المحرر موضوع: المطران شليمون وردوني يكتب: بلدة بطنايا الكلدانية بين كفتي كماشة ... صرخة من الأعماق لإنقاذ عروس سهل نينوى  (زيارة 2891 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
كتب المطران شليمون وردوني مقالا في الموقع الرسمي للبطريرطية الكلدانية عن بلدة بطنابا ننشر نصها ادناه:

المطران شليمون وردوني
المعاون البطريركي للكلدان


إجل إني المعاون البطريركي شليمون وردون، ابن بطناية، هذه البلدة المسيحية الكلدانية  الحسناء التي تتربع على عروش سهل نينوى وتطل على دير القديس اوراها، والتي من رحمها ظهر اساقفة وكهنة ورهبان وراهبات ومهنيون في مختلف الصنوف. تزخر الذاكرة عنها بأجمل الصور، منذ الطفولة فريعان الشباب، حتى شارفت على سن التقاعد الخامسة والسبعين.

هذه البلدة، بين ليلة وضحاها اقتلت  اقتلع ابناؤها من ارض اجدادهم مع مداهمة نكبة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). فتشردوا شذر مذر في مدن العراق وبلدان الجوار ، طوال 3 سنوات حتى ما سمي بانحدار داعش عسكريا. وسرعان ما هرع ابناؤها إليها، فإذا بها مستباحة، مهشمة مدنسة كنيستها وتحول معظم البيوت الى خراب. وشرع اهلها، وانا احدهم، لإعمارها واعادة تأهيلها للعودة اليها ، فتابعت ذلك ، ذهاب وايابا من مقر عملي الكنسي في بغداد.

وانتخى من انتخى من الخيرين في البلاد وفي العالم، حتى عمرنا الوجبة الاولى من 70 بيتا، مع توضيب لكنيستها،  مناسب لإقامة الطقوس فيها.

وكان لهذه المدينة ان تحذو حذو قريناتها في السهل، تسلقف وباقوفا وبرطلة وكرمليس وقره قوش، واذا بها الوحيدة، الجريحة المنكوبة، فقط طالت يد الفساد والصراعات هذه البلدة، فنهبت البيوت التي كانت مؤهلة لاستقبال أهاليها، وما زالت بطنايا، بين كماشتي الحشد ممثلا بفصيل بابليون، ومصالح الارض المتنازع عليه في حدود البلاد، بين الاقليم والمركز.

هذه الصرخة نريدها مدوية في ارجاء العراق، مركزا واقليما، ودوليا ، فهل من مستجيب.

وهل ثمة من يعيد لهذه المدينة  سلامها وحريتها وكرامتها، ويجعل القانون يسودها دون مصالح وتنازع، ويطمئن أهلها فتستقر، ويطمئن مسيحيوها للعودة الى بيوتهم واستقرارهم في بلاد اجدادهم.نتمنى ان يعهد الملف الأمني الى الشرطة الاتحادية ويدمج فيها الحراسات المحلية.

ومن دواعي التفاؤل أنه قبل أكثر من 20 يوما بدأت عملية الإعمار  فيها،  ونأمل أن الأمور ستسير إلى الأمام حتى النهاية. فما نتوخاه الان هو فقط الايجابيات المبنية على المحبة والوحدة والتفاهم. ونتطلع إلى سكانها الاصليين أن يبنوا مع بعضهم البعض هذه القرية الكلدانية المنكوبة، فتنهض من جديد قامة عراقية شامخة. ونشكر من كل قلوبنا كل من يتعاون على هذا الانقاذ.