المحرر موضوع: فتاوى فقهاء الظلام الأحتفال ب " عيد الحب" حرام  (زيارة 874 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
                         فتاوى فقهاء الظلام
                   ألأحتفال ب"عيد الحب" حرام
                        عمانوئيل يونان الريكاني /عراق/استراليا
تتسارع دقات قلوب المحبين والعشاق والأزواج من كل حدب وصوب في العالم ومن مختلف الأديان وتباين الثقافات وتغاير الأعراق وتفاوت الألوان بأفئدة تحرقها نيران الشوق والتوق والحنين إلى يوم الرابع عشر من فبراير من كل عام للأحتفال بعيد الحب أو الفالنتين حسب التقليد العالمي الجاري نسبة إلى القديس فالنتين شفيع الحب وشهيد العشق . لقد تعددت الروايات عنه وأختلفت الأراء فيه لا يهمنا هذا ولا هويته الدينية لأن الحب واحد لدى الكل وهو DNA جميع البشر ، لسنا بصدد سيرته التي أصبحت معروفة للجميع لنجنب القارئ الكريم الضجر والملل .
وفي هذه المناسبة السعيدة والمميزة يقوم العشاق بتبادل أحلى كلمات الغرام وأجمل عبارات الهيام وأثمن الهدايا ويتم تذكير بالعهد والوعد الذي أخذوه على عاتقهم في الألتزام به على مدى الحياة أن يكونوا أوفياء ومخلصين وأمناء لبعضهم البعض . أن الأحتفال في هذا اليوم ليس مجرد أختزال الحب فيه فقط بل هو تقديراً وعرفاناً وأمتناناً لما له من قيمة عظمى لدى الأنسان .
فالحب شعور نبيل وإحساس راق وعاطفة أنسانية رائعة ينقل الأنسان من العدم إلى الوجود ومن الموت إلى الحياة لأنه الدرع النفسي ضد القلق والضياع والحيرة بدونه الحياة تتحول إلى صحراء جدباء لا تنبت غير أشواك التصدع والتمزق والتفكك .
الحب وكل معانيه من المحبة والمودة والألفة هي هوية الأنسان الحقيقية وهو لا دين له بل كل دين من الأديان إذا أراد ان يكون أنساني المبدأ والغاية أن ينتمي أليه وإلا تحول إلى دين لا روح فيه ولا حياة . فكل علاقة من العلاقات لا يمكن أن تثبت أن لم يكن هو أساسها من حب الإله وحب الأهل وحب الأخوة وحب الأصدقاء وحب الأزواج وحب الأنسانية جمعاء .وهو أي الحب فصيلة دمه واحدة عند المؤمن والمتدين نفسها عند الملحد واللاديني وهولا يختلف في بغداد عنه في أثينا فديدنه واحد هو العطاء بدون مقابل وأنكار الذات والتضحية من أجل الأخر . أنه مزيل الفوارق الأجتماعية ورافع الحواجز الطبقية ففي ظله لا فرق بين الغني والفقير السيد والعبد الأمير والحقير وسجل التاريخ حافل بشخصيات من كلا الجنسين ملوك وأمراء ونبلاء
تنازلوا عن عروشهم بعد أن صعقتهم بريق عيون محبيهم المنتمين إلى طبقات متدنية في المجتمع .
حاولت الأديان من منطلق النرجسية والعنصرية والأستعلائية وضع الحواجز الفولاذية والسدود الحديدية لمنع أتمام الحب بين شخصين من دينين مختلفين تحت ذرائع شتة  لكن محاولتهم لم تنجح دوماً فهناك أفراد من كل المجتمعات ومن مختلف الأديان مسيحيين ومسلمين ويهود وهندوس وغيرهم مزقوا مرسوم هذه التعاليم واعتبروها بدع بشرية أمام سيل الحب الجارف والذي أخترق سهمه كيانهم حتى النخاع وتحملوا عواقب مغامرتهم أما نبذ من المجتمع أو وصلت أحياناً القتل والحرق .
