المحرر موضوع: حفل توقيع كتاب ( بحار زرقاء وأعماق ملونة ) للكاتبة مريم نزار  (زيارة 3630 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نزار حنا الديراني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 326
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
امل خلف

استضافت الرابطة السريانية حفل توقيع مجموعة اصدارات مركزها الثقافي :
1-   بحار زرقاء وأعماق ملونة (قصص بالسريانية والعربية) / مريم نزار حنا الديراني
2-   بيدر القصيدة اللبنانية – السورية ( ترجمة) / نزار حنا الديراني
3-   بيدر القصة القصيرة اللبنانية – السورية ( ترجمة) / نزار حنا الديراني
أدارت الحفل الشاعرة أمل خلف التي رحبت بالحضور  وأثنت على ما قامت به الرابطة من جهود قيمة في تنشيط الأنشطة الثقافية والنشر ومن ثم قدمت سير ذاتية للمتحدثين الذين قدموا رؤيتهم في تجربة الناشئة الصاعدة مريم نزار من خلال قصصها :
1- د. درية كمال فرحات - أستاذة محاضرة في الجامعة االلبنانيّة وقاصة /     مريم... قلمٌ فتي واعدٌ
2- د. عماد فغالي – أستاذ في الجامعة اللبنانية الدولية وناشط / تقولين إنسانًا
3-   القاص هيثم بهنام بردى / المألوف وغير المألوف – كونه يعيش في الأردن قرأ البحث من قبل الكاتب فوزي نعيم

ولكون الأساتذة المتحدثين والمحتفى بهم ممن لهم باع طويل في العطاء لذا يصح لنا أن نقول الرائعون يقدمون لنا مايليق بذوقهم الرفيع وينتقون لنا أجمل الكتابات وأفضلها التي نحبها ونعشقها ، ويحملونها ببعض من روحهم والكثير الكثير من عطرهم فهداياهم ماهي الا تذكارات راقية تدوم في الذاكرة الى الأبد فشكرا" جزيلا" الى من أشعل فتيل الفرح في قلوبنا وأسعدنا بها كثيرا"...فلابد لنا ان نسبق حروفنا وننهي سطورنا معبرة عن صدق المعاني النابعة من قلوبنا للأساتذة وحيث أكدو في مداخلاتهم على أهمية كتاب الأيقونة مريم نزار الديراني الأضاءة الموثقة وأشادو بجهودها التي بذلتها..

بعد ذلك قرأت المحتفى بها مريم نزار مجموعة من قصصها ( 3 عربية ، 2 سريانية) ومن ثم تحدث المحتفى به ايضا الاديب نزار حنا عن أهمية الترجمة ودور السريان في رفد مكتباتنا بنتاجات الآخرين وخصوصا الأغريق ...

بعد ذلك استدعت مديرة الجلسة الشعراء والقصاصين لتصدح حناجرهم بنتاجاتهم المترجمة الى السريانية كل منهم قصيدة أو قصة وهم :
القاصة والشاعرة سمية التكجي ، القاصة والشاعرة حنان رحيمي ، الشاعر علي سلمان، الشاعرة منى مشون ، الشاعرة والفنانة اوكيت خير الله ، القاصة مشلين بطرس ، الشاعر أبراهيم عودة ، الشاعرة ساجدة شحادة 

وكانت كلمة الختام لرئيس اللجنة الثقافية الذي شكر بها الحضور مبينا أهداف الرابطة السريانية ودورها في نشر النتاج السرياني ودعم الأدباء السريان .
ومن ثم تم توقيع الكتب واهدائها مجانا للحضور من قبل اللجنة الثقافية للرابطة على نخب المناسبة .

وفي الختام  نقول كل الشكر للأيقونة مريم نزار الديراني والأديب والباحث والشاعر نزار الديراني وتعجز الحروف أن تكتب لكم من تقدير واحترام وأن نصف ماينبعث من قلوبنا حبا" لكم... فكلمة الشكر قليلة لكم .. فلكم من أعماقنا وقلوبنا كل ماتميز من جهودكم فبكم دائما" نفتخر.. ويستمر العطاء بكم شعارنا..

