يتحدث ويشتكي سياسيينا من مخاطر التغيير الديموغرافي لمناطق تواجد شعبنا. وهذا صحيح لان هذه الظاهرة هي اخطر ظاهره تهدد وجود ابناء شعبنا في ارض الاباء والاجداد وذلك لأنها تحدث على مراحل تنتهي بتغيير صفة البلدات المسيحيه الى مناطق مشتركة ثم مناطق ذات اقلية مسيحيه الى حين زوالهم لتأخذ صفات مستوطنين اخرين كما حدث على مر التاريخ في اغلب مناطق بلاد ما بين النهرين.
دعونا ننظر الى الجانب العملي لهذه الظاهره اي كيفية حدوثها على ارض الواقع: هنالك عملية شراء املاك داخل المناطق التي يتواجد فيها شعبنا وهنالك عملية اطفاء عقارات زراعيه مملوكه لأبناء شعبنا.
العقارات: قبل قانون الاصلاح الزراعي, كانت هنالك اطماع مستمره في هذه العقارات من قبل الجيران ولكن كان شعبنا يدافع عنها بكل الاساليب الممكنه والمتوفره. ولكن قانون الاصلاح الزراعي اعطى صفة (اراضي اميرية مفوضه بالطابو) وكأنها مؤجرة من قبل الدوله لأصحابها وبذلك امتلكت الحكومه حق التصرف باطفاءها وتوزيعها (للمواطنين) وبذلك كانت حصة الاخرين من غير ابناء شعبنا اكبر من حصص ابناء شعبنا (زمن لم يكن بأستطاعة احد الاعتراض) لأ اعرف ان كانت هذه القوانين مازالت سارية المفعول وان الصوره مازالت كما هي لأنني لست مختص بالقانون, ام ان سياسيينا تمكنوا من اعادة الحق لأهله في زمن الديمقراطية؟ على كل, ربما تحت ذريعة التوسع العمراني يتم بناء مواطيء قدم لدخلاء!
الاملاك داخل البلدات من مساكن واملاك تجاريه وغيرها: هنالك عدة طرق يتبعها الاخرين للحصول على هذه الاملاك. فبالأضافه الى محاولات الاغراء المادية والطرق الغير الشرعيه من ناحية الالتفاف على القوانين وغيرها هنالك عامل رئيسي وهو الفراغ الحاصل الذي يضع هذه الاملاك بصوره سهلة جدا للحصول عليها من قبل الاخرين الدخلاء ان كانوا فرادا او مجموعات تحت دوافع شخصيه او سياسية.
لننظر كيف يحدث هذا الفراغ؟ انه الهجرة سواء الداخليه (اي داخل الوطن) او الخارجيه (اي خارج الوطن) هي التي تحدث هذا الفراغ والمناخ المناسب لقيام الاخرين للاستحواذ على مواطيء القدم واحتلال بلداتنا – صحيح هنالك عوامل خارج ارادة شعبنا ولكن العامل الداخلي والرئيسي هو الهجره.
بديهيه: (مما تقدم نرى) ان الهجرة هي اكبر المشاكل التي تواجه وجودنا في ارض اباءنا واجدادنا وهي العامل الاساسي في اية عملية تغيير ديموغرافي تحدث في مناطق تواجد شعبنا.
حالة: يعرف الجميع (بما فيهم سياسيينا) ما حدث ابان سيطرة داعش على بلدات شعبنا وبعد دحر داعش (عسكريا) عاد بعضهم والبعض من هذا البعض غادر مرة اخرى وبعض من هذا البعض يفكر بالمغادره والهجرة. ترى اي تحليل لهذه الظواهر؟ سوف اختصر الطريق: يخلص الكاتب عبد الرحمن المالكي في كتابه سوسيولوجيا الهجرة والتحضر أمام اختبار البراديغم البنائي الرابط التالي:
https://omran.dohainstitute.org/ar/issue018/Documents/KhalidChahbar.pdfان المهاجر هو (شخصية اقتصادية)
هذا كان الحال فيما يخص هجرة ابناء شعبنا من مناطق تواجدهم فيما مضى سواء من هاجر الى بغداد والبصره وغيرها من مدن الداخل او الى خارج الوطن : حيث ان اهم اسباب الهجرة كان العوز ورفض الوافع المعاشي والاقتصادي.
اما بخصوص ابناء شعبنا في موضوع العودة بعد دحر داعش كون المهاجر شخصية اقتصادية يؤكد هذا الامر الباحث في جامعة دهوك خضر الدوملي استنادا على اراء وجهاء ابناء شعبنا والشعوب الاخرى من ضحايا داعش حول اسباب عدم عودة المهجرين, بأن الوضع الاقتصادي لا يساعد على العودة, الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,871409.0.htmlسوف اتوقف عند هذه البديهيه الان رغم ثقتي ان لكل واحد منا ذكريات وحكايات ومواقف وافكار في نفس المنحىى. وسوف اعود الى موضوع الاقتصاد لاحقا – لا اعرف متى (لست سيد وقتي وانما انا عبدا له – صراحة, فأغذروني مسبقا ان تأخرت)