المحرر موضوع: تسلط أردوغان يفرغ حزب العدالة والتنمية من الكفاءات  (زيارة 751 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31446
    • مشاهدة الملف الشخصي
تسلط أردوغان يفرغ حزب العدالة والتنمية من الكفاءات
وزير الاقتصاد السابق يستقيل من الحزب الحاكم بانتظار الإعلان عن حزبه

العرب / عنكاوا كوم

خلافات عميقة: أردوغان بين داوود أوغلو وباباجان
أنقرة - مرت قيادات مؤسسة لحزب العدالة والتنمية من مجرد إظهار خلافها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن إدارة الحزب وتراجع شعبيته، إلى إعلان الاستقالة في خطوة تعكس أن خطة التغيير من الداخل باتت أمرا مستحيلا، وأن الخيار في البحث عن بدائل جديدة من خارج “حزب الرئيس″، كما بات يوصف في تركيا.

وقال نائب رئيس وزراء تركيا السابق علي باباجان الاثنين إنه استقال من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان بسبب “خلافات عميقة” حول توجه الحزب، مضيفا أن تركيا تحتاج إلى رؤية جديدة.

وتقول مصادر على دراية بالوضع إن باباجان والرئيس السابق عبدالله غول يعتزمان تشكيل حزب سياسي منافس هذا العام في خطوة يمكن أن تزيد من تراجع شعبية حزب أردوغان بعد الهزيمة الانتخابية الصاعقة التي مني بها في إسطنبول الشهر الماضي.

وقال باباجان في بيان “في ظل الظروف الحالية، تحتاج تركيا إلى رؤية جديدة تماما لمستقبلها. هناك حاجة إلى تحليلات صحيحة في كل مجال، واستراتيجيات مطورة حديثا وخطط وبرامج لبلادنا”.

وأضاف “في السنوات الأخيرة، نشأت تباينات عميقة بين التدابير المتخذة في عدد من المجالات وبين القيم والأفكار والمبادئ التي أؤمن بها”.

وتابع “صار محتما بدء جهد جديد من أجل حاضر تركيا ومستقبلها. الكثير من زملائي وأنا نشعر بمسؤولية عظيمة وتاريخية نحو هذا الجهد”، كاشفا عن أنه قدم استقالته إلى حزب العدالة والتنمية.

وكان انتخاب السياسي المعارض أكرم إمام أوغلو رئيسا لبلدية إسطنبول بعد إعادة الانتخابات في 23 يونيو قد مثل أكبر خسارة انتخابية لأردوغان في حياته السياسية.

وشجعت الهزيمة في أكبر مدينة تركية المنتقدين داخل حزب العدالة والتنمية بعد أن ظلوا لسنوات يلمحون إلى خطط لتشكيل حزب جديد.

وشغل باباجان منصبي وزير الاقتصاد ووزير الخارجية في السنوات الأولى من حكم حزب العدالة والتنمية قبل تعيينه نائبا لرئيس الوزراء وهو المنصب الذي شغله في الفترة من 2009 إلى 2015. وشغل غول منصب الرئيس من 2007 إلى 2014 قبل أن ينتقل أردوغان من رئاسة الوزراء إلى رئاسة تركيا.

ويعتقد محللون سياسيون أتراك أن الاستقالة المعلنة لباباجان ستسمح بإزاحة الستار عما يجري داخل حزب يختار أعضاؤه التكتم على الخلافات في العادة بسبب تراتبية موروثة عن الإرث السلطاني تجبر الأفراد على طاعة السلطان طاعة كاملة حتى وإن كان ذلك لا يلاقي هوى في النفس.

ويتوقع المحللون أن يفك باباجان العقدة، وأن يطلق قادة بارزون مثل عبدالله غول تصريحات نارية ضد القيادة المتسلطة لحزب بدأ ليبراليا جامعا للكفاءات من التكنوقراط، وتحول إلى حزب ديني منغلق على ذاته وممجد للرئيس بدلا من الاستمرار في خدمة تركيا.

وتؤاخذ القيادات التاريخية على أردوغان أنه قام بتهميش مؤسسات الدولة التركية، كما همّش مؤسسات حزبه لصالح تعزيز نفوذه وهيمنته المطلقة لتأسيس نظام استبدادي بعد تمرير التعديلات الدستورية في استفتاء على النظام الرئاسي سنة 2017.

وربما يشجع تأسيس حزب خاص بهم كلا من باباجان وغول وربما لاحقا وزير الخارجية ورئيس الحكومة السابق أحمد داوود أوغلو، على أن يرفعوا الحرج عن أنفسهم، وأن يكشفوا مؤاخذاتهم على الحزب الحاكم، وعلى أردوغان نفسه، وكيف حول اقتصادا ناجحا إلى اقتصاد مرهون في تصريح قوي أو تلويحات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وما يلفت الأنظار أن من يتصدون لأردوغان ليسوا فقط السياسيين، بل وأساسا الخبراء الاقتصاديون والتكنوقراط الذين انفتح عليهم الحزب زمن صعوده وفي فترة القيادة المنفتحة، وبدأوا بالمغادرة مع تركز السلطات في يد رئيس حزب ورئيس دولة لا يستوعب الملفات الاقتصادية ويتخذ قرارات مصيرية تعود بالوبال على تركيا، وكان آخرها إقالة محافظ البنك المركزي مراد تشيتن كايا، بينما كانت تجدر إقالة صهر أردوغان بيرات البيرق الذي يدير الملف الاقتصادي دون رؤية ولا خبرات.

وحث المحلل السياسي التركي أرغون باباهان المعارضة التركية على تشجيع خطوات باباجان وقيادات أخرى قد تتلو خطاه، وأن تنفتح عليهم.

وقال باباهان في مقال بموقع “أحوال تركية” متحدثا عن حركة الرافضين لسياسة أردوغان داخل العدالة والتنمية إن “هؤلاء منفتحون على النقد، وليسوا سياسيين يرون الأشخاص الذين لا يشبهونهم ولا يفكرون مثلهم أعداء”.

ولكن هناك محاذير من أن يكون أمر باباجان وداعميه مجرد غضب من تركيز السلطات بأيدي أردوغان، وأن قراءتهم للأوضاع الإقليمية والتكتلات ستظل كما التي يمتلكها حزب العدالة والتنمية، أي قد نشهد وجها آخر لا يخرج من التوجه الإخواني الذي نشأ عليه باباجان كعقيدة ضمن حزب العدالة والتنمية، وأن يكون جناحا آخر من الإخوان.