ونقول للرابطة السريانية والمشاركين أنتم أهل للشكر والتقدير.. فوجب علينا تقديركم فلكم منا كل الثناء والتقدير...
نص الدراسات التي قدمت

1- مريم... قلمٌ فتي واعدٌ / د.درية كمال فرحات

الإبداع سمة الحياة ودليل استمراريتها...
والإنسان هو صانع الإبداع وباني الفكر... والقادر على تكوين نتاج أدبيّ مثمر يرفد الإنسانيّة بنبل المعاني وجميل العبارات.
والإبداع ثمرة تجربة إنسانية عميقة، نصل إليها بعد تجربة متعددة الملامح، وقد يكون ثمرة موهبة كبيرة. وكثرت التعريفات للإبداع فمنهم من رآه بأنّه العـمل أو الفـعل الذي يؤدي إلى الدهـشة والإعجاب، ومنهم من عدّه مبادرة يبديها الفرد؛ تتمثل في قدرته على التّخلّص من السّياق العادي للتّفكير، واتّباع نمط جديد من التّفكير. ويسجّل التّاريخ شهادة في حقّ هذا المبدع.
فكيف إذا كان من وقف على باب الإبداع يراع فتي طري يضع بصمته وسط النتاج الأدبي المتعدّد.
نعم ... إنّ لمريم نزار حنا الديراني قلمًا ناشئًا يافعًا، لكنّه قلم سيّال، يكتب ما يجول بالخاطر والبال، وهو قلم موعود بالنّجاح والتّطور والتّقدّم متى استطاعت صاحبته أن تنمّي موهبتها الأدبيّة، وأن تنهل من قراءاتها وان تتزوّد من الكتابات النقديّة.
مريم تكتب بحار زرقاء وأعماق ملونة، فنراها تبحر وتغوص بعيدًا في أعماقها، باحثة عن كينونتها وعن ظروف الحياة التي قادتها إلى هجرة أرضها، وإن لم تنسلخ عنها، فقد حُفرت في أعماقها، وهي الفتاة اليافعة، التي نظرت حولها فاكتسبت من التّجارب البسيطة ما يدفعها إلى أن تحوك قصصها بطابع تسوده المحبة والعطف والحنان والأمل والغفران والتسامح، أو أن تنظر إلى المادة والمال كوسيلة في الحياة لا غاية، فكان لقضية الغنى والفقر حيّزٌ مهم في كتاباتها. 
 ولم تكن بعيدة عن طفولتها وعن نظرة البراءة والطّهارة التي فيها، فكانت حكايات على لسان الحيوان تصلح لأن تكون لأترابها قصصًا يأخذون منها العبرة والعظة، وفيها من الرمز ما يمكن أن يكون نواة لأفكار عميقة.
ولأنّ تجربة مريم تجربة يافعة نراها في مواضع أخرى تميل إلى المباشرة والوضوح، وكأنّها تغرّد بما في قلبها بما يتناسب مع براءة الطفولة التي عاشتها.
إنّ هذا الكتاب ينبئ بولادة كاتبة تمتلك من الموهبة الكثير، ويبشر بنتاجات جديدة، ولتحافظ مريم على هذا النّجاح عليها متابعة المسيرة، والتّزوّد بأسلحة الإبداع والتّميّز، ونتمنى لها التّوفيق والنجاح والتألق الدائم.       
وجميل أن نبدأ مع مريم في اختيارها لعنوان المجموعة القصصية، والعنوان تعريف للمكتوب، به يعرف الكتاب ويتميز عن غيره، وهو تجميع واختزال لنُوى كتابيّة متناثرة وموسعة في فضاء الكتاب، وقد قال السيوطي: "عنوان الكتاب يجمع مقاصده بعبارة موجزة في أوله "، إنه مادة لغويّة ترتبط بموضوعها الكليّ الذي تُعنونه، وتعمل على تلخيص المقاصد الكبرى والرئيسة فيه، تسهيلًا لعملية الاطلاع والبحث، فالمرسل "يتأوّل عمله ويجدد مقاصده، وعلى ضوء تلك المقاصد يضع عنوانًا له، مع الحرص على الاقتصاد والتركيز اللغويّ ما أمكن".
