كنيسة المشرق الاشورية في كندا ودعوة الى شراكة أستراتيجية مع رعية كنيسة المشرق في استراليا
آشور قرياقوس ديشو
تورونتو – كندا أرجوا أن يدرك القاريء الكريم بأننا لا نبغي هنا أن نوجه النقد واللوم لاي جهة ..بل ندعوا من خلال هذه المقالة الى شحذ همم جميع أبناء شعبنا الاشوري في كندا من رعية كنيسة المشرق الاشورية من أصحاب المعرفة والخبرة والاختصاصات والامكانيات والمشورة في الخطو الى الامام للمساهمة بقدراتهم وأمكانياتهم وطرح الاراء والافكار بما يُمكّن الكنيسة أن تخدم أبناء شعبنا في المهجر. لأننا نجد الكنيسة هو ذلك البيت الكبير الذي يمكنه أن يجمع جهود وقدرات ومهارات لأبناء شعبنا معاً لخدمة ذاتهم وتحت رعاية الكنيسة وخاصة بعد أن فشلت المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية من جمع جهود وأمكانيات شعبنا في هذا البلد وأعني كندا من أجل خلق أرضية مشتركة للعمل وخدمة أبناءه .
.
وما جعلنا نؤمن أكثر بأن الكنيسة يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في خدمة رعيتها في مجالات أخرى بجانب الايمان المسيحي هو الصورة العظيمة التي أعطاها السيد المسيح المخلّص على قدرة الكنيسة لخدمة ورعاية أبنائها عندما قام بأطعام أكثر من 400 شخص ( مرقس 1-8:9 ) الا دليل واضح على وظيفة الكنيسة وأمكانياتها الاخرى . حيث أظهر السيد المسيح من خلال هذا الفعل الرباني الغرض الحقيقي للكنيسة ... وبيّنَ أن الكنيسة وبجانب الغذاء الروحي الذي توفره للرعية يمكنها الوفاء بتوفير الغذاء البدني والعقلي للمؤمن وكما فعل سيدنا المخلّص .
ولكن من قبل ان ندخل في حيثيات أي مشروع يمكن أن تقوم به الكنيسة . لابد أن نعترف أنه من الصعوبة بشيء لأي كنيسة بعيدة عن أرضها الحقيقية أن تنهض وتبني لنفسها قاعدة أيمانية صلبة وجديدة في المهجر لوحدها ما لم ترسخ لنفسها قاعدة تتلاحم فيها الخبرة والمعرفة ومدعومة أقتصادياً .. لاننا على يقين أن الاقتصاد في دول المهجر ونعني المال هو الاساس الرئيسي لأي مؤسسة مهما كانت سياسية أو أجتماعية أو دينية حتى تستطيع ان تهيئ لنفسها فرص البناء والتطور والنجاح وخدمة أبنائها وأقامة مشاريع ناجحة في مجال بناء الكنائس والثقافة والتعليم وبناء بيوت وخدمات رعاية المسنين لتغرس وجودها بقوة في ذلك البلد ولتخدم رعيتها في الغربة .
.
ولكن في نفس الوقت يجب على الكنيسة أن تقوم بجهود أستثنائية كبيرة لاقامة مشاريع جماعية وتشارك فيها أبناء الرعية حتى يمكنها من الحفاظ على أيمان الفرد والمجموعة وليزيد من ألتصاقهم بكنيستهم وطقسهم وعاداتهم وتقاليدهم الدينية والاجتماعية ونجعلهم يشعرون أن هذه المعتقدات والممارسات توحد المجتمع وتجعله عائلة كبيرة واحدة . يشعر من خلالها المؤمن أن الدين المسيحي في حياة شعبنا الاشوري لم يكن فقط يشمل الصلاة والاعياد وبعض الاحتفالات الدينية الاخرى .. بل أن الدين يمكن أن يكون منظمة متكاملة تملأ حياة المؤمن ويمكنها أن تقدم خدمة عامة للمجتمع وتجعله عائلة كبيرة واحدة تجمعهم قيّم أجتماعية وسلوكيات وأيمان وتعليم وتثقيف وتعاون ومحبة .
.
