المحرر موضوع: المسلمون يدفعون ثمن استئثار متشددين بالحديث باسمهم  (زيارة 1435 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
المسلمون يدفعون ثمن استئثار متشددين بالحديث باسمهم
طفرة إعلامية يمينية تربط بين الإسلام والإرهاب في أستراليا.
العرب / عنكاوا كوم

صورة للنشر على فيسبوك
أغلب وسائل الإعلام الغربية تعمد إلى تغطية أيديولوجية المجموعات الإسلامية المتشددة وإغفال رأي المعتدلين مما يعطي صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين عموما.

سيدني - أقرت الحكومة الأسترالية تدابير وقائية خاصة بمكافحة الإرهاب الإسلامي يدفع ثمنها باهظا مسلمون بسبب أفعال لإسلاميين استأثروا بالحديث باسمهم في وسائل الإعلام.

وتعتمد الاستراتيجية الجديدة على “تحول” في التوازن بين الحرية والأمن.

وتشهد فعاليات يقيمها في العادة إسلاميون يمتازون بأراء متشددة في أستراليا وغيرها من البلدان الغربية بتغطية إعلامية مكثفة.

واعتبر الكاتب الصحافي عبدالخالق كيطان أنه “من التقليدي، والمعيب، أن تقع وسائل إعلام مرموقة في خطأ التمثيل، أي أن تتبنى هذه الوسائل جهة معينة لمجرد أن هذه الجهة ترفع شعارا جامعا يدعي تمثيله لمجموعة دينية أو إثنية ضخمة، كما هو الحال مع الإسلام والمسلمين في أستراليا”.

وأكد “المسلمون هنا ليسوا كتلة واحدة، كما أن مرجعيات هؤلاء الثقافية مختلفة باختلاف البلاد التي ينحدرون منها. هنالك إسلام متطرف، بشقيه الشيعي والسني، وهذا الإسلام لا يمكن فهمه بالنسبة للإعلام الغربي، عموما، دون البحث عن البيئة التي أنتجته، والأمر ينطبق على ما يسمى بالإسلام المتسامح، المدني، المعاصر، السلفي، الجهادي إلخ…”.

وأضاف الناشط الإعلامي المقيم في أستراليا “وسائل الإعلام هنا تبحث عن ‘معلق’ يمكن الوصول إليه، وفي الوقت ذاته يحمل يافطة ما، كأن يكون: زعيم حزب الأمة الإسلامية، الأمين العام لاتحاد المسلمين… إلخ من تسميات رائجة هنا يستفيد أصحابها من تمويل متعدد الوجوه: محلي من قبل الحكومة الأسترالية، ومحلي من خلال المتبرعين هنا، وأخيرا عابر للحدود من قبل دول وجهات تريد ممثلين عنها هنا لغايات مختلفة”.

وأكد “من الخطأ التقليدي ألا تجد وسائل الإعلام الأسترالية متحدثين يقدمون وجهات نظر إسلامية، أو عن الإسلام، خارج جماعة اليافطات”!

وتتجه أغلب وسائل الإعلام في أستراليا وغيرها نحو تغطية أيديولوجية المجموعات الإسلامية المتشددة مما يعطي صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين عموما.

عبدالخالق كيطان: من المعيب، أن تقع وسائل إعلام مرموقة في خطأ التمثيل
وأكد غسان حاج، أكاديمي أسترالي من أصل لبناني، في جامعة ملبورن الأسترالية أنّ “ما يتم نشره في وسائل الإعلام اليمينية يشيع ثقافة الإسلاموفوبيا، ما يجعل من السهل على المتطرفين التفكير في أن نزواتهم القاتلة شرعية”.

وكان السيناتور الأسترالي الفرازر أنينغ عن ولاية كوينزلاند المنتمي إلى حزب متطرف يدعى “أمة واحدة” قال إنه يجب وقف هجرة المسلمين إلى أستراليا ووصفهم بالإرهابيين.

وينظر الإعلام الغربي عموما إلى المجتمعات الإسلامية باعتبارها مجتمعات همجية ومتأخرة ولا تعرف الحوار الحر.

