السيّده سندس النجار المحترمه
تحيه طيبه
بإعتبارك كاتبه يزيديه , وهو مبعث احترام واعتزاز , لك كل الحريه في وصف نفسك بالكرديه الايزديه كما هو ملاحظ في عنوان مقال سابق لك " دعوه الى إنصاف المكون الكردي الايزيدي في الحكومه الكردستانيه الجديده" , أما وصف الشهيده مارغريت بالثائره الكرديه الاشوريه , يؤسفني ان اقول بانه خلط وارباك للقارئ لا يصدر من كاتب متمرس ومطلع .
الشهيده مارغريت جورج, اشورية معروفه شاركت الاكراد في كفاحهم المسلح كما الكثيرون من الكلدواشورييين السريان والعديد من الاحزاب الوطنيه والقوميه الاخرى , كان الشباب يتغنون منبهرين بثوريتها على طريقة الذين كانوا يتغنون بثورية جميله الجزائريه , شاركت في الحركه الكرديه المسلحه متأثرة بابيها ودعمه للحركه في بداياتها ,وقد سبق ورأيناها في القوش في بدايات الستينات برفقة زوجها المرحوم موسى خمو , ومرة اخرى حسبما اتذكر كانت برفقة الشهيد المرحوم هرمز ملك جكو, نعم من المؤسف جدا انها نالت ما نالته جزاء كفاحها بالطريقه الاجراميه التي تمت.
للاستاذ متي أسوالمحترم اقول : انا معك في استغرابك من وصف الشهيده بالكرديه الاشوريه , سالفه غريبه فعلا ً ما ينلبس عليها ثوب, هنا بودّي ان اضيف ما عساه يفيدنا من خلال قصص عديده سمعنا بها دون التأكد من مدى صحتها , ستعجبك لان زبد فكرتها يصب في جدول علينا ان ننهل منه ما يفيدنا اليوم في تخفيف تعقيدات بعض الاختلافات في نقاشاتنا ,قصص مرويه بالاعتماد على مصادر محدده او من وكالات كمري ( اي وكالة يقولون), فتتناقلها الاجيال بعفويه , كمثال الحكايه التي مفادها بأن العائله البرزانيه كانت اشوريه قبل ان تعتنق الاسلام , شخصيا لا استغرب من هذا الكلام رغم عدم امتلاكي مصدرا موثقاً يؤكده او ينفيه سوى الحكايات المتناقله , لكني لا أظن بان السيده الكاتبه سندس قد جازفت واعتمدت على هذه الحكايه من اجل اشورة الاكراد في التعبير الذي استخدمته ( الكرديه الاشوريه) بنفس قصد قولها الكردي اليزيدي.
جنابكم اخي متي بلا شك وربما السيده سندس ايضا, تعرف كيف نسي الالاف من الارمن المسيحيين لغتهم ودينهم بعد نجاتهم من سيف المذابح التي ارتكبت بحقهم اثناء الحرب العالميه الاولى ( مذابح سيفو) واصبحوا اليوم مسلمون يتكلمون الكردية او التركية فقط .
و هناك ايضا قصص تبدو من الطرافة احيانا لشدة غرابتها لكنها تعزز استحالة جزمنا بان مجموعه عرقيه او دينيه صمدت قرونا طويله في حفاظها على نقاء اثنيتها او معتقدها : فمثلا وفي احدى مقالاته , يقول الصديق الكاتب الاستاذ نبيل دمان :
""يرجع اصل عائلة دمان الى" اشيثا " وان كان المطران يوسف بابانا ينسبهم الى مزوري فالمنطقتان قريبتان وتقعان داخل حدود تركيا اليوم. قد لا يصدق البعض باني امضيت اكثر من ثلاثين عاما حتى توصلت الى جذور وفروع عائلتي الالقوشية. كان ذلك عام 1967 عندما دونت معلومات نقلا عن المرحوم عبد المسيح دمان( 1900- 1993) في كراس لازلت محتفظا به ومما قاله ان جدنا الاول كان قسيسا نسطوريا من منطقة" اشيثا" جنوب شرق تركيا، جاء الى القوش ولحقه اخيه القسيس شمسو الذي بقي فترة في بلدة كاني ماسي قبل ان ينتقل ولده زورا حيدو الى القوش ايضا، ولذلك نحن بيت دمان ندعو بيت حيدو اولاد العم وتوارثنا تلك العادة من الاباء والاجداد، لقد قال لي المرحوم عبدالمسيح بان هذين الاخوين كان لهم اخ ثالث وهو " القس هورو" الذي تحول الى الديانة الاسلامية وانبثقت منه عشائر كردية لا تنكر انتسابها الى القس هورو( اورو) كما يسميه ابن اشيثا الكاتب عوديشو ملكو كوركيس، بتعاقب الزمن لفظت تلك القبيلة المتحولة الى الاسلام ب( قشور- قشورا- قشوري) وهي قبيلة ذات بأس وشكيمة متميزة من باقي قبائل الاكراد في تلك المنطقة.....".
و في نفس الصدد يقول الاستاذ نبيل في مقاله :
اما عن قصة بيت الجليلي الموصليين المسلمين حاليا وابناء عمومتهم المسيحيين في القوش, يقول الباحث نبيل دمّأن :
بيت الجليلي المعروف جيدا في الموصل، تروى قصة تحولهم الى الاسلام بان جدهم عبد الجليل وشقيقه مكسب كانا تاجري اغنام بين ديار بكر والموصل، في حدود 1650- 1700 وفي احد الايام باعوا غنمهم وقبضوا اثمانها، يقال ان عبد الجليل رام حلاقة لحيته، فدخل دكانا لهذا الغرض، وشرع الحلاق في اداء عمله، حتى وصل الى حلاقة نصف اللحية، عند ذلك دخل احد الاخوة المسلمين، استقبله الحلاق بالحفاوة، ثم التفت الى عبدالجليل آمراً: اترك كرسيك للقادم ايها الذمّي( من اهل الذمة) ، فامتعض عبد الجليل ولكنه بعد تفكير قرر ما يلي: ايها الحلاق! لن انهض من مكاني، واصل عملك، اكمل حلاقة لحيتي، وانا مسلم منذ الساعة، فاغتبط الحلاق ومعه زبونه من تك الخطوة المفاجئة، هكذا كان وان لم يكن تصرفاً حكيما، ولكنه اصبح واقع الحال، وبعد مدة من الزمن صار له سبعة ابناء اسماءهم ذاعت في ارجاء المنطقة وهم: ابراهيم اغا، عبد الرحمن اغا، صالح اغا، اسماعيل باشا، يونس اغا، زبير أغا، خليل أغا. ، ثم غدا عبد الجليل جد الجليليين الذين انقذوا الموصل فيما بعد ايام غزو نادر شاه( طهماسب) الايراني لها عام 1743 في عهد الحاج حسين اسماعيل الجليلي. اما اخيه مكسب فقطع علاقته باخيه عبد الجليل وصعد لوحده شمالا حتى استقر في بلدة القوش التي اضيف بيت جديد اليها باسم مكسابو الذي يتفرع منه بيت عربو وجيقا وتولا.
اذن اخي متي , هناك قصص تاريخيه نبدو أمامها في حيرة من امرنا , كيف نصف انفسنا وكيف يصفنا ابناء عمومتنا , وبين تلك وهذه هناك جار وصديق يريد فرض ما تستهويه النفس وتتطلبه الاجنده.
شكرا للسيده سندس
والشكر موصول للاخ متي أسو