على مدى السنوات الاخيرة أزدادت أعداد أبناء شعبنا هنا في كندا حتى يقال بانه وصل الى عشرات الالاف وأكثر وانتشرت هذه الاعداد في مدن ومحافظات كثيرة بعيدة عن البعض . وحتى الاعداد التي هي موجودة في مدينة كبيرة واحدة مثل تورونتو مثلاً . أصبحت تعيش في مناطق متباعدة تكون محرومة من الكثير من النشاطات والاحتفالات الدينية والاجتماعية وأصبحت الكنائس لا تستوعب هذه الاعداد الضخمة وخاصة في الاعياد والافراح والتعازي حيث يتزاحم المصلون في باحة وقاعات الكنيسة وتزدحم مواقف السيارات فيضطر الكثير من المصلين الى أيقاف مركباتهم في جوانب الطريق مخالفين قوانين المرور ومعرضين أنفسهم للعقوبات المرورية والحوادث. وبالرغم من الجهود المشكورة والرعاية الكبيرة التي يحاول أن يوفرها أسقفنا العزيز نيافة مار عمانوئيل المحترم وكهنة الرعية مشكورين واللجان المسؤولة من خلال الخدمات التي تقدمها للرعية في جميع المناسبات الا أنه هذا لا يمنع الكنيسة من الحاجة والظرورة للتوسع والتغيير بما يمكنها أن تغطي وترسخ أقدامها ووجودها في هذا البلد كندا .. الا أنه وفي نفس الوقت لابد لهذا الكم الكبير من أبناء شعبنا الاشوري في أن يجتمع ويتقدم لمنح دعمه ويعمل على خلق خلية عمل فعالة ولتقوم الكنيسة في كندا في لم شمل هذه الاعداد الكبيرة من خلال خطة عمل وفريق عمل مشترك من أجل الحفاظ على تقاليد وعادات ومعتقدات وقيم شعبنا .
.
بالنسبة لنا نحن المشرقيين تعتبر الكنيسة أحد الشرايين المهمة لحياتنا لذا يمكنها أن تقوم بدور فعال ومهم لتعزز التغيير والتطور فيه ويمكنها أيضاً ان تساهم في تقديم الكثير من الخدمات وتطوير دورها في بناء كنائس جديدة وفتح مجال التعليم الرسمي وليس تعليم اللغة التي تقوم بها مشكورة . بل التوسع في في فتح مدارس ودور رعاية المسنين والتوغل في مجالات كثيرة أخرى منها العلمية والثقافية والاجتماعيى أسوة بالكثير من المنظمات والمؤسسات السياسية والحزبية والثقافية والتعليمية والخدمية. لذا ندعوا كنيستنا في كندا أن تساهم في دور كبير في تقليل أعباء حياة شعبنا في المهجر وحيث أن الغربة زادت وكبرت من أعباء وأحتياجات شعبنا أكثر من أي وقت مضى.
شعبنا جميعاً يفتخر بتجربة كنيستنا في أستراليا وماقامت به من أنجازات لخلق فرص كثيرة لرعيتها من بناء كنائس جديدة في المناطق والمدن المتعددة التي يكثر فيها وجود أبناء شعبنا وأنشاء مدارس رسمية لمراحل دراسية مختلفة وأقامة معاهد التدريب والخبرات وبناء دور الرعاية وغيرها من النشاطات التي خلقت شعوراً كبيراً بالانتماء عند جيلنا الجديد الموجود في أستراليا ورسخ وجود شعبنا هناك ..ومن هذا المنطلق ندعوا أبرشية كنيستنا في كندا باقامة ( شراكة أستراتيجية ) مع أبرشية كنيسة استراليا للأستفادة من تجربتها من خلال العمل و التواصل مع مجموعة الافراد والاشخاص والشركات والمؤسسات القائمة وأقتباس الافكار والحسابات والخطط على تلك المشاريع الناجحة التي أقامتها أبرشياتها في أستراليا والاستفادة من خبرات وتجربة الذين كان لهم تأثير واشتراك فعال في المشاريع التي أُنجزت هناك ولاكتساب الخبرة و تبادل تجاربهم من خلال هذه ( الشراكة الاستراتيجية ) . وهذه الشراكة يمكن أن تتظمن تبادل الافكار والخبرات والمعلوات والتخطيطات والدراسات وحساب الميزانيات المطلوبة والتي يمكن تخصيصها للأفكار والمشاريع المختلفة المراد أقامتها هنا في كندا .ومناقشة هذه المشاريع مع الفرق المتخصصة أو الاشخاص المشاركين في هذه الشراكة .ويمكن من خلالها الى تطوير الكفاءات والمهارات الاساسية في مجال التخطيط والتصاميم والتخصيصات المالية المطلوبة لاي مشروع يراد أقامته هنا في كندا .
