المحرر موضوع: بين أمجاد الماضي وآلام الحاضر .. مسيحيو العراق يترقبون زيارة بابا الفاتيكان !  (زيارة 1074 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي


كتلبات: كتب – سعد عبدالعزيز :

يعتزم قداسة البابا “فرنسيس الأول”، بابا “الفاتيكان”، زيارة “العراق”، في العام المقبل 2020. ومن المتوقع أن تُحاط زيارة البابا بترتيبات أمنية خاصة، حيث يزور الكثير من الكنائس الآشورية والكلدانية؛ ويلتقي مع المسيحيين الذين هاجروا بسبب تنظيم (داعش) الإرهابي؛ بعد عودتهم إلى قراهم وبيوتهم، حيث يقيم القُداسات في العديد من الكنائس العراقية.

“صالح” يؤكد أهمية دور المسيحيين في بناء العراق..

فيما رحب الرئيس العراقي، “برهم صالح”، بالزيارة المرتقبة لـ”بابا الفاتيكان” إلى “العراق”، العام المُقبل، ووصفها بأنها “تاريخية”. وأكد “صالح” على أهمية دور المسيحيين في بناء “العراق”؛ لأنهم أبناء أصلاء في هذا البلد وأسهموا في رقيه وحضارته.
وقال “صالح”، أمس الخميس، خلال استقباله في “قصر السلام”، بـ”بغداد”، بطريرك بابل للكلدان غبطة الكاردينال، “مار لويس روفائيل الأول ساكو”، إن: “هذه الزيارة لقداسة البابا، فرنسيس، تكتسب أهمية تاريخية للشعب العراقي بكافة أطيافه عامة وللمسيحيين خاصة”.
 
من جانبه؛ أعرب الكاردينال “ساكو”، عن تقديره وتثمينه لدور رئيس الجمهورية العراقية في دعم المسيحيين، وسعيه الدؤوب لتمتين وشائج اللحمة الوطنية بين جميع أبناء هذا البلد.

الزيارة الأولى منذ توليه منصب البابا..

وكان البابا “فرنسيس”؛ قد قال، يوم الإثنين الماضي، إنه يرغب في السفر إلى “العراق”، العام المقبل، في زيارة هي الأولى له إلى “العراق” منذ توليه منصب “بابا الفاتيكان”.

جدير بالذكر؛ أن البابا الراحل، “يوحنا بولس”، قد أراد خلال عام 2000، زيارة مدينة “أور” العراقية الأثرية، التي يُعتقد أنها مسقط رأس “النبي إبراهيم”، وكان من المقرر أن تكون الزيارة هي المحطة الأولى ضمن رحلة تضم “العراق” و”مصر”، لكن المفاوضات بهذا الشأن مع الحكومة العراقية، آنذاك، في عهد الرئيس الراحل، “صدام حسين”، إنهارت ولم يتمكن من الذهاب.

مسيحيو العراق على وشك الإنقراض !

كان رئيس أساقفة “أربيل” – عاصمة “إقليم كُردستان العراق” – قد اتهم الزعماء المسيحيين البريطانيين بالإخفاق في عمل ما يكفي دفاعًا عن الأقلية المسيحية في “العراق”.

وقال المطران، “بشار متى وردة”: “إن المسيحيين العراقيين على وشك الإنقراض. ومنذ الغزو الأميركي للعراق، الذي أطاح بنظام “صدام حسين” في عام 2003، تضاءل عدد المسيحيين بنسبة 83 في المئة، من حوالي 1.5 مليون إلى 250 ألف فقط”.

وأشار إلى التهديد الذي مثله تنظيم (داعش) الإرهابي؛ بعدما تسبب، عام 2014، في نزوح أكثر من 125 ألف مسيحي من أرض أجدادهم التاريخية.

وقال: “لقد صادر أعدؤنا حاضرنا، كانوا يسعون إلى القضاء على تاريخنا وتدمير مستقبلنا، ولا يوجد في العراق تعويض لمن فقد ممتلكاته ومنزله وعمله وتجارته، وفق عشرات آلاف المسيحيين ثمرة عمل حياتهم، وثمرة جهد أجيال في أماكن عيشهم عبر آلاف السنين”. 
ويتركز الوجود المسيحي في العاصمة، “بغداد”، إلى جانب بعض المدن التي تقع في الشمال مثل؛ “كركوك” و”أربيل” و”الموصل”، مع وجود أعداد أقل في مناطق أخرى من “العراق”.

الوجود المسيحي في العراق منذ ألفي عام..

يعود الوجود المسيحي، في “العراق”، إلى بداية ظهور الديانة المسيحية، قبل أكثر من ألفي عام.

وتعرض “مسيحيو العراق” للمضايقات إبان الاستقلال، في عام 1932, ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ بل غادر الكثير منهم مقر إقامتهم بفعل الحصار الاقتصادي، في تسعينيات القرن الماضي.

وتشير التقديرات إلى أن عدد المسيحين في “العراق”، قبيل “حرب الخليج الأولى” 1991، كان يبلغ مليون شخص، بما يمثل حوالي 3 في المئة من إجمالي السكان.

ولقد تراجع هذا العدد بشكل كبير خلال فترة الحصار الاقتصادي الذي فُرض على “العراق”، خلال تسعينيات القرن الماضي، كما شهدت الفترات السابقة هجرة إلى دول في “أوروبا” و”أميركا”.

ويؤكد مراقبون أن حكومة الرئيس العراقي السابق، “صدام حسين”، التي أتسمت بطابع علماني؛ وكانت تحكم قبضتها على البلاد، وخصوصًا في الجوانب الأمنية، لم تمارس إضطهادًا منهجيًا ضد الأقلية المسيحية بشكل خاص، كما فعلت على سبيل المثال مع “الأكراد” أو “الشيعة” في الجنوب.