المحرر موضوع: موهبة الأكليروس في اختيار المواهب ما لم يعرفه القديس بولس  (زيارة 2590 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
موهبة الأكليروس في اختيار المواهب
ما لم يعرفه القديس بولس
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com


االمواهب الكنسية تكلم عنها القديس بولس الرسول في الأصحاح الثاني عشر من رسالته الأولى إلى اهل كورنثوس بشرح مطول، وبالرغم من اهميتها إلا أنني أجد فيها جملاً مطولة لا تخلوا من اسلوب تعليمي ينفع لعمر الزهور كي يفهم أطفالنا الحلوين المحبوبين فحوى الفصل، او: واعوذ بالله من كلمة (أو)، القديس بولس يخاطب اشخاص لو عاشوا معه من زمنه إلى وقتنا هذا والعمر يطول، فهو سيبقى يعلمهم الف باء الخدم الكنسية، فبولس الرسول ما زال حيا في الكنيسة برسائله، ومن خاطبهم هم معنا ايضا بجسم وشكل واسم يختلف، وهم الأكليروس والخدم المتنوعة، وأن نجح بتعليمه مع القلة القليلة التي بسببها كبرت الكنيسة ونمت، إلا انه محبط لا محال مع السواد الأعظم وهذا ليس اتهام، بل واقع حال للأسف الشديد.
كيف نفهم المواهب بحسب اصلها الكتابي؟
وكيف نتخيل بولس الرسول وهو يكتب بتفصيل عن المواهب؟
ما هو واقع الحال الذي نتصوره مع الذين استقبلوا كلماته؟
وكيف يختار اغلبية الأكليروس في عصرنا هذا، مواهب المؤمنين،
 وخدمةً لمن؟
لست ضليعاً باللاهوت، ولا بالتعليم الكنسي، وما سأطرحه في هذه السطور تفسيراً يخدم المقال فقط، وهو رأيي شخصي لا يفرض على أحد، نابع من استياء كامل لواقع مهتريء.
الرسول بولس في رسالته الأولى ‘لى أهل قورنثية خصص ثلاثة اصحاحات للمواهب، الفصل الثاني عشر، عن جسد الكنيسة، والذي بعده عن أهمية المحبة كمحور لكل عمل وموهبة، والرابع عشر ركز فيه على التكلم بالألسن.
حيث انتقد الوضع في حينه، بعد أن كثر مدعي التكلم بالألسن بحجة ان اللغة التي يتكلمونها من الروح القدس، والحقيقة هي لغة لا يفهمها احد، هذا إن كانت لغة فعلاً، فأختلط الصدق مع الأدعاء الكاذب، فبين لهم بأن اللغات غير مهمة إن لم يفهمها احد، ومن يتكلم بلغة يدعي بأنها من الروح، فيجب أن يكون هناك من يترجم بقوة الروح، وإلا كانت موهبة اللغات التي لديه مجرد إدعاء كاذب.
والفصل الثالث عشر يعيد كل المواهب إلى العامل الأساسي لها وهو المحبة.
اما الفصل الثاني عشر فيتكلم به عن تشبيه الكنيسة بالجسد الواحد وتنوع المواهب واستثمارها لخدمة الكنيسة، وبجملة واحدة سأختصر الفصول الثلاثة:
((مواهبنا تستثمر بحب لخدمة الكنيسة وليس بادعاء ما ليس لنا))

ثلاثة فصول كتبها القديس بولس لا تخلوا من الأنفعالات والأستهجان والأستخفاف بعقول يبدوا بأنها من الأعيان وأيضاً من جمهور المصفقين عبيد القادة، وهذا واضح من الحذر الشديد بأنتقاء مفرداته، خصوصاً في فصل 12:
(2  أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ أُمَمًا مُنْقَادِينَ إِلَى الأَوْثَانِ الْبُكْمِ، كَمَا كُنْتُمْ تُسَاقُونَ.)
وهذا يعني بأن الحال لم يتغير رغم دخولهم إلى المسيحية، والأختلاف هو تغيير الأوثان ببشر، وهذا الحال ليس غريب عنا، فحتى عباد الأصنام وقبلهم الطوطميون، اخف عبادة لأصنامهم كما يفعل الكثير من مؤمنينا عندما نراهم كيف قد تحولوا إلى عبيد الأكليروس، ويا ليتهم يفعلون ذلك بكرامة كما الوثنيين، بل نراهم يذلون امام الكهنة والأساقفة، ينحنون ويقبلون أيادهم ويتقبلون الأسلوب المتعجرف والمتعالي والمهين الذي يغلف شخصية الكثير منهم.

