المحرر موضوع: الشجرة الآشورية وناقوس الخطر، والكلمة  (زيارة 6174 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الشجرة الآشورية وناقوس الخطر، والكلمة

05/نيسان/2019
آشور كيواركيس - بيروت

منذ دعوة داعش إلى المثلث الآشوري المحتل في آب/2014، والسكوت يسيطر على الموقف الآشوري كنائساً وأحزاباً وحـُـزيبات، ما خلا بعض الصرخات البكائية هنا وهناك وما رافقها من صراعات داخلية رخيصة على الكراسي الكردو-إسلامية، فيما تزيد خيبة الشعب الآشوري سواء تحت نير الإحتلال أو في مقبرة المهجر الحر/القويّ/الكسول. وخلال هذه الفترة تم طرح مبادرات لعقد مؤتمر هنا أو اجتماع موسع هناك وكلها لم تلقَ آذاناً صاغية خصوصا من قبل المناضلين الكارتونيين خوفا من مواجهة السؤال الصغير الكبير : "إلى أين ؟ "، كون الجواب على هذا السؤال المصيري يجب أن يكون بدوره جواباً مصيريا، إنما لم يتم التحضير له.

لقد أثبت التاريخ (كما قلناها سابقاً) بأنه ليس هناك شعب قرّر مصيره بالإعتماد على المنظومة الدولية الجوفاء ولا بمناشدة الأعداء، إلا ان الحركة القومية الآشورية قد تحوّلت إلى الرومانسية منذ إبادة عام 1933 بحيث أصبح كل من ينادي بالقضية الآشورية (الهوية والأرض) موضع سخرية واستخفاف الحـُـزيبات العريقة وتحوّل ذلك الخطاب الآشوري القحّ مفاجأة صاعقة في وجه شعب اعتاد على المطالب الذليلة وصفق لها على أنها واقعية، وقد واكب هذه المرحلة الغير مشرّفة في تاريخ الأمة الآشورية نشاطات فوتوغرافية في أروقة الأمم المتحدة وواشنطن حيث اقتصر الخطاب الآشوري على الشكوى من "سوء المعاملة" الكردو-إسلامية بخلوّ أي طرح مصيري آشوري تنتظره المنابر الدولية لعقود، بحيث تم تلقين المهجر الآشوري ليكون مصرفاً تابعاً لسياسة النعامة التي تتبعها الحـُـزيبات الآشورية في العراق تحت العنوان العاطفي "النضال في ارض الوطن" مستندة على النوستالجية العاطفية للقوميين الآشوريين في المهجر والذين بعضهم لا يعرف والبعض الآخر لا يريد أن يعرف حقيقة تواطؤ بعض الحـُـزيبات في المؤامرة العراقية (الكردو-إسلامية) ضدّ الوجود الآشوري في العراق رغم أن كاتب هذه السطور كان قد نبــّـه إلى ذلك في عشرات المقالات والمقابلات الإعلامية منذ العام 2002 حين بان المستور في مؤتمر الأحزاب والحـُزيبات الآشورية في لندن وبعده بأيام البيان العراقي العار الذي أعلن رسميا تكريد الأرض الآشورية (المادة /11/) برضى "المناضلين على الأرض" ومشاركتهم في ذلك البيان.

لكي لا نطيل السرد التاريخي المخجل، نتيجة لما وَرَد يواجه الشعب الآشوري اليوم نهايته رغم محاولة البعض إخفاء ذلك (حفاظا على المعنويات – هذا إن بقيَ منها شيء) ويتلخص هذا الواقع بالنقاط التالية:

1- التباعد الجغرافي عن الوطن القومي الآشوري بحيث باتت نسبة 90% من الشعب الآشوري في مقبرة المهجر ولن تجد آشوريا يعيش اليوم في منزل جدّه.

2- التباعد الجغرافي ضمن المهجر بذاته بحيث لن تجد عائلة آشورية يعيش أفرادها في بلد واحد مما يعني تشتت الأسرة الآشورية وبالتالي تفكك المجتمع الآشوري.

3- الإعلام المهجري الآشوري المتخاذل الرخيص الذي لا يجرؤ على ذكر الحقائق كما هي وأهمها عبارة "آشور المحتلة" في تقاريره الإخبارية التافهة خصوصا أنه ينشط في المهجر ولا مبرر لتخاذله

4- التشتت الفكري والسياسي بحيث بات من النادر أن نجد مؤسسة سياسية آشورية سواء في مقبرة المهجر أو تحت نير الإحتلال، تتبنى عقيدة قومية أو تتعاون مع مؤسسة أخرى بجدية حتى تجاه الأمور التافهة.

5- الإنقسام من ناحية الهوية بحيث تتحوّل الهويات الكنسية الآشورية إلى قومية (كلدان، سوريان) وذلك بسكوت لا بل بتهنئة بعض الحـُـزيبات المنتحلة للهوية الآشورية حفاظا على بعض الأصوات الإنتخابية سواءَ في العراق الكردو-إسلامي أو خارجه

6- مؤامرات رجال الدين من كافة طوائف الشعب الآشوري في تفتيت الأمة الآشورية باعتبار كل طائفة قومية وباتفاق بينهم

7- غياب الأخلاق والمسؤولية والجرأة لدى أغلبية المثقفين الآشوريين (كتاباً وخطباءً وثرثارين) بحيث تحوّلوا إلى ماسحي جوخ للفرّيسيين والحزيبات.

8- إحتضار الكنائس الآشورية (كلدانية، سوريانية، مشرقية) بحيث لم يعد يحضر قداديسها سوى العجزة (أطال آشور بعمرهم) وبذلك تتحوّل الكنيسة التي هي المؤسسة الجامعة الوحيدة إلى خربة يوما بعد يوم لا يرتادها الجيل الشاب إلا خجلا من الوالدين العجوزين أو لعرض الأزياء.

9- تحوّل الشعب الآشوري إلى كتلة خائبة من اللحم والعظام تسير في شوارع المهجر بدون أن تعي بانها ليست سوى "دافعة ضرائب" لحكومات تعتبر المسؤولة عن تشتت الأمة الآشورية، وذلك تحت عنوان "الإندماج" وبفخر، بحيث بات القوميون الآشوريون يعيشون نضالا آخر في عالم افتراضي على وسائل التواصل الإجتماعي وما هنالك من ميادين هوائية.

إن ما وَرَد اعلاه هو ناقوس خطر بات يحتــّـم على الشعب الآشوري أن يتحلــّـى ولو بالقليل من المسؤولية بأن يفكر بطريقة عصرية مستوحاة من نضال باقي الشعوب التي يحترمها أعداؤها. فباختصار شديد إن ما وصلنا إليه هو نتيجة كثافة أغصان يابسة ضارّة يقتصر عملها على لمّ الديدان التي ستقضي على ما تبقى من الشجرة الآشورية، لذلك فقد حان وقت قطعها، وهذا الإستنتاج ليس اكتشافا حديثا ولا هو حزّورة كون أغلب أبناء الشعب الآشوري يؤيدونه ويجدونه الحل الوحيد... وفي البدء كان الكلمة.