فالحب ليس دخيلاً على الطبيعة الأنسانية ولا ضيفاً ثقيلاً  نتمنى أن يخرج من أعماقنا أنه مقوم أساسي فيها لا تستقيم الحياة بدونه فقد تم في كل زمان ومكان تقديسه وتبجيله ولا تخلوا أساطير القدماء في كل الثقافات من آلهة الحب مثل عشتار البابلية وأفروديت اليونانية وفينوس الرومانية وإيزيس عند قدماء المصريين ...ألخ .
بالرغم أن تاريخ البشرية مليء بالألام والمأسي والأوجاع نتيجة الحروب المستمرة والصراعات المتكررةوأمام هذه اللوحة الحالكة السواد كان هناك بقع مضيئة عكستها أشعة قلوب عشاق التاريخ التي منحتنا الأمل والرحاء ولا زالت سيرتهم العطرة وحبهم الفائق الأوصاف حاضر بقوة في ذاكرتنا وترك بصمة لا تمحى في نفوسنامن هؤلاء على سبيل المثال روميو وجوليت وكليوباترا ومارك أنتوني و باريس وهيلين و عنتر وعبلة و قيس وليلى و شاه جيهان وممتاز محل .لقد أصبح هؤلاء العشاق الخالدين مصدر ألهام الشعراء والأدباء والكتاب والرسامين والنحاتين وتحولت قصصهم إلى ألاف الأعمال التلفزيونية والسينمائية .
أمام هذه الحقيقة الأنسانية الساطعة والناصعة البياض يخرج ألينا شيوخ السلفية من على الفضائيات ومن لف لفهم من الجهلة المولعين بالحرام والممنوع والذين يسبحوا ضد تيار الحياة الجميل ليقدموا للأخوة المسلمين فتاويهم الفاسدة على طبق من الكراهية والحقد والضغينة لتحريم الأحتفال بعيد الحب تحت أدلة كاذبة وحجج واهية وأدعائاتهم التي لا أساس لها من الصحة كأن يجري  في هذه المناسبات كل ألوان الخلاعة والفحش والفسق والفجور والدعارة كعادتهم عندما لا يحبون شيء يتفننون في تشويهه وتحريفه وتبشيعه .
لكن هذه المناورات والحمد لله لم تعد تنطلي على الناس العقلاء فهدفها اصبح معروف وهو بناء غيتو داخل نفوس الأحباء المسلمين للأنغلاق على الذات وان يكونوا أطراف سلبيين في الحياة وأن لا يشاركوا الأخرين في السراء  والضراء وان لا يساهموا في بناء مجتمع أنساني راقي . أن الحب غير محبوب لدى هؤلاء الشيوخ لأنهم يعرفون جيداً لو المسلم بادل "الكفار" نفس مشاعر الحب وشاركهم في الأحتفال فلن يستطيعوا تصدير بضاعتهم المسمومة اليه من عنف وعدوان وجهاد ضدهم لأن القلوب التي يسكنها الحب لا تعرف ان تكره أبداً.
جاء في موقع ألأسلام سؤال وجواب :2006-02-2
السؤال 73007 ما حكم عيد الحب ؟
نص الجواب ...لا زال هذا العيد يحتفل به الكفار ويشيعون فيه الفاحشة والمنكر.
قال شيخ ألأسلام ابن تيمية رحمه الله؛ الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله سبحانه (عنها) :(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) وقال :( لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه ) كالقبلة والصلاة والصيام ،فلا فرق بين مشاركتهم في العيد ،وبين مشاركتهم سائر المناهج : فأن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر ...أما العيد وتوابعه فأنه من الدين الملعون هو وأهله ،فالموافقة فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه " أنتهى من " أقتضاء الصراط المستقيم " (1/207). وقال رحمه الله أيضاً :لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم ،لا من طعام ولا لباس ولا أغتسال ولا يقاد نيران ، ولا تبطل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك ...مجموع الفتاوى " ( 25/329).
