او اضظهادنا فهو يقول (الرابط رقم 1 في الاسفل):

اقتباس
فالعرب اذن، لم يضطهدوا المسيحيين عند مجيئهم الى حكم المنطقة، كما يحلوا القول لبعض المضللين العملاء. وبقي المسيحيون في الدولة العربية الاسلامية، كما كانوا في الدولة الفارسية، لا بل احسن مما كانوا عند الفرس الزرادشتيين.هذه هي الحقيقة التي لا يستطيع سماعها بعض المتعصبين الحاقدين على العرب، من الذين لا يعرفون، او لا يريدون ان يميزوا بين احداث جرت في اوقات مختلفة ومتباينة تاريخيا وزمنيا، ويعملون تضليلا مبنيا على ما يسمى المفارقة الزمنية...

انا شخصيا كان بودي عندما رايت هذا الشريط ان افتح موضوع واقوم بالرد عليه. ولكن اي رد معه سيكون عدم القيمة, فهو كما في الاقتباس اعلاه,فانه في عدة مواقع من كتابته يشير مسبقا بانه يعتبر كل الاراء الاخرى بانها اراء منتمية الى العملاء والحاقدين الخ...وطريقته هذه يسميها بالفكر الفلسفي المتنور ..

الهوية الوطنية:
وبعد ان شرحت ووضحت ماذا يقصد بالقومية , فانني ارغب بان اشرح ماذا يقصد بالهوية الوطنبة.

فهو في مقال في موقع حزب البعث العربي تحت فقرة انتقاده ورفضه لاجتثاث البعث يقول ما يلي (الرابط رقم 2 في الاسفل):

اقتباس
...هذه المنظومة الوطنية التي تكونت خلال خمس وثلاثين سنة من الحكم الوطني المقتدر....

هل هذه الفقرة تحتاج الى تعليق ليفهم اي قارئ ماذا يقصد هذا الشخص ب "الهوية الوطنية"؟

وليس هذا فقط, بل انه يقوم بعملية غريبة الاطوار جدا, حيث يقارن ما قام به الامريكان بما قام به النازيون, ويقارن البعثيين بضحايا النازية . حيث يقول (الرابط رقم 2 في الاسفل):

اقتباس
ففي الحقيقة، كانت هذه السنوات العشر التي مضت مجزرة حقيقية للشعب العراقي، لم تقل بشيء عن المجازر النازية وعن الهولوكست التي طالت اليهود في اوربا

والمفترض كما  سيفكر اي شخص يفكر بقليل من العقلانية ان يقارن البعثيين بالنازيين وان يقارن الشعب العراقي كضحية البعثيين باليهود وبقية ضحايا النازية.

وعندما يفعل ذلك سيفهم لماذا يحق لنا ان نسخر من العروبة, ولماذا يحق لي بان اسخر من ثقافة العروبجية.

فقوانين محاكم نورمبرغ  جاءت عن طريق النظرية العلمية transitional justice   والتي قانون المسالة والعدالة في العراق ايضا مستمد من هذه النظرية العلمية وهي نظرية عمل عليها المئات من العلماء ومراكز الابحاث والتي تم تطبيقها في المانيا واليابان واماكن اخرى وايضا العراق. فهي لم يتم اختراعها كمؤامرة ...بل هي نظرية حولت المانيا واليابان الى مجتمعات ديمقراطية حرة.

ولكن لماذا لم يتحول العراق الى مجتمع افضل بعد سقوط البعث؟
 الجواب: لان قانون المسالة والعدالة المستمد من النظرية اعلاه تم تطبيقه فقط على اجتثاث الاشخاص وليس اجتثاث الثقافة ايضا. اذ كان من المفترض تطبيقها على كل رموز البعث وثقافة البعث, مثلما قامت محاكم نورمبرغ باجتثاث رموز النازية وثقافة النازية. وهذا كان سيعني ايضا اجتثاث رموز البعث وثقافة البعث التي سمحت له باجراء عمليات تعريب قسرية ضدنا وبان تمنع استعمال رموز البعث باي دعوة للعروبة وبان تمنع تسمية العراق بانها ارض العرب او انها جزء من الوطن العربي او الامة العربية.

بامكان اي شخص ان يقدم ما كتبته الى اي مركز علمي في الكرة الارضية  وسيجد بانني محق.