وهكذا كان عنوان هذه المجموعة يعرّفنا عن مكنونات مريم، فهي تبحر في البحار الزّرقاء الصّافيّة، متخلّصة من كابوسها المؤلم، تقول مريم " فجأة نهضت وإذ بي أرى اسوداد العالم، أشباح الواقع تطاردني، بعد كل الانتظار وإذ بخيبة شلّت كل أعضائي، الغيوم تحجب الشمس والليل دون القمر، ظننته كابوسًا فتعايشته كحلم ورديّ كي أعيش الماضي الجميل كأنّه حاضر، لكن أتى اليوم الذي تطاول الكابوس عليّ فزادني جرعة قوية من ظلامه"، نعم هي مريم ذاتها بعمرها الربيعيّ تنقل لنا تجربة ناضجة، تعاني منها اسوداد العالم، ومع ذلك فهي تتمسّك برزقة البحار، وتبحث في أعماقه عن بصيص نور، فترى الألون في أعماقه، فتغوص في أعماق النّفس الإنسانيّة، كاشفة عن نماذج متعدّدة في هذا المجتمع.
 وقد لفتني في مجموعتها هذه الصورة الإنسانيّة التي برزت عبر قصصها، وهي المفارقة بين صورة الباحث عن المادة والثراء والزاهد فيها. فالأول يدفعه الطمع إلى السير وراء هذا الهدف فتكون عاقبته خسران ما نشده، وفي المقابل نرى الزاهد بالمادة العفيف النّفس الأبي الكرامة، يتخلّى عن البحث عن المال، فتكون العاقبة أنّه يجني الخير الوفير، وقد كرّرت القاصة الشّابة هذه الفكرة في أكثر من قصة، فكانت قادرة على نقل تجربة اجتماعيّة ناضجة واعية، لا يصل إليها إلّا من دعكته الأيام وعجنته الحياة، فخرج منها واعظًا ناصحًا مدركًا حقيقة الأمور. وهذا  يدلّ على عمق قراءة هذه الفتاة اليافعة ودقة الملاحظة لما حولها ما يشير إلى قدرتها على تقديم المزيد.
ونراها في قصص أخرى تنقل لنا نماذج لنساء من هذا المجتمع فتقول " كانت إمرأة لا يسلم من لسانها أحد، إمرأة ليس لها من صفات المرأة التي تكمل هذا المجتمع .. وتقود الحياة وتسيرها بصبرها وتحملها اللامتناهي"، هي صورة واقعيّة من المجتمع نصادفها يوميًّا ونحتكّ بها ونعاني منها، وقد هدفت مريم إلي إيصال المراد في خاتمة القصة حيث تقول " حاولي ألّا يكون كلامك ولا أفعالك وخزة إبرة كي لا ينتهي بك المطاف أيضا بوخزة إبرة فلا يوجد إنسان كامل خالٍ من العيب والخطيئة."
ولم تكن مريم بعيدة من قضايا الوطن والانتماء فكانت قادرة على تصوير ألم فراق الوطن، ونقل مشاعر التهجير المرير.
ويمكن القول إنّ مجموعة بحار زرقاء أعماق ملونة، هي مجموعة من الحياة، وللأدب في الحياة وظيفة اجتماعيّة يؤدّيها من تلقاء نفسه على أكمل وجه قصد به صاحبه إليها أو لم يقصد، وهو قادر على إثارة الأحاسيس الوطنيّة والقوميّة والإنسانيّة في نفوس القرّاء، فقد تترك قصيدة ما أو رواية أثرًا في نفوس الناشئة أكثر مما يتركه خطاب سياسيّ لأنّ الأدب بأنواعه قادر على الوصول إلى شغاف القلب، وإلى العبث بعقل الإنسان من دون تكلّف أو حرج، وباستطاعته أن يعبّر عن قضايا الأمّة وأوضاعها، ومعرفة مستقبلها والتّنبؤ بما سيحدث. وهكذا كانت مريم في مجموعتها فهنيئًا لها وهنيئًا لنا بهذه الطاقة الإبداعية الناشئة.

