المحرر موضوع: خالي شمعون عودا عجمايا  (زيارة 1299 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
خالي شمعون عودا عجمايا
« في: 14:40 12/05/2019 »
                                                            خالي شمعون عودا عجمايا
لطيف نعمان سياوش


كنت ونحن معاك نحلم ان تكون لك ذرّية  تزيّن بيتك البسيط وتملأه فرحا وتقف الى جانبك في الشدائد ، لكن مشيئة الرب  لم تستجب  لذلك الحلم الوردي ، وبرغم ذلك سميناك (أبو شاكر) ، وكان خالي شمعون يتناغم مع هذا الوصف الذي يخفف عنه وجع الحرمان من العيال، ويتقبله بأبتسامة خجلة ..
شاكر المبني للمجهول  كان حاضرا بيننا عندما تعرض خالي الى الأوجاع نتيجة معاناته من مرضه ..
نعم شاكر كان متمثلا بشخص ندى ولطيف ومؤيد وسلافيا ورواند والدكتور دانيال والاخت (أورميلا) الشغالة النيباليه ..كلنا كنا شاكر وقفنا الى جانبه  وهو يعاني الامرين من وجع المرض ..
لن انس مواقف ندى ماربين المشّرفة جدا والتي اثبتت وفائها اللامحدود لعمها كاكه شمعونه ، فهي تبنّت ومنذ سنين بصبر عال وحرص كبير متابعة فحوصاته لدى  خيرة الاخصائين  ثم علاجاته وتحاليله المرضية ،وغيرها من الامور  الكثيرة.
كانت ندى البنت والام والاخت الوفية ضحت بالكثير الكثير حتى براحتها  وراحة العائله والتزاماتها من أجل متابعة صحة كاكه شمعونه ، وكأنها أنابت عنّا كلنا في التكفل بخالي، وبقيت معه حتى لحظة الوداع الاخير ، الوداع الذي جعلها تبكي بمرارة ، وتذرف الدموع الغزيرة ، وعجزت كل الجهود المبذولة من قبلنا لتكف عن النحيب .. انها ساعة مهيبة تذٍّكرها بمرارة كل  الاحبة الراحلين الذين  تخالهم أحياء يتراقصون أمام عينيها في تلك اللحظة.
حتى عشرات  الشباب الرائعين جماعة نادي أكاد الرياضي والشباب الحلوين الذين استجابوا لنداء التبرع بالدم  يوم كان خالي يصارع المرض في مشفى بار الذي أعلن من إذاعة عنكاوا وهم يتهافتون الى مصرف الدم للتبرع بدمائهم الزكية .. كلهم كانوا شاكر ..
لاتحزن خالي نحن حولك أكثر من شاكر الحقيقي .. لن نتخل عنك .سنؤازرك ونرافقك في رحلة المرض الموجعة ، ونحن نعلم جيدا مقدار ألالم الذي يحمله جسدك  برغم قوتك .
كيف لأبو شاكر ذلك البطل المشهود لقوته وجبروته ان يلويه المرض اللعين ؟! إنها حقا مفارقة غريبة لازلت لا أصدقها ، وفي داخلي صوت ينادي :- هل حقا هذا  الذي أراه ممددا على الفراش يئن هو خالي أبو شاكر ؟!..
كم كنت رائعا خالي وتزين أعراس العائله برغم أن العمر أخذ منك مأخذه عندما كنت تغني بصوتك الجهوري وتقود الدبكات  وأنت ترتدي الزي الشعبي ،  وجسدك الضخم  يتصبب عرقا ، وأمي تثنيك  وتتوسل اليك للتتوقف عن بذل تلك الجهود حرصا على صحتك وعافيتك . لكن يبدو أن أمي لازالت لاتعرف  شيئا عن قوة وبطولة اخيها..
أبو شاكر المشهود لك بنضالك في العمل الدؤوب المتواصل منذ الصباح الباكر حتى ساعات الليل المتأخرة ..
ابو شاكر المليء بالطيب والتضحيات ورقة الاحاسيس ، والمفعم بحنان كبير ،. كنت لفرط فرحك بالاقرباء والاصدقاء  تستقبلهم بالبكاء  وتنهمر الدموع من مقليتك . كان المقربون  يعرفون ذلك ويشهدوا لرحابة صدرك الذي يسع الدنيا كلها ، ويدركوا تماما ان الذي تحبه كثيرا تستقبله بالبكاء لتطفىء حرارة الاشتياق بالدموع ..
في سكرات الرحيل وعند ساعات الفجر الاولى في احدى الليالي عندما كنت ارافقك في مستشفى بار  مر شريط  بانورامي غريب امام مخيلتك وانت تذكر  بصوت متقطع افراد العائلة واحدا تلو الآخر. الاحياء منهم والراحلين .. سلّمت عليهم  جميعا  وكأني بك ودعتهم  وانت تدرك تماما بأنك ستلتحق بالذين سبقوك وتقول لهم انا قادم اليكم  لأشارككم  عالمكم في الآخرة ..
وعندما سألتك ماذا دهاك ياخالي لماذا تذكر إيلشوا  وماربينا وميه ؟! كان الجواب بعض الدموع  مع ابتسامة ملؤها المعاني لكن لايفهما الا المقربون منك..
لقد ودعتنا يا ابو شاكر لكنك هيّجت فينا كل الجروح ، وداعا خالي لاتنس سلّم على نانا ميه ، وخالي ابو سالار ، وهتي إيلشوا ، ونغم ، ونجيب ، والشهيد أنور ، وسازا ابنة اخي منذر .. ولاتنس ابي  فأنا أشتقت اليه كثيرا ..


عنكاوا