الاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم,عودة ميمونة افرحتنا بها, متمنين ان تكونوا والعائله اجمعين بأتم الصحة والسعادة
لو عرف واعترف ابناء شعبنا بمستوى الوعي الفكري العام والوعي السياسي على وجه الخصوص لديهم قياسا بالمجتمعات التي واجهت او التي تواجه مخاطر الوجود في ارض الاباء والاجداد, لعرفوا مدى اهمية المنحى والغاية من مقالكم الرائع هذا. ولكن اعذرهم فهم مشغولون في طريقة احتساب ال(كوتا) - حتى ان القائمين على موقع عنكاوة قد وضعوا انفسهم في حال لا يحسد عليه لتمييزهم هذا الموضوع: لربما المنفعة تلغي الملامة!
على كل, فقد اعتدت حضرتك ان تبذل مجهودا كبيرا من اجل نشر الوعي والافكار البناءة لخدمة ابناء شعبنا. وان الموضوع الذي تضمنت به مقالكم هذا لهو من المواضيع المهمة استنادا على تجارب الشعوب التي اعتمدت النقد والنقد الذاتي في جميع مجالات الحياة وكيف كان له وقعا ايجابيا على رفع مستوى الاداء لتصل الى مراحل متقدمة حين مضاهاتها بالشعوب التي اهملت هذا الامر.
ولقد تعلمنا النظر في المرأة لنرى اخطائنا قبل ان ننظر من النافذه لنرى اخطاء الاخرين وهذا هو اساس مبدأ النقد الذاتي, ثم اعتبرنا النقد الخارجي لنا بأنه يخص المجموعة ككل وليس الاشخاص لذلك تقبلناه بممنونيه وارتياح وبفكر نفاذ فلو كنا اخذنا النقد من منظور شخصي لرفضناه كردة فعل ناتجة عن غرورنا وكبريائنا المشرقي.
وبعد, فحضرتك تحدثت عن النقد في ما يخص عمل الاحزاب السياسيه. ولكن هذه الاحزاب مؤسسات حالها حال المؤسسات الاداريه والاقتصاديه والتجاريه والعلميه وغيرها. وبذلك فأن المجتمعات المتقدمة ولغرض التخلص من ردود الفعل الشخصية بغية قبول النقد, فقد استبدلت مسألة النقد بتشكيل اخر سمته التدقيق بدلا من النقد لكي يفرض على الجميع قبوله دون اعتراض. وهكذا كان التدقيق الداخلي بديل عن النقد الذاتي, والتدقيق الخارجي بديلا عن النقد الخارجي, وابقت الباب مفتوحا للنقد ايضا والذي يجب ان يكون التدقيق قد تمكن منه قبل حدوثه وان حدث وقد اغفله فيكون سعيدا به لأنه خدمة مجانيه غايتها مصلحة المؤسسه.
((( سألت زميل لنا في العمل لماذا لم ينبة زميلة اخرى بالخطأ الذي كانت تقع فيه: اجاب, انهم لا يدفعون لي لكي انبه الاخرين على اخطائهم وانا لا اعمل بالمجان))) اما -ربعنا- حين يتم تنبيههم على خطأ ما (مجانا) وبدلا من تبادل الشكر والمحبه تراهم ينزعجون!!!
ما اراه, وبسبب غرور وكبرياء الاشخاص القائمين على مؤسساتنا السياسية هو استبدال عنوان النقد والنقد الذاتي الى عنوان التدقيق الداخلي والخارجي لتقييم وتقويم المسيرة. وبالطبع, وكما ذكرتم هذا كله لا يمس الغايات والاستراتجيات المقررة وانما يعمل في اتجاهها.
مرة اخرى, شكرا لكم لتقديم عصارة خبرتكم وخزينكم الفكري بالمجان لأبناء شعبنا
دمتم سالمين
اخوكم, نذار عناي