مقترحات أمام سينودس كنيسة المشرق الآشورية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمناسبة انعقاد أعمال السينودس المقدس الثاني لكنيسة المشرق الآشورية ..
أتقدم بالمقترحات والملاحظات التالية ، والتي أرى أنها ستصب في خدمة الكنيسة وتقدمها وحمايتها :
أولا : تكريس الهوية القومية الآشورية للكنيسة والعمل بكافة السبل المتاحة على الارتباط الوثيق بين الكنيسة والأمة الآشورية .. وبهذا الصدد كنت قد نشرت في صفحتي الخاصة في الفيسبوك قبل أيام موضوع تطرقت فيه الى ما مفاده .. أن قداسة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع عندما اطلق تسمية الاشورية على كنيسة المشرق فلم يكن غرضه من ذلك اطلاق التسمية الاشورية على الكنيسة .. وإنما أراد حماية الكنيسة ، فلم يجد مكانا آمنا افضل من الخيمة الآشورية لحمايتها واستمراريتها وديمومتها مع ايماننا بكل ما قاله الرب بخصوص بناءه للكنيسة على الصخرة ..
لذلك أرى أن وضع الكنيسة بعهدة الامة الآشورية قوميا سوف يكون الضمانة الوحيدة للحفاظ على الكنيسة في زمن العولمة وزمن التيارات الثقافية والفكرية العابرة لكل الحدود والحواجز والجدران ... وبما يجعلها بمأمن من الرياح والعواصف .
ثانيا : مثلما يعلم جيدا كل الآباء في الكنيسة .. أن الآشوريين الأوائل قد آمنوا بالمسيحية منذ القرن الاول الميلادي .. لا بل ان الملك الاشوري أبكر اوكاما الخامس آمن بالمسيح وارسل رساله له يدعوه لزيارة الرها ليشفيه من مرض وكتب رسالة الى اثنين او ثلاثة من ملوك الامارات الاشورية في حينها للايمان بالمسيح .. وهذا يدل على الارتباط الوثيق بين ما كان يؤمن به الاشوريين وبين الديانة المسيحية .. لذلك عندما بشر مار توما الرسول ومار ادي ومار ماري أبناء آشور ( ما يسمى في الانجيل ما بين النهرين ) فقد تقبلوا هذا الايمان بسرعة وبسهولة .. وبشروا به الى الهند والصين وقدموا في سبيله مئات الالوف من الشهداء ..
من الجانب الاخر يعلم ايضا كل الآباء في الكنيسة .. ان النبي ابراهيم هو حفيدنا نحن الاشوريين وخرج من ارضنا .. ولو اضفنا الى ذلك قيام الاشوريين بسبي اليهود الى بابل ونينوى .. وكذلك السياسة التي كان يعتمدها الاشوريين بنقل الاشوريين الى البلدان التي كانوا يحتلونها واستقدام سكان تلك البلدان واسكانهم في اشور ... فأنه يمكننا الجزم بأن الديانة اليهودية بكل تعاليمها وبكل ما جاء في اسفار التوراة أنما هي تراكمات ثقافية وحضارية منبعها اشور والثقافة والحضارة الاشورية بالإضافة الى استنساخ واقتباس اليهود للقصص والأساطير الآشورية .. بحيث نجد تطابق البعض منها مع ما جاء في التوراة احيانا .. وأحيانا اخرى نجد الطابع الخرافي في الكثير الكثير من روايات التوراة ، وذلك برهان قاطع على ظاهرة النقل الغير دقيق والغير حرفي وتناقل الكثير من الروايات والاساطير بشكل روائي نقله الابناء عن اجدادهم .. واعتقد انكم تلاحظون ظاهرة التكرار لنفس الحادثة في عدة اسفار في التوراة ..
ما اريد قوله هنا .. أن معظم ما جاء في التوراة وما جاء في التعاليم اليهودية انما منشأه ومصدره هو ثقافتنا و حضارتنا الاشورية .. وان المسيح قد احدث انقلابا في القيم والتعاليم اليهودية التي كانت مجرد قيم وتعاليم اسيرة بعض التقاليد والممارسات الجامدة .. فجاء بفلسفة روحية مثالية قائمة على المحبة والمغفرة والتسامح والسلام .. والمسيح عندما قال ما جئت لأنقض وانما لأكمل .. فأنه قول مجازي خاطب به المجتمع المحيط به ( لكي يفهموه ) .. ولكن اذا رجعنا الى الحقيقة .. فأن المسيح قد نقض كل التعاليم والممارسات اليهودية السائدة .. وقد لا يسمح المجال لذكرها ولكن سوف اذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر ( فصح المسيح لم يكن على الطريقة اليهودية فلا وجود لخروف الفصح .. ولا وجود للفطير .. لا وجود في العقيدة المسيحية لمبدأ العين بالعين والسن بالسن .. وانما المحبة والمغفرة .. الطلاق .. المعمودية ..سر القربان المقدس .. الجسد والدم .. القيامة والحياة الابدية ) ..