الرابط رقم 1:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,898778.0.html

الرابط رقم 2 :

https://www.dhiqar.net/Art.php?id=32596


غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 السيدlucian المحترم
شكرا لمرورك
بما ان تعليقك يتعلق بفكر  واراء الاب لوسيان جميل، اترك الإجابة له
أتمنى ان يرد  بنفسه على ما علفت عليه.
يوحنا بيداويد

غير متصل جلال برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 328
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
ما يلي هو مقتبس من رسالة القس لوسيان العربي ابن العربي كما يصف نفسه في متن  ما جاء في رسالته الى الموجهة إلى القس نوئيل فرمان

" هذه الحضارة، ولا اقول مشكلة الآشورية والكلدانية والآرامية فتكمن في انها حضارة" سادت ثم بادت"، ولا علاج لها بعد الآن. ولن يوجد لها امير يوقضها. فمن يزعمون انهم يستطيعون ان يحيوا الحضارات المذكورة، ومنها حضارة ما بين النهرين، بتسميتها العامة، ليسوا امراء كأمير الاسطورة المذكورة، ولا هم سادة اية حضارة ولا هم زعماء حقيقيين، لأنهم في حقيقتهم ليسوا اكثر من سحسولة ( قطعة خيش _ كونية ) " انتهى الأقتباس

أولاً -  القس لوسيان يغالط نفسه بنفسه ... لأنه إذا هو عربي ابن عربي فلماذا اختار اسماً غير عربياً وإن كان والداه قد أسموه لوسيان كان يُفترض به أن يغيٌر اسمهُ الى أسم يعتز بهِ.

ثانياً - ما بالك يا أخ يوحنا وأنت ناشط قومي كلداني تجامل القس لوسيان وهو الذي يصفك و رفاقك بالوصف الذي ورد ضمن الاقتباس .

تقبل تحياتي

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد جلال برنو المحترم
تحية
بخصوص تعليق الاب لوسيان الذي اقتبسه Lucian والذي تظن يذمني ويذم كل القوميين (رفاقي من الكلدان)
ارجو ان تلاحظ ان نفس التهمة والكلمات والتعابير قد وجهت لكم.

لا احب ان انقد كل اراء الاب لوسيان، لان الرجل معروف بميوله للقومية العربية بصورة غريبة !! وان كان دمه حسب اعتقادي ليس عربيا.

قد يظن الاب لوسيان من المستحيل حصول اي التغير لصالح الاقوام الضعيفة الان، لكن في الحقيقة هناك نسبة من الحظ دائما يحصل ما ليس في الحسبان، لا ننسى :( ان الشعوب التي لا تحلم تموت!!)
مثال على ما اقوله
من من كان يظن ، سوف تعيد روسيا القيصرية مجدها خلال ربع قرن من بعد سقوط نظامها السسياسي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي؟
من منا كان يظن الحكومة القادمة لحكم العراق سوف تكون عبارة من مجموعة من اللصوص وانجازاتها تكون اسوء من السابقة لها بعشرات المرات؟
من كان يظن عبد الفتاح السيس سيستطيع ازاحة الاخوان من الحكم واغلبية الشعب المصري تقف معه؟
اذا ليس مستحيل ان توفرت الارادة  وتاتي الظروف، وتتواجد قيادة ذكية تستطيع ان تقنع ابناء شعبنا ان يتسردوا تاريخهم
لا ننسى شخصيا  ما يمهمنا الان هو حماية الارث واللغة والحصول على اعتراف بوجودهم كمكونات اصلية للبلد.

ملاحظة
انا لا اريد فتح جدالات ثانوية اثناء التعليق على مقالي، وافضل دائما كتابة مقال جديد كرد لدحض اراء الشخص الذي انقده
مع تحياتي
يوحنا بيداويد

