اعتقد ستتفق معي على اهمية وخاصية من سيشارك لهذه الاسباب..وعليه كنت مقررا ان اكتب عن الاعلام واهميته واللغة والهوية والعائلة وادارة الاموال والممتلكات ، ومواضيع اخرى متعددة ،ولكن تراجعت حيث وجدت نفسي مقتنعا ان لا جدوى مما نكتب لعدم وجود اية استجابة لما كتبنا ،واني على قناعة تامة ان هذه المشاركة هي صورية لانها جاءت غير مدروسة وممنهجة .
كما استنتجت ان فكرة " انا الكل بالكل هنا " هي راسخة في اذهان الاساقفة ومعظم رجال الدين وبالاخص في الكنائس الشرقية.متحججين بالسلطة التي يخولون انفسهم بها على مجموع الشعب البسيط ،ولا يزال يفكرون كما قال الاخ ،مايك سيبي، كان المؤمنون مزارعين ورعاة وبقالين عندما وضعت القوانين الكنسية الحالية المعمول بها ، وكل ما قيل لهم ،الجواب نعم ابونا ونعم سيدنا ،انما الان هناك من هو متقدم عليهم وباعداد كبيرة علميا وتخصصيا وثقافيا.فعليه اعتقد ان الاهم هو تغيير القوانيين لكي لا يتشبث بها هؤلاء الاساقفة .
وعليه اخي دكتور ليون العزيز ترسخت عندي قناعة ان لا جدوى من العمل والتعاون مع الاكثرية الذين لا يزال مركب تفكيرهم هو تفكير رجل الدين في العصور ماقبل الوسطى.لترسخ في اذهانهم السلطة الوهمية ، فكيف نريد منهم معالجات عن الاخفاقات الموجودة .
تقبل تحياتي وشكرا لما طرحت من مواضيع مهمة بهذا الشان.
اخوكم
د. رابي
الأخ والزميل العزيز الدكتور عبدالله رابي المحترم
تحية طيبة،
انتقيت من تعقيبك المهم الفقرات أعلاه وأرى لزاما علي أن أقول إنني أعاني من ذات الشيء وتركي للكتابة في منبرنا الجميل هذا ولمدة طويلة كان سببه ما تعاني منه حضرتك.
يبدو أنا وأنت، كزملاء نكن احتراما شديدا لبعضنا لبعض، نعاني سوية وننظر الى واقع حال شعبنا بمنظار متقارب تقريبا.
لا أخفيك سرا، وأنت الصديق والزميل العزيز إنني كتبت المقال بعد زيارتي الشرق أوسطية كأستاذ زائر وقادتني الى بعض دول الخليج ودمشق وفلسطين ولبنان والأردن ومصر وتركيا.
ما شاهدته عن وضع مؤسسة الكنيسة الكلدانية مضحك ومبكي ولكن شر البلية ما يضحك.
أنا أعيش في أوروبا وما أقوله ينطبق على أوروبا والمناطق التي زرتها. مؤسسة الكنيسة الكلدانية في فوضى عارمة للأسباب التي تذكرها حضرتك.
لقد وضعتَ الأصبع على الجرح، يا أخي العزيز. لم يعد يكترث شعبنا وأخص بالذكر مؤسسة كنيستنا الكلدانية بالكفاءة وما نكتب وما نقترح.
وهل تعلم يا أخي العزيز كم اتألم عندما انتقد كرسي كنيسة المشرق، أي كرسي، كلداني كاثوليكي او الكرسيان الباقيان على مذهب الأجداد؟
إنني أنزف دما، ولكن النزيف الذي لا ينقطع هو ما آل الوضع إليه في مؤسسة الكنيسة الكلدانية وأن هناك أكاديمي بمقام شخصك الكريم يشحص الخلل ويضع يديه على الجرح كي يداويه ولا يسمحوا له كي يقدم الخدمة الجليلة هذه التي نحن في حاجة ماسة اليها.
البطريركية مدعوة أن تسمع وأن تشكل لجان لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان، كما تفضلت به.
وهذه اللجان يجب ان يكون فيها مختصون بالثقافة والطقس واللغة والإدارة والإعلام وأن تنزل من برجها العاجي الذي لا يراه فيها أحد. هي فقط ترى نفسها فيه ولهذا قلت في المقال إنها مصابه بداء "حالة النكران الشديدة."
وفي اللحظة التي تنزل الى الواقع وتؤمن أنها على خطأ وتحاول تصحيح الخطأ وأنها في حاجة الى قيادة جماعية، سيتهافت المختصون وأصحاب الكفاءة من الكلدان، وما أكثرهم، لمؤازرة الكرسي المقدس المؤتمنة عليه، والذي طوال التاريخ كان لنا سندا وحافظا لهويتنا المشرقية المسيحية الأصيلة وخصوصيتنا المتمثلة بلغتنا وطقسنا وأناشيدنا وموسيقانا وأشعارنا ونثرنا، وكله كما تعلم يدور حول المسرة وحياة يسوع المسيح، به ترعرعنا وانتزاعه منا بحجة التأوين، الذي ما هو الا حملة لهدم الصرح الكنسي الكلداني المشرقي بتاريخه وجذوره، سيزيد من تغريبنا وسطوة الدخيل علينا وسترى أنه بسبب حملة التأوين الهدامة وفي حياتنا، رغم بلوغي أنا من الكبر عتيا، وأطال الله في عمرك، نعم ضمن حياتنا سنكون شهودا على الكارثة التي تحدق بنا.
تحياتي