ملحق بالرسالة إلى جدي آشور بانيبال ملك العالم من حفيدك أبرم شبيرا
======================================= أبرم شبيرافي هذا الملحق أود أن أبين بعض الملاحظات والتوضيحات التي يهم القراء والذين بينًوا أراءهم وكتبوا إنتقاداتهم على الموضوع سواء أتفقنا معهم أم لا، فبكلهم نعتز ونقدرهم إيما تقدير. فهذه الملاحظات تأتي في سياق توضيح المغزى من هذا الموضوع الذي لم يكن بالأمكان دمجها في متنه خشية على إطالته وإراحة قراءنا الأعزاء من قراءة المواضيع الطويلة.
أول هذه التوضيحات، هو عندما نكتب موضوعاً معيناً يخص أمتنا يجب أن نعرف من هو الجهة المخاطب إليه، أفهل هذه الجهة هي من أبناء أمتنا أم من غيرهم؟ فإذا كان المخاطب إليه هو من أبناء أمتنا حينئذ نرى في الموضوع نوع من الأحاسيس الفياضة وربما شيئا من المبالغة التي قد تصل حدود الأمال البعيدة والتمنيات المرغوبة. فالمغزى من كل هذا النوع من المواضيع هو أثارة مشاعر أبناء أمتنا وتحفيز كوامنهم الداخلية نحو إنماء وعيهم القومي بخصوص تاريخهم وتراثهم خاصة بالنسبة للشباب والجيل الجديد الذي أبتعد بعض الشيء عن تاريخهم وتراثهم في هذا الزمن الظالم الذي يهدد وجودنا سواء في أرض الوطن أم في بلدان المهجر. فمثل هذه المواضيع هي كأسلوب لتثبت وجودهم القومي والحفاظ عليه بقدر الإمكان. أما إذا كان المخاطب إليه من غير أبناء أمتنا، فيستوجب أن يكون الموضوع ملئياً بالحقائق الواقعية معتمدا الموضوعية في طرحه وبعيداً عن المبالغات والأحاسيس المرفهة لكي يكون مقبولا على العقلاء من غير أبناء امتنا ويفهموا واقعنا ومأساتنا، وهذا هو الأسلوب المتبع في كل كتاباتي الذي يصعب على البعض فهم المغزى المراد تحقيقه منها.
أما الملاحظة الأخرى فهي تتعلق بالحدث الإستثنائي الذي أقيم في المتحف البريطاني المخصص لآشور بانيبال ملك العالم والذي يعتبر ليس سابقة تاريخية لأمتنا بل للمتحف البريطاني أيضا، لا بل أيضا للعالم أجمع ومن خلال الجمهور الكبير الذي حضر هذا المعرض والفعاليات المثيرة لإنتباه والإعجاب التي أقيمت فيه من قبل أبناء أمتنا في المهجر. فمن المعروف عن المتحف البريطاني الضخم والمشهور بأن له أقسام تاريخية متعددة وأشهرها القسم الآشوري والمصري والإغريقي والروماني. فالملاحظة الجديرة بالإهتمام الكبير هي أن أصحاب هذه الآثار المصرية والأغريقية والرومانية لهم دول معروفة على الساحة الدولية وإمكانيات مؤثرة مادية وفكرية وثقافية وسياسة أيضا. أما أصحاب الآثار الآشورية فهم أقلية صغيرة مشتتة في مختلف زوايا العالم، فلا دولة لهم ولا إمكانيات مؤثرة مثلما يملكها بقية الدول المذكورة.غير أنهم بهذا الإفقار الشامل أستطاع أبناء أمتنا من أقامة فعاليات عظيمة أثناء المعرض وربطوا الحاضر بالماضي بجملة فعاليات تراثية وفنية وثقافية. فلم نسمع بأن قامت لا مصر ولا يونان ولا إيطاليا بمثل هذه الفعاليات رغم أنه كان في السنوات الماضية قد أقام المتحف البريطاني معارض خاصة بآثار هذه الدول. أفلا يستحق هؤلاء الذين ربطوا الحاضر بالماضي من خلال هذه الفعاليات كل إحترام وتقدير وأن نيشير إليهم ببعض السطور؟؟
