المحرر موضوع: مذكرات بيشمركة / 81 ( الحسابات الخاطئة ) !!!!!!!  (زيارة 857 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد الياس شابو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 253
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مذكرات بيشمركة / 81
( الحسابات الخاطئة ) !!!!!!!
سعيد الياس شابو / كامران                                                                       
2019.03.06                                                                             
... إرهاب الدولة البوليسية                                                           
من المؤسف حقا  من أن تكون دولة عريقة الأنشاء ك(العراق) وتكون عضوا في الأمم المتحدة والمتكونة من ال 196 دولة وعضو في دول عدم الأنحياز التسعين وعضو في جامعة الدول العربية ال 22  وتكون الدولة ويكون نظامها قمعي دكتاتوري أجرامي أرهابي قاتل بكل ما تعنيه الكلمة من المواصفات و التسميات والأكثر بكثير مما أشرت اليها بحق مواطنيها العزل والذين لم يفعلوا شيء سوى من أنهم لا يرضخون للأملاءات ! والصورة هي وحدة من الملايين الصور القاتمة والمظلمة والتي عاشوها العراقيين بكل تلاوينهم ، وتلك الصور تتحدث عن مآسات عاشها العراقيين وأنا أضرب مثلا واقعيا فقط من تلك الصور البائسة ... ففي الربيع من عام 1982 ، وفي منتصف الليل هرعت قوة مشتركة من الجيش الشعبي والأمن لتطوق مسكن الوالدة والعائلة والمتكون من مساحة (60)متر مربع وفيه غرفة واحدة تستوعب الأم والأخت والأخوة (2) والزوجة والطفل بعمره الخامس !!!!! ،  والبحث على الأبن المعيل الشارد ((الشارد)) من العسكرية والنظام القمعي والملتحق بثوار الجبل وحزبهم الشيوعي العراقي وبعد الأنفلات من الألقاء القيض الصادر بحقة في بداية شهر الخامس من 1979 من القرن المنصرم .
تصوروا أحبتي من أن أي رعب  وأي أرهاب يستخدم بالضد من العائلة المسالمة وهي غائصة في المنام ويطوق دارها الآمن  .. يطوق الدار الدار من قبل قوات الدولة والمدججين بالسلاح ويخرقون حرمة العائلة والمسكن دون وتدنس بساطيلهم القذرة صدور الأطفال البرياء و بدون  أي خبر مسبق أو أعلام ولو بخبر متسرب من هنا وهناك .. لكي تكون العائلة في الصورة !! بينما والمفروض من أن يكون الشعب محميا من قبل السلطات وليس أستخدام العنف بالضد من الأطفال والنساء العزل وهم غير عاصين على ( النظام ) ويطوق الدار من جميع الأتجاهات أي من الدرابين  والفروع وسطوح المنازل المتخومة للدار والقفز من الحائط  الأمامي الذي يتواجد ومثبت فيه باب الحوش وهو يرتفع لأكثر من متران عراقيان !!
لماذا .. ولماذا .. لأن بلغ مسامع المخابرات وأجهزتها الأمنية من أن سعيد / كامران ، يتواجد في المسكن ومختفي! والغاية من الصولة القاء القبض عليه ! وهكذا زرع الرعب في نفوس العائلة والأطفال وأستمرت  ودامت الحراسة من قبل الأوغاد الى الصباح المتأخر  ولكي يظهر سعيد وهو أساسا في روست في تلك الفترة ، وبلكت يظهر ويلقون القبض عليه ! وهكذا كانت حساباتهم خاطئة !
