رحل الفارس دون عودة
عزمي البير
في عام 1996 تعرفت على شاب في مطلع الثلاثين ، في باحة كنيسة ماركوركيس الغدير اسمه فارس ميخائيل ساكو ، اخذ بيدي حيث اصطحبني الى احد قاعات التعليم المسيحي ، كانت مكتضة بالحضور اجلسني باخر القاعة وجلس بجانبي كي نستمع لمحاضرة للاب كوب المخلصي ( رحمه الله ) متحدثا عن احياء اليعازر ، وبعد انتهاء المحاضرة وقفنا مع مجموعة من الشباب لمناقشة مادار من محاور في تلك المحاضرة ، ومنذ تلك اللحظة بدأت مرحلة الرفقة دامت قرابة 23 عام حتى وافته المنية .
مثقف حاصل على الماجستير في الهندسة الميكانيكية ، يمتلك ثقافة عامة جيدة ، وثقافة ايمانية عالية جدا قل نظيره امتلاكها ، باحث فريد من نوعة في الكتاب المقدس والعلوم الايمانية الاخرى يجيد اللغات العربية والانكليزية والكلدانية والطقسية قراءة وكتابة ، غيور بشدة على كنيسته ، ومن خدامها منذ طفولته ، احد المواكبين والملازمين والمتتلمذين على يد الاب كوب المخلصي (رحمه الله) قرابة العقد من الزمن ، متزوج وله يوسف ومريم في الرابعة عشرة ربيعا .
اكتب اليك واعبر عن وجعي والم في صدري وعبرات تخنقني ، ليس هناك اشد والما علية من ان اسمع نبأ وفاتك كونك الاقرب لي ، لما تحمل من صفات الوفاء والصدق والاخلاص حتى لحظة المنية ، على الرغم من ذلك المر المؤلم هو حق علينا جميعا ، الا ان الاقسى والاصعب والافجع على نفسي .
سوف افتقدك كثيرا ياصديقي ، يا ارق وانقى قلب عرفته ، انا اتالم وابكي وجعا بلا صوت ، نار في صدري وقودها ذكريات لاكثر من عقدين من الزمن تخللتها العديد من المواقف والاحداث ، وفتيلها لحظات انهت بها حياة انسان لم تكتمل فرحته في الدنيا ، انسان عاش لاصدقائه وكنيسته ولناسه ، فرح لهم وواساهم واعان الكثير ورفد من فيض ايمانه وثقافته وعلمه ، انسان قلبه كريشة طائر ابيض . غيبك الموت وافتقدناك ايها العزيز .
ايها الفارس ، مثلك لايموت ابدا خالدة لايقبر، حي في عقولنا وضمائرنا ، ايها العزيز ادخل الى فرح ابيك ممتطي على جوادك الابيض حاملا الكلمة التي افنيت عمرك لها كي تنقلها الى الجميع .
ايها الفارس ادخل الى فرح ابيك ...