نبدأ موضوعنا هذا بالحكمة التالية : (( المسيح هو الطريق الخاص لبناء الإنسان المقدس الجديد ))
المقدمة :
كانت مبررات وجود الرب يسوع المسيح في الزمان والمكان ضرورة تاريخية لتغيير معالم التاريخ نحو الإنسان الفاضل الذي يجب ان يتمتع بحرية الفكر للقضاء على اشكال العبودية ( العبودية الذاتية والعبودية المجتمعية ) ولكلتا العبوديتين مبرراتها واسبابها :
العبودية الذاتية : ( تخضع لعبودية الفكر ) تأتي من تقبل الإنسان لها وإخضاع ذاته إليها ( بإرادته ) منطلقاً من مبدأ الخوف من المصير المجهول الذي ينتظره بعد حياته الزمنيّة على الأرض . او بانتهاج فكر " أيديولوجية " ( بمختلف انتماءاتها وتسمياتها ) فيسلّم ذاته لذاك الفكر فتصبح عقيدة منهجية له .
العبودية المجتمعية : والتي تعني استعباد الإنسان ( بدون إرادته ) واخضاعه بممارسة الإرهاب الجسدي والنفسي عليه لإخضاعه بغية الاستفادة منه في سبيل رخاء وازدهار الآخرين ( صراع المصالح ) .. وهنا فمنزلة الإنسان تساوي او تقل عن منزلة الحيوان ... وبذلك يجرّد الإنسان من إنسانيته بتجريده من حرّيته . وهذه تأتي من اشكال الاستعمار .
ان الباب الرئيسي الذي يجيز كلتا العبوديتين هو تأطيرهما بإطار ( القداسة ) .
اين تكمن المشكلة ...؟ المشكلة تكمن في الأولى ان الإنسان يسلّم ذاته للعبودية منطلقاً من جهله بما يشكل حياته الثانية بعد الموت ( وهي العلّة ) المستعصيّة عليه منذ الأزل ... لذلك بدأ الإنسان في الخضوع لـ ( العلّة الأولى للحياة ومسببها ) بالتفتيش عنها خارج الإنسان ذاته ... وكما عرفناها وكشفت لنا من خلال الألواح السومرية الاكدية متمثّلة بـ ( ملحمة كلكامش .. البحث عن الخلود ) وخلاصتها ( ان يصل الإنسان إلى الخلود الجسدي ليكون هو الله او مع الله ... ولم يفلح " العديد من الأبحاث اليوم منصبّة على إطالة عمر الإشخاص للارتقاء بهم كنخبة للوصول إلى الله " ) كذلك من التورات في سفر التكوين ( عندما حاول آدم وحواء ان يحصلوا على الثمرة التي تجعلهم آلهة مع الله ) وعندما استسلم الإنسان لحقيقة الموت بدأ بالبحث عن اشكال الحياة بعده ( ان التراث العالمي ملئ بقصص الحياة بعد الموت واعطائها اشكالاً متعددة وكان من وراء ذلك .. انشاء الأهرامات ودفن آنية الملوك وزوارقهم معهم وخدمهم الأحياء كذلك ... وفي الصين وثقافات اخرى كانت تدفن مع الملوك تماثيل جنود تساعدهم بعد العودة للحياة في عودة القيادة لهم ) ...
اما الثانية فالعبودية تفرض على الإنسان لاستغلاله شخصياً وكلّياً له وما تحت يده ( من دون إرادته أي مسلوبها ) ... وهذه العبودية يتم اخضاعها لعامل ( القداسة ) ( في الأولى تدعى تبعية الإيمان " يقودها الإيمان الذاتي " وتكون من نصيب من اثبت انه قريب من مصدر الحياة المجهولة للبشر ، او من الإيمان بالمنطلقات الفكرية " الأيديولوجية " لحركة او حزب ... والثانية تبعية السلطة المطلقة ويتم ممارستها من خلال قدسية السلطة ومنهج التفوّق الذي منه يخرج مبدأ الأفضلية او الأحقيّة كون المُسْتَعمِر " خارجي او داخلي " يعتبر ذاته ارقى وافضل من المُستعمَر فيتعامل معه كمنزلة الحيوان يستوجب استغلاله وهنا على المستعمِر الخضوع للأفضل والأرقى وصولاً إلى إيمانه العقائدي ) .
جزئنا الثاني سيكون القداسة في فكر الرب يسوع المسيح .
الرب يبارك حياتكم جميعاً
اخوكم الخادم حسام سامي 4 / 8 / 2019