ويقول خبراء إن الإعلام الغربي يمتلك من القوة والسلطة ما يجعله قادرا على كتم الأصوات المدافعة عن الإسلام المعتدل وصرف الانتباه عنها، بينما يقوم بالتركيز على معلومات وأحداث مختارة ومصورة بطريقة مقصودة لتشويه صورة المسلمين.

ويعرف العالم طفرة إعلامية يمينية متطرفة تعمل على تقديم صورة سلبية عن المسلمين، ودائما ما تربط بين المسلم والإرهاب، حتى أضحت صورة المسلم مرادفة للإرهاب.

وجاءت صورة الإسلام بصفة عامة في وسائل الإعلام الغربية المختلفة، صورة سلبية وسيئة ومشوهة في الغالب، فالصورة منفرة، ولقد وصف المسلمون بأوصاف بدائية وهمجية، إلا في القليل جدا من المعالجات الإعلامية، والتي تبقى غير ذات تأثير مقارنة مع السائد.

ويربط الإعلام الأوروبي بشكل كبير بين الإسلام كدين وبين ممارسات بعض الحركات الإسلامية المتشددة، وقد تم استغلال أحداث تورط فيها بعض الإسلاميين المتشددين من أجل إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين.

كما تستخدم وسائل الإعلام الأوروبية عدة وسائل لإبراز الصورة السيئة للإسلام والمسلمين، من قبيل العناوين المثيرة والتكرار المستمر خاصة في أحداث العنف والربط بين الإسلام والإرهاب، واستخدام صور وعبارات مؤثرة نفسيا للتأثير على المتتبع مستغلة جهله بالإسلام واعتماده على ما تقدمه له من معلومات وأحكام جاهزة.

ولم تستطع احتجاجات قادة وزعماء الأقليات المسلمة المعتدلة في أوروبا، ردا على المعالجات الإعلامية الخاطئة للإسلام والمسلمين، إيقاف هذه الحملات الإعلامية ضد الإسلام والمسلمين، لأنه لا يمكن التحكم في وسائل الإعلام، والتدخل في عملها، وفق القوانين المعمول بها هناك.

ويقول الخبير الألماني كاي حافظ إن “الموضوعية المهنية، هي إعطاء الجمهور فرصة التعرف على صورة متوازنة لأحداث العالم، ولكن المهنة الصحافية المتبعة اليوم تحدد الخبر الجيد على أنه الخبر السيء أو الخبر المثير، وهذا يبدو في نظري تحريفا للمفهوم الأصلي للموضوعية أو التعددية”.

وفي نقده لوسائل الإعلام يرى كاي حافظ أن “القائمين على بعض وسائل الإعلام في العالم العربي قبلوا ما سمي بالموضوعية التي تفرضها الظروف، بحيث قالوا ما دام العالم الغربي ووسائل إعلامه يقدمان صورة منحازة، فمن حقنا أيضا أن نكون منحازين لخلق توازن”.

وأضاف الخبير الألماني أن “الإعلام من الطرفين يواصل تغطية الأحداث بطريقة تعكس صورة العداوة. وسائل الإعلام الغربية تركز على قضايا تصف الإسلام ليس كدين، بل كأيديولوجيا سياسية، أصولية وإرهاب واضطهاد المرأة وتخلف اجتماعي كبير”.

ويضيف “ووسائل الإعلام العربية والإسلامية تقوم بنفس الشيء في ما يتعلق بالغرب. وإن لم توجد دراسة فعلية معمقة حول هذا الموضوع، فإنه يمكن القول بأن الصورة التي تعطيها وسائل الإعلام العربية والإسلامية عن الغرب هي صورة منحازة”.

ويؤكد مراقبون أن المسلمين اليوم يحتاجون إلى بلورة خطاب إعلامي عصري نقدي وموضوعي، يغزو الأسواق الغربية، يقوم أساسا على التبرؤ من أقليات إسلامية سمتها الهمجية والعنف وعدم القبول بالتحدث باسمها إضافة إلى ضرورة أن يبتعد هذا الخطاب عن الرتابة،

وطالب المراقبون بأن يعلو الخطاب الإعلامي الإسلامي الجديد على النزعة العاطفية ويؤسس رؤية معرفية إسلامية مستقلة وشاملة، ويرتكز على الانفتاح النقدي.