أن كم الحقد الموجود في هذا الكلام أو الفتوى هل يستطيع أنتاج أفراد أسوياء ومجتمعات سليمة تعمل على أستقرار العالم الذي هو هدف كل الديانات العظيمة أم العكس .كل الغذاء والدواء والتقنية هي هدية من الغرب الكافر تستخدمونها مرتاحي البال دون ان يمس قيد أنملة شعرة من إيمانكم ولا ينتقص شيء من دينكم . أليس الحب أسمى وأرقى من الجانب المادي للحضارة الذي تصدون المسلمين في الاحتفال به علماً أنه ملك مشاع للجميع بدون أستثناء لا يستطيع أي دين ادعاء امتلاكه.
هدف اي دين هو أنسنة الأنسان والأسلام مثل باقي الأديان فيه أعياد محددة يحتفل بها عيد الفطر والأضحى لكن هذا لا يمنع ان يحتضن ما قدمته الحضارة الأنسانية من احتفالات ومناسبات وأعياد ويتفاعل معها أسوة بأخوته في الوطن والإنسانية جمعاء على شرط ان لا تمس أصول عقيدته ودينه . فكلنا نقيم مهرجانات للاحتفال بالعيد الوطني مثلاً ،هل عيد الأب والأم والمرأة والعمال يتعارض مع إرادة الله التي أوصانا بهما  خيراً ؟ فما بالك عبد الحب الذي هو داينمو هذه الأعياد جميعاً. لحسن الحظ غالبية المسلمين يستجيبوا لنداء قلوبهم ويحتفلوا مع باقي البشر كل على طريقته الخاصة حسب ثقافته وقد صموا اذانهم عن سماع مثل هذه الترهات ولم يعد يأبهوا لتغريدات فقهاء الظلام.
ان شيوخ الفتنة يحاولون إيهام المسلمين أنكم من طينة مختلفة لأنكم الأطهار وهم انجاس وعدم مخالطتهم واجب ديني إلا للضرورة القصوى ." هاجس الطهارة وهذيان التطهير .يؤجج المشروع المتطرف هاجس الهوية بمفهومها السطحي البدائي أي الهوية المنغلقة على ذاتها والمتناقضة مع الأخر . لذلك نراه يؤكد ويطالب بوحدانية الدين _ بوحدانية اللغة المقدسة _ بوحدانية الكتاب _ بوحدانية الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس والتي ستملأ أرض ألأسلام عدلاً بعدما أمتلأت جوراً .
ويؤدي هاجس الوحدة والتوحد إلى معاداة ومحاولة نفي وفي بعض الحالات إلى إبادة كل ما ومن يهدد وهم التناغم والوفاق ويكذب هذه الأدعاءات الهلوسية. لماذا؟
لأنه يعرض المجموعة إلى خطر _ خطر الشك_ خطر زعزعة اليقينيات _ خطر الأنقسام _ خطر الصراعات والتناقضات الحتمية . ومن المفيد أن نذكر ان الوهم في التحليل النفسي ليس الأدراك المخلوط للحقيقة بل هو تحقيق لرغبة لا شعورية وتعويض لذيذ لحقيقة مريرة . يقول فرويد :" نسمي وهماً معتقداً ما عندما يكون تحقيق الرغبة عاملاً أساسياً باعثاً له" فالمختلف عرقياً أو دينياً أو جنسياً والمثقف النقدي والمفكر الحر والعلوم الحديثة وكل السلوكيات الدخيلة تعايش توهمياً كعناصر ملوثة مسمومة تهدد بكارة ونقاء جسد الأمة التي تماثلت في اللاوعي الجمعي مع جسد الأم الطاهرة . وهو ما يفسر رفض المتطرفين للتنوع ولحق الأختلاف ولحقوق الأقليات الدينية والعرقية والجنسية . أقبال الغربي: تأملات نفسية في الظاهرة السلفية ،مقال على النت " .