المحرر موضوع: ما يخصّ الأستراليون  (زيارة 1042 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ما يخصّ الأستراليون
« في: 07:33 30/04/2019 »
ما يخصّ الأستراليون
بقلم/ سلوان ساكو 
نقترب يومياً من الأنتخابات التشريعية الفيدرالية البرلمانية للحكومة الأسترالية، في 18 أيار مايو من هذا العام. الحزبين الرئسيين المتنافسين هم كالعادة حزب الأحرار  Liberal  Party، وحزب العمال And the Labor Party. على الأستحواذ على أغلبية المقاعد في كانبيرا وتشكيل الكابينة الوزارية. سوف تكون المنافسة على أشُدها بين الأول، أي الأحرار بقيادة سكوت موريسون Scott John Morrison زعيم الائتلاف الحكومي الأن، وزعيم المعارضة العمالية بل شورتن BILL SHORTEN. سوف يتنافسان على مقاعد البرلمان الأسترالي ال 150، وبالتالي قيادة الحكومة ضمن أطار الدولة الأمة State Nation، مع تشكيلة صغيرة من الأحزاب، الخضر، أمة واحدة...الخ. المهم هو كيفية فهمّ سياسة الأحزاب الكبيرة، العمال والأحرار، والتي سوف تمسك بزمام السلطة بعد التاريخ الأخير. بالصيغْة الحالية ووفق الوقت الحاضر ومع التغيرات الكبيرة التي طرأت على الوعي الفردي العام فقدت الأحزاب اليسارية زخمها في الشارع بشكل عام، خاصة بعد تفكك المنظومة الأشتراكية في الأتحاد السوفيتي السابق عام 1991، وباتَ الحديث عن حقوق البروليتاريا والفلاحين والطبقة العاملة والشيوعية العالمية والأممية الرابعة أو اختها الخامسة التي دعا لها تشافيز  وقتها مجرد أضغاث أحلام لا غير، حتى الجيل الأحمر من الرفاق القدماء ذهب مع الريح دون عودة. والماركسية ذاتها لم تعدّ موجودة غير في الجامعات وأقسام الدراسات السياسية والتفكير الفلسفي والمنطقي فقط، بمعنى أدق أنها لم تعد موجودة في حديث الطبقة الفلاحية والعمال الكادحين، ومن المستحيل أن تجد اليوم عامل شاب يعمل في مصنع أو معمل يتحدث في فترة استراحته، Break time، عن فائض القيمة، واغتراب العامل، والقيمة المتبادلة، وظروف العمل القاسية التي أوجدتها المجتمعات الرأسماليّة، ووسائل الإنتاج، وأشتراكية السوق، كل هذا وغيره لم يعد مطروحاً اليوم، لأنه وببساط كلام عميق ونهج فلسفي دقيق ولا يتأتى إلا عن طريق قراءات كثيرة ومُعمقة، لكتب مثل، رأس المال، أو البيان الشيوعي، أو العمل المأجور ورأس المال، الإيديولجية الألمانية، والكثير من أمهات الكتب والمجلدات الضخمة والتي كانت متداولة في القرن الماضي. الجميع اليوم يفضل السرعة، في الأكل، في الأفكار، في السياقة، في الأتصالات، في المواصلات، في كل شيء بات هنالك سرعة فائقة، حتى التواصل والحديث مع الآخر بات صعباً في ظل الأجهزة الشخصية المحمولة، لم يعد وارد مطلقاً الرجوع إلى أفكار الخمسينيات والستينيات، كل هذا ذهب مع ذلك العصر، كل عصر له روحه، كما يقول هيجل. حزب الأحرار أو الليبراليون الجدد حسب السياق التاريخي، هم أكثر انفتاح وتقدم على الأفكار الحداثية العصرية، مبادئهم الأجتماعية واضحة المعالم، سهلة المنال إن تعاملوا معها بصدق وجدية، وليس كلام فارغ في موسم الأنتخابات فقط، وقرع على طبول المصالح. يقول جان لوك المؤسس الفعلي لليبرالية، بأن لكل أنسان الحق الطبيعي في الحياة والحريّة والتملك. يتبنى الليبراليون مجموعة من الآراء مثل، حرية التعبير، حرية الصحافة، الحرية الدينية، التعامل مع السوق الحر، الحقوق المدنية، المجتمعات الديمقراطية والحكومات العلمانية  بطيفها الواسع. حتى بالنسبة للدين، المسيحية، الاسلام، اليهود، وغيرهم الهندوس البوذا، الليبرالية تقف على مسافة واحدة من الجميع، وهذا يحفظ كرامة الدين والعمل في الحقل السياسي في ذات الوقت، بعيدا عن النفاق والتزلف، التي تمارسه أحزاب العمال والعمل واليسار الطفولي في هذا الوقت، مثل جاسيندا أرديرن.
الأنتخابات على الأبواب ويجب على الناخب الأسترالي التحلي بالحكمة والمعرفة لكي يعرف كيف يدلي بصوته في صندوق الأقتراع، فصوت واحد يؤثر على مجمل الأصوات في النتيجة النهائية، فلا يدعي أحداً حاصل على الجنسية الأسترالية أنه غير معني بهذه الأنتخابات، الكل معني والجميع مسؤول عن مستقبل وتطور هذا البلد، الذي لم يعدّ لن مأوى أخر دونه.
 في النهاية لم يكن يتوقع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أو حزبه في يوم، أنه سوف يخسر بلدية أنقرة وإسطنبول، ولكن الناخب التركي قال كلمته النهائية بعد تردي الأوضاع الاقتصادية وإنهيار الليرة التركية، وبدأ الأنحصار والتراجع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ملحوظ للجميع.