2- تقولين إنسانًا / د. عماد يونس فغالي

تقول مريم في تقديمِها الكتاب الذي تضعُه اليوم بين أيدينا: "فربّي يعلم صدقي وحبّي العميق كبحرٍ أزرق متفائل ومليء بأعماق ملوّنة بالصبر والتحمّل..." هكذا شرحتْ عنوانَ مؤلّفها "بحارٌ زرقاء وأعماق ملوّنة". 
مريم نزار حنّا، مَن يعرفها يعرف جيّدًا أيّ فتاةٍ هي، هذه الآتية من رحم المآسي والمعاناة، تحملُ على فتيّ عمرها اليانع، ثقلاً هي براءٌ منه، فتفتّقَ إبداعًا أدبيًّا، صدى موهبةٍ تبدّت قدراتٍ في العائلة التي منها تخرج.
تقول في كلمة الشكر والتقدير مطلعَ الكتاب: "يسرّني أن أطبعَ هذا الكتاب وأنا في السابعة عشر من عمري، لكي أبرهن وأقول إنّ العمرَ مجرّدَ رقم. لذا أتمنّى أن تقيّموا الكتاب من خلال المضمون والفكر لا العمر".
مضمونُ الكتابِ وفكره، دوّنت فيه مريمُ يفاعَها المضرّجَ بالأحمر، عاشته تقاسي، فنضجَ مدادًا يعرّف بها إنسانةً، حسبُها قولةُ ألفرد دو موسّيه: "الإنسان متعلّمٌ دائم، هي المعاناةُ معلّمتُه. ولا يعرف قيمةَ نفسه إن لم يعانِ".
بِحارٌ زرقاءُ نصوصكِ القصصيّة. على ضفاف الأملِ وقفتِ متفائلةً، غيرُ خاطرٍ في بالكِ استسلامُ الحلم، وغير راضخةٍ لضعفٍ يتسلّل إلى الأماني... فلجأتِ إلى أعماقكِ الملوّنة، لا بالواقع الأليم الذي رسخَ فيكِ أسودَ الأفق، بل بالصبر والتحمّل اللذين فتَحاكِ على الحياةِ وُسعَ المدى!
في الكتاب أقصوصاتٌ شاركتِها المتذوّقين أدبًا على المنبر، يسرّني أن يكون "لقاء" واحةَ مرسلتِكِ تواصلاً. وأخرى نُشرت على صفحاتِ مجلاّتٍ محليّة وعالميّة. كلّها تنشرُ أدبيّتكِ وتوصِلُ صوتكِ صارخًا في وجه ظلاماتٍ، يواجهها شخصكِ الأنثويّ بدلَ جمالاتٍ حياتيّة لائقٌ لو تسنّى لكِ عيشُها كما يجدر!
هي أقصوصاتٌ في مجملها تطرحُ إشكاليّةً، تصلُ عادةً بالمرء إلى حائطٍ مسدود. تعيدُها مريم في الحبكة النصيّة إلى الحلّ المنشود، ما يجعلُ نصوصَ الكتاب تُطابق العنوان من حيثُ بلوغُ الأمل غايتَه الفضلى.
وفي القسم الثاني من المؤلَّف، "قصصٌ للناشئة. هي عِبرٌ وأمثولات في المواقف الإنسانيّة ومسارات الحياة. في الواقع، تأخذكَ الدهشةُ لهذا الكمّ من المخزون المعرفيّ والخبرة الحياتيّة لفتاةٍ في هذا العمر. لكنْ كم صحيحٌ ما تقدّمه، ومهمٌّ أن يُقتدى به!
كتابُ مريم هذا، كأسٌ من مدامٍ، رشيفُه الصدقُ في القولةِ ومذاقُه دعوةٌ ملحّة للاستجابة. هو في تذوّقه دعوةٌ إلى تلذّذ كلّ فضيلةٍ تهدينا إليها، ربّما لو تفاعلَ كلّ قارئٍ، لَنسجتْ كاتبتُنا من أثر كلماتها، راقيَ إنسان، ونقيّ مجتمع!
في الختام، شكرًا مريم لأنّكِ هنا، شكرًا لأنّكِ كتبتِ!! وإن لم تتشكّلي مثالاً لأترابكِ في أزمنةٍ أدبيّةٍ عجاف، إلاّ أنّكِ صانعةٌ من ترابٍ ذهبًا. لأنتِ نموذجُ كلّ صبيّةٍ يلدها الألم، فتتحوّلَ بعطيّةٍ من علُ، آيةً من جمال ونصًّا من خلود. 