... أعدام حامل الرسالة                                                                         
بين فترة واخرى كان يتردد علينا أب أو أخ أو أم أو زوجة وما شابه من ذلك ، وذلك من أجل هدف معين والغاية في قلب الشاعر ! وبين الربيع والصيف من تلك العام 1982 ، زار أخ لأخيه وهو ملتزم بالتنظيم الداخلي للحزب وأعتقد فيما لو لم تخونني الذاكرة .. أخ النصير هيمن أو هاوار  ، وهو شاب في غاية الروعة والهمة  وخفة الدم .. ومن خلال سياق الحديث والفضولية والرغبة والحاجة وكلها مجتمعة مع بعضها الآخر .. فبين أستعداده من تقديم اية خدمة للبيشمركة وأنصار حزبنا ، وذلك بأيصالها بأمانة وفي أية مدينة كانت ! وإذ بالرفيق أبو ميلاد يكتب ويبعث برسالة الى أهله في مدينة الثورة وذلك من أجل معرفتهم وأطمئنانهم عليه و بسلامته لكونهم لم يعلموا ويعرفوا شيئا عنه خلال أربع سنوات خلت !!!! ، وفعلا أستلم أخو رفيقنا الرسالة ، حاملها الى أهل أبو ميلاد .. وبعد بلوغه الدار والأهل مخرجا قصاصة ورق ومدعيا من أن الرسالة من أبنكم (أبو ميلاد ) وهو الأسم المستعار ، وهم أي أهل الرفيق أبو ميلاد .. مرعبين وغير مصدقين الحالة !! لا بل أكثر من هذا وذلك ..  ذاهبين الى أبعد من ذلك ومعتقدين من أن هذا فخ نصب اليهم من قبل الجهزة الأمنية  للإيقاع بهم ! وأرسلوا أحد أبنائهم لأخبار الأمن بالحالة ! وبسرعة البرق توجهت قوة الأمن لتطوق البيت وتلقي القبض على حامل الرسالة  و زج الشاب حامل الرسالة  في الزنزانات والسجون  وكانت النتيجة أعدامه !! وهكذا كانت البعض من الحسابات خاطئة !!
... هذا ليس بنزين .. هاي ( مي ) ماء !!                                                 
قبل البدأ بالتهيئة للتحويل من المقر الشتوي في قرية روست الى المقر الصيفي الجميل في قرية كرتك المحاذية لروست ، بدأنا بالتهيئة واخرجت مولد الكهرباء لتنظيفه وملئه بالبنزين وتبديل الدهن وتنظيف البلاك من السخام !!! وفي باحة المقر والرفاق أكثريتهم داير مداير المقر وفي الساحة وهناك من يتفرج اللوضعية وأنا أحاول من تشغيل المولد والذي حملناه وجئنا به في أصعب عملية من أرومية مدينة رضائية الأيرانية الجارة والحديث يطول عن طريقة جلبه ونقله والحفاظ عليه !
وإذ بالرفيق النصير العزيز أبو خلود والذي علمتهما هو والرفيق العزيز النصير أبو ديمتري الذي سبق أبو خلود كمخابر في قاعدة كوستا ، وكيفية التعامل والحفاض على الجهاز اللاسلكي والمولدة والشفرة وما الى ذلك !!! إلا أن الرفيق أبو خلود جاء من بعد أمتار وشاهرا قداحته أي ولاعته !!! وساحبا الصوندة الذي  ينزل منه البنزين من مخزن أي تانكي المولد لكي يشتغل المولد .. ومعلنا أبو خلود .. لا يا رفيق كامران هذا مو بنزين هذا مي !! وهو مولعا القداحة وفي أسفل المولدة ..  لكي يرتفع النار لأمتار عدة نتيجة أحتراق المولد  والتفاصيل الأخرى ليس بالضروري من ذكرها !! وهكذا كانت الحسابات غير حميدة وخاطئة !!
... قطع شجرة الجوز ومحو آثار الجريمة                                                                 
لكل شعب وكل قوم وكل منطقة وكل قرية خصوصيات وثقافات وفيها ما يكفي  من الأيجابيات والسلبيات في الحياة اليومية والتي يعايشوها وخاصة أهل القرى ومنها قرية روست أو بالأحرى الجانب المقابل لروست والفاصل بينهما وادي صعب المنال وتلك البساتين الرائعة في أشجارها المثمرة والمتنوعة والطبيعية واللذيدة ومنها العنب بأنواعه والرمان والتين والكوجة الأنجاص والخوخ والعرموط الكمثري والقيسي المشمش والتفاح وكلها ذات أنواع مختلفة في الحجم والشكل والطعم ، فأما الجوز الذي لا يستغنى عنه أبدا وهو الاخر متنوع الأحجام واللذة ، وهناك مساحات لزراعة الخضروات والمحاصيل الزراعية الأخرى !!!!. والحديث عن مشاكل أهل القرى ذو شجون وفيه الكثير من الآلام والقساوة الى جانب الطيبة والرضا ، وهنا أتناول المعضلة التي طالت سنوات بين أولاد العم من دين وقوم وقرية وأرض واحدة .. المشكلة المزمنة والعويصة  ألا وهي شجرة الجوز المشتركة وليس آبار النفط !! بين الحين والآخر يحدث شجارا وشكاوى بين الجيران وهم في بستانين جميلتين وفيهما ما يكفي من الرزق ! إلا أن الحالة كانت تسؤ بين الحين والفين !! وبعد محاولات عديدة من تدخل الأحزاب الموجودة  على الساحة .... إلا أن الفشل كانت النتيجة صفر باليد !! وبعد زيارة للعائلة أنا والرفيق النصير حاكم بوتان ، ودردشة الوضع .. فأقترحنا من أن تقطع الشجرة المشتركة والتي يتناثر منها الجوز بين الطرفان وتكون حصة أحدهما أكثر من الآخر وتكون العمليات الحسابية غير متساوية وخاطئة  !! المهم أنصاعوا الى المقترح ومشكورين وحلت المعضلة المزمنة بين العائلتين دون الرجوع الى الحكومات والبرلمانات والأحزاب !!! فلتكن الشجرة الضحية ولا أراقة الدماء الزكية .
