ردي الذي كتبته في الشريط الاخر كان تعليق على مداخلة لك ربطت بها بين حقوق العلمانين وبالاشارة الى رسائل بولس. وانا هذا ما كنت قد كتبته هناك:
ساعطيك شئ تاريخي:
رسائل بولس ما كان المسيحين الاوائل (اجدادنا في منقطتنا) سيفهمونها لانهم لم يستعملوا ابدا مصطلحات مثل "الحقوق". الرسول بولس "كروماني" هو اول شخص استعمل كلمة "حق" و "حقوق" وهذه تتوضح في رسائله. وحتى الفلاسفة الذين يتحدثون في الغرب عن مفهوم "الحقوق" وظهورها يقومون بالاشارة اليه.
وهذا هو الفرق التاريخي بين المسيحين في الشرق والمسيحين في الغرب, حيث في الغرب يركزون كثيرا على كلمة "الحقوق" اما في الشرق فان كلمة "حقوق" لم تكن معروفة لهم, فالمسيحين واليهود القدامى كانوا يعرفون فقط مصطلح "الواجبات". فتاريخ كنائس في الشرق مليئة بقضية "الواجب والواجبات" ولكني اتحدى ان ياتي احدهم لي بان يكون هناك ذكر لكلمة "حقوق".
فمسالة انه ليس هناك فرق بين انسان واخر كان عند الرومان اثناء الدخول في المسيحية ومن خلال رسائل بولس عبارة عن حديث عن الحقوق.
اما في الشرق فان قضية احترام الاخر لم يكن ينطلق بان لكل البشر نفس الحقوق امام الرب, وانما على كل البشر تقع نفس الواجبات التي وضعها الرب ومن هذه الواجبات هو احترام الاخر وعدم تاذيته, ولهذا ايضا لم يكن هناك اعتداء وقتل في انتشار المسيحية في الشرق. بينما في الغرب كان هناك اخطاء كبيرة وهذا لان مسالة "الحقوق" تختلف , فهي بحاجة الى وقت لكي تتبلور...
ما اراه في يومنا هذا هو كثرة الاشارة في الربط بين العلمانين ورسائل بولس, وربما هذا لان الذين يعيشون في الخارج حدث عندهم تحول ثقافي في مسيحيتهم, فمسيحيتهم الان عبارة عن المطالبة بالحقوق, اما في الشرق فان المسيحية كانت تذكرهم بواجبهم, وهذه الواجبات لم تعد ثقافة يتقبلونها, فالكل اصبح يترك كل شئ متعلق بالاجداد.
ولكن في كل الاحوال ارى هناك لغة مختلفة في النقاش بين الموجودين في الخارج وبين الموجودين في الداخل. فالكنائس في الداخل هي لا تزال لم تتبنى ثقافة الخارج, وهي في التعليم المسيحي هناك تتحدث عن الواجبات ولا تقوم بتدريس الحقوق... وهكذا لغة مختلفة هي لن تفيد في الوصول الى نتيجة, وانا اردت اظهار هذه اللغة المختلفة المستعملة في النقاش..
وانا اود الاشارة بانني لا اقوم بتفسير لاهوتي لكونه ليس اختصاصي وانما اتحدث من وجهة نظر فلسفية وتاريخية لكون مصطلح الحقوق ارتبط بالرسول بولس وهذه واضحة من عدة رسائل له واذكر منها مثلا قوله "لا فرق بين يوناني ويهودي" الخ...
وانا لازلت عند راي بان المسيحين في الشرق لم يعرفوا مطلقا كلمة حقوق وانما مصطلح الواجبات. فقضية ان لا فرق بين انسان وانسان كانوا يفهمونها بانه واجب مسيحي. فهكذا موضوع كواجب لم يكن يحتاج الى شرح والاتيان بمبررات لغرض اقناع الاخرين بان لكل انسان حقوق الخ.
اما بالنسبة للسيد المسيح: الحديث الفلسفي عنه يتناول نقاط اخرى وافضل طرقها هي عندما يقول "احبوا اعدائكم". فهو نشر فكرة بعدم القبول بتقسيم البشر بين مجموعتين , مجموعة داخل ومجموعة خارج واعتبار الاخيرة بانهم الاعداء .
مجموعة داخل ومجموعة خارج مثل: النازين كانوا يعتبرون الالمان بانهم مجموعة داخل والبقية هم مجموعة خارج وهم اعداء.
الشيوعين كانوا يعتبرون مؤيدي الشيوعية مجموعة داخل وكل من لا يؤيد الاشتراكية او الشيوعية بانهم مجموعة خارج وهم بالتالي الاعداء.
وغيرها من الامثلة....
السيد المسيح نشر افكار رفضت هكذا تقسيم ولهذا كان هناك تهجم على المسيحية من قبل عدة ايدولجيات .