أن هذه الشراكة الاستراتيجية مع أبرشية أستراليا يمكن أن تكون حجر الزاوية لبداية الحلم الكبير لمستقبل ناجح لشعبنا وكنيستنا في كندا . حيث مع الوقت والجهد يمكن لأبرشيتنا في كندا أن تحرز التقدم والنجاح ويمكن أن تجمع الناس معاً لتخلق شعوراً جميلاً بالأنتماء وتشجع الجيل الجديد والاجيال القادمة من شعبنا ليكونوا أكثر أيجابيين ومفيدين للبعض ولكنيستنا ولشعبنا بصورة عامة .
وما يمكن أن يؤكد نجاح هذه الشراكة الاستراتيجية مع كنيستنا الشقيقة في أستراليا بدلاً من التوجه الى شركات أستشارية وشركات أنشائية آخرى غريبة والتي يمكن أن تستغل قلة خبرتنا وتجنبنا الكثير من الاخطاء والاخفاقات في تقدير حاجاتنا وحسابات التخطيط والعمل وهذه النقاط التالية تمهد الى نجاح الشراكة الاستراتيجية :
1 – أن الكنيستين تشتركان في نفس القيم والمبادئ وهذا عامل شديد الاهمية في أية علاقة عمل وثيقة وناجحة . حيث الشريك الاستراتيجي الذي نبغي العمل معه يؤمن بنفس القيم الروحية والاخلاقية والوقومية التي نؤمن بها .
2 – أن الكنيستين تشتركان بهدف واحد .. وما حققه الشريك في أستراليا هو ما نريد تحقيقة والوصول أليه هنا في كندا . وهذا يعني أننا نشترك معاً في نفس الرؤية المستقبلية أو الهدف المستقبلي .
3 – أن الشراكة مع كنيستنا الشقيقة في أستراليا تظمن النجاح وتحقق الهدف لانها تمتلك قدرات ومهارات وتجارب سابقة حيث أن هذا الشريك يمكن أن يعتبر شريك مثالي في العمل والتنفيذ ويمكن أن يملء الفجوات والاخطاء التي يمكن أن نقع فيه لكونه يحمل تجارب سابقة .
4 – بجانب تجانس القيم والهدف والخطط . فأن التطور العلمي والتكنولوجي في جانب الاتصالات والتواصل يمكن أن يخلق قنوات معتمدة للأتصالات الحية معاً بالرغم من بعد المسافات حيث هناك جانب ايجابي في سهولة خلق قنوات أتصالات من خلال مكالمات ومؤتمرات حية وأجتماعات يومية أو أسبوعية أو شهرية حية عبر وسائل الاتصال الالكترونية والانترنيت المتوفرة بشكل واسع ..وهذا يساعدعلى سهولة الاتصال وجدولة الاجتماعات الحية والتخطيط الاستراتيجي وجدولة وتحديد الجلسات ومتابعة نجاحات المشاريع وتوثيق الانجازات ومراجعة تفقد العمل ومناقشة التغييرات وتحديد الاهداف والاعمال المنجزة والتي يراد أنجازها .
أن أقامة هذه الشراكة الاستراتيجية يمكن أن يُثري كنيستنا في كندا ويجنب الاختيارات الخاطئة لانها ستساعدنا عل تعلم أساسيات التخطيط الاستراتيجي وتضع عملية بناء وتطور كنيستنا في صفحة أمينة وتضع أسس واطر للعمل الصحيح والناجح منذ البداية من خلال الاستفادة من التجارب والخبرات الناجحة .
وحتى نتوسع في فهم معنى الشراكة الاستراتيجية والغاية الرئيسية منها لابد أن نعلم أن الشراكة الاستراتيجية هي علاقة عمل تعاونية بين المؤسسات والمختلفة والغرض منها هو العمل معاً لتحقيق أهداف مشتركة من خلال تبادل المعرفة والتجربة والخبرات وبناء القدرات وأثراء الفريقين بالمعرفة. أن أقامة الشراكة الاستراتيجية لا يعني أن تتخلى لأي جهة أن تتخلى عن هيكلها ونهجها الخاص بل تمكن كلا الجانبين من العمل معاً لتحقيق أغراض ونتائج مشتركة تمنح تقارب وقيمة أضافية للعمل حيث يتم انشاء اطار صحيح للعمل منذ البداية وانجاز العمل بسرعة ونجاح أكثر بكثير مما يمكن لطرف واحد أنجازه .. لانها ستسبق في انشاء اطار العمل من خلال مراجعة دورية لبنيته وقياس نجاحاته أو فشله ومن ثم تحديد الخطوات اللازمة للاصلاح ونجاحه .
الله وشعبنا وكنيستنا من وراء