المحرر موضوع: رحل الفارس دون عودة  (زيارة 1363 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عزمي البــير

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 404
  • الجنس: ذكر
    • MSN مسنجر - azmyanassir@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
رحل الفارس دون عودة
« في: 20:15 22/03/2019 »
رحل الفارس دون عودة
                                                                 عزمي البير

في عام 1996 تعرفت على شاب في مطلع الثلاثين ، في باحة كنيسة ماركوركيس الغدير اسمه فارس ميخائيل ساكو ، اخذ بيدي حيث اصطحبني الى احد قاعات التعليم المسيحي ، كانت مكتضة بالحضور اجلسني باخر القاعة وجلس بجانبي كي نستمع لمحاضرة للاب كوب المخلصي ( رحمه الله ) متحدثا عن احياء اليعازر ، وبعد انتهاء المحاضرة وقفنا مع مجموعة من الشباب لمناقشة مادار من محاور في تلك المحاضرة ، ومنذ تلك اللحظة بدأت مرحلة الرفقة دامت قرابة 23 عام حتى وافته المنية .
مثقف حاصل على الماجستير في الهندسة الميكانيكية ، يمتلك ثقافة عامة جيدة ، وثقافة ايمانية عالية جدا قل نظيره امتلاكها ، باحث فريد من نوعة في الكتاب المقدس والعلوم الايمانية الاخرى يجيد اللغات العربية والانكليزية والكلدانية والطقسية قراءة وكتابة ، غيور بشدة على كنيسته ، ومن خدامها منذ طفولته ، احد المواكبين والملازمين والمتتلمذين على يد الاب كوب المخلصي (رحمه الله) قرابة العقد من الزمن ، متزوج وله يوسف ومريم في الرابعة عشرة ربيعا .
اكتب اليك واعبر عن وجعي والم في صدري وعبرات تخنقني ، ليس هناك اشد والما علية من ان اسمع نبأ وفاتك كونك الاقرب لي ، لما تحمل من صفات الوفاء والصدق والاخلاص حتى لحظة المنية ، على الرغم من ذلك المر المؤلم هو حق علينا جميعا ، الا ان الاقسى والاصعب والافجع على نفسي .
سوف افتقدك كثيرا ياصديقي ، يا ارق وانقى قلب عرفته ، انا اتالم وابكي وجعا بلا صوت ، نار في صدري وقودها ذكريات لاكثر من عقدين من الزمن تخللتها العديد من المواقف والاحداث ، وفتيلها لحظات انهت بها حياة انسان لم تكتمل فرحته في الدنيا ، انسان عاش لاصدقائه وكنيسته ولناسه ، فرح لهم وواساهم واعان الكثير ورفد من فيض ايمانه وثقافته وعلمه ، انسان قلبه كريشة طائر ابيض . غيبك الموت وافتقدناك ايها العزيز .
ايها الفارس ، مثلك لايموت ابدا خالدة لايقبر، حي في عقولنا وضمائرنا ، ايها العزيز ادخل الى فرح ابيك ممتطي على جوادك الابيض حاملا الكلمة التي افنيت عمرك لها كي تنقلها الى الجميع .
ايها الفارس ادخل الى فرح ابيك ...