أضافة إلى هذا الحدث، فأن هناك حدث تاريخي وتراثي آخر على وشك الوقوع تزامن تقريباً مع حدث المتحف البريطاني، وهو الإحتفال بالسنة البابلية الآشورية الجديد (أكيتو) في الأول من نيسان القادم. أهمية هذا الحدث تأتي من جانبين: أولهما أنه يشكل ركن من أركان وجودنا القومي التاريخي في أرض الوطن إلى جانب مقومات أمتنا من لغة وتاريخ وعادات وأرض وظاهرة من الظواهر الجلية والجماهيرية التي تؤكد لجيراننا بأننا الشعب الأصيل لهذه الأرض. فإذا كان البعض يعتقد بأن مسيرة الأول من نيسان والأحتفالات التي ترافقه لا تتناسب مع أرواح شهداءنا وهو "هرج ومرج" فهو مخطأ كلياً ولا يعدو هذا التبرير إلا تعبير عن عجزه من القيام بمثل هذه الإحتفالات أو المشاركة فيها. أما الجانب الآخر لإحتفالات الأول من نيسان فهو يقوم على الجهة المنظمة لها وتحديداً أقصد الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا). فإذا كان صحيحاً بان زوعا تراجعت سياسياً ورسميا عن الساحة السياسية، أي بعبارة أخرى تقلصت شرعيتها الرسمية والقانونية عبر فقدانها لبعض الكراسي البرلمانية التي كان يجلس عليها ممثليها في السابق وذلك بسبب جملة عوامل سياسية منبعثة من فساد النظام السياسي في العراق، فأنها لازالت تمتلك شرعية جماهيرية ثورية قادرة على حشد جماهيري واسع والذي يظهر جانب منه في المسيرة النسانية، فهو حقيقة سواء أتفقنا معه أم لا، فالأمر سيان ولا يغير من هذه الحقيقة شيئاً. الإشارة المشددة أستوجبت إلى هذه الإحتفالات النيسانية وضرورة حشد أكبر عدد من جماهير أمتنا كتحدي للواقع المأساوي الذي يحيط بأمتنا في الوطن وكمحاول لتثبيت وجودنا القومي والتاريخي في أرض الوطن، وأظهرنا أملنا في الموضوع ليكون فعلا الحشد الجماهيري كبيرا في هذه المسيرة رغم أن الأنواء الجوية تشير بأن في الأول من نيسان سيكون يوماً ممطراً، ولكن أتمنع المطر جماهيرنا من المشاركة في هذه المسيرة؟؟... لا و لا... لأن لجماهير المسيرة ومنظميها تجربة في هذا السياق حيث في السنوات القليلة الماضية كان المطر شديداً أثناء المسيرة والإحتفالات ولكن الحشود الكبيرة أستمروا صعودا نحو نقطة النهاية في منطقة السد في ضواحي مدينة نوهدرا (دهوك حاليا) ولم تمنع المطر لا كبار السن ولا صغارهم من الإستمرار في المسيرة حتى النهاية.
===================================
الملاحظة الأخرى التي كان يستوجبها أكثر تفصيلا في الموضوع السابق هو الإشارة إلى منظمتين: منظمة كشرو الشبابية والإتحاد القومي الآشوري الأمريكي الذي تأسس عام 1933 عقب مذبحة سميل. والمغزى المهم من هذه الإشارة، التي يصعب على من لا يملك حتى الحد الأدني من الوعي القومي والسياسي فهمها، هو بيان أهمية هاتين المنظمتين في هذا العصر الظالم الذي يهدد وجودنا القومي خاصة وأن الكثير من أبناء شعبنا في الوطن لم يسمعوا عن هاتين المنظمتين ولا يدركون أهميتهما ضمن المساعي الهادفة إلى تثبيت وجودنا القومي في الوطن والحفاظ عليه من الضياع في بلدان المهجر. أليس من واجبنا أن نقدر ونحترم مساعي منظمة كشرو التي في كل عام تقريباً يشارك العشرات من أعضاءها وغيرهم في مسيرة العبور عبر الجسر "كشرو" الرابط بين المهجر والوطن للمشاركة في المسيرة النسانية رغم صعوبات التي يتحملوهنا منها مشقة السفر الطويل وألأعباء المالية والعائلية خاصة ونحن نعرف بأن معظمهم أما هم طلاب جامعات أو موظفين لهم إلتزاماتهم الوظيفية أو هم أصحاب عوائل وأطفال. وقد يظهر للبعض بأنني قد بالغت في أمر منظمة كشرو ولكن للحقيقة أقول من يحضر الندوات واللقاءات التي يعقدها ممثلو هذه المنظمة بعد عودتهم إلى بلدانهم في المهجر ويشرحوا فيها تفاصيل رحلتهم إلى أرض الوطن معززة بالصور والأفلام سيعرف بأنها فعلا من أعظم المنظمات القومية لدينا ويستوجبها التشجيع والدعم المستمرين. حينئذ، وأنا حاضر أحدى هذه الندوات، يدرك بأنهم يشكلون خميرة بقاء الأمة في المهجر وصيانتها من الضياع على الأقل إلى الأجل غير المنظور.
المنظمة الأخرى التي أستوجبها الإشارة هي الإتحاد الآشوري القومي الآشوري الأمريكي هو للتأكيد أهمية هذه المنظمة في هذا العصر المأساوي. وتأكيد هذه الأهمية ينطلق من أولا: في كون هذا الأتحاد المنظمة القومية التي ظلت قائمة منذ عام 1933 ولحد هذا اليوم. فديمومة وإستمرارة منظمة معينة هي مرآة لديمومة الأمة وإستمرارها، فالأمة لا تعرف من قبل الغير إلا عبر مثل هذه المنظمات القومية. وثانيا: في كل عام من نهاية شهر آب ينظم هذا الإتحاد "الكونفيشن" الذي يجتمع تحت سقفه الألاف من أبناء شعبنا ولبضعة أيام ملئها النشاطات الإجتماعية والثقافية والفنية والرياضية والترفيهية ولعل أعظمها بالنسبة لي شخصياُ ولغيري من الذين يحملون نفس توجهاتي وأفكاري هو الندوات واللقاءات التي تعقدها إتحادات طلبة وشباب الآشوريين الذين يأتون من مختلف البلدن ومنها الوطن بحيث من يحضرها فانه من المؤكد سيأخذ أنطباعاً بان الأمة لازال بخير في المهجر وأن هؤلاء الطلبة والشباب يشكلوا أعمدة لصرح هذه الأمة في المستقبل القادم. والشئ المثير للإنتهاء هو أن الرئيس الحالي لهذا الإتحاد السيد مارتن يومارن كان بالأمس القريب من نشطاء منظمة كشرو وعبر من خلال جسر كشرو إلى أرض الوطن في السنوات القليلة السابقة وهذا ما يؤكد التواصل بين المنظمتين على نفس النهج والمسيرة. لم يبقى في الأخير إلا أن أشير إلى أمر شخصي، وهو تقريباً في كل عام أحضر الكونفينشن ليس بهدف الإستمتاع بالنشاطات التي يقوم بها خاصة الطلابية والشبابية فحسب وإنما قمة الإستمتاع تكون اللقاء ببعض الأصدقاء القدماء الذين فرقتنا سنوات طويلة ولكن الكونفنشن جمعنا مرة أخرى فكل هذه الإيجابيات للكونفشن تغطي السلبيات التي تظهر فيه والتي تكون عادة هدفاً للهجوم على الكونفشن والتقليل من أهمته من دون النظر إلى إيجابياته.... فألف شكر للإتحاد القومي الآشوري الأمريكي وعلى الكونفنشين.
هذه هي بعض السطور الملحقة بالموضوع السابق لعل تكون مدخلاً وافياً لفهم المغزى الحقيقي من كتابة الموضوع وبشكل جديد وبأسلوب فانتازي عبر رسالة روحية إلى ملكنا العظيم آشور بانيبال ملك العالم. فمن فهمها فالأف شكر له ومن لم يفهما أيضا له ألف شكر على قراءته للموضوع.