المحرر موضوع: المتفوقة الاولى بدرجة جيد جدا في كلية الطب/ جامعة أربيل ابنة عنكاوا ماريانا عيسى جرجيس عسكر لم تكن تستخدم الممحاة في الامتحان!!  (زيارة 4528 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المتفوقة الاولى بدرجة جيد جدا في كلية الطب/ جامعة أربيل ابنة عنكاوا ماريانا عيسى جرجيس عسكر لم تكن تستخدم الممحاة في الامتحان!!

لطيف نعمان سياوش

ماريانا مذ كانت طفلة صغيرة ترضع من نهدّي امها كنت ومن باب المزاح انافس امها في مهارتي بلفها بالقماط وانا اقلبها وأقبّلها واثنيها وأدغدغها وهي تنظر الي وتمنحني ضحكات رائعات تملأ البيت فرحا.. كنت اقول لأمها ان نظرات هذه الطفلة تخفي ذكاءا متقدا ، وأنا أتوقع لها مستقبلا باهرا ..
كان ذلك عام 1995 عندما ولدت هذه الطفلة في منطقة شعبية فقيرة في قلب عنكاوا القديمة وفي بيت بسيط ، ومتواضع تسوده المحبة ويغمره المزاح المتواصل للاب عيسى جرجيس عسكر مع الجيران والاهل والاقرباء ، برغم وجع الحصار الاقتصادي القاسي على العراق الذي كان على أشده في تلك الحقبة ..
بيت صغير لم تتجاوز مساحته 50 مترا مربعا، لكنه كبير بسعادة مولوده الجديد ..

عندما كبرت الطفله ودخلت الابتدائية بقيت اتابعها منذ صغرها ..
كانت متميزة بين زميلاتها منذ صغرها ، ولما تخرجت من الابتدائية ، تم قبولها في مدرسة المتميزين في عنكاوا ، وهناك اثناء تقييم مدرساتها ومدرسيها يعلنون خلال اجتماع اولياء امور الطلبة عن انبهارهم الشديد بنباهة وذكاء تلك الطالبة التي كانت الوحيده من دون جميع الطلبه لاتجلب الممحاة معها في الامتحانات !! إنها فعلا حالة نادرة .
ترى كم تكون هذه الطالبة واثقة من نفسها للحد الذي تأبى أن تستخدم الممحاة أثناء الامتحان ؟!..
أما عن هدوئها المعهود فتلك حكاية طويلة .. كنت اقول لوالديها دون ان اشعر الفتاة ان هدوء ابنتكم يضمر في جوانحه المزيد من الجمال والعطاء ، وسترون أن نبوئة خالها لم تأت من فراغ ..

بقيت اتابعها مع والدتها عن كثب للحد الذي كنت اذهب وأقف خارج قاعة الامتحان الوزاري عام 2013 وانتظر خروجها كل يوم من قاعة بلهفة وانا اسألها :-
ماريانا حبيبيي كيف كنت في الامتحان ؟..
كان يردني الجواب صدق ياخال لا اعرف !!
أما أنا طبعا لا اصدق لأني مدرك تماما انه الجواب المعهود لهذه الطالبة حيث لم تفصح يوما عن مستوى اجابتها على أسئلة الامتحانات برغم انها كانت ممتازه ، وكنت أنا وامها نتبادل النظرات والابتسامات ونلوذ بالصمت ، ونحن نعرف النتيجة وطبيعة ماريانا ومقدار اهليتها ..
ماريانا طفلة أمس وشابة عنكاوا اليوم تخرجت من الدراسة الاعدادية بمعدل 1ر101 ، وتم قبولها في كلية الطب .
بقيت الى جانبها ، أحثها على التميّز ، وأثني على شطارتها ، وفي دراستها الجامعية كان التفوق من نصيبها كل عام ..
من غرائب ماريانا انها تحرص على جعل يوم الخميس من كل اسبوع يوم راحة لها مهما كانت النتائج حتى لو احتوى برنامج دراستها فقرات كثيفة او معقدة ، لا بل حتى لوصادف لها امتحان !
كنت احفّزها على المثابرة واقول لها معاهدا:- بأني سأكتب مقالة عنك ياخال يوم تخرجك من كلية الطب بتفوق لتبقى ذكرى لك  في ارشيفك وتتذكريني بها عندما اغيب عنكم في قادم الايام ....
كان ذلك الحلم يراودني بأن ترفع هذه الشابة اسم اهلها وشعبها واسم عنكاوا عاليا وتهدي الجميع هذا التفوق ..
يوم 23/6/2019 اتصلت بي اختي ام ماريانا لتخبرني ان أفي بوعدي في الكتابة عن تفوق ماريانا وهي تقول :- 
أنا في الدائره اتصلوا بي الآن من جامعة اربيل – عمادة كلية الطب يسألوني :-