... يفضل تسليم الجهاز الى رفيق شيوعي !
في صيف من عام 1982 بينما نحن في المقر الشتوي لروست وحركة الأنصار البيشمركة على قدم وساق وفي أوج حركتها والتغييرات السريعة أبان الحرب العراقية الأيرانية وما تلاها من أنكسارات وألتحاق أعداد من الهاربين والفارين من جحيم الحرب بالقوى والاحزاب على الساحة الكوردستانية والشعور بالغرور من قبل احزاب الساحة ونحن منهم، وإذ ببرقية من المكتب العسكري يقول أو تقول ..  مفادها والمذيلة باسم الرفيق أبو عامل ، مسؤول المكتب العسكري .
نص البرقية .. يفضل من أن يسلم الجهاز اللاسلكي  في قاعدة روست الى رفيق شيوعي / أبو عامل .
وجئت بالبرقية فورا الى الرفيق النصير مام خدر روسي  باعتباره المسؤول الأول عن البتاليون الفوج أي كان الرفاق مام خضر روسي وخدر كاكيلي وأبو داود وعلي كلاشنكوف وابو علي الشايب كهيئة وقيادة الفوج . سلمت البرقية وإذ  بالرفيق مام خضر صاحبته الضحكة ! مبديا أستيائه وغرابته من الفلم أو القصة أو البرقية والحالة كلها إذا صح التعبير ! وأصررت على ترك الجهاز وتسليمه بعد فترة بالرغم من الرفض القاطع من قبل الرفاق . وهكذا كانت الحسابات الخاطئة بين السلطات والحكومة العراقية من أن نقول أحنة مو شيوعيين وما عندنا تنظيم !! فلا يصدقوننا أبدا لأ ..  الشيوعية طابو علينا ونفتخر فيها وبها وبدم شهدائها ، ومن الطرف الآخر الحزب لا يقر بشيوعيتنا المخلصة والمبدئية !! وأنت عزيزي المواطن قارن بين الحسابات الخاطئة هنا وهناك ! والزوجة تعتقل والأم تؤنفل والأطفال يحرمون من الدوام المدرسي ويعاقبون وبصفعونهم براجديات وكلها من أجل الشارد!
... المقر الصيفي                                                                               
في بداية شهر حزيران من تلك السنة تحول المقر من الشتوي الى الصيفي وأختار الرفاق الموقع الأجمل في البساتين وذلك بنصب البعض من الخيم والكبرات وتحت الاشجار  وشبه مبعثرين ومنثورين في رقعة كبيرة من البساتين المخففة للآلام والمزيلة للحزن والكآبة والمتاعب الجسدية والنفسية وهموم المخفي من السنوات العجاف وكاهل ثقلها المتراكم وما نسمعه من الأخبار والتي تقرا في كل نشرة صباحية ومسائية أن تواجدت من الأعدامات في السجون والشهداء في مفارز الحزب المنتشرة في قواطع بهدينان وأربيل والسليمانية والمضايقات المتوعة هنا وهناك .
انشغل البعض من الرفاق في زراعة البعض من الخضروات الصيفية والأرض الخصبة والمياه النابعة من تلك الأرض الطيبة وحركة المفارز المستمرة من والى لا تنقطع .. رفاق قادمون من الخارج ورفاق قاصدين الخارج !! بالطبع السير على الأقدام بواسطة رينو 11 ولعدة أيام مفعمة بالخطورة والمعانات والمتاعب !!!
وفي أواسط من شهر تموز أي 14 ، 15 ، 16 / تموز السابع وفي كل وقت الظهرية ونرى غيوم تتكالب على سماء المنطقة و تشكل سوادا والقادم هو ( الحالوب والثلج ) فوق المنطقة وجبل حصاروست الشهير ويستمر لدقائق !!! ..  !!!! .. !!!!! ومن ثم بعد التوقف لتزهي المنطقة بخضارها وجمالها وتنتعش البساتين وما أجمل تلك المنطقة وذلك الطقس التموزي .