غير متصل سيزار ميخا هرمز

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1071
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: رحل الفارس دون عودة
« رد #1 في: 13:42 23/03/2019 »
الأخ عزمي ألبير المحترم
أقدم تعازيا الحارة لك ولذوي ومحبي المرحوم ( العم ) فارس ساكو .. كنت دائمأ أخاطبه بلفظة العم أحترامأ وتقديرأ له
قبل كم يوم وأنا أتصفح الفيس بوك رأيت صورة للعم فارس ساكو متشحة بالشريط الأسود وأستغربت وقلت مع نفسي هذه لعبة قذرة يقوم بها بعض ضعاف النفوس لاني كنت بتواصل معه قبلها وكان حسب علمي لا يعاني من شيء ..
أستبشرت خيرأ بعدها عندما رأيت انه جالس في الفيس بوك لابدء معه الدردشة وقلت ما هذا الخبر الرخيص .. وبدء بالكلام معي ولكن قال انه صحيح .. كيف صحيح .. ولكن بعدها كان ابنه .. وقال بابا توفى .. وهنا ادمعت عيني .. وقلت كيف .. هل كان يعاني من شيء .. أجاب انه عانى من أرتفاع الضغط الشديد وصارت عنده جلطة ..
وهنا توقعت ان هذه الاعراض تحدث عندما يكون هناك ضغط او تفكير وهم ..
فاجاب الابن أن والده المرحوم كان منزعج جدأ من معاملة للهجرة ..
في الليل عانى وكان جسده يرجف .. فتم الاتصال بالاسعاف ونقل الى المستشفى وانتقل الى الاخدار السماوية ..
برحيل العم فارس خسرنا شخصية راقية محبة لا تعرف الحقد او الكره ..
خسرنا قلمأ بوصلته الحق ..خسرنا مصلحأ علمانيأ لكل مظاهر الفساد والسلبية في الكنيسة ..
برحيله يذهب فكري لابنائه يوسف ومريم ووالدتهم ..
يذهب فكري لمئات من أبناء شعبنا في دول الانتظار الذين يعانون من مشاكل وضغوطات كثيرة ..
هناك من يموت في البحار وهناك من يموت بسبب الضغوطات وصعوبة الحياة من أجل الاستقرار في بلد يشعر به بالكرامة والامان بعد أن فقدها في بلده الأم
فارس كان في بغداد وانتقل الى عنكاوه وبعدها الى الاردن على أمل الهجرة ..
الراحة الأبدية أعطه يارب ونورك الدائم فليشرق عليه
تعازينا الحارة
سيزار هرمز والعائلة


غير متصل عزمي البــير

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 404
  • الجنس: ذكر
    • MSN مسنجر - azmyanassir@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: رحل الفارس دون عودة
« رد #2 في: 03:39 24/03/2019 »
اخي العزيز سيزار المحترم
تقبل خالص محبتي
اشكرك كثيرا على تعازيك واثمن كثيرا المك ووجعك والم ووجع العديد من محبيه واصدقائه واخص بالذكر اخوته واصدقائه من كنيسته الذي خدم بها بكل حب وتفاني كنيسة ماركوركيس الغدير في بغداد .
كما اثمن واقف اجلالا لموقف سيدي صاحب الغبطة الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو الاول بطريرك بابل على الكلدان من خلال اقامة الصلاة وتقديم التعازي لاهله وذويه للمكانه الرفيعة التي يستحقها هذا الرجل .
حقا انه مؤلما جدا رحيل اخينا وصديقنا فارس ومن خلال الايام الاخيرة التي قضيتها معه في الاردن كان يعاني من مسالة الهجرة ومعاناتها  وكان يشكو من مسالة ارتفاع ضغط الدم وفي الايام الاخيرة كان منهمكا بموضوع سلسلة دراسة الكتاب المقدس على الرغم من امكاناته المحدودة كان فرحا جدا بما يقدمه من مقاطع فديو ومنشورات تخص الموضوع ، حيث كان كثير السهر كونه يحتاج الى اجواء هادئة الى حد ما .
احب ان اذكر موقف للتاريخ يخص المغفور له ، في عام 1998 وحسب ما اتذكر كنت مسؤولا للقاء الشباب في كنيسة مار كوركيس وكنا مجموعة عمل نعمل ضمن هذا النشاط وكان موضوع الشهر حول سيرة القديسيين واحد الاسابيع وقع الاختيار على ان يكون المحاضر الاب كوب المخلصي رحمه الله ، التقيت الاب كوب في كلية بابل في الدورة ان ذاك قبل الدخول الى المحاضرة سالته حول امكانية تقديم محاضرة عن القديس بولس فرد علية دون تردد او تفكير عندكم فارس اكرر للامانة وللتاريخ رحم الله الاب كوب واخينا فارس .