وبهذا الخصوص اقترح تشكيل لجنة من المطارنة والاساقفة وبعض العلمانيين من اصحاب الشهادات والاختتصاص في اللاهوت وتاريخ كنيسة المشرق لتدارس المقترحات التالية :
1 ـ تلغى قراءات العهد القديم من القداس بصورة تدريجية لتكون مرة واحدة في الشهر والاقتصار على بعض النبؤات للنبي اشعيا وغيره من الذين تنبؤا بمجيء المسيح.. او كل ما من شانه ان يصب في خدمة المسيحية .. لأنه مثلما ذكرت اعلاه .. هناك بعض القراءات خرافية وبعضها غير لائقة وبعضها لا تضيف الى الايمان شيئا .
2 ـ تخصص القراءات الثلاث الاخرى في الشهر لمواد او قراءات تؤخذ من التاريخ الاشوري القديم والحديث وعلى سبيل المثال ... ايمان الاشوريين في نينوى .. عيد الرب / نوسرديل .. قديسين اشوريين مثل مار قرداغ .. مار بهنام واخته سارة .. الملك ابكر او كاما الخامس .. القديس مار يعقوب الذي بنى كنيسة فرنسا .. مار بنيامين الشهيد .. مار ايشاي شمعون الشهيد .. سورما خانم .. واية قراءات ترسخ الفكر القومي الاشوري .
3 ـ ينسحب ذلك على مراسيم المعمودية .. والزواج .. وصلاة الراقدين / العنيذي .
ثالثا : اعطاء او تخصيص دور في القداس الاسبوعي او قداس شهري لمختلف الفئات العمرية ولكلا الجنسين.. خصوصا الاطفال والشباب كالصلوات والتراتيل والمشاركة في القراءات واي مساهمات اخرى تساعد على الترابط بين الرعية والكنيسة .. وهذا موجه للرعيات المستقرة ( التي لديها كاهن وكنيسة وتقيم قداس كل احد ) .
رابعا : فتح معهد لتخريج الكهنة وخدام المذبح في الابرشيات التي تعاني من نقص في الكهنة مثلا .. ابرشية اوربا والعراق .. بحيث يتم تخريج كاهن واحد سنويا في الوقت الحاضر .. ويتم تخصيص راتب له يكفي لسد احتياجاته المعيشية .. ويتم تمويل المعهد من تبرعات رجال الاعمال الاشوريين في العالم وكل ابناء الرعيات الراغبين بدعم هذا المعهد .. يضاف اليه بعض المركزية في ادارة اموال الكنيسة .. حيث هناك رعيات تمتلك موارد مالية جيدة بحكم كثافتها السكانية .. على عكس الرعيات المنتشرة في المدن الاوربية .. او البلدات والقرى في العراق وتحديدا شمال العراق .
خامسا ـ وضع كتاب موحد لنظام القداس والصلوات والتراتيل ليوم الاحد وكافة الاعياد لكل رعيات الكنيسة في العالم .
سادسا : تأليف كتاب يستخلص من الانجيل واعمال الرسل يتضمن جوهر الديانة والعقيدة المسيحية .. يلبي حاجات الشباب اليوم في فهم هذه العقيدة .. لاننا نعلم جيدا ان المسيح قد تكلم بالامثال كثيرا .. منها مأخوذة من القصص والاساطير التي تعلمها من آباءه وأجداده .. ومنها أمثال واحاديث مجازية جاء بها للتوضيح والفهم .. فعلى سبيل المثال .. طرح احد الشباب سؤالا موجها الى احد الكهنة وكنت حاضرا .. اذ سأل الشاب : هل صحيح ان الاغنياء لن يدخلون الجنة ؟؟ ..
سابعا : اقترح ان تكون لغة القداس مرة في الشهر باللغة الاشورية القديمة وثلاث مرات بالاشورية الحديثة .
ثامنا ـ المحافظة على الترانيم والالحان الكنسية الاصيلة وتطويرها وتحديثها من قبل متخصصين في الموسيقى والمقامات والتمييز بينها و بين الالحان الغنائية.
تاسعا ـ تدارس موضوع اعادة الكهنة الموقوفين الى الخدمة الكهنوتية بعد ان يقدموا اعتذارا لرؤسائهم يقابله سماح وغفران من الرؤساء .
عاشرا ـ وبخصوص ايقاف الكهنة اقترح مايلي :
1 ـ يتم ايقاف الكاهن من قبل لجنة يرأسها البطريرك وثلاثة ( مطارنة واساقفة ) تشكل للنظر في هذه الحالات .
2 ـ يتم التنسيق مع بقية الكنائس بعدم قبول اي كاهن جرى ايقافه في كنيسته بسبب اخطاء فادحة ارتكبها .
3 ـ اما اذا كان الكاهن قد قدم استقالته من كنيسته وتم قبول تلك الاستقالة بالاساليب والاعراف السائدة من كنيسته وتم اعطاءه الحرية المطلقة .. فعند ذاك أرى انه لا مشكلة من قبوله في كنيسة اخرى اذا رغب بذلك .
حادي عشر : اقترح وضع ضوابط لقانون الاحوال الشخصية الخاص بابناء وبنات الكنيسة في الدول الغربية العلمانية التي تعتمد اساسا في تنظيم الرابطة الزوجية على قرارات المحاكم والبلديات وبما ذلك حالات الطلاق والزواج مرة اخرى .
في الختام اتمنى لكم النجاح والموفقية في مساعيكم لخدمة كنيستنا الاشورية .