رسالة جواب من آشور بانيبال ملك العالم إلى حفيده أبرم شبيرا
===================================
============================================
أبرم شبيرا
حفيدي العزيز أبرم،أستلمت رسالتك عبر التواصل الروحي والوجداني الذي يربط بيننا، وها أنا أكتب إليك رسالة جوابية رغم أنني تأخرت بعض الشيء لأنني كنت أعرف بأنك في زيارة إلى أرض الوطن وإنشغالك بالمشاركة مع أحفادي الآخرين في احتفالات الأول من نيسان رأس السنة البابلية الآشورية التي كانت معروفة لدينا بـ "أكيتو" . ولكن قبل أن أعرض مراقبتي ومشاهدتي لك ولبقية أحفادي المشاركين في هذه الأحتفالات ومن خلال هذا التواصل الروحي والوجداني أود أن أبين بعض الملاحظات على رسالتك التي كنت فيها متفائلاً وملئياً بالأمل المبني الكثير منه على ماضي حضارتنا وعظمتها من دون أن تبين ولو قليلاً بعض السلبيات والظلاميات التي لا تزال تكبل عقول بعض أحفادي في زمنكم هذا. أول الأمر هو إنني أستغرب من البعض الذين ينسبون أنفسهم إلى هذه الحضارة العظيمة ولكن لا زالت صخرة كبيرة تجثم على عقولهم ولا يستطيعون فهم بعض الحقائق الواقعية التي تسود في مجتمعكم الحالي. والأنكى من هذا وذاك، ففي الوقت الذي كان يستوجب عليهم ملئ أفدانهم بالتفائل والفرح والمسرة من التواصل الذي أوصلت برسالتك الوجدانية بين الماضي السحيق والحاضر الحالي، بين عظمة حضارتنا وواقعكم المؤلم وأنا متواجد كملك للعالم في المتحف البريطاني، نرى بأنهم عاجزين كل العجز من زحزحة الصخرة من عقولهم والولوج ولو قليلا إلى نور الذي يربط الماضي بالحاضر بخيط من ضمير نظيف ووعي منفتح وسليم. وعلى العموم يا حفيدي العزيز تابع ما قاله ربكم يسوع المسيح "يا أبتاه، أغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لوقا 23 – 34).
لم تتطرق يا حفيدي العزيز أبرم إلى السلبيات والظلامايت التي تحيط بالمؤسسات سواء القومية أو الكنسية، فأحزابكم لا تزال تلهث وراء الكرسي اللعين ناسية بذلك مصلحة الأمة وتتناطح بعضها بالبعض وتتزاحم مع غيرها من المخلصين من أجل نيل حضوة لدى هذه الجهة أو تلك. أما على مستوى المؤسسات الكنسية فالأمر أغرب بكثير من كله... كان لنا آله واحد معروف وهو آشور وكان له رمزاً ومن خلاله كان يتجسد في مؤسسة عظيمة واحدة هي الأمبراطورية الآشورية. وأنا أعرف أيضا بأن لكم في زمانكم آله واحد تجسد في شخصية المسيح الذي بعظمته بنى كنيسة واحدة على صخرة بطرس ولكن مما يؤسف له بأن أرى هذه الصخرة قد تكسرت إلى أحجار متناثرة هنا وهناك مخالفة بذلك وحدة المسيح في كنيسته الواحدة. نعم قبلت على مضض تعدد التسميات الثلاث (كلدان سريان آشوريون) المركبة لهذه الأمة الواحدة وفهمت قصدك من كونها مجرد منهاج او وسيلة لوحدة وتضامن أكثرية أبناء الأمة وبناء أكبر حشد جماهيري ضد السالبين لحقوقهم القومية وإنتزاعها منهم، وفهمت أيضاً قولك بأن لكل واحد الحق وكل الحق أن يعتز بالتسمية التي يشعر بأنه ينتمي إليها ولكن في نفس الوقت يجب لا بل يستوجب كل الواجب، أن يشعر أيضا بأن كل التسميات تعود لأمة واحدة وأن يعمل من أجل مصحلة هذه الأمة. ولكن يظهر بأنه لا يزال البعض غير قابل على فهم هذا الأسلوب المطلوب في هذه المرحلة من الزمن الظالم أو يتجاهله أو ينكره لأسباب من المؤكد هي في غير صالح هذه الأمة.
على العموم يا حفيدي، كل هذا لا يمحي ولا يعكر فرحتي العظيمة عندما شاهدتك بين عشرات الآلاف من أحفادي وأن تسير في المسيرة النيسانية في مدينتي العزيز نوهدرا التي تسمى اليوم بـ "دهوك" وتلوح بيدك سلاماً وتحية لبقية أحفادي الذين لم يشاركوا في المسيرة العظيمة.
أندهشت كثيرا وكانت فرحتي عظيمة في ذات اليوم من الأول من نيسان عندما أحتشد عشرات الألاف من أحفادي في هذه المسيرة التي وقف ربكم يسوع المسيح إلى جابهم وأشرق بنوره الساطع وبسماءه الزرقاء عليكم في يوم مشمس وبهيج رغم أن كل الأنواء الجوية كانت تقول بأنه سيكون يوماً ممطراً وعاصفا وستفيض الشوارع بالمياه وتغلق المدارس وبعض الدوائر الرسمية. غير أنه تبين بأن الأول من نيسان أنتصر فعلا ودحر كل توقعات الأنواء الجوية وأخمد عقول وتصورات المتشائمين والمترددين والحاقدين على نيسان الحياة وبهجته العامرة في قلوب كل أحفادي إينما كانوا في الوطن أم في المهجر.
==========================================================
وعندما بحثت بين آلاف الحشود من أحفادي في المسيرة النيسانية، لم أجد صاحبك والشخصية القومية المعروفة عمانوئيل قليتا الذي دأب على المشاركة في هذه المسيرة طيلة السنوات الماضية... فبعد تقصي وبحث جائني رد من الفضاء البعيد بأنه لإسباب صحية لم يستطيع المشاركة في المسيرة النيسانية، حينئذ رفعت ذراعي إلى إلهي آشور وطلبت نيابة عنكم من ربكم يسوع المسيح أن يشفيه ويعطيه الصحة والعافية حتى نراه في المسيرة النيسانية القادمة.
والأكثر من كل هذا وذاك، وأنت في المتحف التراث السرياني في عنكاوة، فمثلما أغرورقة عيونك بالدموع وأنت تشاهد إطفالي من المدارس السريانية في عنكاوه وهم ينشدون بأسمي وبلغتي أناشيد وفعاليات بهذه المناسبة العظيمة كذلك أغرورقة عيوني وأنا في العالم الأخر وتذكرت حينذاك عندما قلت ذات يوما بأن البريق الذي يسطع من عيون أطفال المدارس السريانية يبنى عليه أمل بقاء وديمومة هذه الأمة ولغتها إلى أماد أبعد. فمن عالمي السرمدي أرفع يدي وأضعها على رؤوس أطفالي وأساتذتهم الذين برعوا في إدارتها وتنظيمها بالشكل الذي يليق بسمعة أمبراطوريتنا وأباركهم بقوة آلهي آشور وبعظمة آلهكم يسوع المسيح أن ينعموا دائماً بالقوة والنشاط رغم الظروف المميتة التي تحيط بهم، فهم أهلين فعلاً ليكون أحفادي وأبناء أمبراطوريتنا.
أما عن أحفادي في منظمة كشرو فالفرحة أكثر من فرحتين وأنا أشاهدهم مستمتعين بزيارة أرضي وبلداتي ويتسلقون جبالي وهم فرحين بأنتسابهم لهذه الأمبراطورية العظيمة، فصلواتي لهم بمزيد من التمسك بأرض آشور وبتكرار زيارتهم لها على الأقل في كل نيسان من السنة وأن ينشروا سعادتكم ووبهجتهم في أرض الغربة لتكون حافزا لغيرهم للشروع بالتخطيط والتهيئة لزيارة أرض نيسان في وطني الحبيب في السنة القادمة.
