اذا كان من حق خريجي اقسام الهندسة والقانون وعلم الاجتماع وعلم النفس الخ التدخل في المواضيع المتعلقة او المشتقة من قسم خريجي قسم اللاهوت theology و theological knowledge, فهل هؤلاء سيسمحون بان يتدخل خريجي قسم اللاهوت بما يخص اقسامهم ايضا؟ بمعنى ان يتدخل خريج قسم اللاهوت بمواضيع تتعلق بخريجي قسم القانون والاجتماع والنفس والهندسة الخ؟
الاخ متي اسو المحترم اسمح لي بالمداخلة مرة اخرى (جديات هذه المرة)
الاخ لوسيان, تحيه
المسألة ليست تدخل هذا في شأن او عمل ذاك
سأعود بك الى البدء (كما يقول الاخ نيسان – نقطة الصفر): ما هو متفق عليه في العلوم الاجتماعيه – في الغرب - ان (الدين هو الاجابة للسؤال الازلي – ما معنى الحياة) تصور انسان بلا دين! على اي اسس سوف يترجم او يفسر الظواهر الحياتيه؟ يكون كأنسان بلا قوانين او شرائع فيتحول الى مخلوق من صنف اخر.
الان, في كل الاديان هنالك جانبان لكل ديانة – الجانب الميتافيزيقي والجانب الملموس. الميتافيزيقي يتحكم به الايمان المطلق وهذا لا يمكن مناقشته بالامور الملموسة لتضارب القناعات, فعلى سبيل المثال ان كان المسيحي يعتقد ان دينه من هذه الناحية افضل من الاديان الاخرى فهو صحيح بنظر امثاله من المقتنعين بالايمان المسيحي ولكنه على خطأ بنظر المقتنعين بالاديان الاخرى – كلام معقول أليس كذلك؟ اما الجانب الثاني وهو ما يتعلق بتفسير الدين لمعنى الفضيله ليتم ترجمة وتفسير المفاهيم الاخرى على ضوء الفضيله بأعتبارها المسار الحياتي الذي يطمح الى تطبيقة البشر عامة, فأن تفسير الديانه المسيحيه لهذا المفهوم فقد غلب وساد على ما سبقه (خذ مثلا سفر يشوع بن سيراخ) في اليهودية, واما ما اتى بعد المسيحيه فلم ينتج ما هو افضل بل كان محاولة مضاهاته - وانا اقصد جميع الاديان سواء السماويه او غيرها.
اذا, فأن الجانب الاهم في الديانه المسيحيه هو الجانب الحياتي من التعاليم المسيحيه اي ما تفرضه علينا المسيحيه من اسس لكي نعيش في هذه الدنيا (اسس الفضيله) لكي (نرث الحياة الابديه – نعيش عيشة -مسيحيه- لكي نرث الحياة الابدية – معنى الحياة)
هذه التعاليم المسيحيه التي تتحكم في اسلوب حياتنا يجب ان تساير الطبيعه بمتغيراتها. وكثيرة هي المتغيرات منذ البدء ولحد الان ولن تتوقف. فمثلا عند اكتشاف علاج التخدير رفضت الكنيسة استعماله ولكن بعد الرجوع الى الاطباء واهل الاختصاص اضطرت الى تغيير قناعتها وتفسيرها – فبالتأكيد استفسرت من ذوي الاختصاص لتغير قناعاتها: ومن قال ان رجال الدين لم يعتمدوا على العلمانيين في جميع الازمنه وان كانوا لا يشاركون في اجتماعاتهم (مجامعهم وسينهوداستهم) فقد كانوا يستفسرون ويتعلمون منهم في مجالساتهم والاختلاط بهم. ولكن الان تغيرت الامور في طرق التواصل بين البشر ولذلك اصبح لزاما ان يكون اشراك مباشر في المجامع الدينيه بغية النصح وأبداء الرأي.
اما من ناحية ابداء الرأي او المشاركه ان كانت شكليه او فعلية, فأن صاحب المبادرة عندما يبدي رأي مسنود بأدلة يفرض على الاخرين تقبله فرضا – لذلك كانت مبادرات مثل مبادرة الدكتور عبدلله رابي على من هو الشخص العلماني الذي من المفروض ان يشترك في السينهودس الكلداني على سبيل المثال كون مبادرة الكنيسة الكلدانيه قد سبقت كنائسنا المشرقيه الاخرى.
سوف اتوقف هنا رغم ان الموضوع بحاجه الى الكثير للتحدث عنه, علما ان هذا هو رأيي الشخصي بتواضع لأنني اعتقد انه هنالك من هو مؤهل لتوضيح هذا الموضوع اكثر مني.
مع المحبة للجميع, اخوكم, نذار