المحرر موضوع: تحت ظلّ شجرتك أبني سلامي، عنوان لأوسع حملة تشجير شهدها قضاء الحمدانية  (زيارة 2124 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بناء السلام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 202
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحت ظلّ شجرتك أبني سلامي، عنوان لأوسع حملة تشجير شهدها قضاء الحمدانية

متابعة وتصوير / جميل الجميل


،، لعنة النمرود لاحقت داعش وهزمتهم ولا زالت مدينة النمرود تشهد سلاماً وتماسكاً وتمدّناً مثلما كانت هذه الحضارة تزدهر قبل آلاف السنوات،،.
 
إستدامة لإتفاقية قناديل التي وقّعتها إحدى عشرة قرية تابعة لقضاء الحمدانية وتضمّ عدّة ألوان الطيف العراقي لتعزيز المصالحة الوطنية والعيش المشترك، بدأت الخطوة الثالثة من تنفيذ إجراءات هذه الإتفاقية حيث كانت الخطوة الأولى توقيع الإتفاقية في قرية سيد حمد بحضور كافة مكونات محافظة نينوى ،وتضمّنت الخطوة الثانية زيارات القرى لبعضها البعض، وإنطلقت الخطوة الثالثة صباح هذا اليوم المصادف 4 آب 2019 في ثلاثة قرى "خرابة السلطان، قرقشة، كبرلي" لتحمل إسماً يتوّج أهالي هذه القرى بمفاهيم السلام حيث حملت الحملة إسماً "أنا أزرع وأنت تسقي" ليكون شعارها "تحت ظلّ شجرتك أبني سلامي" .

بدأت عملية تشجير أشجار الزينة في مداخل القرى بجهود نشطاء وموظّفي مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى مع متطوّعين عرب وشبك وتركمان، حيث زرعنا ما يقارب أكثر من ثمانين شجرة على إستقامة واحدة في مداخل القرى، وهذا كان اليوم الأول من عملية التشجير وستستمر لمدّة ثلاثة أيّام، أمّا بالنسبة للأشجار وآلية سقيها تبرّع مواطنون من هذه القرى بسقيها وإدامتها لتكون ذكرى تاريخية تشهد محبّة هؤلاء الناس مع بعضهم البعض.

قال الفنّان وسام نوح بطرس منسّق مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى – مركز الحمدانية " بعد أن تفككّت الآواصر الإجتماعية وتوترت العلاقات بين هذه القرى نتيجة للنزاعات التي حصلت والمتغييرات الإجتماعية التي طرأت على الساحة بعد عام 2003 وبعد مرحلة داعش ، حصل هناك قلق وتوتر بين المكونات والقرى ونحن سعينا بإعادة العلاقات مرّة أخرى بين هذه المكونات لتكون وفق منظور إنساني ووطني،
وأضاف بطرس بأنّ هذه الحملة "حملة انا ازرع وانت تسقي" هي جمال في المدينة وفي الروح، وهي سباق الى المستقبل، ورغبة في الأندماج وكسر لحالة الجمود، هي استدامة لوثيقة قناديل".

وشكر مواطنون من هذه الثلاثة قرى منظمة UPP ومشروعها مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى على هذه الجهود التي دعمت التعافي الإجتماعي لهذه القرى وتسليط الضوء عليها بالإضافة إلى تعزيز السلام والتماسك الإجتماعي".

تذكيراً لما تضمّنته وثيقة قناديل :

وثيقة قناديل

منذُ فجرِ أولى الحضاراتِ كانَ العراق. وعلى ضفافِ دجلةَ والفراتَ وُلدتْ مدنٌ. ومعها وُلدَ العراقيُّ، ابنُ الحضارةِ والتاريخ، وعلى أرضِ بلادِ النهرينِ عاشَ العراقيون بفسيفسائهم الجميلِ المتناغمِ مئاتٍ من السنينَ كحقلٍ نمتْ وازهرتْ فيه أجملُ ما ابصرتْهُ البشريةْ. من أجل هذا، نحن اهالي قرى كبرلي, خرابة سلطان, قرقشة, قريطاغ, شنف, كنهش, عمر مندان, ابزخ, اسطيح, الحاصودية, من المكونِ العربي والتركماني والشبكي والكاكائي زحَفْنا الى قريةِ تل حميد في السابع والعشرون من شهر حزيران من العام الفين وتسعة عشر لنمحوَ آثارَ الجرادِ الأسود الذي اجتاحنا بلباس الإسلام في التاسع من شهرِ حزيرانَ من العامِ ألفينِ واربعةَ عشر. وعلى مائدةِ المحبة اجتمعْنا وتقاسمْنا الزادَ والملح, وتبادلْنا رسائلَ المحبة. وأعلنّا أننا اخوةٌ في السراءِ والضراء, وتعهدْنا امامَ اللهِ والتاريخِ على أنْ نتقاسمَ الحياةَ على أرضنا في سهلِنا المتنوعِ بشرف, وأننا في خط شروع واحدٍ نبدأ خطوتنا الواثقة على ما تعهدْنا عليه, ونقسم بأشرف ما لدينا أنْ لا عودةَ الى مآسي الماضي وويلاته. وأنْ نصونَ حقَّ الجيرة التي بيننا, وأنْ نبقي جسور المحبة ممدودةً بيننا، مضاءة، مفروشة بالزهور، مُعبدة، ما دامت أنفاسُنا في صدورِنا. ونوصي بهذا من بعدنا شبابَنا وفلذاتِ أكبادِنا ، نوصيهم أنْ ينهجوا النهجَ نفسه وأنْ لا يُدنسوا ميثاقَنا هذا حفاظا على وحدتنا وكرامتنا ومنهج أبائنا وأجدادنا. وعليه وقعنا نحنُ كممثلين عن قرانا. بحضورِ وشهادةِ راعي هذا التجمع ( منظمة  UPP مشروع مد الجسور بين مجتمعات نينوى/ مركز قره قوش ). وحشد غفير من السادة المسؤولين بالدولة ورجال الدين والشيوخ والوجهاء والخيرين من أبناء بلدنا العزيز.

 جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى بمرحلته الثانية قد شمل جانبين : الجانب الأول هو إعادة بناء وتأهيل مجموعة من المدارس في محافظة نينوى وبناء قدرات الكادر التربوي وإقامة فعّاليات تعزز السلام مع الطلبة، والقسم الثاني بدأ ببناء قدرات نشطاء المجتمع المدني في مواضيع عديدة وتنمية قدراتهم ليكونوا وكلاء السلام في مدنهم ومانعي الصراعات ، وشمل عدّة أنشطة وفعاليات وحملات والعمل مع الإذاعات لبث برامج السلام ، والمشروع ممّول من الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى "UPP الإيطالية".