      فصل 12 من رسالة قورنثية الاولى، لو يتم تقييمها منهجياً لحصل الكاتب على أدنى درجة كونه يعتمد التكرار، حيث ذكرت مفردة واحد 17 مرة وعضو ومشتقاته 16 مرة، والجسد 14 مرة، والروح 12 مرة عدا مفردات أخرى، والمسكين ( اي بولس الرسول)، اراه مجبراً على هذا التكرار كي يفهم الشطار، إذ يبدوا جلياً بأنه يخاطب قوما لا يفهمون، وأن فهموا، فلا يطبقوا ما اوصاهم به المعلم او هو نفسه، وهذا الكلام قبل الفي سنة، فهل هناك من يفهم كلامه اليوم ويطبقه كي يستمثر المواهب بالشكل الصحيح لخدمة الكنيسة؟

وكأننا في زمن ساكن والمتحرك هو الشكل، الشكل الجغرافي متغير، واللباس يتغير، واللغة هي الأخرى تتحول، واسلوب الحياة يختلف بمرور الأعوام، إنما عقول من خاطبهم بولس هي نفسها، كونه تكلم من الروح الذي يعرفه ويتصور بأن من سيقود الرعايا من قادتنا المبجلين سيعرفونه بدورهم، وأقصد الذين يتصورون بأنهم مدعوون للكهنوت بعد أن سمعوا صوت الرب فكرسوا انفسهم وأبتلينا بالبعض منهم، فأقنعوا انفسهم بأنهم سيقودوا الرعايا بقوة الروح، لكن الطبع غلاب للأسف الشديد، وقادوا ويقودوا بحسب مزاجياتهم، وهذا ما كان خفي على بولس المسكين، فهو لم يكن يعرف كيف سيختار الأكليروس المواهب، ولم يتنبأ من سيستغلها ولخدمة مَن؟
 وإن لم يكن يعرف لغاية الآن، فها أنا سأكشف له هذا السر المفضوح للقاصي والداني لعل الملائكة وجند السماء يخبرونه بذلك، كي اسجل سبق صحفي في سفر الحياة، وعسى أن لا ينتف المسكين ما تبقى كم شعره وذقنه حزناً، ويضع على رأسه مسوح الحزن.

فماذا لديك يا بني من موهبة كي تخدم بها كنيستك؟
قبل ان تجيب تذكر، هناك من سيقرر ان كنت صالح أم طالح
فمهما تكن موهبتك يا بني فتذكر بأن المواهب الثلاثة التي يجب ان تتحلى بأحداهما على الأقل كي تكون من الصالحين وهي:
موهبة التملق – موهبة الطاعة بذل – موهبة الدفاع بشراسة على اخطاء الأكليروس
 
يعني بالمصري ...ازبلها واشرب ميتها
ومن كان له أذنان ليسمع، فكما هي العادة سيقفلهما
ومن له لسان ليتكلم، فحتما سيخرس
ولا تنسى يا بني، بدون التملق او الأذلال، او ان تكون حماية القائد المفدى
وبدون نعمة المال:
فانت لست بشيء، وإن اصبحت شيئاً، فستكون نكرة
ِِويبقى الأكليروس هم المستفيدون الاكثر من المواهب الثلاثة السيئة، ومن جود الأغنياء وكنيستنا تدفع ثمناً كبيراً جداً ...ولن يرعوي أحدا

مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية


غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1077
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل زيد ميشو المحترم ...
تحية محبة مسيحية ...
اليوم نرى ونقرأ ... مقالة نقدية بناءة للأصلاح ... استخدمت فيها رسائل بولس في مكانها وكانت محاكاة واقعية لواقع مؤلم عشناه ولا زلنا نعيشه لليوم ... نعم هكذا يجب ان نؤشر على السلبيات لا ان نطمطم عليها بحجة القداسة ... فليس هناك في الكون من هو اقدس من الإنسان المرتبط بفكر الله الأخلاقي ... هكذا خلقه الرب الإله وريثاً انيساً صديقاً ... ومع الرب يسوع المسيح ( ابناً ) ... تحياتي
الرب يبارك حياتك واهل بيتك
ملاحظة : ان كان هناك معوّقات في الرد فنحن نتقبل عدمه برحابة صدر
اخوكم الخادم   حسام سامي    2 / 7 / 2019

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1273
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ زيد ميشو المحترم
تحية
شكرا على مقالك القيم الذي سلط الضوء على مسالة المواهب عند ابناء الكنيسة ،في محاولة لمقارنتها بما يطلب مار بولس وما يجري حاليا عند بعض الاكليروس مع الاسف ،فهم يسيرون عكس الاتجاه فما ذكرت من مواهب مفضلة لديهم فعلا الكثير منهم يفضلونها في العلماني .
تقبل تحياتي
د. رابي

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اقتباس
ملاحظة : ان كان هناك معوّقات في الرد فنحن نتقبل عدمه برحابة صدر 
السيد حسام سامي ... تحية واحترام
شكرا على الثناء والاتفاق
حقيقة انا لا أهمل ردا، وما يحدث احيانا هو عدم التواصل عندما يكون هناك نفس الهدف في كل مقال أو رد، كوني من محبي التنوع، ويعجبني نقد اي كان على أن لا يكون وجود شخص في الموقع حصريا بالضد من مسؤول او اثنين أو تنظيم أو مؤسسة، والقراء بشكل عام بحاجة إلى اختلاف الأسلوب والمواضيع، لا أن يرتبط اسم ما بموضوع ثابت.
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وما يجري حاليا عند بعض الاكليروس مع الاسف ،فهم يسيرون عكس الاتجاه
الدكتور العزيز عبد الله رابي
شكرا على اهتمامك بالمقال وردك الذي يتفق مع فحوى المقال.
غالبية الاكليروس يسيرون بالاتجاه الصحيح الذي يجاري العالم، لذا نراهم يتصرفون كزعماء سياسيين، وتجار، وقادة كقادة الحكومات الدكتاتورية في الشرق السعيد، حتى وصلت الى مرحلة عدم الوثوق بابتسامتهم المفتعلة، ولديهم أيضا حاشية ولملوم وحبربش من كافة المستويات، أما ما تقصده عكس اتجاه المعلم والرسل، فالحقيقة هم يعرفون ذلك في اعماقهم، لكن مغريات الحياة السهلة المنال بالنسبة لما يتمتعون به من سلطة دينية، تجعلهم يتوهمون بان طموحاتهم المادية وتسلطهم السلبي امتياز لكهنوتهم الذي أساءوا له.
تحياتي
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور العزيز صباح قيا
قلت: (( انت تعلم جيداً رأيي برعاتنا , حيث  كل يبحث له عن مجد ويسخر ما شاء من أبناء الرعية لتحقيق ذلك المجد)) .
رايك هذا يشترك به السواد الأعظم من ابناء كل الرعية، والمفارقة هي أن كل شخص يستعمل الجملة المأثورة (حاشا درغا) بعد أو قبل سلسلة من التهم تطال كل الكهنة الأساقفة دون استثناء، حتى انهم يرفضون اي استثناء.
قد يتحمل شعبنا السعيد مأسيه في الكنيسة، لكن ابقى مصرا على رايي بان من يتحمل تخلف الشعب هم الاكليروس، حيث لا يمكن أن يعملوا خطوة لتوعيته و تثقيفه إيمانيا وعقلية. لأنه سيعي بان الكاهن وجد ليخدم لا أن يؤسس شبكة من العبيد تقبل الأيادي وتنحي برخص وتوافق على كل ما يقرره سيادة الكاهن او الاسقف المبجل.
لا صدقني ... الخلل الاكليروس كونهم ورفضوا أي شكل من أشكال الكرامة لشعبه.
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية