المحرر موضوع: ما هي حقيقة قدرة ايران على إغلاق مضيق هرمز واشعال المنطقة ؟  (زيارة 1159 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
ما هي حقيقة قدرة ايران على إغلاق مضيق هرمز واشعال المنطقة ؟
——
ان اقدام ايران على اغلاق مضيق هرمز من الناحية القانونية والعسكرية في ظل ظروفها الداخلية والاقليمية والدولية المعقدة والصعبة خاصة بعد اشتداد العقوبات الامريكية ؟ نوع من المغامرة غير المحسوبة والانتحار والتهديد للسلام العالمي ونستطيع القول ان إيران تمتلك منظومات متكاملة من الأسلحة المتطورة تتضمن السفن الحربية والغواصات والزوارق السريعة والصواريخ والطوربيدات البحرية والألغام البحرية وسلاح الطيران التابع للقوات البحرية وغيرها التي تمكنها في أي وقت من إغلاق المضيق ولو لمدة مؤقتة تستمر اشهر او اكثر لحين التدخل الاممي عن طريق مجلس الامن الدولي

وان الاقدام على مثل هذه الخطوة المتسرعة وغير المسؤولة والمحسوبة بعناية كفيل بأشعال المنطقة برمتها وادخالها في صراع وحروب لا أعتقد ان إيران او امريكا أو أي دولة في المنطقة تريدها وهنا لابد من الاشارة ان القدرات العسكرية الإيرانية تعتبر غير متوازية ومتكافئة مع القدرات العسكرية الإميركية إلا أن إيران تمتلك من عناصر القوة والقدرات التقنية والعسكرية والبشرية ما يكفي كعامل تهديد وردع ما يجبر امريكا على التفكير مرات عديدة قبل ارتكاب مغامرة ومجازفة تؤدي إلى صراع او حرب لا تجد لنفسها او لحلفائها في المنطقة مصلحة فيها

اما من منظور القانون الدولي يمكن القول يحق لايران بسط سيطرتها ونفوذها على مياهها الاقليمية التي تعود رقبتها القانونية لها في مضيق هرمز وفي ممراته البحرية لتأمين سلامتها وأمنها خاصة وان ايران تمتلك الجزء الاكبر فيه لكنها لا تملك الحق بإغلاق المضيق برمته لانه جزء من المضيق لا يقع ضمن حدودها الإقليمية مما يعتبر خرقا للقوانين الدولية للممرات البحرية ومضيق هرمز يعتبر ممر بحري يقع ضمن الحدود الاقليمية لعدة دول ومنها ايران وهو يختلف حاله عن مضيقي البوسفور والدردنيل الواقعين كليا ضمن الحدود التركية والارادة التركية بشكل كامل وفق المعايير الدولية

لكن إيران فعليا اليوم وضمن الواقع على الارض وامكانياتها العسكرية المعروفة وطموحاتها النووية ومشروعها واهدافها الفكرية في تصدير الثورة خاصة بعد الانسحاب الامريكي من العراق تسيطر سيطرة شبه كاملة على مضيق هرمز وممراته البحرية ويمكنها إغلاقه ببساطة لكن مثل هذا العمل سوف يؤدي اى ارباك المنطقة دون شك وإلى إرتفاع أسعار النفط لما يفوق ال 200$ للبرميل ولربما اكثر ويمكن ان تكون تداعياته المحتملة الى انهيار إقتصاديات عالمية متعددة هذا عدا خطر نشوب نزاع  وصراع إقليمي كارثي تتجاوز آثاره المنطقة لا يمكن التكهن بعواقبه الوخيمة على السلام العالمي نعم وحسب رأي من المؤكد لا أحد يريد الدخول في هكذا صراع أو حرب غير محسوبة النتائج و لكن التوتر قد يفلت زمام السيطرة على الوضع فالحرب ممكن ان تبدء بأطلاق قذيفة او صاروخ من احد الطرفين وتمتد لحرب طويلة لسنوات كما حصل في الحرب العراقية الايرانية التي امتدت لثمانية سنوات ولم يكن لها اي معنى

برغم الانسحاب الامريكي من العراق هذا لا يعني أن الوجود الامريكي في المنطقة قد تقلص ولن يكون قادرا على توجيه ضربة عسكرية الى إيران فأمريكا لديها ما يكفي من القواعد العسكرية في عدد كبير من دول المنطقة اضافة للاساطيل البحرية العملاقة في المياه الاقليمية لتنفيذ ذلك وكذلك يمكنها إستعمال القاذفات الإستراتيجية الموجهة إضافة للأسطول الخامس المتواجد في البحرين وقواعدها العسكرية في الكويت وقطر وغيرها لكن امريكا تتعاطى بحذر شديد فيما يتعلق بإيران لان ذلك مرتبط بتقلص وجودها العسكري في المنطقة من جهة ومن وجهة اخرى فأمريكا تنظر بقلق بالغ لأي محاولة إيرانية للسير في طريق المواجهة حيث لو نفذت امريكا وحلفاؤها ضربة عسكرية ضد ايران لأي سبب فستضطر دول الخليج إلى الدخول في أتون الحرب لأن إيران لن تتردد في ضرب الاسطول الخامس والقواعد العسكرية الأميركية في قطر والكويت والبحرين إضافة إلى استهداف آبار النفط والمصالح الغربية الاقتصادية واي تواجد عسكري في دول الخليج ولا نستثني كل المنطقة خصوصاً أن الصواريخ الإيرانية تستطيع الوصول إلى تلك الأهداف بسهولة

في كل الاحوال الحرب إن حصلت لا سامح الله وهذا مستبعد فسترجع إيران سنوات كثيرة للوراء وستضر بدول الخليج والمنطقة ضرراً بالغاً والحقيقة أن الحروب لا تجلب غير الدمار والخسائر المادية والبشرية كما حصل في العراق نتيجة حروب صدام العبثية التي لم يكن جدوى ومعنى لها حيث لا زال الشعب العراقي يعاني من ويلاتها ويدفع فواتيرها الثقيلة ليس سهلاً أن تغامر وتجازف إيران بتنفيذ تهديدها بغلق مضبق هرمز لأن التبعات السلبية ستكون كارثية ومأساوية على الاقتصاد الإيراني من جهة وعلى الشعب الايراني من جهة اخرى ناهيك عن مستقبل النظام نفسه حيث ستكون إيران أمام قرارٍ دولي حاسم صادر من الامم المتحدة ومجلس الامن لذلك فأن الإصرار على المكابرة والغرور والعنجهية ومقاومة العقوبات الاقتصادية والمالية بالقوة والمناورة والتقليل من تأثيرها بدلاً من التفاوض والحوار وتقديم بعض التنازلات واستخدام لغة الحكمة والعقل والاعتدال