لماذا انو جوهر ..؟
بطرس نباتي تنويه بداية ما أورده هنا ليس دعاية لهذه الجهة او تلك فانا أقف بمستوى واحد من جميع الأحزاب العاملة في اقليم كردستان وإني شخص مستقل ( حزبيا تنظيميا ) لكني لست مستقل فكريا فانا منتمي لحد العظم الى الفكر الحر التقدمي ، والامر الاخر لربما القلة في الاقليم قد عانوا مثلي وبدون وجه حق من الإداريين الذين يأتمرون بإمرة الحزب الديموقراطي الكردستاني سواء عندما كنت في الوظيفة او أحالتي على التقاعد او حرماني من حقوقي في الاراضي الزراعية المستملكة لمطار اربيل الدولي وغيرها .
رغم هذا كلمة حق يجب ان تقال:
من المعروف بان السيد انو جوهر الذي ترشح لمنصب وزير النقل والمواصلات في الكابينة التاسعة ينتمي الى الحزب الديموقراطي الكوردستاني ( البارتي )
وهذا الانتماء ليس فيه اي مأخذ سواء على شخصيته كفرد في المجتمع العنكاوي ( له شهادة عليا طالب دكتوراه علوم سياسية ) او على انتمائه كسياسي برهن طيلة عمله في محلية عنكاوا للحزب الديموقراطي الكردستاني ، عن حبه لمدينته وتفانيه من اجلها من خلال مراجعاته المتعددة للمسؤولين الحكوميين لحل مشاكل عنكاوا ، الدفاع عن شبابنا في كل ما كانوا يتعرضون اليه من مضايقات من الأغراب ، حرصه على بلدته واهلها وحله للعديد من الإشكاليات التي كانت تعترض ساكني عنكاوا سواء من اَهلها او من المهجرين ، مشاركاته في جميع المناسبات وبدون ان يفرق بين المنتمي الى حزبه او غيرهم ، حزب ( البارتي ) حاله حال الحزب الشيوعي واليكيتي وغيرها من الأحزاب الكردستانية او العراقية ، لها دور تاريخي ونضالي طويل يمتد لعقود من الزمن وخاصة الحزبين الشيوعي والبارتي ، فالبارتي كان له ولا زال دور مهم في وسط الكلدان السريان الاشوريين وكان لكوادر وأعضاء هذا الحزب تواجد كثيف في داخل القصبات والقرى المسيحية وقدم مناضلوه ومؤيدوه الشهداء ودعموا الحركة الكردية منذ انبثاقها بالغالي والنفيس ، وانا اقولها جازما لو حسبنا عدد المنتمين والمؤيدين لمختصة كلدو اشور للحزب الشيوعي الكردستاني لوحدها وتنظيمات البارتي سواء في عنكاوا او غيرها لكان عددهم يفوق بمرات عديدة على مؤازري وأعضاء الأحزاب الاخرى مجتمعة ، التي تدعوا نفسها بانها ( احزاب شعبنا ).
اضافة الى هذا، الشيوعي والبارتي لهما تاريخ نضالي طويل في صفوف الكلدو آشوريين السريان ، وقد وصل العديد من ابنائهم الى مراكز قيادية فيهما ، ونتيجة هذا النضال قدم ابناء شعبنا تضحيات جسام ودماء شهداء ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي وخاصة إبان التصفيات التي مارسها البعث ضد هذا الحزب والتصدي له بواسطة حركة الانصار ، حيث امتلات جبال ووديان الاقليم بمئات من المقاتلين من مختلف القوميات هربا من جحيم البعث ومن اجل التصدي لمشاريعه التصفوية .
وكذلك في صفوف الحزب الديموقراطي الكردستاني حيث تواجد العشرات من المسيحيين الكلدو آشوريين في صفوف بيشمرگه هذا الحزب وقدموا شهداء أبرار عبر مسيرته النضالية .