3- المألوف وغير المألوف / هيثم بهنام بردى

إنها تقطع ما هو مألوف وتجعل غير المألوف مألوفاً، نحن معشر حواة الحرف ومبتكرو الصورة ندرك تماماً مدى صعوبة أن نجترح ما هو غير مألوف ونحن نغادر الربع الأول من عتبة العقد الثاني من العمر الحياتي والعقد من العمر المعرفي، واجتراح هذا الأمر الذي يتجلى في الخطوة الأولى من نسج الابداع يشبه تماماً من يضع خطواته الأولى الواثقة في السلم ناظراً وبإصرار وثقة وثبات نحو النقطة البعيدة الشأو والغارقة في الأفق القصي المعلّق في أعطاف المستقبل دون أن ترهبه درجات ذلك السلم مهما كان قلقاً وغير مستقر، وهذا عمري ما هو المألوف..
بيد أن غير المألوف أن يحدث هذا الأمر مع نبتة طالعة للتو حياتياً وتتماهى فيها بوادر تشابك العمر الحياتي والابداعي وتماهيهما في آصرة لا تستطيع أن تعزلهما وتفرقهما كل قوانين الفيزياء والكيمياء، ففي فتاة غضة لا يتجاوز عمرها العقد والنصف وعام، أين يستطيع المتفحص والمدقق أن يعزلهما أو يفرق بعضهما عن بعض، ففي الأمر عسر لا يمكن أن يفعله حتى المتبحر في العلم والمنطق والتفسير...
وهذا ما استشففته في كتابات مريم نزار الديراني، هذه اليافعة الموهوبة، التي استبقت – ابداعياً – دلالات البديهية وما يجاور البديهية، فهي حققت ما سبق وأن قلته باحترافية، وأصدرت مجموعة قصصية، وأقول دهشاً ومعجباً "مجموعة قصصية"، والذي لا يقدم على هذا الأمر الخطير، "المعجزة"، سوى من كان مهيئاً من كل الأوجه لفعل هذا الفعل الخارج عن النظم والسياقات التقليدية، إلاّ من كانت في نفسه القدرة عن اجتراح غير المألوف بعيداً عن المألوف....
أعرف مريم نزار حنا الديراني منذ الطفولة، ومما أعرفه عنها أنها نشأت في بيت يعشق الكلمة والحرف والجملة والسطر والصفحة والكتاب، فوالدها هو الأديب المعروف نزار حنا الديراني الذي أفنى عمره وهو يضيء درب الأجيال الطالعة مثل شمعة تقطر عمرها قطرة قطرة لتضيء للأجيال الطالعة جمال وأصالة الحرف واللغة والأدب السرياني وترجمته إلى اللغة العربية، والعكس هو صحيح أيضاً... وأدرك تماماً أن الولد الذي ينشأ في بيت يدرج فيه الابداع تنمو في دخيلة الأبناء سمة الابداع، وأدرك تماماً أن ما قلته ليس قاعدة بل ثمة استثناء، ولكن مريم هي القاعدة والاستثناء، وتوفرت العناية بمريم من خلال دأب الوالد على تبصيرها، والوالدة – رحمها الرب- من خلال توفير السبل الحياتية والمعرفية لها ولأخوتها، فكانت تنمو وسط هذا الفضاء الفسيح النقي الخالي من الزؤان فكانت نبتة ريانة جميلة ممتلئة بثمر الابداع....
بَيد أن مريم – كما يبدو- كان لها رأي مختلف يعزّز من رؤية الوالد ويقينه بأن البرعم سيزداد اخضراراً وشباباً وأن آوان الاثمار ليس ببعيد، والاختلاف تَأتَّى، ليس من خلال إتقانها للغة الآباء والأجداد فحسب، بل أنها تبحرّت في يمّ العربية الشاسع، فأمسكت بناصية اللغتين – بدأب لا يستكين- وكانت أولى تجاربها في الترجمة من العربية إلى السريانية ترجمتها بعضاً من قصصي القصار جداً، بالرغم من أن جلّ النقاد الذين تناولوا تجربتي السردية أكدوا على جزالة وصعوبة اللغة في تجربتي السردية، وأن العديد من المترجمين أشاروا لي حول هذا الموضوع حين تصدوا لترجمة قصصي إلى لغة أجنبية،.... ثم بعد عام قرأت لها بعضاً من قصصها باللغة العربية، فأيقنت أنني أمام موهبة حقيقية ستخّمر السنون القابلة تجربتها، وتشذّبها من الهنات النحوية والوهن في تركيبة الجملة السردية، وستجعل المواظبة والاستمرار والنهل المستمر من المضان قاصة لها وجودها في المشهد القصصي المعاصر.
محبتي لمريم المبدعة واعتزازي بزميلي وصديقي المبدع نزار الديراني، وتحياتي لكم جميعاً...



غير متصل كامل كوندا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1207
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ الاديب نزار الديراني
يقول المثل (إبن البط عوام) ، ألف مبروك لك وللعزيزة مريم هذه الانجازات الادبية ، كلنا فخر بما تقدموه للثقافة السريانية.
أتمنى لكم كل الموفقية.
    كامل كوندا
   ملبورن أستراليا 

غير متصل فهد إسـحق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 506
    • مشاهدة الملف الشخصي
ألف ألف مبروك أستاذ نزار
تمنياتنا لها بالتوفيق والإبداع الدائم.
محبتي الدائمة لكم.
           فهد إسحق

غير متصل نزار حنا الديراني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 326
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الزميلين كامل كوندا وفهد أسحق الجزيلا الأحترام
شكري وتقديري لفيض محبتكم وشعوركما الطيب مع تحياتي