ماهي صلتك بماريانا عيسى جرجيس عسكر ؟!..
تستطرد اختي قائلة :- في البدء خفت كثيرا ، وقلت لهم وأنا أرتجف  مرتعبة :-خيرا ؟ لماذا تسألونني عن هذا الشيء ؟.. ومن انتم ؟..وماذا تريدون ؟..أنا امها ..
قالوا:- نحن من عمادة كلية الطب ، وهل يوجد خير اكبر من هذا الخير؟! مبروك لكم ، لقد تفوقت ابنتك الاولى على الكلية بدرجة جيد جدا.. 
وبعفوية كبيرة، ودون تخطيط لا أعرف  كيف انطلقت الزغاريد من حنجرتي  لتملأ ممرات الدائرة وفضائها بالضجيج واندهاش الزميلات والزملاء ،  وتدفقت الدموع  الغزيرة عينيّ من الفرح، وأمتزجت بالزغاريد، وانا اصيح : يا إلهي كنت انتظر هذه الساعة .. يارب حمدا لك لأني لم امت ورأيت تفوق ابنتي .. شكرا لك يا الهي على هذه البشرى ، وهذه الهدية القيّمة ..
تهافتت التهاني والتبريكات من كل حدب وصوب ..
في نفس التاريخ 23/6 /2019 عندما قابلت ماريانا السيد عميد كلية الطب خيّرها بين  تعينها  كمعيدة في كلية الطب ، وعلى ملاك وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، أو تعمل كطبيبه على ملاك وزارة الصحة..
كان الجواب انها ستقرر لاحقا .. وهكذا انتشر خبر تفوق الدكتوره ماريانا في عنكاوا ، ومن خلال صفحات التواصل الاجتماعي امتد الى كل بقاع الارض ..
لما امطروا ماريانا بالعديد من الاسئلة اثناء اللقاءات الصحفية العديدة في وسائل الاعلام السمعمرئية المقروئة ، وفي شبكات التواصل الاجتماعي ، والفضائيات المختلفة عن شعورها بهذا التفوق. كانت تجيب بكل هدوء وبلاغة :- بأنها سعيدة لأنها شعرت كم كانت فرحة الاهل والاحباب واهالي عنكاوا كبيرة عندما تم الاعلان عن نتائج الامتحانات ..
لايفوتني ان اثني على جهود الاساتذة الدكاترة الافاضل في جامعة اربيل – كلية الطب ، والشكر موصول للكادر التدريسي في ثانوية بهرا داران المختلطة في عنكاوا ..
أمد الله في عمر الجميع ..

ملاحظه : تقصدت في تأخير نشر هذا المقال لحين حفل ارتداء روب التخرج، وأداء القسم يوم 8/7/2019 وتعزيز المقال ببعض الصور ، مع اني خسرت (السبق الاعلامي) ..حيث سبقني الاصدقاء في صفحتَي يدا بيد من أجل عنكاوا، و Ankawa today بنشر الخبر لفرط فرحهم بتفوق اختهم وتميّزها.



 نسخه منه الى ---------------
جامعة هه ولير / كلية الطب.. مع التقدير.
ثانوية بهرا داران عنكاوا المختلطة.. مع التقدير.


عنكاوا
8/7/2019

غير متصل William Youkhana

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 7
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
Congratulations to Princess Mariana for her great achievement. Very proud of her and may our Lord Jesus bless and shower her with his Grace.