غير متصل الأب نويل فرمان السناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 169
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ والصديق  يوحنا بيداويد المحترم
تحية الاحترام والمحبة،
بالاشارة الى مقالك: رد على مقال الاب لوسيان جميل تحت عنوان "الكنيسة الكلدانية كانت ولا زالت الكنيسة الأم في العراق وفي المهجر" وما كتبته حضرتك بشأن طروحاته، عن الهوية الكلدانية والكنيسة الكلدانية، وددت في هذا التعقيب، ان اطرح وجهة نظري، في مناخ الدالة التي بيننا، وبمعزل عما عرف الرجل عن نفسه وعن ايديولوجيته الشخصية والزاوية التي انطلق منها بشأن الكلدان والكنيسة.
واود ان اشرح وجهة نظري بشأن الكنيسة واللغة والهوية بمجرد المقارنة شبه الحرفية مع خبرة لمستها في خورنة فرانكوفونية (ناطقة بالفرنسية منعزلة عن البلاد الفرنسية) بمدينة كالكري الكندية في محيط انكليزي بغالبية ساحقة.
في السنوات الاولى من نشأتها في مطلع القرن العشرين، وفرت كنيسة سانت فاميي (العائلة المقدسة) الفرانكوفونية في قاعة سردابها، المجال لتعليم اللغة الفرنسية وتم ذلك لمدة معينة، ثم حان زمن الفطام. فاستقل الفرانكوفونيون في ثقافتهم ومجتمعهم المدني وفنونهم، وباستقلالية بارزة عن الكنيسة إياها.
وسبب هذا الاستقلال، بين الكنيسة والقوميين الفرانكوفونيين ان الكنيسة وفرت مكانا لتدريس اللغة وحسب، حتى توفرت لهؤلاء، وعدد غالب منهم لا يعرف الكنيسة، لا يمارس أو لا يؤمن، توفرت لهم الوسائل اللازمة لانتعاشهم الثقافي والفكري والفني. والسبب الآخر أن الكنيسة الفرانكوفونية الكاثوليكية، باتجاه رسالتها مستقلة بدورها وانها لم تجد نفسها معنية بنحو مباشر بتعليم الابجدية الفرنسية لعدم عائدية التخصص اليها ولإحالة ذلك الى المجتمع المدني والدولة، وحسبها ككنيسة ان تتوفر كمكان للصلاة لمن يرومون الصلاة بالفرنسية.
ومع الزمن، وضمن واقع حرب اللغات، ومبدأ (لغة تبتلع لغة)، فإن هذه الفرنسية لغة العصافير ولغة فولتير الجميلة، وجدت نفسها، في حيز جغرافي غير حيّزها الاصلي، لتتحوّل إلى لغة ممسوخة، فيها الدارج وفيها الانكليزي... ، كما ان الاجيال الفرانكوفونية نفسها صارت كأنما تتحرج منها كما صارت تلك الاجيال تتحاشى الانتظام في المدارس الفرانكوفونية، لقلة الفرص وضآلة المستقبل. وهكذا فان الكنيسة الفرانكوفونية الحالية صارت تقدم الخدمات الليتورجية لاناس يحبون متابعة الطقوس بالفرنسية، قادمين من اي مكان، وبنسبة غير فرانكوفونية. ومع الوقت اضطرت هذه الكنيسة ان تقيم طقوس الجناز والعماذ والزواج بلغة مزدوجة، قليل من الفرنسية وكثير من الانكليزية، لأن المعنيين في هذه الخدمات ما كادوا يفهمون من الفرنسية شيئا.
ولمعاينة هذا الواقع بين اللغات بحسب الحيز الجغرافي ونسبة الكثافة للناطقين بها، صدرت سلسلة من الدراسات والكتب، تحوم حول موضوع اللغات ، ابرزها الكتاب الموسوعي للفرنسي لويس جان كالفيه الموسوم بعنوان حرب اللغات. ونجد فيه تحليلا لواقع الفرانكوفونية، مع اللغة الفرنسية في كندا، هذه اللغة التي سميت لغة الحب ولغة القانونيين بآن ، والايلة الى الزوال امام بلدوزر الانكليزية. بدأ ذلك منذ سقوط ديغول على اثر خطابه تحت شعار تحيا كيبيك الحرة، في مقاطعة كيبيك الفرنسية (24 تموز 1967)، وبسبب عدم تمكن فرنسا من الاستحواذ على العالم الفرانكوفوني بمجرد سيطرتها على ناصية اللغة الفرنسية. و هكذا الحال مع اللغة اللاتينية  التي كانت الى سنة 1965 هي  لغة العبادة في الكنيسة الرومانية. واليوم  معظم الأساقفة والكهنة لا يعرفونها ويصلون باللغات المحلية. اللغة وسيلة وليست غاية.
وهكذا فإن الهوية الاثنية غالبا ما تعتمد على مدى ارتباطها باللغة والارض، فتبقى مهددة بحسب تأثر أبنائها بالحيز الجغرافي المهيمن، خارج الارض وامام لغات مسيطرة. فإذا كان هذا واقع اللغة، فعن اي قومية يمكن التحدث، بالترابط مع الكنيسة. حسب الكنيسة أنها شجعت على قيام الرابطة، وحسب الرابطة ان تضطلع مع المعنيين لانقاذ من يمكن انقاذه من التوجه القومي في المجتمع المدني الثقافي والفولكلوري والتاريخي.
هذه كانت مقارنتي الميدانية لابداء وجهة نظري في ارتباط اللغة بالكنيسة، ويمكن فقط في هذا المثل استبدال مفردة اللغة الفرنسية، باللغة المرتبطة تاريخيا بمؤمني كنيسة المشرق الكلدانية. كما ان الكنيسة الكلدانية بخطها الكاثوليكي، حان لها، وبعد قيام احزاب قومية كلدانية، ان تكون مستقلة عن اللغة والكلدانية، وتترك هذا المجال للاختصاصيين القومين لكل المدى الذي يمكنهم معه مساعدة الكلدان على البقاء بخصوصيتهم، في بلدان الانتشار، وما يتصل بعلاقتهم مع ارض والوطن.
أما غيرتك الرسولية، أخي الفاضل يوحنا، بشأن الجانب الروحي لرسالة المسيحية، فهذا جانب أوسع، لدرجة أن حضرتك مدعو لطرحه على شكل استقصاء واحصائية وارقام وبيانات، لتقديم المسألة موضوعيا بعيدا عن الذاتية، لأن الرسالة المسيحية يا أخي العزيز كالاواني المستطرقة، تجدها تتصاعد في مكان وتنحسر في مكان آخر. ويبقى الموضوع الذي طرحته موضوعا جميلا مرشحا للبحث والنقاش، على أن كنيستنا الكلدانية بشركتها التامة مع الكنيسة الجامعة، تواجه هذا واقع انحسار الروحانية على مستوى الكرسي الرسولي وتتعامل معه بنحو يراد له أن يتفاعل مع توجهات الفاتيكان. وقد يحصل هذا اما بانصهار الكتل الكاثوليكية الصغيرة بالكتل الاكبر، او بالانتعاش الروحي للكنيسة على ارض الاجداد.
هكذا فيما يخص كنيستنا، فإن الأمل في تجذرها الثقافي، هو دعم حضورها في ارض الوطن والآباء، ومن ثم فإن مستقبل كنيستنا، ككنيسة كلدانية مرتبط ، بأرض الأجداد، وكلما تجذرت فيها، كلما كانت منارة لابرشيات الانتشار، والعكس بالعكس. اي كلما ضعفت على ارض الاجداد، كلما اصبحت ابرشياتنا في المهجر ابرشيات مجهرية ينصهر ابناؤها في المحيط الغالب، عاجلا أم آجلا.
وأرجو أن يُسمح لي بالقول: ثمة تغير نوعي في اكليروسنا الكلداني. فمعظم اساقفتنا يحملون شهادات عالية في العلوم الكنسية وكذلك الكهنة، من خريجي الجامعات والكلية الحبرية، وبالمقابل، وكما اعتقد قلما تجد الكنيسة علمانيا واحدا  مختصا في اللاهوت أوالأخلاق أو الطقوس والقوانين حتى تقدر الكنيسة ان تستفيد منهم، اما العلوم الأخرى – المجتمعية فللعلمانيين حضور إيجابي وجدته في العراق، المهندس والمحامي والمحاسب والسياسي ودور المراة، والمجلس الراعوي في البطريركية وهيئة المستشارين والدائرة المالية هم علمانيون. الكنيسة لا تقدر ان تجمع من كل شتات الأرض العلمانين  حتى تستشيرهم..  في الابرشيات مجالس راعوية ولجان ومجالس خورنية وهذا امر مشجع. كنيستنا والحمد لله تشهد تقدما ملموسا، نحن مدعوون ان نشجعه.
هذا  كان أخي الباحث الفاضل، الناشط يوحنا، ما توفر لهذا اليوم، وعهدي بك ان تشبع الموضوع في الشأن الروحي والايماني بسلسلة مقالات، قد تلقى المزيد من الاضواء على الموضوع وتجيب عن الكثير من التساؤلات، وأرجو ان يكون شأنك من ذلك شأن العلماني المؤمن الغيور الذي بقلمه وتوجهه ونشاطه يعيش دوره في حضن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. ففي رأيي، إن تعمق العلماني في ايمانه المسيحي، ضمن شعب المؤمنين المبشرين رسالة الانجيل، هو الكفيل بدعم رسالة الكنيسة باكليروسها ومؤمنيها.
وضعت هذا الطرح ضمن منتدى مقالك، لأني لا استطيع ان اطالك في ادارة دفة الحوارات والنقاشات والمتداخلين، على اشكالهم. ودمت سالما.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاب الفاضل نوئيل فرمان السناطي المحترم
تحية
شكرا جزيلا لمداخلتك او تعليقك.
بالنسبة لي يعد هذا الرد  كثيرا . انها اول مرة اشعر أحد القراء يضعني امام مسؤولية كبيرة ربما اكبر من حجمي
ابتي لقد قرات ردك عدة مرات، وتأملت فيه طويلا، وتحدثت مع أصدقائي المقربين من الكُتاب عن محتواه وسمعت آرائهم.
نعم من اجمل الرسائل التي وجهت لي من حيث الطريقة لاسيما ركزت على المهمة التي انا كنت وضعتها امامي منذ زمن بعيد.

ابونا نوئيل بكل صدق اشعر ان كلماتك ترن في اذني منذ قراءتي لها، بسبب اهميتها لي، ولربما لأنني الوحيد اعرف ما كتبت لي! ولكن هيهات،  خوفي من الاخرين، خوفي ينقلب السحر على الساحر، أي تنقلب ارائي ضد الكنيسة كما حصل في التاريخ بالأخص ما  حصل الفيلسوف الكبير  اوريجانوس.

اما بخصوص مقارنتك بين الجالية الفرنسية في مقاطعة كالكري- ساسكاتون /كندا، لا اختلف عن طرحك، اعرف ان السياسيين والقوميون دائما في صراعات ذاتية وخارجية، وحينما يكون لهم المقدرة على الاستقلال يفعلونها ويتركون الكنيسة، لكن الشعب الكلداني ليس بعدد الامة الفرنسية، في بداية القرن حيث كان هناك اكثر من 50 دولة تتحدث الفرنجية، لذلك الفرنسيون لا يخافون من الضياع بسبب وجود الامة او الدولة الفرنسية، اما نحن الكلدان فعددنا قليل بالكاد يصل عددنا الى مليون او مليون ونصف حول العالم، وليس لنا مؤسسات قومية قوية ولا لشعبنا شعور قومي عميق كما هو لدى غيره من الشعوب، لان كما قلنا قبل الان في عدة مناسبات،  كانت الكنيسة تمثله عبر كل  التاريخ وان حجمه وظروفه لم تساعده لإعادة النظر في القضية القومية الا بعد الحرب العالمية الأولى ، لا ننسى ان الكنيسة الأولى في وادي الرافدين كانت تشجع الكلدان وغيرهم على نبذ الديانات الوثنية و على ترك تراثهم وعاداتهم وقيمهم .

بكلمة اخرى ان فقد الشعب الكلداني هويته ولغته، ستفقد الكنيسة الكلدانية جزء كبير من ابنائها بسبب ذوبانهم في الامم الاخرى، وان حقوقهم الوضعية كشعب في الوطن ايضا تضعف بل تزول، فليس امام الكنيسة الا ان تقود الشعب الكلداني من حيث الفكر الروحي (الايمان) وتساعده على حماية هويته بقدر الامكان، وان لا ان تحارب او تزدري من العاملين المخلصين في القضية القومية بل تسندهم لان الفائدة الاتية من هذه القضية لصالح المجتمع المؤمن التابع للكنيسة  على الاغلب.

ان خسارتنا لهويتنا او للغتنا يساعد على ابتعاد ابناء شعبنا من الكنيسة ومن ايماننا، المشكلة ان ابرشياتنا في الوطن لا يخافون من ابناء الكنيسة حينما يتحدثون باللغة العربية او الكردية وهم يعرفون جيدا، الصراع الفكر الديني في البيئة الشرقية يساعدهم على لا ينحرفون او يبتعدون من الكنيسة  لكن الخطر الموجود في المهجر اتي من الحرية ذاتها.
فالإنسان الشرقي لا يعرف كيف يمارس حدود حريته، وان الكبت الذي كان داخله بسبب تقاليد واعراف المجتمع الشرقي تنفجر ويتحول الى نفور من الكنيسة وتعاليمها.

والعامل الاخر كنائسنا والاكليروس ليس لهم الخبرة والامكانية لا لتجديد ولا لتأهيل ولا لتعليم الشرقي المهاجر في الدول الغربية التي قانون مدني .

في الختام اود ان اقول لكم ابتي ما طلبته مني، انا بدأت بعمله منذ سنين طويلة، منذ ثلاث سنوات وانا ادرس الفلسفات الغربية الحديثة التي ظهرت في القرنين الاخيرين وانشر مقالات مختصرة عنها كي اسلط الضوء على الموجات الفكرية التي ضربت الانسان. كي يطلع القراء على اسباب والمهمة والنتائج التي توصلت اليها هذه المدارس الفلسفية، ان هذه المقالات منشور في مجلة بابلون وباب الفكر الفلسفة في موقع عنكاوا كوم.

مرة اخرى اشكركم على رسالتكم الموقرة وستبقى في ذاكرتي لأنني لأول مرة اشعر هناك من يعرف ما يدور في فكري.
يوحنا بيداويد