وفد من منظمة كشرو يزور منطقة صبنا وزيارة لإتحاد الطلبة والشبية الكلدو آشوري
==========================================
أقول لك يا حفيدي العزيز بأنه على جناح إلهي آشور وبرؤية وجدانية روحية طفت حول العالم لأمعن بنظرة فاحصة على أبناءي في مختلف بلدان العالم، نظرة لم تسرني كثيراً لأنني وجدت في معظم بلدان المهجر أحفادي مشتتين ولا تجمعهم منظمة أو حركة أو حتى نادي يعبرون فيهم عن هويتهم القومية ويجتمعون تحت سقف واحد، ولكن عندما رجعت إلى أرضي آشور وجدت أحفادي أكثر إهتماماً وشغفاً بالمسائل القومية والثقافية والسياسية رغم أنهم ليسوا جميعاً في توافق وإنسجام. ولكن وبينما أنا أطوف حول بعض من هذه المؤسسات والأندية وجدت أحفادي أكثر حضوراً في النادي الثقافي الآشوري في عنكاوه وأنت من بينهم في كثير من الأوقات مستمتعاً بهذا الحضور. ليس لأن أسمه يذكرك بالأيام الخوالي الجميلة للنادي الثقافي الآشوري في بغداد في السبعينيات من القرن المنصرم، بل لأنه وجدته تتوفر فيه كل المقومات المطلوبة لأي مؤسسة أو نادي من مبنى فسيح وخدمات ممتازة إجتماعية وترفيهية، والأكثر من كل هذا هو الحشد الكبير من أحفادي... نعم أحفادي فقط من غير الغرباء، يحضرون للنادي ويستمتعون بأوقات عائلية جميلة وممتعة وعلى أنغام وأغاني آشورية... نعم آشورية فقط. وعندما بحثت من خلال منظاري الروحي والوجداني في سجلات النادي وجدت بأن له إهتمامات ثقافية وفنية وقومية وأمعنت النظر أكثر في الصفحة التي تبين حضورك ومشاركتك في نشاطات ثقافية وقومية فلم يلبث إلا أن أشاطرك، كل المشاطرة، بالقول "لا خلاص لأمتنا إلا بالوحدة".
وأخيرا، أفليس من واجبي كملك للعالم أن أقتلع جوهرة واحدة من جواهر تاجي الملكي وأمنحها للقائمين على إدارة هذا النادي الممتاز ليكون نبراسها الساطع ونوراً يهتدي به السائرون في الظلام والتائهون في غابابات التهم والنفاق حتى يسترشدوا بالنور على الطريق الصحيح ليصلوا إلى مقر النادي ويشاهدوا صوري أنا آشور بانيبال ملك العالم ويستمتعو بأغاني التي تمجد لغي وتاريخي وحضارتي.
أختم رسالتي هذه يا حفيدي العزيز، بالقول بأن إبتسامتي كانت أكبر من أبتسامتك وأنت على قمة أعلى قمم جبال آشور رافعاً ومقدما كتلة من الثلج البيضاء تعبيراً عن تحياتك ومحبتك لبقية أحفادي الذين غابوا كثيرا عن آشور.
==================================================
ربي وإلهي كم كنت عظيماً وكريماً عندما أنعمت علينا بأرض رائعة الجمال والخصوبة... ربي وإلهي... نتضرع إليك راكعين متوسلين أن تنعم بعظمتك على أبناء أرض آشور الصامدين هناك بالقوة والصبر والثبات في مسيرة الحفاظ على هذه الأرض، فلهم ألف وألف تحية وتبريكاتنا وإحترامنا لهم لا نهاية لها، فهم الذي أثبتوا ويثبوا بأنهم فعلاً هم أبناء آشور بانيبال ملك العالم.
=========================================================