المحرر موضوع: علي الحياد  (زيارة 503 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
علي الحياد
« في: 20:54 24/05/2019 »
علي الحياد
Oliverكتبها
حين تتحول الآراء إلي تحزيات  تصبح النقطة الآمنة هي خط الحياد.أما في الصراع بين الحق و الخطية بين الظلم و الرحمة بين الحب و الكراهية  فلا مجال للإختيار فالطاعة لله لا للناس.علي الإنسان أن يحسم قراره و يحمل الصليب و يعيش بالحق.
الإختلافات لا تعني المعارك.رفض فكرة الآخر لا تعني كراهية و لا تعكس تعصباً ضد الآخرفقد يكون المختلف هو صوت إلهي يرشد إلي الحق و يعبر عن مشيئة السماء كما كان خلاف القديس اثناسيوس ضد الأريوسية.فليست كل الخلافات صراعات بل بعضها صوت إلهي حكيم يحسم الجدل. و الخلافات قد تكون من أجل موقف أو قرار, مشروع أو عمل,أو تكون من أجل تنصيب شخص في مركز ما فيتصارع البعض لأجله و البعض ضده.لا بأس فهذه طبيعة البشر .لكن يجب أن يكون للصراع كود أخلاقي لا نتعداه.فيكون للرافضين  و المؤيدين اسباباً موضوعية لا شخصية و يكون للجميع محبة فياضة تخلو من هواجس الخصومة  و المجاملات و يكون التنازع الفكري في إطار الإحترام و إستبقاء العلاقة في أفضل مستوياتها برغم الخلافات في الرأي.مع إستعداد للتنازل للآخر إذا كانت التنازلات توصل إلي الإختيار الذي تراه الأغلبية.
أما المرشح لمنصب أو رئاسة أو مكانة ما أو جائزة مرموقة فعليه أن يبذل الجهد لربح النفوس أكثر من ربح المنصب.عليه أن يكون صانع سلام محب للجميع غير معجب بنفسه و لا يزكي نفسه و لا يفرح بتزكية الناس و لا ينساق وراء الإعجاب و يأخذ كل الرافضين له في قلبه بكل حب قبلما يكون في صف المؤيدين.
حياتنا لا تخلو من قرارات صعبة.و صراعاتنا ليست كلها خارجية فبعضها داخل النفس ذاتها.نتصارع علي إختيار شريك حياة داخل القلب.نتصارع علي قرار شخصي له من يؤيده و يبرره و له مكاسبه و خسائره له من يخالفه و يعترض عليه.قرار سفر أو بقاء .قرار فك شراكة أو توسع فيها.قرارت كثيرة تحدد مصير الإنسان فيجب أن يضع نفسه فيها علي الحياد لفترة معينة يكتفي فيها بالصلاة و طلب مشيئة الله ثم بالتفكير المنطقي و الإسترشاد بمن يأنس لهم و يثق بفكرهم.وقتها يخرج من الحياد إلي القرار المنتظر.
علي أن الحياد ليس دائماً الحل الأمثل.إن كنت أباً روحياً ففي الإرشاد الروحي الشخصي لا يوجد حياد.و إن كنت أباً جسدياً فالحياد الوحيد المطلوب من الوالدين هو المساواة بين الأبناء أما ما عدا ذلك فلابد من رأي فصل يمكن التوصل إليه بالتفاهم و الحب لا بالفرض.حتي لا نكرر خطأ أبينا يعقوب البار أب الآباء الذى  أحب يوسف أكثر من أخوته فكانت محبته ضارة بيوسف الصديق و بيعقوب نفسه و ببقية أولاده
نقطة الحياد تجعلك غير منخرط في فريق ضد فريق.تجعلك صالح للتعامل مع جميع الأطراف.ليست لك سلبيات تعوقك عن محبة هذا أو هذه.بل هي نقطة تؤهلك لأن تكون صانع سلام بين الفرق.لأن نقطة الحياد هي منطقة سلام بعيداً عن النزاع فإستمتع بسلامك و لا تكن مع أو ضد طالما لم تصل بعد إلي قرار نهائي.

الحياد تلزمه حكمة تخرج بها من نقد كل فريق بالسؤال المنتظر لماذا لا تنضم لنا.تعوزه محبة تجعلك و أنت مع أحد المتنازعين حريصاً علي الفريق المقابل أيضاً فالمسيح خلص اليهوديين من نزاعهم مع السامريين من غير أن ينحاز لأحدهم.و حين جاء إليه إثنان متنازعين علي الميراث رفض أن يكون مع واحد ضد الآخر لأنه محب للجميع و يريد أن يربح الكل و يخلصهم. ً
إن الخلافات هي سمة أساسية للبشر.عمل لم يفارق الإنسان عبر الأجيال فلا يجب أن نستغربه أو نستبعده و لا نهاجمه طالما كان في إطار المحبة و الإحترام و ليسترشد كل إنسان بروح الله و ينقاد له فيصير آمنا.