النظال السلمي او المسلح ضد التعسف وضد الدكتاتورية ومن اجل الحرية ، لا يقتصر على رفاق من هذا الحزب او ذلك بناء على موقف قومي او ديني او عشائري ، لان اي نضال ضد الاضطهاد والدكتاتورية سيكون اولا من اجل حفظ الذات او المجموع من التصفيات الجسدية ، وثانيا من اجل تحقيق قضية انسانية يشترك الكل في الدفاع عنها ، لذلك ارى من الطبيعي جدا ان يتواجد
(انو جوهر ) وورفاقه ضمن تنظيمات الحزب البارتي ومن الطبيعي ايضا تواجد شهيد سوران الذي استشهد وعائلته على يد جلاوزة البعثيين في تنظيمات اتحاد الوطني الكردستاني ، كما من الطبيعي جدا ان يتواجد ابو جنان وأبو حكمت وأبو جوزيف والعشرات غيرهم ممن نفتخر بهم وبنضالاتهم ضد الظلم والديكتاتورية ، ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي او الكردستاني ..
اذن لماذا هذه الضجة المفتعلة ؟ وهذا الموقف المضاد والرافض ، من قبل ممثل الحركة الاشورية والمجلس الشعبي ، بامتناعهم عن التصويت للسيد ( انو جوهر) في جلسة البرلمان بينما قد صوتا ورفعا أيديهما بحماس في تصويتهم للاخوة من الكورد ، و من الحزب الذي ينتمي اليه انو جوهر ، بماذا يمكن تفسير هذا الموقف يا ترى ؟ يقال بان موقفهم هذا لم يكن ضد عنكاوا واهلها وإنما كان نتيجة مصادرة الحزب البارتي لأصوات شعبنا في الكوتا ، لو فرضنا جدلا ان احد من هولاء قد اصبح وزيرا ماذا كان يضيف او يفعل اكثر مما سيفعله السيد انو طيلة اربع سنوات ، ماذا كان سيقدم افضل منه ، وباي بارومتر يمكن ان يقاس اخلاص المناضل القومي عن غيره ، وهل قادة احزاب شعبنا الموجودين حاليا هل هم اكثر إخلاصا وتفانيا من السيد انو ، براي حتى لو كان الوزير من غير هذه الأحزاب كان يجب ان يقفو له رافعين اياديهم احتراما ل عنكاوا واهلها والتي تضم اكبر تجمع مسيحي في العراق على الأقل كانوا قد احترموا احد ابنائها من الشباب المكافح ، ولكنهم ليس فقط في هذا الموقف قد اظهروا حقدهم على عنكاوا واهلها وإنما هناك من بينهم من يقف بالضد من كل ما هو في صالح هذه البلدة العزيزة .
لقد خاضت الحركة الاشورية منذ بداية التسعينيات في اقليم ( كوردستان ) والمجلس الشعبي مؤخرا انتخابات ودخلا اكثر من معترك انتخابي سواء في البرلمان او في مجال مجالس المحافظات وكانوا يحرزون مقاعد وممثليهم استوزروا ، كممثلين للمسيحيين ، الا ان من خلال التجارب العديدة برهنوا فيها بأنهم لم يمثلو غير انفسهم عدا في التجربة الاولى عندما تولى الراحل شمائيل ننو ( الذكر الطيب له ) المقعد البرلماني والذي كان من المدافعين الشرسين عن حقوقنا في الارض والهوية ، وكذلك وجدنا في دكتور سرود مقدسي مدافعا عن حقوقنا في الاراضي سواء في عنكاوا او في دهوك ، ومطالباته العديدة في جميع مراجعاتنا كان يتقدم الصفوف يتكلم بجرأة يطرح المشاكل والمعوقات ، ولم يتردد يوما بالدفاع عن حقوق شعبه ، انو جوهر ، كان ولا زال يعمل بروح شبابية مقدامة ، شجاع الى ابعد الحدود ، في العديد من المواقف وجدناه يقف حتى بالضد من سياسة الاقليم والذي كان يقودها البارتي ، وقد لمسنا نشاطه وتفانيه على ارض الواقع
فلماذا يا ترى هذه الهستريا ؟ التي اعترت البعض في تسنمه وزارة ربما هو يستحق اكثر منها ، لحد الان لم أشأ ان اكشف ماذا جرى وماذا كانت محاولاتنا كي نجمع احزاب شعبنا وهم كل من الحركة الاشورية ، المجلس الشعبي ،ابناء النهرين وحزب بين النهرين والحزب الكلداني في قائمة واحدة لخوض انتخاب برلمان الاقليم ، في بداية الامر لم يوافق الاخوة في قيادة المجلس الشعبي ولم يعطوا اي مجال للاجتماع مع هذه الأحزاب ، وكان موقفهم اقل ما يقال عنه بانه يتسم بالتعالي والغطرسة وعدم الشعور بالمسؤولية ، ثم تبعته الحركة الاشورية معتذرة ، عن دخولها في قائمة موحدة ، وبعد اخذ ورد اقترح ممثل أبناء النهرين ان لا تدخل قائمة شلاما في الانتخابات ، وافق اخ انو على مقترحهم فورا ، مصرحا بانه حتى ان لم يدخل في القائمة سيضل مؤازرا لها ويدعمها بكل قوة ، ثم لسبب نجهله قرر ابناء النهرين لا فقط عدم الدخول بقائمة موحدة بل عدم خوض الانتخابات تلك ، ولم يتبق غير مجموعة الوحدة القومية وهم كل من :
( الحزب الديموقراطي الكلداني وحزب بين النهرين وقائمة شلاما ) وقد فازوا هولاء الثلاثة بثلاثة مقاعد، ووقعت المسؤلية عليهم في اختيار شخص للكابينة الوزارية الجديدة ، فاختاروا انو جوهر ممثلا لهم بالإجماع وبمحض ارادتهم لكونه اهلًا لهذا المنصب .
براي لو كان قد وافق كل من الحركة الاشورية ومجلس الشعبي وأبناء النهرين مع الكلدان وحزب بين النهرين الديموقراطي كما جاء في مبادرة توحيدهم تحت قائمة واحدة لكانوا قد فازوا جميعهم ككتلة واحدة في الكوتا لكل منهم عضو يمثله ، ولكن دخولهم بشكل فردي هو الذي ادى الى ان تكون حصة الوزارة من نصيب تجمع الوحدة القومية التي انبثقت ، نتيجة مبادرة التوحيد كما أسلفنا ، فاذا كان هولاء ( كتلة الوحدة القومية ) مدعومين من الحزب الديموقراطي الكردستاني يا ترى الا يدعم نفس الحزب المجلس الشعبي وإلا يدعم غيرهم ،الحركة الاشورية اي من خارج بيتنا القومي (كما يسمونه )، ام اذا جائهم الدعم من الآخرين حلال عليهم, بينما دعم مجموعة الوحدة القومية حرام ، بل كفر لا يغتفر ، لا ادري باي عقلية يريدوننا ان نصدق بان لهم إرادة حرة وأنهم يحققون المعجزات والاصوات بالألاف بالاعتماد على قوتهم وإمكانياتهم الذاتية ، هل شعبنا ساذج الى هذه الدرجة حتى يصدق أدعائاتهم هذه؟ ، ماذا عملوا طيلة هذه السنين ؟ غير الاستحواذ على المزيد من المساطحات لابنائهم والاستحواذ على اراضينا بدون وجه حق ، اقسم باني مستقل ولست مؤيدا لحزب سياسي او اية جماعة او لهذه الجهة او تلك ولكني أتألم عندما اجد مثل هذه الازدواجية في التعامل ، وهذا العهر السياسي الذي يتعامل به البعض ويصر على انه على حق .
ولا يسعني في الختام الا ان اقول :
كلنا معك يا اخ انو جوهر انت اهلًا للمسؤولية الف مبروك لك الحقيبة الوزارية ننتظر منك بنفس شجاعتك وبنفس همتك السابقة ان تبقى مدافعا صلبا عن شعبك سواء عن عنكاوا او عن غيرها ، ولا تخشى لومة لائم ولا كل من يريد النيل من عزيمتك فانت ابن عزيز من هذه الامة العريقة .. ونعرف معدنك جيدا ..
.